عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 01-18-2012, 03:02 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

نظرةٌ لطيفة..في زواجِ خديجة.

كانت خديجة امرأة ذات شرف ومال وكانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إيّاه بشيء تجعله لهم فلمّا بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما بلغها عنه من صدقٍ وأمانةٍ وكرمِ أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليهِ أن يخرج في مالها إلى الشامِ تاجرا وتعطيه أكثر وأحسن ما تعطي غيره ,
فقبلَ رسول الله وخرج إلى الشامِ تاجرا مع غلامٍ لها يقال له ميسرة,
حتى قدما الشام. وكان عمر النيّ حينها 25 سنة فنزل رسول الله في ظلّ شجرةٍ قريبة وكانت هذه الشجرة بجانب صومعةِ راهب فسأل الراهب ميسرة من هذا الرجل؟ الذي نزل تحت هذه الشجرة ؟
فقال:له ميسرة,هذا الرجل من قريش من أهلِ الحرم,
فقال: له الراهب ,ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلّا نبيْ
ثم أكمل سيْره النبي وباع ما باع واشترى ما اشترى
ثمّ أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة وكان الله قد بارك لرسوله في هذه التاجرة وأعطاه وحفظه بحفظه
وبعد أن أدّى الأمانة إلى خديجة ومضى
قصّ ميسرة لخديجة وقال: ما قاله الراهب :فعجبت خديجة وفرحت ,,
شغلت خديجة بأحاديث وذكريات ابن عمّها ورقة وما قاله لها ميسرة,
وقاسته على الحلم الذي رأته فكان نفس مقامه _واحتلتها أحلامها_
وانطلقت خديجة من أحلامها التي كانت تعيشها إلى واقعٍ تحياه ,
فكرّت في محمّد فوجدته يملأ صفحةَ خيالها,فبجمعِ كلام ابن عمّها ودلائل محمد وصافتهِ عرفت وأيقنت أنه الرحيق الذي يختم به الأنبياء ,
فظلّت ترجوا أن يكون زوجا لها ولكن أينّ
الطريق إلى ذلك,,
وذك لأنّها امرأةٌ ذات نسبٍ وشرفٍ وثروةٍ وقد عرفها الناس بالعقل والحكمة وإرشاد فإن مثل صفاتِ خديجة يطمح بها الرجال
ولولا أنّ السيدة كانت تحقر في كثير من الرجال ولكنّهم طلاب مال لا طلاب نفوس وكان الثرآء بنظرهم قد زيّن لهم ولكن لم تكن خديجة تريد هذا
وإنّها لمّا عرفت محمد وجدت ضربًا آخر من الرجال وجدت جزءً آخر منهم,
وبما أنّها تاجرة فقد مرّ عليها من التجُّار الخائنين منهم والمحتال ,
ورأت من محمّد عكسَ هذا تماما فما تطلّع إلى مالها ولا جمالها فعل ما هو عليه وانصرف من عندها راضيًّا بدون خلاف ولا جدال ولا نقاش
ومع حيرتها وكثرةِ تفكيرها وإضرابها ومع كلّ هذا
إذا بصديقتها تستأذنها للزيارة واسمها(نفيسة بنت منبه)
فأذنت لها فدخلت عليها وبدأت بتداول الحديثِ معها
فأحسّت نفيسة شيئا في نفسِ خديجة فحاولت معرفة حتى كشفت سرّ خديجة
الكامن الذي كان مترسمًا في محياها
بدأت نفيسة بالتخفيفِ من نفسيّةِ خديجة وتمطينها وأنّها ذات النسبِ والجمالِ والمالِ وذكّرتها بكثرةِ الطالبين لها من أشراف قريش
فبعد جلستيهما خرجت نفيسة من عند خديجة حتّى انطلقت إلى النبيّ وكلّمته
قالت: له.يا محمّد ما يمنعك من أن تتزوّج فقال: عليه الصلاة والسلام ما بيدي أتزوّج به؟
قالت: فإن كفيت ودعيتَ إلى المال والجمالِ والشرفِ والكفاءة فهل تجب
فردّ الني قائلًا: ومن؟
قالت:خديجة بنت خويلد
قال: إن وافقت فقد قبلت
وانطلقت على الفورِ نفيسة لتبّشر خديجة وأخبرتها الخبر
فراح النبي وأخبر أعمامه برغبتهِ من خديجة,فذهب أبو طالب وحمزة وغيرهما إلى عمّ خديجة (عمرو بن أسد) وكان باستقبالهم عمّها وابن عمّها ورقة ابن نوفل
وخطبوا إليه ابنة أخيهِ
قام أبو طالب وخطب خطبةً فقال:
«الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضىء معد (معدنه) وعنصر مضر (أصله) وجعلنا حضنة بيته وسوَّاس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح به شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، فإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل، ومحمد من قد عرفتم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله كذا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم»، فلما أتم أبو طالب الخطبة تكلم ورقة بن نوفل ابن عمّ خديجة فقال:
«الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا» ثم سكت.
فقال أبو طالب: قد أحببت أن يشركك عمها، فقال عمها عمرو بن أسد:
«اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد» فقبل النبي النكاح وشهد على ذلك صناديد قريش.

وقد تمّ العقد وذبحت الذبائح ووزعت في الفقراء وفتحت دار خديجة للأهل والأقارب
وكانت خديجة في الأربعين في عمرها أمّا محمد ففي سنّ الشباب ابن الخمسة والعشرين
ومع ذلك فقد عاش النبي معها أجمل الحياة وفرح بها وببرّها وعطفها

يتبع..
رد مع اقتباس