عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-04-2008, 12:57 PM
يارب محتجلك يارب محتجلك غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



Islam الاسلام ايمان و استقامة

 


:: عن سفيان بن عبيد الله الثقفى _رضى الله عنه _قال : قلت يا رسول الله :

قل لى فى الاسلام قولا لا إسال عنه أحدا بعدك ، قال :

((قل آمنت بالله ثم استقم )) ...



** المعنى العام للحديث **

لقد كان الصحابة _ رضوان الله تعالى عليهم _ يهتمون بالوقوف على كمال دينهم

"عقيدة و عملا " ؛حتى يكونوا على درجة عالية ،حرصا على دينهم ، و تمسكا به ،

و عملا بما يوجبه عليهم .

و فى هذا الحديث :سأل "سفيان "_ رضى الله عنه _ رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ أن يعلمه من أمر الاسلام ما يكون جامعا كافيا لا يحتاج بعده إلى سؤال أحد ، فأجابه رسول الله صلوات الله عليه و سلامه بقوله :
((قل آمنت بالله ثم استقم ))


و هذا التعبير النبوى البليغ من جوامع الكلم للرسول _صلى الله عليه و سلم _

فمع ايجاز عبارته نستشعر المعنى بحلاوته ، وهو مطابق لقول الله _ تعالى _

(( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملا ئكة ألا تخافوا و لا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ))

أى لم يحيدوا عن التوحيد ، والتزموا طاعة الله _ سبحانه و تعالى _ إلى أن توفوا على ذلك .

وكان الحسن إذا قرأ الآية : ((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ))

قال : و إذا كان المراد بالاستقامةهى أن يستقيم المسلم على التوحيد ، فإن المراد بالتوحيد هو التوحيد الكامل الذى ينجى صاحبه من عذاب الله _ تعالى _ و يحرمه من النار ، و ذلك بتحقيق معنى (( لا إله إلا الله )) و ما يبنى عليها من عبادات ومعاملات وأخلاق .


ـــــــ و الاستقامة : هى سلوك الصراط المستقيم ، و هو الدين القيم دون اعوجاج و انحراف ،و يشتمل ذلك على فعل الطاعات و ترك المنهيات ، و بهذا كانت الوصية جامعة لخصال الدين كلها .

و هذه الوصية التى اشتمل عليها الحديث الشريف تصحح أمرين فيهما سعادة الانسان فى الدنيا و الاخرة ، و هما الركنان الهامان فى حياة كل مسلم :


*ـــــــــ الأول : الإيمان ، وذلك فى قوله " قل آمنت بالله " ففى هذا القول إقرار بالربوبية ، و اعتراف بالوحدانية ، و إعلان للإيمان و التصديق بالله الواحد الأحد الصمد ، الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ، و إيمان بما أمر به و نهى عنه .


*ـــــــــ الثانى : الاستقامة ، و متى استقام القلب على التوحيد فإنه لا يلتفت إلى غيره ، و يستقيم فى معرفة الله تعالى و خشيته وإجلاله ، و الإعراض عما سواه فتستقيم جميع الجوارح على الطاعة .

وأهم ما ينبغى استقامته بعد " القلب " هو " اللسان " فإنه الترجمان الذى يعبر عما فى القلب .


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر الأزهري ; 08-06-2008 الساعة 10:07 AM
رد مع اقتباس