عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-13-2008, 02:02 AM
أبومالك أبومالك غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وأما عن الشارح :
فهو الفقيه العالم الربانى بقية السلف ...
أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن عثيمين
ومقامنا هنا لن يكون حول ترجمة الشيخ ..فالشيخ بفضل الله -كما أسلفنا - معروف للصغير قبل الكبير وللجاهل قبل العلم ، وانما سنذكر ما لا يعلمه كثير من الناس عن الشيخ –رحمه الله- :
قال الدكتور عبدالرحمن العشماوى :
أيها الشيخ الذى ودعنا
عالى الهمة وضاح الجبين
نحن نلقاك وإن فارقتنا
فى علوم بقيت للراغبين
أنت كالشمس إذا ما غربت
أهدت البدرَ ضياء المُدلجين
أنتَ ما ودّعتنا إلا إلى
حيث تؤويك قلوب المسلمين
قال عنه الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام :
هو الإمام العالم العلامة حبر العلوم ، وبحر المعارف ، شيخ الفقه ، وإمام السنة ، الشيخ : محمد بن صالح العثيمين .. لقد كان –رحمه الله- لسان صدق ، صادقاً بالحق ملتزماً به ، مقيماً عليه مع رعاية الحكمة ..خلّف –رحمه الله- ثروة علمية هائلة ينتفع بها بعده –إن شاء الله- ليمتد له أجرها وثوابها .
وقال الشيخ عبدالرحمن السديس خطيب المسجد الحرام :
يُعدّ الشيخ –رحمه الله- من بقية السلف الصالح ، وإماماً من أئمة أهل السنة والجماعة ، نحسبه كذلك ولا نزكى على الله أحداً ، فهو ممن قل نظيره ، وممن جلّ أن ترى العيون مثله بلا مبالغة ، لما حباه الله عز وجل ، فهو موسوعة علمية أخلاقية ، ودعوية ، ومنهجية ، يقلّ نظيرها ، فهو أئمة فى إمام ، أمة وحده ، ونسيج بمفرده ، وطراز مستقل طالما نفع الله به ، وذاع صيته ، وعلا قدره ، واستفاد منه القاصى والدانى .
لقد تعرضت الأمة لكثيرمن جوانب الخلل العقدى والفكرى والمنهجى والأخلاقى ، فكان الشيخ –رحمه الله- نعم الموجه .. لقد كان مدرسة يصدر الدعاة وطلاب العلم عن رأيه فى النوازل ، وتوجيهه فى المستجدات ،/ ونصحه فى المتغيّرات ، تمسكاً بالتأصيل الصحيح ، والمنهجية المنضبطة بالدليل والقاعدة الشرعية والمقصد الإسلامى النبيل .
وقال عنه الشيخ محمد صفوت نور الدين –عليه رحمة الله- :
صاحب الباع الوافر فى الفقه وأصوله ، وفى الحديث رواية ودراية ، من أجل ذلك كان إماماً فى الدليل والتعليل ، ففى المسألة الفقهية يدلى بالدليل الذى يستند عليه القول الذى يختاره ، ويعلم السامع كيف يستنبط الحكم منه ، ويشرح علّة الحُكم ، ويربط بالأشباه والنظائر ، وكان فى التفسير إماماً بارعاً كيف لا ؟!! وإن أحظى شيوخه العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدى صاحب التفسير الجامع الممتع على إختصاره وتبسيطه .
وكانت مجالس الشيخ العلمية تجمع بين المبتدئ والمجتهد فى طلب العلم ، فلا يحرم المبتدئ من الفوائد المدرجة التى يرتقى بها مدارج العلم النافع ، ويجد فيها المجتهد بغيته ، ويحصل الباحث المدقق على ضالته المنشودة .
وعن زهده –رحمه الله- :
فكان بيته القديم بعنيزة من الطين وكان –رحمه الله- يلبس نعلاً معروفاً لها أصبع ، لا تتجاوز قيمتها خمسة عشر ريالاً ، ويلبسها دوماً .
قال الشيخ محمد صالح المنجّد :
كان رحمه الله زاهداً فى الدنيا ، ليس من أهل العقارات والأموال ، ومايأتيه من الرواتب ينفقه على أهله ، وقد أُعطى سيارة جديدة فلم يستعملها ، فلما علاها الغبار سحبت من أمام البيت .
وأُعطى بيتاً كبيراً فوهبه لطلبة العلم .
وسيارته مازدا قديمة فى الثمانينات "يعنى الموديل" ، ومن تأمل غترته وبشته ، ونعاله عرف أنه رجل زاهد غير متعلق بالدنيا .
وقال الشيخ فهد بن عبد الله السنيد :
وأما عن زهده فيكفى أن تعلم أن ريع كتبه التى تطبع بإذنه لصالح الأعمال الخيرية ، ويشترط على من يقوم بطباعة كتبه ألا يحتفظ بحقوق لمن أراد طبعه ، وتوزيعه مجاناً .
وقال سليمان السالم الحناكى : معبراً عن صفة الزهد لديه
ففى أحد الأيام كان الشيخ يقف بجوار مسجده مع بعض طلبته يسألونه ويناقشونه فى بعض المسائل الشرعية ، فأتت سيارة فارهة ونزل منها السائق ، وأعطى الشيخ مفاتيح السيارة قائلاً : إن هذه السيارة هدية من فلان الفلانى " أحد أعيان البلد" أبى الشيخ ، إلا أن الشخص ألح عليه ، فأخذ الشيخ المفاتيح ، وركب ذلك الشخص السيارة الأخرى وذهب .
ثم تابع الشيخ حديثه مع طلبته وهو يقلب المفاتيح بيده ، ولم يلتفت مطلقاً ، وفجأة أت شاب وسلّم على الشيخ ، وقال : يا شيخ الليلة زواجى ، وإنى أرجو أن تحضره ، ولكن الشيخ تعذّر لبعض الارتباطات ، ولكن الشاب ألح عليه بالحضور ، فلاطفه الشيخ وقال : إن ظروفه لا تساعده ولكن خذ مفاتيح هذه السيارة فهى هدية منى لك ، وأخذ الشاب السيارة وذهب ، وعاد الشيخ لحديثه وكأن شيئاَ لم يحدث .
وموقف آخر : وهو أن الملك خالد –رحمه الله- زار الشيخ فى بيته كعادة ولاة الأمر فى تقدير العلماء وإجلالهم ، ولما رأى الملك منزل الشيخ المتواضع عرض عليه أن يبنى له داراً جديدة ، فشكره الشيخ وقال : إننى أبنى لى داراً فى الصالحية "حي فى عنيزة" ولكن المسجد والوقف التابع له تنقصهما بعض الحاجيات والمستلزمات ، وبعد أن ذهب الملك قال له بعض جلسائه : يا شيخ ما علمنا أنك تبنى داراً فى الصالحية ، فقال الشيخ : أليست المقبرة فى الصالحية !!!
تُوفي – رحمه الله – في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ, وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته تلك الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.
وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية.


هذا كله فيض من غيض من كلام العلماء وثنائهم على الشيخ –رحمه الله-
ولمن يريد الإستفاضة من تواضعه واحترامه لأهل العلم ، وقيامه بالليل ، وأمره بالمعروف ونهييه عن المنكر وغيرته على حرمات الله ، واهتمامه –رحمه الله- بأحوال المسلمين فى العلم .. فعليه بكتاب زهرُ البساتين من مواقف العُلماءِ الربانيين (6/170) للدكتور محمد بن حسين العفانى –حفظه الله-

رحم الله شيوخنا رحمة الأبرار, وأسكنهما فسيح جناته, ومَنَّ عليهما بمغفرته ورضوانه, وجزاهما عما قدّما للإسلام والمسلمين خيرًا.



رد مع اقتباس