الموضوع: كلامٌ نفيسٌ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-14-2009, 03:15 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




I15 كلامٌ نفيسٌ

 





كلامٌ نفيسٌ للإمام عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ
-رحمه الله- على غيرة الهدهد لتوحيد الله -عزوجل-.



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه وبعدُ:

إن من أعجب العجب وأغرب الغرائب أن يوجد من يغارُ على دين الله -عزوجل-
وهو ليس بمكلفٍ أصلاً وفي مقابل ذلك تجدُ ممن كرَّمه الله تعالى فجعله من بني آدم
ومن أهل الإسلام لا يحرك ساكناً إذا وجد من إتخذ لله نداً.

فطائر الهدهد في زمن سليمان -عليه السلام- لما رأى قوم سبأ يعبدون غير الله غار لذلك؛
بل وكان سبباً في إسلامهم قال تعالى:
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً
أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ
وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ
عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ
فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25))

قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- عند هذه الآية
" ولما كان الهدهدُ داعياً للخير, وعبادة الله وحده والسجود له, نُهي عن قتله ".



وقال العلامة عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمه الله-: " فحدث الهدهدُ,
سليمانَ -عليه السلام-, بما رآهم يفعلونه, من السجود لغير الله؛
والسجودُ نوع من أنواع العبادة, فليت أكثر الناس عرفوا من الشرك,
ما عرف الهدهد؛ فأنكروه, وعرفوا الإخلاص فالتزموه؛ وبالله التوفيق,
وسبحان من غرس التوحيد, في قلب من شاء من خلقه, وأضل من شاء عنه,
بعلمه وحكمته وعدله" الدرر السنية (2/277).


يشيرُ الشيخ أن هناك من لا يعرف حقيقة التوحيد
فقد يسجد لغير الله وهو يظن أنه لا يزال موحداً مخلصاً لله تعالى,
وكما يقال: كيف يتقي من لا يعرف ما يتقي,,,

اللهم إجعلنا ممن غرست التوحيد والعمل به في قلبه
وكرَّهت إليه الكفر والعصيان إنك ولي ذلك والقادر عليه.



قال العلامة ابن قيم الجوزية -رحمه الله-:
" وتبليغُ سُنَّته إلى الأُمَّة أفضل من تبليغ السِّهام إلى نُحُور العَدوّ؛
لأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس, وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء
وخلفاؤهم في أُمَمِهم, جعلنا الله تعالى منهم بمنِّه وكرمه".

جلاء الأفهام (ص491).



رحمكِ الله ياقرة عيني


التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 05-30-2012 الساعة 11:41 PM
رد مع اقتباس