عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-08-2008, 03:58 PM
الشافعى الصغير الشافعى الصغير غير متواجد حالياً
لا تهاجم الناجح وتمتدح الضعيف .. لا تنتقد المجتهد الذي يعمل وتربت علي كتف الكسول
 




افتراضي

«أبجني تجدني وطنش تعش تنتعش».. إنها لغة ومنطق أيضاً

كتب محمد طلعت الهواري
حالة من «الاضطهاد والإبعاد» مارستها «المؤسسات الرسمية وغير الرسمية» ضد الشباب أدت بهم إلي خلق «ثقافة خاصة بهم مضادة لثقافة مجتمعهم».. هكذا وصفت دراسة حديثة لمركز معلومات مجلس الوزراء حال الشباب المصري في سلسلة «قضايا مستقبلية».
وحسب الدراسة، فإن الشباب المصري «يعاني الاغتراب والتجاهل وعدم الاهتمام به وقضاياه»، وهو ما يدفعه لـ «العزلة والانفصال عن مجتمعه، وشعوره باللامبالاة، وخلق ثقافة ولغة خاصة به، تحض علي السلبية، والابتعاد عن قيم مجتمعه وأعرافه».
الدراسة التي أجريت علي الشباب في الفئة بين ١٥ و٣٥ سنة أرجعت أسباب ما وصل إليه الشباب إلي «حالة التعثر» التي واجهت بها الدولة التحديات المحلية منذ التسعينيات وحتي الآن، إضافة إلي ما سمته «ضعف الأداء الاقتصادي» وزيادة نسبة البطالة.
ففي محور تحت عنوان «لغة الشباب» قالت الدراسة إن إحساس الشباب بـ «الاضطهاد واللامبالاة والعزلة القلق» الذي يكتنف المستقبل، وصولا إلي البطالة والفراغ، جعلهم مؤهلين للانغماس في سلوكيات «منحرفة»، أبرزها «اللغة»، التي أكدت أن لغة الشباب المصري تأثرت بالتكنولوجيا،
ودخلت بها «عبارات غريبة»، واختصارات، توفيرا للوقت، مثل الكلمات المستخدمة في «حجرات الدردشة أو رسائل الهاتف المحمول»، ورصدت الدراسة أن العبارات لم تعد تكتب كاملة، ودون الالتزام بقواعد اللغة.
ومن بين الكلمات التي يستخدمها الشباب ورصدتها الدراسة، «سيفت» بمعني «سجلت أو حفظت»، والمأخوذة من كلمة «SAVE» في اللغة الإنجليزية، وكلمة «شيكت» بمعني «تأكدت من شيء ما» والمأخوذة من كلمة «CHECK».
إضافة إلي الرسائل المكتوبة بأحرف لاتينية وتنطق بالعربية وتتخلها بعض الأرقام، مثل كلمة «حوار» وتكتب «٧WAR»، وكلمة «سعاد» وتكتب «SO٣AD»، وكلمة «YOU» بالإنجليزية، التي تختصر وتكتب «U» فقط، ومصطلح «ASAP» بدلا من كتابة «AS SOON AS POSSIBLE».
كما رصدت الدراسة اتجاه الشباب المصري لاستخدام بعض المصطلحات والتعبيرات، التي وصفتها بأنها تعبر عن «السلبية واللامبالاة، وتحض علي عدم تحمل المسؤولية»، مثل «كبر دماغك»،
«انت هتصلح الكون»، و«طنش تعش تنتعش»، كما تصف لغة الشباب الحب بأنه «سهوكة وتسبيل ونحنحة» وفقا للدراسة، التي ركزت علي ما وصفته بـ «تزايد سمة عدم الانتماء لدي الشباب المصري»، والذي يظهر في عبارات تقول علي مصر «دولة دلدولة لا مع دولة ولا مع دولة».
وحذرت الدراسة من استخدام الشباب كلمات «تحض علي الفساد وعدم إتقان العمل» مثل «مشي حالك»، و«عك وربك يفك»، ومصطلحات أخري تنم عن «حب الفهلوة» واستغلال الذكاء في الخداع والمغالطة وإثبات الذات بـ «الهمبكة»، وأسلوب «بكش تعيش تاكل قراقيش»،
و«علي قد فلوسهم».. تعبيرات تشير إلي تدني قيمة العلم لدي الشباب مثل قولهم «العلم لا يكيل بالباذنجان»، و«الكركرة زي الدكترة»، وأخري تشير إلي ما وصفته الدراسة بـ «ضعف التفرقة بين الحلال والحرام، واستحلال المال العام والرشوة»، مثل قولهم «ظرفني تعرفني»، و«أبجني تجدني».
وفي معرض حديثها عن ثقافة الشباب المصري ذكرت الدراسة إن الشباب المصري تكونت لديه ثقافة مستقلة عن ثقافة المجتمع، أحدثت نوعا من «الانفصام والتباعد بينهم وبين المجتمع»،
وأضافت «أن أكثر المجتمعات قابلية لبروز ثقافة للشباب، هي تلك التي تمر بمرحلة تغير سريع، بما لا يسمح بتوافر أرضية مشتركة بين الشباب والكبار حول القيم والقواعد السائدة في المجتمع، وهذه الظروف متوافرة بشكل واسع لدي المجتمع المصري».
وأرجعت الدراسة أسباب «التباعد والانفصام» إلي «المواجهة المتعثرة للتحديات المزمنة المحلية، وشعور الشباب بالتناقض، وفقدان السياسات العامة المصداقية لديه، وضعف الأداء الاقتصادي، وتدني مهارة وكفاءة الخريجين، والبطالة، إضافة إلي تجاهل المجتمع لهم ولقضاياهم».
وأكدت الدراسة «عزوف الشباب عن المشاركة في قضايا المجتمع، والابتعاد عن النشاطات السياسية والاجتماعية»، وأرجعت ذلك إلي «طول أمد الاستبعاد الذي مورس ضد الشباب، وعزلهم عن الحياة العامة ـ خاصة السياسية ـ سواء في المدارس والجامعات أو في المنظمات الشعبية».
واعتبرت الدراسة أن هذه المظاهر تمثل ما سمته «بداية الانسلاخ الثقافي وفقد الثقة في القائمين علي تسيير شؤونه»، وحذرت من أن يؤدي ذلك إلي «إمكانية السقوط تحت تأثير أي إعلام معاد له ولوطنه وتراثه الثقافي والحضاري» ودعت إلي ضرورة إدماج الشباب في المجتمع.
ووفقا للدراسة فإن الشباب المصري «يعيش أزمة اغتراب حقيقي في مجتمعهم «بسبب التجاهل علي المستويين الرسمي وغير الرسمي»، معتبرة أن جيل الشباب «هو غالبا ليس علي قائمة الأولويات الرسمية».
وحذرت الدراسة من أن يؤدي شعور الشباب بالاغتراب إلي الإحساس بـ «العزلة والرفض»، ويصبح «حبيسا في مجتمعه، كالغريب في وطنه، وتجبره الظروف في بعض الأحيان علي أن يتحول إلي أداة متفجرة سياسيا واجتماعيا، فجزء منه انجرف وراء الجريمة والمخدرات، وجزء كبير جذبته قوي التطرف، وتحول إلي أدوات حادة ومعاول هدم».
كما تناولت الدراسة ظاهرة «عزوف الشباب المصري عن القراءة»، واتجاهه إلي كتب «الثقافة السريعة» أو «كتب التيك أواي»، والابتعاد عن الكتب «ذات الثقافة الثقيلة» مثل دوائر المعارف.
 

رد مع اقتباس