الموضوع: نصيحة للشباب
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 02-12-2009, 12:13 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

فليسَ لمن أرادَ أن يَسِمَ يوسف بالهمِّ إلا أن يكون إما من حزبِ الله جلّ وعلا, وإمّا أن يكونَ من حزبِ الشيطان الرجيم, وكلا الحزبين قد صرحا بأن يوسف ما همّ, وأنّه ما أتى منه شيء.
النعمة قد تكونُ فتنة وتكون امتحاناً وابتلاءً؛ لأن يوسُفُ عندما صارت مقاليدِ الأمورِ بيدهِ, وعندما أصبحَ مُتصرِّفاً بأمرِ اللهِ ربِّ العالمين في لقمةِ العيشِ في مِصْرَ بطُولها وعرضِها وفي الدول المحيطةِ بها؛ صرّف الأمر تصريفاً حسناً حتى إنّه من بعد ما لُمَّ الشمل, وأنت لمَّةُ الإخوة مع أبيهِ وخالته, وسمّاها القرآنُ أُمّاً؛ لأن الخالة أمُّ {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً} [يوسف : 100].
عندما أتى الأمرُ مستقراً على هذه النهايةُ في مجتمعٍ مضطربٍ قد انفلتت شهواته, وانطلقت من العقال غرائزه, يدلُّك على ذلك أن الزوجَ كان من دم باردٍ لا نخوةَ عنده ولا غَيرةَ مُطلقاً, حتى إنّه عندما رأى ما رأى من البُرهانِ القاطعِ والدليلِ الساطعِ على أنّ امرأته كانت تراودُ فتاهُ عن نفسِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُحرِّك ساكناً, وإنما أقبَلَ بدمٍ باردٍ يقول: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا}
[يوسف : 29], وأما أنت أيتها الخاطئة فاستغفري لذنبك ولا يزيد!


ويجعلُ هذا الدَّرِيس هنالكَ عند النار المشبوبة, ولا يحترزُ ولا يضعُ حجاباً ولا حَاجزاً, ثمَّ عندما سارت القالةُ, وتناقلت الألسن ما كانَ من المرأة, لم يكن هنالك من شيء عندها يَتَفَتَّقُ به ذهنُها إلا أن تعتدَّ لهنّ متكئاً وتُهيئ لهنّ موطناً, ثم تؤتي كل واحدة منهن سكيناً, وتضعُ بين أيديهن فاكهة تُقطّعُ أو تُقشَّرُ, ثم فليخرج يوسف وهو كارهِ لكي يمضيَ بينَ صفوفِ النسوة

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 02-12-2009 الساعة 12:24 PM
رد مع اقتباس