عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-16-2011, 02:13 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

جزاكم الله خيرًا.
ولكن هناك أمورًا ينبغي التنبه لها وعدم التغافل عنها بحال:
1- زين العابدين هذا كان كلبًا كأي كلبٍ مثله قد استسلم لشهوة منصبه، ولما خاف على منصبه راح يحارب دين الله لعلمه أن الدين ينهى عن مثل أفعاله، فأعلنها حربًا على دين الله وشريعته؛ ولذلك فلا يختلف اثنان على فرحتنا فيه وبهجتنا بما آل إليه حاله من ذلةٍ بعد عزٍّ، واللهَ أسأل أن يُرِيَهُ في الدنيا من الهموم صُنُوفًا وألوانًا، وأن يعامله في الآخرة بعدله وما يستحق.
2- الحدث نفسه ينبغي التريث في الحكم عليه؛ فحتى الآن كل ما سمعته عن بداية انطلاق خروج الشعب على هذا الرجل الخبيث أنَّها غضبةٌ لشابٍّ من الباعة قد قَتَلَ نفسه وأضرم في جسده النار اعتراضًا على ما لاقاه من تضييقٍ في عمله وأسباب رزقه - والعجيب أن الكثير من إخواننا السلفيين حاليًا يصفونه بالشهيد، فإن كان ذلك كذلك فعفوًا فإنها ثورةٌ دنيويةٌ فحسب، وكان الأولى بهؤلاء الشجعان المغاوير الذين قلبوا نظام الحكم من أجل الغلاء والتضييق عليهم في دنياهم أن يثوروا ثورةً مماثلة من ذي قبل حينما ضُيِّقَ عليهم في دينهم للحد الذي مُنِعَ معه كلُّ تونسيٍّ من أداء الصلاة إلا في المسجد التابع لِحَيِّهِ وصارت الصلاة بالبطاقات الممغنطة، وكذلك الحد الذي وصل الأمر فيه لنزع حجاب المسلمات وتعرية الأمهات والزوجات والبنات، كان الأولى بإخواننا أن يثوروا ويعلنوا غضبتهم عندما كان الأمن يداهم البيوت ليقبض على أي شخصٍ يحتفظ فيبيته بكتابٍ دينيٍّ سوى القرآن حتى ولو كان صحيح البخاري!! وللتيقن من كونها ليست غضبةً من أجل الدين يمكنكم مشاهدة بعض الفضائيات الإخبارية التي يستضيفون فيها بعض الشباب التونسي ويسألونهم عن مستقبل ثورتهم فترى إجابتهم تثير سخط النفس وضيق الصدر؛ إذ يقول غيرُ واحدٍ فيهم ما معناه: «كل الأمور ستسير بشكل جيدٍ فنحن لسنا ذوي اتجاهات إسلاميةٍ كي نكون متهورين وإنما نحن شباب متعلم متحضرٌ»!!
فاللبيبُ بالإشارة يفهمُ!!
إذن الأمر برمته لم يكن انتصارًا للدين حتى أرى إخواننا السلفيين يتراقصون طربًا منذ تم الإعلان عن هروب الكلب التونسي، أَلَا وقد قام الانقلابُ ونجح في الإطاحة بزين العابدين فلا يسعني إلا أن أفرحَ في الرجل وأظهر سروري ولكن مع إقراري في ذات نفسي أنها رَمْيَةٌ مِنْ غَيْرِ رَامٍ!!
3- مما هو معلومٌ حجم الأضرار التي لحقت بالكثير من أفراد هذا الشعب المسلم، فالكثير منهم ما بين قتيلٍ وجريحٍ وأسيرٍ، فلا ينبغي أن تهون دماء المسلمين لهذا الحَدِّ، فأمرٌ كهذا الذي حدث له ضوابط في الشريعة تحكمه وتضبطه، أما أن يكون بمثل هذه الهوجاء التي تجعل المئات يلقوا مصرعهم في ليلة واحدةٍ لا غير، وليس أدل على ذلك من صورةٍ كالتي ترونها أمامكم الآن:

****************
4- ينبغي على إخواننا في تونس الآن أن يستفيقوا من سكرتهم هذه، فمصيرهم حاليًا بات مجهولًا، والمحيطون بالسلطة في الأصل كلهم من زبانية الكلب الهارب، ففي ظني أن الحال لن يختلف كثيرًا عما كان من ذي قبل بل ربما كان أسوأ، وأسأل الله أن يخيب ظني، ولكني أخشى على إخواننا أن يكونوا قد استجاروا من الرمضاء باللظى.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو سيف ; 01-16-2011 الساعة 11:39 AM
رد مع اقتباس