عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2009, 08:18 AM
زهررة زهررة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي سلسله دروس مجالس العلم ( علم الحديث 1)

 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخوة والاخوات الافاضل اعضاء المنتدى




اسال الله عز وجل ان يوفقنى فى توصيل هذا العلم اليكم على اكمل وجه




علم مصطلح الحديث



( الجزء الاول )





ونبدا باذن الله تعالى اولا بتعريف علم مصطلح الحديث


هــو مجمــوع القــواعــد والمباحث الحديثيــة المتعلقــة بالإسناد والمتن، أو بالراوي والـمـروي حـتـى تقـبـل الرواية أو ترد، التي بدأ تأسيسها في منتصف القرن الأول للهجرة حتى تكاملت، ونضـجت، وانصرفت في أواخر القرن التاسع لحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من الـدس والـتزوير، والخطأ والتغيير، وهي تتصل بضبط الحديث سنداً، ومتناً، وبيان حال الراوي والـمروي ومعرفة المقبول والمردود، والصحيح والضعيف، والناسخ والمنسوخ، وما تفرع عن ذلك كـلـــه مــــن الفنون الحديثية الكثيرة، وكل ذلك يسمى: "علم مصطلح الحديث"، أو "علم أصول الحـديـث"، أو "علم المصطلح" اختصارا



اهمية علم مصطلح الحديث




لعلم مصطلح الحديث أهمية عظيمة؛ وقد أشار إلى أهمية هذا الفنِّ عددٌ من العلماء الأجـلاَّء أذكر منهم

الحافـظ زين الدين عبد الرحيم العراقي في أول "شرح ألفيته" التي لخص فيها "كتاب ابن الصلاح" في هـــذا الفن؛ حيث قال: "وبعد؛ فعلم الحديث خطير وقعه، كبيرٌ نفعُه، عليه مدار أكثرِ الأحكامِ، وبه يعرف الحلال والحرام، ولأهله اصطلاحٌ لا بُدَّ للطَّالب من فهمه؛ فلهذا نُدِب إلى تقديم العناية بكتابٍ في علمه"

وللأستاذ الشيخ سليمان الندوي ـ رحمه الله ـ كلمة مهمة في بيان أهمية الرواية، وضرورة نقد المرويات أحببت أن أوردها هنا؛ ففيها خير تعريف لعلم أصول الحديث.

قال ـ رحمه الله ـ وهو يتحدث عن "تحقيق معنى السنة ومكانتها": "الرواية أمر ضروري؛ لا مـنـدوحــة عنه لعلم من العلوم، ولا لشأن من شؤون الدنيا عن النقل والرواية؛ لأنه لا يمكن لكل إنسان أن يكون حاضراً في كل الحوادث.

فإذاً لا يُتـصـور علم الوقائع للغائبين عنها إلا بطريق الرواية شفاهاً، أو تحريراً.

وكذلك المولودون بعد تلك الحوادث لا يمكنهم العلم بها إلا بالرواية عمن قبلهم.

هذه تواريخ الأمـم الـغــابرة والحاضرة، والمذاهب والأديان، ونظريات الحكماء والفلاسفة، وتجارب العلماء واختراعاتهم: هل وصلت إلينا إلا بطريق النقل والرواية؟

ولما كانت الأحاديث أخباراً وجب أن نستعمل ـ في نقدها وتمييز الصحيح من غيره ـ أصول النقد التي نستعملها في ســـائـر الــــروايات والأخبار التي تبلغنا؛ فهذه القواعد وأشباهها استعملها المحدثون في نقد الأحاديث، وسـمــوها: "أصـــــــول الـحـديث"، وبذلك ميزوا الأحاديث الصحيحة من غيرها"




نشأة علم مصطلح الحديث




نشأت علـوم الحديث مع نشأة الرواية ونقل الحديث في الإسلام، وبدأ ظهور هذه الأصول بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حين اهتم المسلمون بجمع الحديث النبوي خوفاً من ضـيـاعه، فاجتهدوا اجتهاداً عظيماً في حفظه وضبطه، ونقله، وتدوينه، وكان من الطبعي أن يسبق تـدويـن الـحـديـث عـلـــم أصول الحديث؛ ذلك لأن الحديث هو المادة المقصودة بالجمع والدراسة، وأصول الحديـث هي القواعد والمنهاج الذي اتبع في قبول الحديث أو رده، ومعرفة صحيحه من ضعيفه.

وقــد اتـبــع الصحابة والتابعون وتابعوهم قواعد علمية في قبول الأخبار من غير أن ينصوا على كثير مــــن تـلـك الـقــواعد، ثم جاء أهل العلم من بعدهم فاستنبطوا تلك القواعد من مناهجهم في قبول الأخبار، ومـعـرفــــة الذين يُعتد بروايتهم أو لا يعتد بها، كما استنبطوا شروط الرواية وطرقها، وقواعد الجرح والتعديل، وكل ما يلحق بذلك؛ فقد لازم نشوء علم أصول الحديث نقل الحديث وروايته، وهـذا أمـر طبعـي؛ فما دام هنالك نقل للحديث فلا بد من وجود مناهج وطرق لذلك النقل.

ثم ما لبثت علوم الـحـديـث أن تـكـامـلــت، وأصـبـحـت علماً مستقلاً له شأنه بين العلوم الإسلامية






واترككم فى رعاية الله وامنه حتى نلتقى مع الجزء الثانى من مصطلح الحديث
رد مع اقتباس