عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 05-24-2010, 03:40 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي




الدرس السابع عشر



فصل
الإيمان بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم



وَيَجِبَ اَلْإِيمَانُ بِكُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ اَلنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَحَّ بِهِ اَلنَّقْلُ عَنْهُ فِيمَا شَاهَدْنَاهُ, أَوْ غَابَ عَنَّا, نَعْلَمُ أَنَّهُ حَقٌّ وَصِدْقٌ وَسَوَاءٌ فِي ذَلِكَ مَا عَقِلْنَاهُ وَجَهِلْنَاهُ, وَلَمْ نَطَّلِعْ عَلَى حَقِيقَةِ مَعْنَاهُ مِثْلَ حَدِيثِ اَلْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ وَكَانَ يَقَظَةً لَا مَنَامًا, فَإِنَّ قُرَيْشًا أَنْكَرَتُهُ وَأَكْبَرَتَهُ, وَلَمْ تُنْكِرْ اَلْمَنَامَاتِ .


يجب على المسلم أن يؤمن بكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كان مشاهداً أو مغيباً ، وسواء أدركناه بعقولنا أو لم ندركه ، وأنه صدق وحق ، فلا يجوز رد شيء من أمور الغيب الثابتة في الكتاب والسنة ، لمجرد استبعاد العقل ، فإن العقول تضعف عن إدراك أمور الغيب .
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .
والإيمان بالغيب من أعلى وأفضل درجات الإيمان .
قال تعالى ( هدى للمتقين . الذين يؤمنون بالغيب .. ) .
قال السعدي رحمه الله : ” وليس الشأن في الإيمان بالأشياء المشاهدة بالحس ، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر ، إنما الشأن في الإيمان بالغيب ، الذي لم نره ولم نشاهده ، وإنما نؤمن به لخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا الإيمان الذي يميَّز به المسلم من الكافر ، لأنه تصديق مجرد لله ورسوله ، فالمؤمن يؤمن بكل ما أخبر الله به أو أخبر به رسوله سواء شاهده أو لم يشاهده ، وسواء فهمه وعقله أم لم يهتد إليه عقله وفهمه ... ويدخل في الإيمان بالغيب الإيمان بجميع ما أخبر الله به من الغيوب الماضية والمستقبلة وأحوال الآخرة وحقائق أوصاف الله وكيفيتها وما أخبرت به الرسل من ذلك “ .
وقد ذكر المصنف أمثلة على هذه الأمور التي يجب الإيمان بها والتصديق ، فذكر :
الإسراء والمعراج
الإســراء لغـة :السير بالشخص ليلاً . وشــرعاً :سير جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس .
والمعراج :الآلة التي تعرج بها , وهي المصعد . وشــرعاً :السلم الذي عرج به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء .
قصـة الإســراء والمعراج :
§ الإسراء والمعراج ثابت بالقرآن والسنة .
قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .
والأحاديث كثيرة في ذلك .
· ملخص ما حدث :
أن النبيصلى الله عليه وسلم أتي بالبراق حتى جاء بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء ، فوجد في السماء الأولى آدم ، وفي السماء الثانية عيسى ويحيى ، وفي السماء الثالثة يوسف ، وفي السماء الرابعة إدريس ، وفي السماء الخامسة هارون ، وفي السماء السادسة موسى ، وفي السماء السابعة إبراهيم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور، وفرضت عليه الصلوات الخمس ثم رجع من ليلته ...) . متفق عليه
· وقت الإسـراء والمعراج :
كان من مكة باتفاق أهل العلم ، وبنص القرآن والسنة المتواترة ، كما قال تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) . ( مجموع الفتاوى 3 / 387 )
· وكان ذلك بعد المبعث وقبل الهجرة بالاتفاق . ( لكن لا يعرف أي سنة بالتحديد : فقيل قبل الهجرة بثلاث سنين ، وقبل بسنتين وقيل بسنة .
· جماهير أهل السنة أن الإسراء والمعراج كان بروحه وجسده يقظة مرة واحدة لا مناماً .
فالأكثرون من العلماء أنه أسري ببدنه وروحه يقظة لا مناماً .
ومما يدل على أن الإسراء بجسده وروحه في اليقظة :
قوله تعالى : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ... ) ، والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح ، كما أن الإنسان اسم لمجموع الجسد والروح ) .
· عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ليلته .


م / (وفرضت عليه الصلوات الخمس ) .
أي فَرض الله تعالى على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى أمته الصلوات الخمس في هذه الليلة ( ليلة الإسراء والمعراج ) .
ففي حديث الإسراء ( ففرض الله عليّ خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فنزلت إلى موسى فقال : ما فـرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة ، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك لا يطيقون ذلك ...... الحديث فمازال يراجع بين الله وبين موسى حتى قال الله : يا محمد ! إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة ، لكل صلاة عشر فلذلك خمسون صلاة ) .

م / وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ مَلَكَ اَلْمَوْتِ لَمَّا جَاءَ إِلَى مُوسَى u لِيَقْبِضَ رُوحِهِ لَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ, فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ عَيْنَهُ
-----------------------
هذا الحديث جاء في الصحيحين عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام ، فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال : ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطى يده بكل شعرة سنة ، قال : أي رب ، ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن ، قال : فسأل اللهَ أن يدنيَه من الأرض المقدسة رميةً بحجَر ) متفق عليه .
والمصنف ذكر هذا الحديث في العقيدة لأن بعض أهل البدعة أنكروه معللاً ذلك أنه يمتنع أن موسى يلطم الملك .
قال ابن خزيمة : أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث وقالوا إن كان موسى عرفه فقد استخف به ، وإن كان لم يعرفه فكيف لم يقتص له من فقء عينه ؟ والجواب : أن الله لم يبعث ملك الموت لموسى وهو يريد قبض روحه حينئذ ، وإنما بعثه إليه اختباراً ، وإنما لطم موسى ملك الموت لأن رأى آدمياً دخل داره بغير إذنه ولم يعلم أنه ملك الموت ، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن ، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين فلم يعرفاهم ابتداء ، ولو عرفهم لما قدم لهم المأكول ، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه .
نتوقف عند هذا القدر
ونكمل المرة القادمة
واليوم نختار الفاضلة ام عبدالملك لتستخرج لنا الفوائد على هذا الدرس