عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-25-2011, 04:18 PM
أبو أسلم المنصوري. أبو أسلم المنصوري. غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




3agek13 ما حكم الإحتفال والتهنئة وإرسال البرقيات بحلول العام الهجري الجديد ؟

 

فتوى للشيخ العلامة أبي محمد المقدسي حفظه الله:
نص السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الإحتفال والتهنئة وإرسال البرقيات بحلول العام الهجري الجديد ؟
وجزاكم الله خيرا


نص الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه
و بعد :
فإن الاحتفال برأس السنة الهجرية بتعطيل الأعمال واقامة الحفلات أو المهرجانات وإرسال البرقيات كله من البدع المحدثة المنهي عنها في ديننا والتي لم تكن موجودة في زمان خير القرون ولو كان ذلك خيرا لسبقونا إليه ؛ ولعل أشهر من سن هذه البدعة فاحتفل برأس السنة الهجرية هم حكام الدول العبيدية في مصر فقد ذكر المقريزي في خططه ضمن الأيام التي كان العبيدون يتخذونها أعيادا ومواسم : ( موسم رأس السنة ) وكان للخلفاء الفاطميين اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام ، لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها .أهـ .
ولا شك أنه ما فشت في المسلمين بدعة إلا وفرط في مقابلها بسنة ، وأن الخير في الاتباع والشر في الابتداع فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه أبو داود .
وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
والاحتفال برأس السنة الهجرية إضافة إلى كونه بدعة ؛ فيه أيضا تشبه باليهود والنصارى في عاداتهم واحتفالاتهم برأس السنة الميلادية ، وقد ورد النهي عن اتباع أهوائهم والتشبه بهم بنص الكتاب والسنة فقال تعالى : ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) ويراجع كلام شيخ الاسلام ابن تيمية حول هذه الآية في كتابه القيم ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) .
وفي الحديث ( من تشبه بقوم فهو منهم ) وفيه أيضا ( ليس منا من تشبه بغيرنا ) ولا شك أن هذا وعيد شديد لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يبرأ ممن ارتكب مكروها أونحوه ؛ بل لا يبرأ صلى الله عليه وسلم إلا من كافر ، أو تأتي براءته على وجه الوعيد ممن ارتكب محرما من كبائر الذنوب ، وعليه فالتشبه إن كان متابعة للكفار في الكفر فهو كفر ، وإن كان تشبها بهم في الحرام فهو محرم وإن كان تشبها بعادات الكفار الباطلة فهو محرم أيضا كما بينه شيخ الاسلام بالأدلة في كتابه المذكور ومن ذلك مشاركتهم ومتابعتهم وتقليدهم في أعيادهم ..
وللعلم فإن عيد رأس السنة من أعياد اليهود التي ذكروها في توراتهم المحرفة ويسمونها (روش هَشَناه) أي رأس الشهر من سنتهم العبرية ، والنصارى كذلك يتابعونهم ويقلدونهم فيحتفلون بليلة رأس السنة الميلادية ، ثم تابعهم جهال المسلمين على ذلك فنقلوا هذا الاحتفال إلى رأس السنة الهجرية بل وشاركهم كثير منهم بالاحتفال برأس السنة الميلادية أيضا ، ولا شك أن ذلك كله من البدع والمنكرات التي يجب على المسلم العاقل ترك مشاركة الاحتفال بها ، بل وإنكارها بالحكمة والموعظة الحسنة على الناس ، وتعليم الجهال بأن للمسلمين عيدان فقط هما الفطر والأضحى وكل ما سواهما فبدعة لا يجوز الاحتفال به سواء كان ذا طابع ديني أم وطني أو غيره لحديث أنس رضي الله عنه (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ولهما يومان يلعبان فيهما ، فسألهم صلى الله عليه وسلم: ما هذان اليومان ؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية . فقال صلى الله عليه وسلم : قد أبدلكما الله خيراً منهما ؛ يوم الأضحى ، ويوم الفطر).

وختاما فإن المسلمين لا يحتاجون إلى احتفالات ومهرجانات يتشبهون بها بالكفار لتذكرهم بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ؛ بل الواجب عليهم عدم الغفلة أبدا عن معاني الهجرة العظيمة التي كانت خطوة رئيسية ومفصلية لإقامة دولة الإسلام ، وكانت ولا زالت فرقانا بين الحق والباطل وبين أهل التوحيد وأهل الشرك والتنديد ، فالولاء والبراء من أوثق عرى الايمان ، يعيشهما المسلم ويحققهما في كل يوم من أيام عمرة بهجرة الشرك وأهله والانحياز إلى التوحيد ونصرته وأهله ، تذكّرهم بذلك كلمة التوحيد التي يرددونها ويكررونها ليل نهار في قيامهم وقعودهم وأذانهم وصلاتهم وحياتهم كلها ، ويسعون دوما إلى تحقيق ما تحويه هذه الكلمة من تجريد وتفريد ؛ في قسمي النفي والاثبات فيها ؛ وذلك بتجريد العبادة من كافة أنواع الشرك ، وتجريد الإلهية عن كل من سوى الله ، وتجريد الولاء من أن يدخل فيه غير المؤمنين وغير دينهم ، وتفريد الله وحده بالعبادة والحكم والتشريع .
نسأل الله تعالى أن يرد المسلمين إلى دينهم ردا جميلا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
رد مع اقتباس