عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 09-23-2008, 06:10 AM
ابو عبيد الله ابو عبيد الله غير متواجد حالياً
الفقير إلى ربه
 




افتراضي

قيام أيوب السَّخْتَيَاني

هو سيد العلماء كما يقول عنه الذهبي، وسيد الفقهاء كما يقول شعبة، وسيد الفتيان كما يقول الحسن البصري .
بلغ أيوب هذه المنزلة بدرجة من الإخلاص والصدق مع الله تعالى جعلته يحرص على إخفاء عمله تجرداً لله تعالى ـ كان يقوم فيصلى الليل كله فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تللك الساعة .
ومن حرص أيوب على إخفاء عمله ما رواه حماد بن زيد قال : كان أيوب في مجلس فجاءته عَبرة ( أي أراد أن يبكي ) فجعل يمتخط ويقول ما أشد الزكام .
وقال شعبة قال أيوب : ذُكرت ولا أحب أن أُذكر.
ومن كلامه أيضاً قوله : إذا ذُكر الصالحون كنت عنهم بمعزل ـ وقال : ما صدق عبد قط فأحبَّ الشهرة، وقال : ليتق الله رجل ، فإن زهد فلا يجعلن زهده عذاباً على الناس فلأن يخفى الرجل زهده خير من أن يعلنه .
هذا هو فقه السلف الذي غاب عنا ، عرفوا الله تعالى وكيف يصدقون في معاملتهم مع ربهم ، فأين الذين يباهون بأعمالهم ودموعهم ؟ إنهم لا يعرفون لذة السر وصدق الإنابة والإخبات .
قال سهل التستري : نظر الأكياس في تفسير الإخلاص ، فلم يجدوا غير هذا : أن تكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى لا يمازجه شيء لا نفس ، ولا هوى ، ولا دنيا.
كان أيوب السخيتاني من هذا الطراز الفريد الذي لا يريد إلا الله تعالى كأنى به يقول :

كم أكتْم حبكم عن الأغيار والدمع يُذيع في الهوى أسراري
كم أستركم هتكتموا أسراري من يُخفي في الهوى لهيب النار

فسبحان الله، كم ستر الصادقون أحوالهم مع الله عز وجل وريح الصدق تنم عليهم، ورحم الله من قال : ما أسرَّ عبد سريرة إلا ألبسها الله ردائها علانية ، وأيوب ممن صدق مع الله وستر عمله فَعُرِف بين الناس بسيد شباب أهل البصرة كما قال الحسن رحمه الله .
اللهم اجعلنا من الصادقين المخلصين، واحشرنا في زمرة النبيين والصديقين والصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين

يتبع ان شاء الله
رد مع اقتباس