عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-12-2010, 01:16 AM
أشواق المغفرة أشواق المغفرة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Icon41 توبة شاب فى حادث سيارة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم


توبة شاب في حادث سيارة

لقد تغير صاحبي نعم تغير ضحكاته الوقورة التي تخاطب الأذن و كانت من قبل ماجنة مستهترة تصم

الآذان نظراته الخجولة تنم عن طهر وصفاء وكانت من قبل جريئة وقحة كلماته تخرج من فمه بحساب بعد

أن كانت من قبل يبعثرها هنا وهناك تصيب هذا وتجرح ذاك وقد كان لا يعبئ بهذا ولا يهتم نظرت إليه

وأطلت النظر ففهم ما يدور بخاطري وقال لعلك تريد أن تسألني ماذا غيرك؟ قلت:نعم فتنهد قائلا سبحان

مغير الأحوال. قلت لا بد أن وراء ذلك قصة قال نعم كلما تذكرتها ازددت إيمانا وسأقصها عليك قال كنت في

سيارتي متجها إلي القاهرة وعند احد الجسور الموصلة إلي أحدى القرى فوجئت ببقرة تجري ويجري

وراءها صبي صغير وارتبكت فاختلت عجلة القيادة في يدي ولم اعد اشعر إلا وأنا في أعماق ماء ترعة

الإبراهيمية فرفعت رأسي إلي أعلى علَي أجد متنفسا ولكن الماء كان يغمر السيارة جميعها مددت يدي

لأفتح الباب فلم ينفتح هنا تأكدت أني هالك لا محالة وفي لحظات لعلها ثوان مرت في ذهني صور

سريعة متلاحقة هي صور حياتي الحافلة بكل أنواع العبث والمجون وتمثل لي الماضي شبحا مخيفا

وأحاطت بي الظلمات الكثيرة وأحسست باني اهوي إلي أهواء سحيقة مظلمة فانتابني فزع شديد

فصرخت في صوت مكتوم يا رب ودرت حول نفسي ماداً ذراعي اطلب النجاة لا من الموت الذي أصبح

حقيقة بل من خطابيي التي لاحقتني وضيقت علي أحسست بقلبي يخفق بشدة فانتفضت وبدأت أزيح

من حولي تلك الأشباح المخيفة واستغفر ربي قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حولي يضغط عليً كأنما

استحالت المياه إلي جدران من حديد فقلت إنها النهاية لا محالة فنطقت بالشهادتين وبدأت استعد للموت

وحركت يدي فإذا بها تنفذ في فراغ يمتد خارج السيارة وفي الحال تذكرت أن زجاج السيارة الأمامي

مكسور شاء الله أن ينكسر في حادث منذ أيام ثلاثة فقفزت دون تفكير ودفعت نفسي من خلال هذا

الفراغ والمياه تغمرني وإذا بي خارج السيارة ونظرت فإذا جمع من الناس يقفون على الشاطئ كانوا

يتصايحون بأصوات لم أتبينها ولما رأوني خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا بي خارج الشاطئ وقفت

على الشاطئ غير مصدق أني نجوت من الموت واني الآن بين الأحياء وانظر إلي السيارة الغارقة

وأتذكر حياتي الماضية أتخيلها تختنق وتموت لقد ماتت فعلا أنا الآن مولودا جديدا لا يمت إلي الماضي

بصلة وأحسست برغبة شديدة للجري بعيدا عن هذا المكان الذي دفنت فيه ماضي الدنس رجعت إلي

البيت إنسان آخر غير الذي خرج دخلت البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صور لبعض الممثلات

والراقصات وصور لبعض النساء واندفعت إلي الصور أمزقها ثم ارتميت على سريري ابكي ولأول مرة

أحس بالندم على ما فرطت في جنب الله فأخذت الدموع تنساب بغزارة من عيني واخذ جسمي يهتز

وبينما أنا كذلك إذا بصوت المؤذن يجلجل في فضاء وكأني اسمعه لأول مرة فانتفضت واقفا وتوضأت و

في المسجد وبعد أن أديت الصلاة أعلنت توبتي ودعوت الله ومنذ ذلك الحين وأنا كما ترى قلت: هنيئا لك

يا أخي وحمدا لله على سلامتك لقد أراد الله بك خيرا والله يتولاك ويرعاك ويثبت على الحق خطاك.

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات



رد مع اقتباس