[طالب الآخرة]

كثيراً ما نسمع أقوالاً شاذة مستنكرة أصبحت الآن في عرف الكثير من الناس لازمة وجازمة كقول: يا أخي يا عمي عيش حياتك فكر في دنياك إيش تقللي الجنة وما الجنة، صحيح الجنة ولكن فكر في دنياك وفي حياتك، فكر في الزواج - الكورة - الرياضة - الفن - الأفلام - المسلسلات - الحيوانات - الطبيعة - لون المنزل، وتفكرلي في الموت ترى اللي يسمعك تقول دا الكلام يقولوا عليك مجنون ومريض نفساني إلى غير ذلك من المصطلحات والعبارات النكدة الوقحة المستنكرة المستقبحة.
وإذا مات أحد من نحبه بكينا عليه كثيراً وذرفت الدموع وصلينا عليه صلاة الجنازة ودفناه في مقبرة وأهلنا عليه التراب ونحن نبكي وتذرف منا الدموع المنهمرة ومضينا ومشينا وعملنا مجلساً للعزاء استغرقت ثلاثة أيام أو أربع وتمضي أيام وأيام حتى نسينا موضوع القبر، طيب أليس هذا هو الجنون والمرض النفسي؟؟؟؟؟ ثم إنه هناك خلط وخبط بين التأمل في مخلوقات الله كالجبال والأشجار والحيوانات والبحار والخضار والتأمل بلا شك مطلوب وجيد، والزواج وهو بلا شك حصن للنفس من الشهوات ولكن الزواج ممن؟؟؟؟ من امرأة فاجرة؟؟ أم من امرأة لا تكون في قلبها حب الله والدار الآخرة؟؟؟ ويا حبذا لو كان الزواج من امرأة صالحة دينة فهذا الزواج هو من يوصل المؤمن للدار الآخرة لجنات النعيم، فالزوجة الصالحة المؤمنة هي من تأخذ بيد الزوج إلى جنات النعيم لا الذي تأخذ بيد زوجها للنار والعياذ بالله، أما إن كان الزواج يبنى على الملهيات والأغاني المحرمة فلا سعادة والله العظيم لأن هذا النوع من الزواج يتضمن أموراً محرمة كالأفلام والكرة التي فيها كشف لأفخاذ اللاعبين، وربما يتضمن المباراة نساء جالسات في المدرج، وربما لاحظنا لاعبات لكرة القدم والسلة والطائرات ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا بأس في الزواج الصالح المبني على الكتاب والسنة أن يسكن مع زوجته المؤمنة الصالحة وأن يختار لها لون المنزل ولا بأس في تجديد المنزل وتغيير لونه بما يتناسب مع طبيعة الزوجين وإعادة تأثيثه ما لم يتضمن ذلك إسرافاً.
أما أيضاً بالنسبة لموضوع الفن فللفن تعريف خاص به هو الابتكارات كفن الرسم على الحجر مثلاً والنقش عليه - فن تركيب اللوحة مثلاً هذا لا بأس به، أما ما يسمى كل الابتذالات الأخلاقية والفساد الأخلاقي فناً فذلك ليس فناً إنما هو عبث في عبث أصلاً، وأما بالنسبة للأفلام فعلى حسب المادة السينمائية، فإذا كان الفلم يتضمن مفاسد أخلاقية فلا يجوز أصلاً مشاهدته، وأما إذا كان الفلم علمياً وأتمنى أن تكون أفلاماً علمية بحتة تعم على كل المقاعد السينمائية وتكثر كالبحث عن حيوان أو شجرة أو نبتة أو ما يتضمن النزول على سطح القمر واكتشاف كواكب أخرى فهذا لا بأس به أصلاً، بل تجب مشاهدة الأفلام العلمية الوثائقية، وإذا كان الفلم يتضمن أموراً تاريخية فذلك لا بأس به.
ولكن يجب أن نضع الآخرة نصب أعيننا وأن نعتقد أن الدنيا دار معبر لأن المعبر فيه الراحة والضيق، بل تغلب المعبر الضيق والكآبة والمتاعب والمشاق حتى نصل إلى الدار الآخرة إن شاء الله.