عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-11-2011, 03:34 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

2)

(( فضل الصبر على البلاء ))


عن أم العلاء قالت : عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة ، فقال :

" أبشري يا أم العلاء ، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة " .



أختي المسلمة ..:

حتما سوف تتعرضين في هذه الدنيا إلى البلاء ، الذي قد يكون في نفسك ، أو في زوجك ، أوفي ولدك إلى
غير هؤلاء من عشيرة المرء وقومه .
وهنا يظهر مقدار الإيمان الذي لديك ، فإن الله أنزل بك البلاء لكي يختبر إيمانك ، هل ستصبرين أم
تسخطين ؟ ، ولا ترضين بقضاء الله !!
وهذه الوصية التي بين يديك الآن ، يقف النبي صلى الله عليه وسلم ناصحا لأم العلاء ـ رضي الله عنها ـ
مبينا لها أن المؤمن إنما يبتليه ربه لكي يمحصه من الخطايا والذنوب .
وعندما تتأملين في كتاب الله سوف تجدين أن الذي ينتفع بالآيات والعظات والعبر إنما هم أهل الصبر ،
كما قال عز وجل :


{ ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام * إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره
إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } .


وسوف تجدين أن الله أثني على أهل الصبر ومدحهم به ، فقال :

{ والصابرين في البأسآء والضرآء وحين
البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون } .


وسوف تعرفين أن أهل الصبر هم أهل محبة الله ، كما قال عز وجل :

{ والله يحب الصابرين } .

وستجدين أن الله يجزي أهل الصبر بأحسن أعمالهم ، بل ويزيدهم ، فيجزيهم أجرهم بغير حساب ، كما قال
تبارك وتعالى:


{ إنما يوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب } .


ل سوف تدركين أن الفوز في يوم القيامة ، والنجاة من النار ، سيكون لأهل الصبر ، كما قال جل ثناؤه :

{ والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } .


نعم أختي المسلمة كل هذا الجزاء ، وذلك الثواب لأهل الصبر على البلاء ، ولم لا ؟!! والمؤمن دائما حاله في خير .
فعن صهيب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


" عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كل خير ، إن أصابته سرآء شكر ، فكان خيرا له ، وإن أصابته ضرآء صبر فكان خيرا له " ..


ولابد لك أيتها الأخت المؤمنة أن تعلمي أن الله يختبرك بقدر ما لديك من إيمان ، فإن كان إيمانك
عظيم القدر ، شدد الله عليك في البلاء وإن كان في دينك الضعف خفف عليك في البلاء ، استمعي :

عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ قال : قلت يارسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال :


" الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلبا إشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي
على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض ، وما عليه خطيئة " ..


وعندما تتسائلين ولم لا يعافى المؤمن لفضله عند ربه ؟

قول : إن ربنا ـ تبارك وتعالى ـ أراد أن ينقى المؤمن من معاصيه ، ومن آثامه ، وذنوبه ، فلم تقض
حسناته بهذا ، فابتلاه ربه حتى يطهره ، وهذا ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم لأم العلاء ، ولعبد
الله بن مسعود ، فلقد قال عبدالله بن مسعود : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك ،
فقلت : يا رسول الله ! إنك لتوعك وعكا شديدا !!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


" أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم " .
قال : فقلت : ذلك أن لك أجرين ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجل " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم
يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته ، كما تحط الشجرة ورقها " .


وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

" ما يصيب المؤمن من وصب ، ولا نصب ، ولا سقم ، ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته " .


نعم أخواتي ..

فالصبر على المرض ، وحبس النفس عن الجزع والتسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، هم زاد المؤمن في رحلته

الدنيوية . ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، ولا إيمان لمن لا صبر له ، كما أنه لا

جسد لمن لا رأس له . ولذا كان ينبغي لك ايتها الأخت المؤمنة أن تحتسبي عند المرض ، وتكتمي ما نزل بك

من بلاء .



فهيا أخيتي ..

جددي إيمانك بقول لا إله إلا الله ، واحتسبي بلائك عند الله

وإياك أن تقولي لأمر قضاه الله ليته لم يكن .

وما التوفيق إلا من عند الله .





يتبع إن شاء الله .......

رد مع اقتباس