عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-30-2008, 07:10 PM
أبو الفداء الأندلسي أبو الفداء الأندلسي غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


أصل القول بخلق القرآن

جاء في معارج القبول للحكمي

وأول ما اشتهر القول بخلق القرآن في آخر عصر التابعين لما ظهر جهم بن صفوان 1 شقيق إبليس لعنهما الله وكان ملحدا عنيدا وزنديقا زائغا مبتغيا غير سبيل المؤمنين لم يثبت أن في السماء ربا ولا يصف الله تعالى بشيء مما وصف به نفسه وينتهي قوله إلى جحود الخالق عز و جل ترك الصلاة أربعين يوما يزعم يرتاد دينا ولما ناظره بعض السينة ! في معبوده قال قبحه الله هو هذا الهواء في كل مكان وافتتح مرة سورة طه فلما أتى على هذه الآية الرحمن على العرش استوى طه 5 قال لو وجدت السبيل إلى حكها لحككتها ثم قرأ حتى أتى على آية أخرى فقال ما كان أظرف محمدا حين قالها ثم افتتح سورة القصص فلما أتى على ذكر موسى جمع يديه ورجليه ثم رفع المصحف ثم قال أي شيء هذا ذكره ههنا فلم يتم ذكره وذكره ههنا فلم يتم ذكره وقد روى عنه غير هذا من الكفريات وهو أذل وأحقر من أن نشتغل بترجمته وقد يسر الله تعالى ذبحه على يد سالم بن أحوز بأصبهان وقيل بمرو وهو يومئذ نائبها رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين خيرا
وقد تلقى هذا القول عن الجعد بن درهم 2 لكنه لم يشتهر في أيام الجعد كما اشتهر عن الجهم فإن الجعد لما أظهر القول بخلق القرآن تطلبه بنو أمية فهرب منهم فسكن الكوفة فلقيه فيها الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه ولم يكن له كثير أتباع غيره ثم يسر الله تعالى قتل الجعد على يد خالد بن عبد الله القسري الأمير قتله يوم عيد الأضحى بالكوفة وذلك لأن خالدا خطب الناس فقال في خطبته تلك أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقوله الجعد علوا كبيرا ثم نزل فذبحه في أصل المنبر روى ذلك البخاري في كتابه خلق أفعال العباد 1 ورواه ابن أبي حاتم في كتاب السنة له وغيرهما وهو مشهور في كتب التواريخ وذلك سنة أربع وعشرين ومائة وقد أخذ الجعد بدعته هذه عن بيان بن سمعان وأخذها بيان عن طالون ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه و سلم وأنزل الله تعالى في ذلك سورة المعوذتين 2 ثم تقلد هذا المذهب المخذول عن الجهم بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي المتكلم 3 شيخ المعتزلة وأحد من أضل المأمون وجدد القول بخلق القرآن ويقال إن أباه كان يهوديا صباغا بالكوفة وروى عنه أقاول شنيعة في الدين من التجهم وغيره مات سنة ثماني عشرة ومائتين ثم تقلد عن بشر ذلك المذهب الملعون قاضي المحنة أحمد بن أبي دواد 4 وأعلن بمذهب الجهمية وحمل السلطان على امتحان الناس بالقول بخلق القرآن وعلى أن الله لا يرى في الآخرة وكان بسببه ما كان على أهل الحديث والسنة من الحبس والضرب والقتل وغير ذلك وقد ابتلاه الله تعالى بالفالج قبل موته بأربع سنين حتى أهلكه الله تعالى سنة أربعين ومائتين ومن أراد الاطلاع على ذلك وتفاصيله فليقرأ كتب التواريخ ير العجب
رد مع اقتباس