عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 03-26-2012, 01:13 AM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

المسألة الرابعة: الطهارة في الآنية المتخذة من جلود الميتة:
(جلد الميتة إذا دبغ طهر وجاز استعماله لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «أيما إهاب دبغ فقد طهر»). ولأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مرّ على شاة ميتة فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: («هلَّا أخذوا إهابها - يعني جلدها- فدبغوه فانتفعوا به؟ فقالوا: إنها ميتة. قال: إنما حَرُمَ أكلُهَا») وهذا فيما إذا كانت الميتة مما تحلها الذكاة وإلا فلا.

أما شعرها فهو طاهر -أي شعر الميتة المباحة الأكل في حال الحياة- وأما اللحم فإنه نجس، ومحرم أكله. لقوله تعالى: : ﴿إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾ [الأنعام: 145].
ويحصل الدبغ بتنظيف الأذى والقذر الذي كان في الجلد، بواسطة مواد تضاف إلى الماء كالملح وغيره، أو بالنبات المعروف كالقَرَظ أو العرعر ونحوهما.
وأما ما لا تحله الذكاة فإنه لا يطهر، وعلى هذا فجلد الهرة وما دونها في الخلقة لا يطهر بالدبغ، ولو كان في حال الحياة طاهراً.
وجلد ما يحرم أكله ولو كان طاهراً في الحياة فإنه لا يطهر بالدباغ.
والخلاصة: أن كل حيوان مات، وهو من مأكول اللحم، فإنَّ جلده يطهر بالدباغ، وكل حيوان مات، وليس من مأكول اللحم، فإن جلده لا يطهر بالدباغ.
* * *
(جلد الميتة إذا دبغ طهر وجاز استعماله) الجلود نوعان: 1-جلود ميتة 2-وجلود مزكاة، الحيوانات إما ميتة و إما مزكاة،( المزكاة ) هو الحيوان مأكول اللحم المذبوح على الشريعة الإسلامية، هذا اسمه مزكى، خروف ذبح فجلده طاهر حتى لو لم يدبغ فجلده طاهر، أما المسألة التي سنتكلم عنها هي جلود الميتة سواء هي ميتة مأكولة اللحم أو غير مأكولة اللحم، مثال: ، بقرة ماتت فأهلها أخذوا جلدها ودبغوه واستعملوه، هذه يسموه جلود الميتة المدبوغة، هذه مأكولة اللحم، فهد أو نمر مات ، سلخ رجل جلده ودبغه واستعمله، فهذا غير مأكول اللحم دبغ جلده فهو هنا يقول جلد الميتة لم يفصِّل كل أنواع الميتة، وسيأتي تفصيله بعد ذلك.
(إذا دُبغ طهر وجاز استعماله لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أيما إهاب دبغ فقد طهر») هذا الحديث صحيح رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني رحمه الله، وهذا الحديث يتخذه العلماء قاعدة في هذا الباب«أيما إهاب » الإهاب هو جلد الميتة قبل أن يدبغ فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (أيما )يعني أي إهاب يشمل جلد الميتة سواء مأكولة اللحم أو غير مأكولة اللحم، «دبغ فقد طهر» فهذا دليل على عموم أن جلود الميتة كلها إذا دبغت طهرت، (ولأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرّ على شاة ميتة فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هلَّا أخذوا إهابها - جلدها- فدبغوه فانتفعوا به؟ فقالوا: إنها ميتة. قال: إنما حَرُمَ أكلُهَا») الحديث رواه مسلم.

وأيضا قاعدة إنما حرم أكل الميتة إنما جلد الميتة يجوز دبغه واستعماله (هذا فيما إذا كانت الميتة مما تحلها الزكاة وإلا فلا).
هنا قيد لابد أن تكون الميتة تحلها الزكاة يعني مأكولة اللحم، وهذا القيد الذي ذكره ينافي مطلق الحديث، الحديث يقول «أيما إهاب دبغ فقد طهر» فالراجح: أن كل الجلود إذا دبغت طهرت عدا جلد الخنزير وجلد الكلب لأنه ما قال بهما إلا داود الظاهري وجمهور أهل العلم على أن الكلب والخنزير إذا دبغت جلودهما لا يطهران على هذا القول الشافعي وغيره من أهل العلم على اختلاف في هذا المجمل أما تفصيلات مختلفة غير الكلب والخنزير اختلفوا فيها أما الكلب والخنزير الجمهور على أنه لا يطهر بالدبغ، فكل الحيوانات إذا دبغ جلدها طهر عدا الكلب والخنزير هذا مذهب الشافعي رحمه الله تعالى وهذا يوافق عموم الحديث «أيما إهاب دبغ فقد طهر» اتفقنا على أن الكلام الفقهي لابد أن نجعله عمليا في حياتنا،.

مسألة:1_ رجل يسير في الشارع وجد حمار ميت ثم أراد أن ينتفع بجلد الحمار ماذا تقول له؟ هل يجوز أن يسلخ جلده ويأخذه فيدبغه وينتفع به،؟
على الراجح يجوز رغم أن الحمار لا تحله الزكاة ، حتى لو ذبح الحمار لا يأكله، ولكن عموم قول النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أيما إهاب دبغ فقد طهر» جائز.
مسألة:2_ رجل وجد بقرة مذبوحة فأخذ جلدها ينتفع بها قبل أن تدبغ هل يصح؟،
نعم لأنها أصلا طاهرة بالذبح، إذا مسألتنا في الميتة ، .

وقلنا في المرة السابقة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما مرت عليه المرأة وكان معها مزادة وكانت مشركة ، من المؤكد أن ذبائح المشركين ميتة والمزادة من هذا المذبوح، ومع ذلك النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توضأ منها وكانت مدبوغة لأنه وضع فيها الماء والماء لا يوضع في إناء جلد إلا بعد الدبغ فكيف يستقيم هذا الكلام مع كلام الحنابلة، يستقيم أن الحنابلة يقولون أن هذه المزادة من جلد ميتة مأكولة اللحم مزكاة يعني تحلها الزكاة مأكولة اللحم، ونظرتهم فيها أن الحيوان غير مأكول اللحم نجس بنجاسة خلقية، والميتة نجسة فإذا اجتمعت عليه نجاستان فالدبغ يطهر نجاسة الموت ولا يطهر النجاسة الأصلية فقالوا : لما يدبغ الدبغ يطهر الميتة وتبقى نجاسة الجلد الأصلي الذي خلقه ربنا عليها هذا هو تفسيرهم لهذه المسألة، ولكن نقول لهم أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «أيما إهاب دبغ فقد طهر» وأيما هنا تشمل كل أنواع الجلود سواء مأكولة اللحم أو غير مأكولة اللحم.
(أما شعرها فهو طاهر) شعر الميتة طاهر، خروف مات أو بقرة ماتت وشعرها وقع في إناء هل ينجسه؟ لا لأن شعرها طاهر (أي شعر الميتة المباحة الأكل في حال الحياة- وأما اللحم فإنه نجس، لقوله تعالى: ﴿إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ﴾ [الأنعام: 145]. الميتة، والدم المسفوح، ولحم الخنزير، لحم الخنزير اتفقنا في المرة السابقة أن لحم الخنزير بعد موته إنما في حال حياته فهو طاهر.
(ويحصل الدبغ بتنظيف الأذى والقذر الذي كان في الجلد)، الجلد لما كان ميتة الجلد له ظاهر وباطن، ظاهره جاف،إنما باطنه رطب، لأن باطنه هذا عبارة عن طبقة دهنية كانت تلتصق بالعضلات واللحم، الطبقة الدهنية هذه لازم تبقى موجودة دائما كي تلصق الجلد باللحم لا يأتي واحد يشد الجلد يخرج في يده، فلما ماتت انفصلت الطبقة الدهنية عن اللحم أصبحت طبقة جافة ظاهرة، وطبقة دهنية باطنة ، الإشكال كله في الطبقة الباطنية الدهنية ، الطبقة الدهنية هذه ممتلئ دهن هذا الدهن رطب لو أنا لمسته يصيب بطني وأتنجس ففكرة الدبغ تنشيف هذه الطبقة الدهنية وتنشف بواسطة.
(بواسطة مواد تضاف إلى الماء كالملح) ممكن يضع ملح في هذه الطبقة فيبدأ الملح يجفف رطوبة الدهن، لو وضع في الشمس قليلا يجف (أو بالنبات المعروف كالقَرَظ) القرظ نبات من النباتات التي تنبت في اليمن وهي في شجر ضخم عظيم ويشبه شجر الجود وهو نوع من أنواع الصمغ العربي، يستخرج منه الصمغ وغير ذلك كان العرب يستعملوه في دباغ الجلود والتقريظ هو المدح، استعير من هذا اللفظ، لأن القرظ لما يوضع على جلد الميتة يجففه ويجعله مليحا، كأنه صفة مدح، أذهب منه الأذى والقذر فكذلك الذي يقرظ أذهب الأذى والقذر ومدحه بذلك، (والعرعرة) عرعرة نبات معروف موجود في السعودية فيه مواد قاتلة للبكتريا، وفيه مواد قاتلة للحشرات يضعوها في جلد الميتة فتقتل البكتريا وتجفف هذه الطبقة الدهنية حتى لا يصل إليها الأذى.
(وأما ما لا تحله الذكاة فإنه لا يطهر)، ذكرنا كلام الحنابلة أنه لا يطهر لماذا؟
لأنه فيه نجاستين، نجاسة أصلية، ونجاسة الموت، فالدبغ يزيل نجاسة الموت وتبقى النجاسة الأصلية، ولكن الرد على هذا الكلام حديث النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إيما إهاب دبغ فقد طهر».
(وعلى هذا فجلد الهرة وما دونها في الخلقة لا يطهر بالدبغ، ولو كان في حال الحياة طاهراً.
وجلد ما يحرم أكله ولو كان طاهراً في الحياة فإنه لا يطهر بالدباغ.
والخلاصة: أن كل حيوان مات، وهو من مأكول اللحم، فإنَّ جلده يطهر بالدباغ، وكل حيوان مات، وليس من مأكول اللحم، فإن جلده لا يطهر بالدباغ).
وذكرنا القاعدة في ذلك وأن قول النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «إيما إهاب دبغ فقد طهر» قاعدة في ذلك، وأن كل الحيوانات مأكولة اللحم وغيرها إذا دبغ جلدها وهي ميتة يطهر ما عدا الكلب والخنزير لخباثتهما.
ويمكن أن يكون الدبغ بمواد كيميائية،وأحيانا بعض الزيوت .
الباب الثالث.
مناسبة باب الآنية لباب قضاء الحاجة: الفقهاء دائما لم ينتهوا من باب يدخلون في باب قريب منه جدا وانتهوا من الماء ودخلوا في باب الآنية، وانتهوا من الآنية ودخلوا في باب آخر اسمه آداب قضاء الحاجة، هذا الباب مرتبط بالآنية لأن الإنسان قبل أن يتوضأ يدخل الخلاء يجهز الماء ويضعه في الإناء ثم يقضي حاجته ويستنجي ثم بعد ذلك يتوضأ فكان ترتيبا منطقيا أن يضعوا أبواب الاستنجاء وقضاء الحاجة قبل الوضوء لأن لا يوجد أحد يستنجي بعد الوضوء لأن البول والغائط ينقض الوضوء فكان وقته أن يكون قبل الوضوء وبعد ذلك يستنجي وبعد ذلك يتوضأ.
باب الاستنجاء يدل علي شمولية الدين:وأنه بحمد الله الشريعة الإسلامية ضبطت للمسلم كل أمور حياته حتى دخول الخلاء لن تجد قانونا في الدنيا منذ خلق الله الخليقة يضبط للمسلم إذا دخل الخلاء أو للإنسان إذا دخل الخلاء ماذا يفعل،الله U عند دخول الخلاء، كل هذه القوانين الأولى والقانون الروماني، وكل هذه القوانين أخذوا منها للمسلمين واستقوا منها للمسلمين وتركوا الشريعة الغراء لا يأخذون منها شيء رغم شمول هذه الشريعة، فلا يوجد شريعة في الدنيا أو قانون في الدنيا يقول للمواطن أو أي إنسان يندرج تحت هذا القانون إذا دخل الخلاء ماذا يفعل؟، حتى سلمان الفارسي كان المشركين يقولون له : إن رسولكم علمكم كل شيء حتى الخراء، إذا دخل أحدكم الغائط يستهزئون بسلمان والشريعة، ولكن سلمان الفارسي كان ثابت الإيمان ورد عليهم قال: نعم نهانا النبي r إذا دخل أحدنا الخلاء أن يستنجي بيمينه وأن يستنجي بروث أو عظم وأن يتمسح أو يستنجي بثلاث أحجار، يفتخر بدينه.
وهذه قضية مهمة نحن نعيشها الآن أريد أن استطرد إليه دقائق يسيرة لأنها مهمة جدا، وهو أن اتهام دائما أعداء الإسلام يتهمون المسلمين في دينهم منهم من يقول هذا الدين كما قال المشركون لسلمان الفارسي يهتم بأمور دقيقة تافهه كما قال ولكن سلمان الفارسي استعلى بهذا الأمر وقال نعم هذا هو الدين الذي أنزله الله U على نبيه وعلمنا إياه.
فالآن تجد تهمة الإسلام يحرم الموسيقى وتجد الدعاة الذين هم يقربون بين الإسلام والغرب ينفون هذه التهمة ويقولون لا الإسلام لم يحرم الموسيقى بل هناك بعيد رجل فريد وحيد قال بحل الموسيقى وهو ابن حزم وركن بغض النظر عن كلام ابن حزم وقال أن ابن حزم قال بحل الموسيقى وأراد أن يفرض كلام ابن حزم على جميع المسلمين رغم أن كل الأئمة ردوا على ابن حزم في ذلك وقالوا أن الحديث في البخاري صحيح، وأراد هو أن يجبر الناس بقوة على فرض رأي ابن حزم في مسألة من المسائل والسبب في ذلك هو التقريب بيننا وبين الغرب، وهكذا النقاب، واللحية، وغير ذلك وأصبح هو في قفص الاتهام ويدافع عن الإسلام كل شبهة ينافي حتى الكلب قالوا له الإسلام يحرم اقتناء الكلاب قال لا هناك أيضا الإمام مالك أباح ذلك والإمام مالك قال أن لعاب الكلاب طاهر وجسم الكلب طاهر، طيب وهل تريد أن تفرض كلام الإمام مالك على كل المسلمين بدعوة التقريب بيننا وبين الغرب،؟
الإسلام دين لا يتغير هو الدين الذي أنزله الله على النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو الذي علمه الأمة، هذا هو ديننا لا يتبدل ولا يتغير فمن أراد أن يتمسك به وهو هكذا فليتمسك، من أراد أن يغيره فالله تعالى قضى ألا تبديل لكلمات الله وهو الذي سيتغير ليس الإسلام هو الذي يتغير بل بالعكس هو الذي يكون منبوذا وهكذا، فهذه قضية مهمة، قضية اتهام الإسلام بثوابت في الدين لدرجة أن اتهموا الإسلام أنه يكفر النصارى يالا العجب كل الشرائع والملل في العالم تكفر الملل الأخرى حتى النصارى يكفرون أنفسهم الأرثوذكس يكفروا الكاثوليك، والكاثوليك يكفرون البروتستانت، وغيرهم يكفرون بعضهم البعض، فأصبح الإسلام تهمة ،فالإنسان لابد أن يستعلي بدينه كما فعل سليمان الفارسي.

۩۞۩ فهرس محاضرات ( الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة ) ۩۞۩
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس