عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2010, 03:46 AM
عبد الملك بن عطية عبد الملك بن عطية غير متواجد حالياً
* المراقب العام *
 




افتراضي رسالة عتاب إلى الإخوان المسلمين : أين أنتم من تعرض " اليوم السابع " لعرض نبيكم ؟!

 

رسالة عتاب إلى الإخوان المسلمين

جمال سلطان | 03-08-2010 23:11

شهدت البلاد طوال الأسبوعين الماضيين أحداثا جسيمة شغلت الرأي العام وهزت الضمير الإسلامي وحركت الملايين عبر الصحف وشبكة الانترنت ، سواء ما كان من التطرف القبطي الذي هدد بإشعال حريق طائفي بادعاء خطف زوجة كاهن ثم ما أعقب ذلك من احتجازها وتسليمها للكنيسة ، أو ما كان من البذاءات التي نشرتها صحيفة "اليوم السابع" مشمولة بالتطاول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي أيضا القضية التي هيجت مشاعر الملايين واضطرت الصحيفة إلى الاعتراف بالخطأ والاعتذار وإعلان امتناعها عن نشر الرواية ، خلال كل هذه الزوابع التي ألمت بالمجتمع والحالة الإسلامية تحديدا فيه ، تساءل الناس عن "الجماعة الأم" أو "الجماعة الأكبر" في التيار الإسلامي ، تساءل الناس عن الإخوان المسلمين ، أين هم من كل تلك الأحداث ، ولماذا غاب صوتهم تماما ، خاصة عن الدفاع عن "عرض" رسول الإسلام ؟!

التساؤلات أتتني خلال الأيام الماضية من خلال اتصالات هاتفية ورسائل تبدي دهشتها أحيانا وتبدي غضبها الشديد أحيانا أخرى ، خاصة وأن المفترض أن جماعة الإخوان تمثل التيار الإسلامي واشتباكه مع قضايا الشأن العام في مجتمع إسلامي ، وأن حرمات الإسلام وحرمات رسول الإسلام يفترض أن لها الأولوية القصوى على أي اهتمام آخر ، أحد الاتصالات الهاتفية التي أتتني أمس كلمني صاحبها بغضب شديد وهو يقول لي : هل من الضروري أن تمس صحيفة اليوم السابع أو غيرها كرامة الشيخ حسن البنا ، لكي يتحرك الإخوان المسلمون أو يغضبوا ، هل لو كانت العناوين البذيئة قد وضعت اسم حسن البنا بدلا من اسم النبي وقالوا : أسرار الليالي الحمراء لحسن البنا مع النساء ، هل كنا سنجد هذا الصمت الغريب من كتاب الإخوان وإعلامهم وأعضائهم في البرلمان وسياسييهم الذين يملأون الدنيا وصفحات الصحف والفضائيات كل يوم ، هل عرض النبي أقل حرمة من زعماء الجماعة ، هل أصبح كل موقف يقاس بمدى ما يحققه للجماعة من فائدة سياسية أو مكسب سياسي ، وليس ما يحققه للإسلام من حصانة وحرمة وقدسية ، هل رسالة الإخوان هي الدفاع عن الجماعة ورجالها ومصالحها وأما الإسلام فله رب يحميه ، وأما عرض رسول الإسلام فهي مهمة آخرين ، هل استباحة عرض الرسول الكريم ليست من المنكر الذي كلفنا بإنكاره ، أفرادا أو جماعات ، هل يستحيي الإخوان المسلمون أن "يضبطوا" متلبسين بعاطفة الغضب من أجل عرض النبي أو أن يحرجهم ذلك سياسيا ، لماذا يخذلوننا كلما كان المجتمع المسلم أكثر احتياجا لحضورهم ومشاركتهم وهم يملكون النفوذ الإعلامي والسياسي والنيابي ، هذا هو ملخص الرسائل والاتصالات مع تجاوز بعض ما لا يصح نشره ، والحقيقة أن هذا العتاب تكرر مرارا مع مواقف مشبهة مثل الحالة الأشهر ، وهي واقعة اختطاف السيدة وفاء قسطنطين ، وفي تقديري أنه لو لم يكن هناك الإحساس بأهمية وخطورة دور الجماعة في الساحة الإسلامية ، وأن الناس تعلق عليهم آمالا في التصدي لحماية رموز الإسلام وحرماته ومقدساته لما كان هذا العتاب ، ومن ثم ، أرجو أن تتعامل قيادة الجماعة مع مثل هذه الانتقادات بروح إيجابية ، وأن تكون أكثر حرصا على القرب من "الشارع" الإسلامي منها إلى "النخبة" الحزبية والثقافية ، الناس تحتاج إلى أن تشعر أن ولاء العاملين في الساحة الإسلامية هو للإسلام وليس لأشخاصهم ، وأن يثقوا في أن البنى الحزبية والتنظيمية لم تتحول إلى أوثان تعبد من دون الله ، وتقدم لها القرابين من دون الله ، وينعقد الولاء والبراء لهياكلها وليس للإسلام ومقدساته ، وتكون حسابات المصالح والمفاسد مرتهنة بها وليس بالإسلام نفسه ومصالحه ، يحتاج الناس إلى أن يقتنعوا بأن "الشأن العام" الذي يعمل فيه الإخوان أو غيرهم يشمل دين الأمة ومقدساتها وحرماتها ، وبدون شك فإن الإخوان ـ قبل غيرهم ـ يدركون أن أي حراك سياسي شعبي لا يمكن أن يحقق حضورا أو فاعلية إذا تجاهل المشاعر الإسلامية ، وهذه "أم الحقائق" السياسية التي يدركها الجميع منذ نشأة الدولة المصرية الحديثة ، ومنذ ليبرالية سعد زغلول وحتى اليوم .
رد مع اقتباس