عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 12-25-2010, 08:03 PM
بنت العقيدة بنت العقيدة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الحلقة العاشرة


عارف قصدِك لكن مقدرش




توجه كل من معاذ وعبد الرحمن للمرأة للتحدث إليها


وتقدم معاذ




فقال : السلام عليكم


وانتظر قليلا .... فلم ترد المرأة مع استمرارها فى البكاء





فأعاد عليها السلام


: السلام عليكم



لكنها لم ترد بل لم تلتفت إليه



فلما رأى إصرارها بدأ يتلو بصوتٍ عذب

:

"




وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا

إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً" النساء86



وإذا بها حين سمعت صوته ينتفض جسدها ثم التفتت إليه



وقالت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته فى حاجة يابنى





معاذ


: إزيك يا أمى كنت بس بسألك إن كنتِ

محتاجة أى مساعدة عشان شكلك تعبان





المرأة


: المُساعد ربنا هوَ المُعين شكرا يابنى ممكن تسبنى لوحدى



معاذ


: بس يا أمى أنتى مينفعش تقعدى هنا



المرأة


: ليه أنا باجى هنا كل أسبوع فيها إيه ؟؟؟؟



معاذ


: مينفعش لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الجلوس على المقابر

كده فقال " لأن يجلسَ أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده

خيرٌ من أن يجلسَ على قبر "





وما أن قال معاذ الحديث حتى ارتعد جسد المرأة والتفتت إليه


و


قالت : هوَ قال كده



معاذ


: آه وقال كمان " لا تجلسوا على القبور ، ولا تصلّوا إليها"


فإذا بها تنهض منعلى القبر فجأة وتقول: معلش يابنى محدش قاللى

الكلام ده قبل كده أصلى متعلقة بالقبر ده أوى





تعجب عبد الرحمن من استجابة المرأة بسهولة

فمن يرى بكاؤها على القبر لقال إنهم لو قتلوها

لن تقوم





ولذلك إذا به


يقول: شكله لحد عزيز عليكى أوى



وكأن كلامه وقع عليها كالصاعقة فلم تجد رداً إلا البكاء



ولما رأى معاذ جزعها


قال : أهدى بس كده يا أمى وقولى لى إيه إللى حصل ولمين القبر ده



ذهبت المرأة لتجلس فى مكان آخر لكنه ليس ببعيد عن القبر

وتبعها معاذ وعبد الرحمن




ثم قالت : بالله عليك يابنى متقلبش عليّة المواجع



عبد الرحمن


: بس أنتى فضفضلنا مين عالم يمكن نساعدك



وفكرت المرأة قليلا


من يستطيع مساعدتى


من يُداوى الجراح


من يستطيع حبس دمعها


زادت عليها الأحزان وتكالبت فوجدت فى الحديث معهم بعد التسرى

والمواساة




فإذا بها تعتدلُ فى جِلستها واعتدل معها الفتيان يُنصتان لِما ستقول

:




القبر دا يابنى لأعز واحد عندى فى الدنيا

القبر دا لعبد الله أبنى





كان شاب زى القمر كان طول عمره بيسمع كلامى ويطعنى

ربيته أحسن تربية

لغاية ما دخل الكلية وأتعرف على بنت من بنات اليومين دول ربنا يصلح حالهم
وبأى رايح جاى معاها لغاية ما قلبت كيانه والليل والنهار بأى عنده واحد
بأى بيحبها حب جنونى
حاولت أنصحه وأكلمه لكن مفيش فايدة



وكانت النهاية وكنت عارفة إن دا هيحصل

البنت أتقدم لها عريس وسابته




وإن كانت دى نهاية العلاقة إللى بينهم

لكن كانت بداية المصيبة إللى أنا فيها دلوقتى





مبآش طايق يكلم حد ولا حد يكلمه

وإللى زاد همى موت أبوه فى نفس السنة

وبعدها بأى يدخل ويخرج مع صحابه براحته
ومبأتش عارفة عنه حاجة وبأى يعاملنى زى أىّ
كرسى محطوط فى البيت
لا بيسأل ولا بيطمن عليّه زى زمان
بعد ما كان بيبوس إيدى وأما أكلمه يزعق فى وشى ويتنرفز




ورغم كل دا بقيت أدعيله فى كل ليلة إن ربنا يهديه



لغاية ما فى يوم من الأيام كنت بصلى قبل الفجر

سمعت خبط على الباب جامد اتفزعت ورحت افتح

الباب لقيته




..........



لم تتمالك الأم نفسها فتحشرج صوتها

وانهمر الدمعُ من عينها

ثم عادت لتُكمِل




:

لقيته .... وصحابه شايلينه مغمى عليه

سألتهم فى إيه محدش رد عليّه
رموه على أقرب سرير ومشوا
لدرجة إنى كان هيغمى عليّه جنبه وأنا مش عارفه ماله
جبتله الدكتور قال معندوش حاجه وكتبله على شوية أدوية جبتهاله



فضل يتألم شهر وأنا بألف بيه على المستشفيات

ومش عارفين عنده إيه
كان بيصرخ من الألم كل يوم وأنا جنبه بتألم لألمه





لغاية ما جاء فى يوم وقال لى

إنه يعاهد ربنا لو شفاه هيتوب ومش هيرجع لصحاب السوء تانى

بس يشفيه ....وهينسى كل إللى فات وهيبدأ صفحة جديدة
وساعتها كنت هموت من الفرح وقعدت ادعيله
أن ربنا يشفيه





وفعلا ممرش أسبوع إلا وهو كويس وبيقدر يمشى زى الأول



لكن للأسف



نسى فعلا إللى فات ونسى عهده مع ربنا ومعايا

رجع أشد من الأول وابتدى ياخد فلوس منى من غير ما أعرف

وعرفت بعدها أنه دخل لطريق المخدرات
حذرته وفكرته بالعهد لكن بدأ صوته يعلى ويقل فى أدبه




والله يابنى ما تعرفش أد إيه كان قلبى بيتقطع لمّا بشوفه

كل يوم قدامى بالحالة دى




لكن ...............


لكن شاء ربنا إنه ........ إنه يموت على نفس الحالة إللى عاهده عليها أنه هيتوب



فى نفس الوقت والله يابنى قبل الفجر سمعت خبط على الباب

ولمّا حصل كده أفتكرت إللى حصل فى المرة إللى فاتت
ومن كتر خوفى مكنتش قادرة أقوم أفتح الباب
لكن استعنت بالله وفتحت ولقيت إللى كنت خايفة منه
حصل ................




وهنا توقفت المرأة عن الحكى

توقفت وكأنها لا تريد أن تذكر ماحدث

وهى تستعرضه أمام عينها وكأنه حدث بالأمس القريب




أغمضت عينها ثم فتحتها ثانية ً

وكأنها عزمت على الإكمال

لعلها تستمد من هذان الشابان قوة تصبرها على مصيبتها
بعد أن نظرت إليهما وقد اغرورقت عيناهما بالدموع






يتبع ان شاء الله
التوقيع

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة وارزقنا الفردوس الاعلى
رد مع اقتباس