[يحي مطراوى]

 

كانت هدى طفلة جميلة خمرية اللون شعرها أسود طويل ناعم كالحرير كنت أحبها وأعطف عليها كثيرا لأنها كانت بنت يتيمة بنت خال زوجتى وعاشت بيننا هدى حتى أنهت تعليمها وتزوجت وأنجبت ثلاثة من الأولاد وكانت تتمتع بشخصية خلوقة متدينة بدون تشدد على الرغم من أنها ترتدى النقاب وكانت مجاملة لكل الناس الى أبعد الحدود يحبها الجميع الصغير قبل الكبير لا يمنعها عن صيام يومى الاثنين والخميس الا عذر شرعى وكنت أداعبها دائما وأقول لها (عارفه يا بت يا هدى لولا انى أكبر منك بعشرين سنة أنا كنت اجوزتك)وكانت تضحك من قلبها كلما أقول لها هذا الكلام وتقول والله انت مغشوش فى يا عم يحي...وحملت هدى الحمل الرابع والأخير وجاء موعد الولاده وأدخلوها حجرة العمليات لأن الولادة كانت متعثرة وبعد أن ولدت عبد الرحمن أصيبت بنزيف شديد وبد أت تغيب عن الوعى وحدثنا الطبيب أنها تتحدث لاحد وهى فى الغيبوبة ضاحكة مستبشرة وتقول لا أنا مش عايزة الحاجات دى أنا عايزاه هوا أنا عايزه رسول الله عايزه أقبل قدمه وشهقت هدى وماتت على هذه الكلمة وخرج الطبيب وهو شاب ملتحى علينا وهو يبكى ويقول لقد ماتت هدى ميتة لم أرى فى حياتى مثلها من قبل.رحم الله هدى رحمة واسعة واسكنها فسيح جناته وألحقنا بها على خير يا رب العالمين.