عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 12-21-2010, 10:37 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الباب الثاني

فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

لما ذكر في الترجمة السابقة وجوب التوحيد (الباب الاول)، وأنه الفرض الأعظم على جميع العبيد ، ذكر هنا (الباب الثاني )فضله ، وآثاره الحميدة ، ونتائجه الجميلة ، وليس شيء من الأشياء له من الآثار الحسنة ، والفضائل المتنوعة ، مثل التوحيد ، فإن خير الدنيا والآخرة من ثمرات هذا التوحيد وفضائله .

وقول المؤلف : ( وما يكفر من الذنوب ) من باب عطف الخاص على العام ، فإن مغفرة الذنوب وتكفير الذنوب من بعض فضائله وآثاره . بمن انه قال:

فضل التوحيد(وهذا فضائله كثيرة ومنها تكفير الذنوب)
ثم قال : ومايكفره من الذنوب وهي بلاشك داخلة في فضائل التوحيد لكنه ذكرها مرة اخري بعدها من باب عطف الخاص(الذي هو تكفير الذنوب) على العام (الذي هو فضائل التوحيد) وذلك لابراز اهميته


م/ ( وقول الله تعالى : ﴿ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ ــــ
﴿ الذين آمنوا ﴾ أي : وحدوا الله ، وأخلصوا له العبادة ، وآمنوا أن إلههم الحق .
﴿ ولم يلبسوا ﴾ لم يخلطوا ، ولبس الشيء بالشيء : تغطيته به ، وإحاطته به من جميع جهاته .
﴿ إيمانهم ﴾ توحيدهم .
﴿ بظلم ﴾ الظلم هنا المقصود به الشرك .
ولذلك روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال : ( لما نزلت هذه الآية ﴿ ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ﴾ قلنا يا رسول الله ، أينا لا يظلم نفسـه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ليس الأمر كما تظنون ، إنما المراد به الشرك ، ألم تسمعوا إلى قول الرجل الصالح : إن الشرك لظلم عظيم " ) .
قال شيخ الإسلام : ( الذي شق عليهم ظنوا أن الظلم المشروط هو ظلم العبد لنفسه ، وأنه لا أمن ولا اهتداء إلا لمن لم يظلم نفسه ، فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلمما دلهم على أن الشرك ظلمٌ في كتاب الله ، وحينئذٍ فلا يحصل الأمن والاهتداء إلا لمن لم يلبسوا إيمانهم بظلم ) .
﴿ أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ﴾
قيل : ﴿ لهم الأمن ﴾ أي في الآخرة ، ﴿ وهم مهتدون ﴾ أي في الدنيا .
وقيل : ﴿ لهم الأمن ﴾ أي الأمن الكامل إذا لم يأتوا بكبيرة ، ﴿ وهم مهتدون ﴾ أي في الدنيا إلى شرع الله بالعلم والعمل وفي الآخرة إلى الجنة .
﴿ لهم الأمن ﴾ هل أمن كامل أم لا ؟
نقول : إن كان إيمانه كاملاً وسليماً من المعاصي فله الأمن الكامل ، وأما إذا سلم من الشرك الأكبر ولم يسلم من الشرك الأصغر وبعض الذنوب ، فهدايته وأمنه ليس كاملاً .
مثال ذلك : مرتكب الكبيرة آمن من الخلود في النار ، وغير آمن من العذاب ، بل هو تحت المشيئة .
وأما من وافى الله محققاً للتوحيد ، فإنه آمن أمناً مطلقاً ، آمن من الخلود في النار ، وآمن من العذاب .
قال شيخ الإسلام : ( فمن سلم من أجناس الظلم الثلاث ، يعني الظلم الذي هو الشرك ، وظلم العباد ، وظلمه لنفسه بما دون الشرك ، كان له الأمن التام والاهتداء التام ) . أ . ﻫ
المعنى الإجمالي للآية :
يخبر سبحانه أن الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يخلطوا توحيدهم بشرك هم الآمنون المهتدون في الدنيا والآخرة
مناسبة الآية للباب :
أنها دلت على فضل التوحيد وتكفيره للذنوب .
من فوائد الآية :
1. دلت الآية على فضل التوحيد وتكفيره للذنوب ، لأنه من أتى به تاماً فله الأمن والاهتداء التام ، ودخل الجنة بلا عذاب .
2. أنه كلما انتفى الظلم وُجد الأمن والاهتداء ، وكلما كمل التوحيد ، وانتفت المعصية ، عظم الأمن والاهتداء
3. أن الشرك أعظم الظلم .
& والظلم أنـواع :
أولاً / الشرك بالله ، وهو أعظم الظلم كما قال تعالى : ﴿ إن الشرك لظلم عظيم ﴾ .
ثانياً / ظلم العبد نفسه بالمعاصي ، قال تعالى : ﴿ ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ﴾ .
ثانياً / ظلم العبد لغيره ، وهو ظلم العباد بعضهم لبعض . قال تعالى : ﴿ إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب عظيم ﴾ .
4. أن الشرك يسبب الخوف في الدنيا والآخرة ويمنع الامن .

نكتفي بهذا القدر اليوم

وموعدنا السبت القادم ان شاء الله
مع نتائج الاختبار
وحفل بسيط بهذه المناسبة
نقوم فيه بعون الله باعلان اسماء المتفوف الذي يحتل المركز الاول في هذا الاختبار (فياتري من سيكون؟؟)
وايضا توزيع الشهادات على الناجحين
وجزاكم الله خيرا
فلا تحرمونا وجودكم ودعوة الاهل والاصدقاء وكل من تحبون ليكتبوا كلمات التهنئة لكم وللفائزين فتكون دافع للخير دائما وتشجيع للاخرين

في انتظار الجميع ان شاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 12-21-2010 الساعة 10:41 PM