عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 12-12-2007, 07:36 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


الدرس الثاني عشر : معاملة المسؤول

المسؤول في الإسلام أكثر الناس حملاً، وأثقلهم واجباً أنيطت به التكاليف، وأسندت إليه المهمات. فكان لزاماً على أتباعه أن يعاملوه بما هو أهله من الإعانة والتوقير والاحترام والسمع والطاعة وإبداء النصيحة، إذ المسؤول في الإسلام وإن كانت فردية من جهة، فهي جماعية من جهة أخرى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته )).

ولضبط العلاقة بين المسؤول وأتباعه ولتحقيق المصلحة العليا للأمة دعا الإسلام إلى معاملة المسؤول بجملة قواعد وآداب من ذلك :

- طاعته في غير معصية الله تعالى لقول الله تعالى : ( يَأيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم فَإِن تَنَازَعتُم في شَيءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُم تُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الأَخِرِ ذَلِكَ خَيرٌ وَأَحسَنُ تَأوِيلاً (59) ) .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة )).ومن ذلك :

- بذل النصيحة له بتوجيهه إلى الخير وإعانته عليه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالرفق بالتي هي أحسن، وأن يذكر بالواجبات الملقاة على عاتقه، ومسؤوليته تجاه الأمانات المكلف بها. لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( الدين النصيحة : قلنا لمن؟ قال : لله ولكتايه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )) رواه مسلم .

- ومن ذلك : أن يكفوا عن ذكر معايبه في المجتمعات والأندية و الأسواق والمساجد ونحوها، وينتهروا من يفعل شيئاً من ذلك لما ورد في صحيح مسلم (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم – أي تدعون لهم ويدعون لكم – وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم )).

- ومن ذلك معاونته على الخير، وتشجيعه على الصالحات عملاً بقول الله تعالى : ( وَتَعَاونُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوَى وَلاَ تَعَوَنُوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوَانِ ).

ومن ذلك توقير المسؤول واحترامه سواء كان في الخطاب، أو في المعاملة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه )) رواه الطبراني وإسناده حسن .
رد مع اقتباس