عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11-10-2007, 09:02 PM
أم حبيبة السلفية أم حبيبة السلفية غير متواجد حالياً
« عَفَا الله عنها »
 




افتراضي تكسير الموجة

تكسير الموجة


رأى الأعداء أن أساليبهم للإفساد ونزع الحجاب لم تنجح .. فأدركوا أن مواجهة التيار لا تفيد .. فعمدوا إلى سياسة تكسير الموجة !! تدري ما تكسير الموجة !! أي تفكيك حزمة العيدان وكسر كل عود على حدة ..
نظروا فإذا عباءات النساء واسعة ساترة .. إذا مشت فيها المرأة لم يكتشف أحد زينتها ..

فقالوا لها : نحن لا نقول لك : انزعي عباءتك !!.. لا .. لا .. حرااام ..
ولكن جددي في موديل عباءتك ..

فبدأ مصممو الأزياء يخترعون أشكالاً للعباءة أضيق من العباءة الساترة .. فأعجبت بها مجموعة من النساء ولبسنها .. فهي على كل حال عباءة !! لبستها بعض النساء .. فصارت العباءة كأنها فستان تزداد به زينة وجاذبية .. فبدل أن كانت العباءة تلبس لستر الزينة صارت هي في نفسها زينة ..

استبشر الأعداء وشعروا أن الموجة بدأت تتكسر ..

فاخترعوا عباءات تلبس على الكتفين .. فانطلق وراءها جماعات من النساء ..

فاستبشروا ..

ثم عباءات تربط من الجنب ..
ثم عباءات ضيقة جداً تبرز مفاتن المرأة ..

ثـم ..

حتى صارت المرأة بهذه العباءات تلفت النظر أكثر مما لو نزعت العباءة!!

بدأ المجتمع يضطرب .. والسفينة تتهاوى للغرق .. فلم يسكت المصلحون .. أصدر العلماء الفتاوى .. واهتزت المنابر بالخطب الرنانة .. وانطلق الدعاة يعظون وينصحون ..
وخوفوا لابسة هذه العباءات من عاقبة فعلها .. وأنها بذلك تبرز زينتها التي أمر الله بسترها ..
وكان التحريم في هذه العباءات الضيقة والشفافة المبرزة لمفاتن المرأة واضحاً لكل عاقل .. فبدأ يقل وينحسر .. وبدأت النساء تعود إلى العباءات الساترة .. وإن كان لا يزال يوجد أعداد من النساء يتساهلن بلبس هذه الأشكال من العباءات ..
إلا أن هذه الأعداد من النساء تبقى قليلة في المجتمع .. ويشعرن بخطئهن دائماً ..

أدرك الأعداء ذلك .. ورأوا أنهم يتعبون لإفساد الحجاب .. وزرع الاختلاط .. ويمضون في ذلك السنة والسنتين .. فإذا تأثرت بذلك ألف امرأة .. وفرحوا بهذا الإنجاز .. أقبل داعية ناصح مفوّه فتلا عليهن الآيات وسرد الأحاديث .. فتبن كلهن في لحظة واحدة ..

فإذا رأى المفسدون النساء التائبات .. عضوا أصابعهم وتهامسوا : ياااا خساااارة ..!!

نعم عرفوا أن الدين متمكن من القلوب .. وأن المسلمة وإن تساهلت يوماً فتكشفت إلا أنها سرعان ما تعود .. فمعدنها ذهب خالص .. بأدنى مسحة بيد رقيقة .. يذهب عنه الغبار .. ويعود إلى بريقه ولمعانه ..
وبعد تفكير طوييييل ..
جاءت الطامة .!!





المسألة فيها خلاف !!

بدأ المفسدون يقلبون صفحات التاريخ .. وينظرون كيف مات الحجاب في بلاد المسلمين الأخرى .. فرأوا أنه بدأ بالدعوة إلى كشف الوجه .. ثم لما انتشر ذلك وأصبح أمراً عادياً .. بدأ الوجه يصبغ بأنواع الزينة .. ثم أصبح الحجاب يتلون بألوان زاهية .. فصار الوجه أجمل .. ثم صار قماش الحجاب مزركشاً مزيناً بصور الورود .. فازداد الوجه بهاءً .. ثم بدأ الحجاب يتسع فظهرت الجبهة كاملة .. ثم أطراف الشعر .. ثم ..

فبدؤوا في تطبيق هذه الخطة في جزيرة الكنز ..

كانت النساء في جزيرة الكنز يسترن وجوههن ..

فظهر لهن من خلال القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى من صحف ومجلات من يقول لهن : أصلاً تغطية الوجه غير واجب !! وأن المرأة يجوز لها أن تكشف وجهها !! وهناك علماء يفتون بجواز كشف الوجه !! والمسألة فيها خلاف !!

ثم ظهر من أفتى النساء العفيفات المحصنات بجواز إلقاء الحجاب عن وجوههن .. والخروج إلى الشوارع والأسواق سافرات عنه محاسن وجوههن .. فمن نظر إليها تمتع بجمال خديها .. وسحر عينيها .. ونعومة شفتيها .. ودلال بسمتها .. كل ذلك جائز على اعتبار أن كشف الوجه جائز !! ولا يدخل في قوله تعالى " ولا يبدين زينتهن " !!

ما علينا ..

كانت سارة من بين النساء اللاتي تسلط عليهن هذه السهام .. لكنها كانت بعيدة عن التساهل بحجابها .. سعيدة بعباءتها .. تمشي بين الناس ملكة في عرشها .. الكل معجب بقوة شخصيتها وثباتها ..
في كل صباح تزدحم الشوارع بالناس .. ومن بينهم ترى أخوات مسلمات .. لكنهن متساهلات بالحجاب .. وقد حسرت مجموعات منهن عن محاسن وجوههن ..

كانت سارة تمر بهذه المناظر وهي ذاهبة إلى مكان دراستها .. لكنها كانت مع عدد كبير من الطالبات ترتدي حجاباً يغطي وجهها وبقية جسدها .. كانت بعض الطالبات يكشفن عن وجوههن .. وبعضهن يرتدين عباءات كالفساتين .. وكان عدد من الشباب يتجمهرون عند رؤية الطالبات .. ليصطادوا من تقع في شباكهم ..
وكانت سارة تلاحظ أنها تمر أمامهم .. وهي بكامل حجابها .. فلا يجرؤ أحد أن يلقي عليها رقم هاتفه .. أو يسمعها كلمة جارحة .. كانت عليها جلالة ومهابة .. وكأن الملائكة تحرسها من كل جانب ..





فى المستشفى بين سارة وأريج دار الحوار ................


يُتبـــــع
رد مع اقتباس