عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10-13-2010, 03:59 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي


الدرس الخامس



ما هـى ثمـرة المحبـة ؟

(1) حب الله سبحانه وتعالى ومغفرته : قال تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فأتبعـونى يُحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم }
(2) حلاوة الإيمان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ثلاث من كُنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يُحب المرء لا يُحبه إلا لله وأن يكره أن يعود فى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف فى النار ".
(3) حصول الإيمان : قال تعالى : { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حآد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان } ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ".
(4) دخول الجنة ورضا الله عنهم وفلاحهم : قال تعالى { أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويُدخلهم جناتٍ تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون } المجادلة 22
(5) ومن أعظم ثمرات المحبة وأعلاها : لذة النظر إليه سبحانه فى الآخرة قال تعالى : { إن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً } الأحزاب 29 ، فجعل الله سبحانه وتعالى إرادته غير إرادة الآخرة وهذه الإرادة لوجهه موجبة للذة النظر إليه فى الآخرة .

سؤال : كيف نحب الله ؟

إن هناك أسباب جالبة للمحبة وموجبة لها ، وهى :
1) قراءة القرآن بالتدبر والتفهُّم لمعانيه وما أريد له .
2) التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض ، وذلك لحديث أبى هريرة فى البخارى :" ما تقرب الىّ عبدى بشئٍ أحب الىّ من أداء ما إفترضته عليه ، ولا يزال عبدى يتقرب الىّ بالنوافل حتى أحبه .... الحديث "
3) دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
4) إيثار محآبه على محابك عند غلبان الهوى
5) مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه فى رياض هذه المعرفة ، فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة .
6) مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الظاهرة والباطنة
7) إنكسار القلب بكليته بين يدى الله تعالى : قال بعض المريدين لشيخهم : هل يسجد القلب بين يدى الله ؟ قال : نعم سجدة لا يرفع رأسه منها الى يوم القيامة .
8) الخلوة به وقت النزول الإلهى لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدُب بأدب العبودية بين يديه وختم ذلك بالإستغفار والتوبة ، قال بعض السلف : إنى لأفرح بالليل حين يقبل لما يلتذ به عيشى وتقر به عينى من مناجاة من أحب وخلوتى بخدمته والتلذذ بين يديه وأغتم للفجر إذا طلع لما إشتغل به بالنهار عن ذلك .
9) مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم
10) مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل . قال أبو اليزيد : سُقت نفسى الى الله وهى تبكى فما زلت أسوقها حتى إنساقت إليه وهى تضحك .

عودة الى الكتاب :
وساق حديثاً عن أبى سعيد مرفوعاً : ( أن عيسى أسلمته أمه الى الكتاب ليعلمه ، فقال له المعلم : أكتب بسم الله فقال عيسى : أتدرى ما الله ؟ الله إله الآلهة ) هذا الحديث فى سنده إسماعيل بن يحيى المعروف بابن عبيد الله بن طلحة أبو يحيى التميمى ، قال الذهبى فى الميزان : كان يضع الحديث ، وقال الأسدى : ركن من أركان الكذب لا تحل الرواية عنه ، وقال ابن عدى : عامة مايرويه أباطيل ، وقال الذهبى : مجمع على تركه . وقد أورده الشارح على الرغم من أنه من الموضوع وذلك لثلاثة أسباب :
1) أنه نقله عن غيره ، وهذه آفة النقل عن الغير ، فالواجب التحقيق وإلحاق كل عبارة بمصدرها وإحالتها إليه ، وهذا من الإتقان فضلاً عن الأمانة ، ثم صرف الموضوع والضعيف ، ثم كتابة المبحث بالصحيح فقط خاصةً أن فى الصحيح ما يُغنى بفضل الله .
2) أنه نقله مظنة الصحة أو القبول .
3) هذا من الآثار عن بنى إسرائيل ، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" حدثوا عن بنى إسرائيل ولا حرج " فقد يكون الشارح عالماً بأنه موضوع لكن أورده على سبيل عدم تصديق أو تكذيب المروى عن بنى إسرائيل .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : لهذا الإسم الشريف عشر خصائص لفظية ، وساقها ثم قال : وأما الخصائص المعنوية فقد قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم ......
خصائصـه المعنوية : مامعنى هذه العبارة ؟
الخصائص : هى ما يدل عليه اللفظ من معانى أرادها المتكلم من هذا اللفظ .
المعـنوية : أى معنى الإسم ( إسم الله الذى يجب أن نتعبد به )

أعلم الخلق : هل هذا اللفظ صحيح أم لا ؟

الجواب : نعم ، بل أن صفة أعلم الخلق للرسول صلى الله عليه وسلم من أصول المعتقد الصحيح لقول النبى صلى الله عليه وسلم : " أنا أتقاكم لله وأعلمكم به " وهو فى البخارى من حديث عائشة رضى الله عنها .
وقد أورد الشارح صفة أعلم الخلق فى هذا الموضع ليوضح لنا أنه لا أحد يستطيع إحصاء الثناء على الله عز وجل كما تخيل الصوفية ذلك وأعتقدوه بالباطل ، فهم يقولون أن مقام الولاية أعلى من مقام النبوة ، وأن الولى يمكن أن يتجلى له أمور عن ربه لا يعرفها غيره مثل مشاهدة الرب ومكالمته و... الى آخر هذه الأباطيل .. ولقد ناقش ابن تيمية هذه القضية وغيرها من القضايا المشابهة ونصّـب نفسه للرد على هذه المزاعم الباطلة فى كتاب ( النبوات ) .


سؤال : لماذا نتعلم ونتعرف على تأويل إسم الله ؟

الإجابة : لأن معرفة تأويل الإسم هو أحد مقتضيات التعبد لله بأسمائه وصفاته

سؤال : كيف نتعبد الى الله عز وجل بأسمائه وصفاته ؟

الإجابة : إن هذا يستلزم عدة أمور :
1) معرفة إسم الله وكل إسم ثبت له ، وهذا يكون من الكتاب والسنة لأن الأسماء توقيفية ، فلا يجوز إشتقاق أو إنشاء أسماء مثل قول بعض الجُهـال أن الله هو الفنان الأعظم .
2) معرفة معنى هذه الأسماء من خلال مدلول اللغة والشرع .
3) الدوران بالقلب فى فلك هذه المعانى أى العيش مع الإسم .
4) الإنفعال الجارحى الشرعى المناسب الذى يقتضيه معنى الإسم ، فإذا علمت مثلاً أن الله هو الرزاق وعلمت المعنى المتعلق بهذا الإسم فالفعل الواجب هو عدم إلتماس الرزق من غير الله عز وجل وعدم اللجوء لغير الله عز وجل .. وهكذا إذا علمت أنه غفور إستغفرته لذنبك ، وإذا علمت أنه سميع أحجمت عن أن يسمع منك ما يُغضبه ... وهكذا ..

سؤال : هل الدهر من أسماء الله تعالى ؟ ولماذا ؟

الإجابة : لا..
(1) لأن إسم الدهر إسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى .
(2) لأنه إسم للوقت والزمان ، قال تعالى فى كتابه { وما يُهلكنا إلا الدهــر } .
(3) يقول الله عز وجل : [ يؤذينى ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدى الأمر أقلّـب الليل والنهار ] البخارى – كتاب التوحيد (7491 ) فلا يمكن أن يكون المُقلِِّـب هو المُقلَّـَب

سؤال : هل يجوز القول يا دهر إرحمنى ؟

الإجابة : إن قصد الدهر ذاته فهو كافر مشرك ، إن أراد الله فقد دعا بغير إسم من أسمائه سبحانه وتعالى .

قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم : لا أُحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ...
هذا جزء من حديث عائشة رضى الله عنها وهو فى صحيح الجامع رقم ( 1291 ) وفى صحيح أبو داود (823 ) .. والحديث :" اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك " .. وللحديث عدة فوائد منها :
أولاً : دليل على أن بعض الصفات أفضل من بعض .
ثانياً : مشروعية الإستعاذة بالأسماء والصفات وأنها من أعظم أبواب التوسل .
ثالثاً : أننا لا نستطيع أن نعلم تمام مراد الله إلا من الله ، ولا نستطيع أن نحصى ألفاظ الثناء على الله عز وجل مادام أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم لا يستطيع ذلك فما بالك بنا نحن ، ويعنى أيضاً أن هناك من الأسماء والصفات ما لا يعلمها إلا الله .
رابعاً : النفى هنا نفى كمال وليس نفى جنس حيث نفى الجنس هنا غير جائز .

أولاً : أن من الصفات ماهو أفضل من بعض

أن صـفات الله عز وجل كلها صـفات كمال ، والكمال بعضه فوق بعض ولذلك قال النبى صلى الله عليه وسلم " اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك " فالرضا والسخط صفتان ثابتتان لرب العالمين ولكنه إستعاذ بالرضا على السخط ، ولو كانا بمرتبة واحدة ما قدم أحدهما على الآخر . وكما فىالحديث : [ إن رحمتى سبقت غضبى ] هذا السبق نوع من الأفضلية ، وكذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم لما سمع الرجل يدعو فقال : إنه سأل الله بإسمه الأعظم الذى إذا دُعى به أجاب . أى أن بعض الأسماء أفضل من بعض ، فلا يصح أن ينظر الى شأن الله كما ينظر الى شأن المخلوقين مهما علا شأنهم ، فالله عز وجل فى عُلاه ليس كمثله شئ ، وشأنه جل وعلا لا ينظر إليه إلا بالعُلو { سبح إسم ربك الأعلى } فبعد أن ذكر أنه رب ذكر أنه أعلى ، والعُلو فى كل شئ فى الذات والصفات والمكانة... والأفضلية بين الصفات لا تعنى نقص صفة عن أخرى بل هى كلها صفات عُلو وكمال ، ولكن الكمال منه ما هو كمال فوق كمال ، والمعلوم أن الصفات فرع عن الذات ، فالإنسان ذاته ناقصة فلذلك صفاته ناقصة ، أما الله عز وجل فذاته عالية ولذلك صفاته عالية حيث أن الصفات متناسبة مع الذات فالرضا والسخط كلاهما صفة كمال ، وكلام الله عز وجل صفة وليس مخلوق بل هو كلام على الحقيقة تكلم به الرحمن بحق وصوت يليق به وبشأنه جل وعلا ، وعلى هذا فكلامه أيضاً بعضه أفضل من بعض .

سؤال : من الذى يبين أفضلية صفة على صفة أو كلام على كلام ؟

الإجابة : أنه هو سبحانه وتعالى الذى يفضل صفة عن صفة ويبين لنا ذلك من الكتاب والسنة ، وعلى هذا فالسخط ليس صفة نقص بل هى فى حق الله سبحانه وتعالى صفة كمال ، وكما أن صفة الضحك والغضب والأسف الذى هو شدة الغضب فى حق الله سبحانه وتعالى صفة كمال وإن كانت فى المخلوق صفة نقص فذلك كما أوضحنا أن الصفات فرع عن الذات فلا يلتبس عليك الأمر لما نقول أن الصفات بعضها أفضل من بعض فظن أن الأفضل أعلى والمفضول أدنى ، فهذا خطأ كبير ، فالتناسب فى الأفضلية فى مطلق الكمال لا يدخل فى دائرة النقص ولكن يأتى الخطأ بسبب التشبيه بين الخالق والمخلوق وأعتقاد أن الأفضلية فى صفات الناقص كالأفضلية فى حق صفات الله الكاملة . فأنتبه للفرق وأحمل كل مسألة عقائدية فى ظل تسبيح رب العالمين . قال تعالى : { سبحان ربك رب العزة عمّـا يصفون وسلام على المرسلين } .

سؤال : لماذا جمع هنا بين تسبيحه فى هذه الآية وبين السلام على المرسلين ؟

الإجابة : لأن أعظم قوم أنزلوا الله المنزلة التى تليق به هُم المرسلون ، لذلك ذكر مكانته وذكر مكانتهم .. ولماذا سلام عليهم ؟ لأنهم هم الذين أقاموا القضية على ما ينبغى فلم يُشبهوا ولم يُمثلوا ولم ينقصوا ولم يقدموا عقولاً .. إلخ بل أخلصوا له سبحانه ، ولذلك يصفهم فى قوله تعالى { إنه من عبادنا المخلصين }
ملحوظة : هناك صفات إن نُسبت لله بإطلاق كان ذلك نقص لا يجوز ولكن هى تذكر فى مقابلة وليست مطلقة مثل { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } الأنفال 30 ، { إن المنافقين يُخادعون الله وهو خادعهم } النساء 142 ، { إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً } الطارق 15 و 16 والخديعة هى ستر أمور عن إنسان وهو لا يدركها ، وظن المنافقون أنهم خدعوا الله لفرط جهلهم بالله وهو خادعهم ، وكذلك قوله تعالى { نسوا الله فنسيهم } فهنا مقابلة لفعلهم ، وكذلك الإنتقام صفة كمال ولأنه الإنتقام من الظالمين عدل مقابلة أفعالهم ، لأن الجزاء من جنس العمل ، فكانت صفات الخداع والمكر صفة كمال لأنها فى مقابلة أفعالهم ..
لكن عندما ذكر الخيانة كما فى الآية { إن يُريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم } الأنفال 71 لم يقل ( فخانهم ) لأن الخيانة خدعة فى مقام الإئتمان وهى صفة ذم مُطلقاً سواء فى مقابلة أو مُطلقة هى صفة ذم فى كل الأحوال لذلك لم تكن من أفعال الله سبحانه وتعالى ..

ثانياً : الإستعاذة بالأسماء والصفات والتوسل بها

الوسيلة : هى ما يُتقرب به الى الله عز وجل من الواجبات والمستحبات ( أصل ذلك الإيمان بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم )
التوسـل نوعـان : (1) توسل ممنوع (2) توسل مشروع
(1) التوسل الممنـوع :
هو التوسل بما لم يجعله الله وسيلة ، وذلك كالتوسل بالمقبورين أو بالأحياء من غير رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فى غير الموطن الذى شرعه الله عز وجل .
(2) التوسـل المشـروع : وهو قسمان : ( أ ) عام ( ب ) خاص
* العـام : هو إتخاذ الشريعة كلها وسيلة كما قال تعالى { وأتبعوا ما أُنزل إليكم من ربكم ولا تتخذوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون } ، وقوله تعالى { والذين يمسكون بالكتاب } فالله جعل الشريعة كلها عقيدة وأقوال وأفعال وسيلة لرضاه سبحانه .
* التوسل الخاص : هو التوسل بما شرعه الله عز وجل ، وهو أقسام :
(1) التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم فى حياته وبشفاعته يوم القيامة ، وذلك لما جعله الله سبحانه وتعالى مقبول الدعاء ، والأدلة على ذلك كثيرة ( قصة المرأة التى تُصرع – الرجل الأعمى – الرجل الذى جاءه وهو على المنبر يسأله الدعاء بالمطر ... إلخ ) .
(2) التوسل بالعمل الصالح ، قال تعالى { قدموا بين يدى نجواكم صدقة } فهذا التوسل بالإنفاق ، وكذلك هناك التوسل بالذبح أو الحج أو العمرة والصلاة والصيام ، قال العلماء : ينبغى للمسلم أن تكون له خبيئة من عمل صالح لا يعلمها إلا الله ، لماذا لا يعلمها إلا الله ؟ .. قال الشاعر : إن كل ما ظهر من عملى لا أعده لأن قلوبنا أضعف من أن تُخلص والناس تنظر .
ومن الأدلة على جواز التوسل بالعمل الصالح حديث الثلاثة الذين سدت عليهم الصخرة فتحة الغار فتوسل كل واحد منهم الى الله بعمله الصالح أن يفرج عنهم ماهم فيه حتى انفرجت الصخرة وخرجوا يمشون .
وهنا أدعو نفسى وإياكم أن تتفكروا لو كان أحدنا رابعهم فبماذا كنا نتوسـل ؟ وهل لدينا عمل صالح يقبله الله منا ؟ وهل كانوا عندئذٍ سيخرجون أم سنكون سبباً لعدم نجاتهم ؟
(3) التوسل بالأسماء والصفات : كما هو ثابت فى السنة الصحيحة فى كثير من المواطن [ اللهم بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى ] وهذا توسل بالأسماء [ اللهم إنى أعوذ برضاك من سخطك ] وهذا توسل بالصفات مع مراعاة إختيار الإسم المناسب للطلب حين الدعاء ، فإن هذا من الأدب مع الله ومن الفقه ، فلا يُقال إرحمنى يا جبار يا قوى .. لكن يُختار الإسم المناسب فيقول يا رحيم يا رحمن إرحمنى ..
ولفظ التوسل يُراد به ثلاث معان : معنيان صحيحان بإتفاق المسلمين ، والثالث لم ترد به سنة :
(1) التوسل بطاعته ، وهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به .
(2) التوسل بدعائه وشفاعته وهذا كان فى حياته ، ويوم القيامة يتوسلون بشفاعته .
(3) التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته ، فهذا هو الذى لم تك الصحابة تفعله لا فى الإستسقاء ونحوه ، لا فى حياته ولا بعد مماته ، لا عند قبره ولا غير قبره .
سؤال : هل يجوز طلب الدعاء من مخلوق فى حياته ؟
الأفضل عدم طلب الدعاء من أحد من المخلوقين فى حياته ، لكن طلب الدعاء من النبى صلى الله عليه وسلم فى حياته أفضل من الترك لما ثبت له صلى الله عليه وسلم من الفضل لكونه مقبول الدعوة .
أما دعاء الأنبياء والصالحين بعد موتهم فهو غير جائز فإن هذا من الشرك أو ذريعة الى الشرك ، وإن دعاء الغائب للغائب أعظم من دعاء الحاضر لأنه أكمل إخلاصاً أو أبعد عن الشرك ، وفى الحديث :" أعظم الدعاء إجابة دعاء غائب لغائب " أخرجه أبو داود (2/1535) والترمذى (4/198) وفى لفظ " إن أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب " قال الألبانى ضعيف جداً ضعيف الجامع رقم 841 ، وفى صحيح مسلم عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكّل الله به مَلكاً كلما دعا لأخيه بدعوة قال المَلَك الموكل به : آمين ولك بمثل " أخرجه مسلم (4/2732) .
ومن الأدلة أنه لا يُطلب الدعاء من المخلوقين فى حياته وإن ترك ذلك أفضل :
(1) إن الملائكة تدعو للمؤمنين وتستغفر لهم دون أن يسألهم أحد ، ولم يشرع دعاء الملائكة كما لم يشرع دعاء من مات من الأنبياء والصالحين . قال تعالى { الذين يحملون العرش ومن حوله يُسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعتَ كل شئ رحمة وعلماً فأغفر للذين تابوا وأتبعوا سبيلك وقِهم عذاب الجحيم ... الآية } غافر 7 – 9
(2) حديث " لا تنسنا فى دعائك " ضعّـفه الألبانى ، وإن صحّ فإن طلب النبى صلى الله عليه وسلم وهو الفاضل من عمر بن الخطاب وهو المفضول الدعاء : ذلك من باب الإحسان إليه ، ومثله مثل أمره صلى الله عليه وسلم بالصلاة على الجنائز وزيارة القبور والسلام على المؤمنين والدعاء لهم ، فهو صلى الله عليه وسلم يطب منه الدعاء لينتفع المفضول بهذا الأمر ، وعلى ذلك من قال من الناس لغيره : ادع لى أو لنا وقصده أن ينتفع بذلك المأمور وينتفع هو أيضاً كما يأمر بسائر الخير فهو مقتد بالنبى صلى الله عليه وسلم ، أما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته فهذا من السؤال المرجوح الذى تركه الى الرغبة الى الله أفضل من الرغبة الى المخلوق وسؤاله .
(3) ما ثبت فى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يدخل من أمتى الجنة سبعون ألفاً بغير حساب وقال : هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ... الحديث " والرقية من جنس الدعاء – فلا يطلبون من أحد ذلك ، فوجه المدح هنا : عدم طلبهم هذا ، ولا ينفى أنهم كانوا يرقون أنفسهم وغيرهم كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم لكن دون طلبه منهم .
وأعلم أن التوسل يكون بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم وليس بذاته ، والأدلة على ذلك :
1) قول عمر بن الخطاب " اللهم إنّـا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنّـا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا " ، فدلّ على أنهم لم يتوسلوا بالنبى صلى الله عليه وسلم بعد موته وإلا ما كانوا عدلوا الى العباس والى اليزيد بن الأسود ، وقد كانوا يستطيعون الذهاب لقبره والتوسل هناك والدعاء بالجاه وما شابه ، لكن لما كان هذا غير مشروع عدلوا عنه الى المشروع .
2) حديث الأعمى الذى يحتج به الناس على أنه يجوز التوسل بذات النبى هو حُجة عليهم لا لهم فإنه صريح فى أنه إنما التوسل بدعاء النبى وشفاعته لما طلب الرجل من النبى الدعاء : أمره النبى صلى الله عليه وسلم بأن يقول : " اللهم شفّـعه في " وذلك بعد تقديم الصلاة . قال الألبانى : أى اللهم تقبل منه دعائه ( إقبل دعائه في ) وهذه الزيادة كنز من الكنوز من عرفها استطاع بها أن يطيح بشبهات المخالفين .


الواجب

سؤال: هل يجوز ان نقول على الرسول صلوات الله وسلامه عليه لفظ أعلم الخلق وما الدليل..؟