عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 11-14-2007, 11:57 PM
الوليد المصري الوليد المصري غير متواجد حالياً
مراقب عام
 




افتراضي

7-

بركات الماء والطعام !!!

انتهت القارئة من كل شيء ثم وقفت ... فقامت النساء وهاجت وماجت ... ما بهن ؟! أين يذهبن ؟ أين أنا ؟؟ أوه .... إنهن يتنافسن في أخذ الماء المتواجد لدى القارئات ماذا دهاهن ؟! والدة الزوج وأخواته أيضا ؟؟!!
إنهم يتخاطفن أكواب الماء وجوالينه !! ما هذا ؟؟ هذه امرأة شتمت أخرى لأنها كانت سببا في سكب بعض الماء من كوبها !!

بضع دقائق .. انتهت الفوضى ! عادت كل واحدة وكأنها تحمل كنوزا من الذهب والفضة ! قلت في نفسي :

- ما هؤلاء النسوة الغافلات ؟ الماء منتشر في كل مكان , لم هذا بالذات ؟

ولم يمض وقت حتى نادت صاحبات العزاء النسوة إلى الطعام .. أيضا إنهن يتنافسن في الدخول إلى غرفة الطعام .. مهلا .. ما بهن ؟ ليس للطعام جناحان ليطير بهما ؟؟

شدت والدة زوجي على يدي بقوة وأخذت تسرع وأنا خلفها .. فبدأت بالكلام ولكنها قاطعتني : - فيما بعد .. فيما بعد .. هيا الآن .. أنت بالذات يجب أن تأكلي وتتصدري غرفة الطعام .. بسرعة !

سألتها بفضول بريء :
- لماذا ؟ لا أريد طعاما , كلي أنت يا خالتي بالهناء

قاطعتني وهي تنظر إلي بمكر ودهاء لم أعرف كنهه :
- بل أنت أولى الفتيات التي يجب أن تأكل من هذا الطعام

جلست هي وأجلستني بجانبها , وأخذت تطعمني بيدها أمام النساء ! احمرّ وجهي خجلا .. نظرات النساء سلطت علينا ! قلت لها بلطف :
- أرجوك يا خالتي ... كفى .. أنا سآكل . لا تحملي همي .. أوه .. أشعر بالخجل ... أرجوك ...

ضحكت النسوة استلطافا لما رأين .. فأشرقت عينا والدة الزوج وهي تقول :
- هيا كلي ... تباركي بهذا الطعام .. إنه مذبوح باسم الولي الصالح .. كلي ولو لقمة واحدة ... اجعلي البركة تسير في دمائك وجسدك ...!!

توقفت عن الطعام وأنا تحت تأثير هذه الكلمات ! شعرت برغبة صارخة في التقيؤ !! لا ... لا... لا ....

كيف استطاعوا فعل ذلك ..؟ كيف ؟؟ لقد نذروا بالذبح لغير الله ؟‍!! كيف يجرؤن ! لا يمكن ! يا رب ! .. يا رب لم تعد لي قدرة على الحياة معهم ! هذا فعل قبيح ! إنه شرك أكبر ...رباه أنا لست منهم يا رب .. رباه أعلم قولك في كتابك الكريم :
( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما )

وقفت .. أقاوم جوعي وعطشي ... تركتهم وما يصنعون , ذهبت مسرعة إلى أقرب دورة للمياه ! أخرجت ما أكلته حراما ! ولكني أشعر بالوهن والجوع .. إنهم يستخدمون معي عقاب التجويع بأقوى درجاته حتى أؤمن .. ولكن .. لا .. الجوع أرحم من طعام حرام .. الجوع أهون من إيماني بما يدعون .. لأمت جوعا لأجاهد نفسي ضد نفسي .. لا بأس حسبي لقيمات قليلات بالحلال ..

تلفت حولي بدهشة كبيرة .. أريد العودة إلى المنزل .. إني أتضور جوعا .. آه .. وآه لما اصابني .. أريد العودة إلى أهلي .. لحقت بي أم الزوج نبهتني بأخذ كأس من الماء من إحدى القارئات ... انتبهي إليه .. وإلا فاشربيه .. هيا يا ابنتي اشربيه ... ابتسمت بألم وقلت لها حتى أرد كيدها عني :

- شربت الآن كأسا مماثلا أخذته من المكان نفسه ..

- رائع إذا سنأخذ كأسا أخرى لابنتي في المنزل ... خذيه وانتبهي له جيدا أرجوك لا تدعي قطرة منه تتسرب




يتبع

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 11-15-2007 الساعة 01:13 PM
رد مع اقتباس