عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 07-22-2010, 04:30 AM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي



الدرس السادس والعشرون


الواجب لأمهات المؤمنين



وَمِنْ اَلسُّنَّةِ اَلتَّرَضِّي عَنْ أَزْوَاجِ اَلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم أُمَّهَاتِ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْمُطَهَّرَاتِ اَلْمُبَرَّآتِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ, أُفَضِّلُهُنَّ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ, وَعَائِشَةُ اَلصِّدِّيقَةُ بِنْتُ اَلصِّدِّيقِ اَلَّتِي بَرَّأَهَا اَللَّهُ فِي كِتَابِهِ, زَوْجُ اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ, فَمَنْ قَذَفَهَا بِمَا بَرَّأَهَا اَللَّهُ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِاَللَّهِ اَلْعَظِيمِ .


-------------------------------------------------

· زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم لهن حقوق :

الترضي عنهن .
واعتقاد أنهنَّ مطهرات مبرآت من كل سوء .
وأنهنَّ زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة .
وأنهنَّ أمهات المؤمنين كما قال تعالى ( وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) أي في الاحترام والتقدير .
· وأفضلهن خديجة وعائشة .
وقد اختلف أيهما أفضل عائشة أم خديجة على قولين :
فقيل : عائشة أفضل .
لقوله صلى الله عليه وسلم ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) متفق عليه .
وكانت من أحب الناس إليه ، ففي حديث عبد الله بن عمرو . أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل ، فأتيته فقلت : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة ) متفق عليه .
ولما قامت به من نشر العلم في الأمة .
وقيل : خديجة أفضل .
لأنها هي التي وآزرته على النبوة وجاهدت معه وواسته بنفسها ومالها .
وأرسل الله تعالى إليها السلام مع جبريل ، وهذه خاصية لا تعرف لامرأة سواها .
وقيل : خديجة أفضل في أول الإسلام وعائشة أفضل من جهة نشر العلم .
والله أعلم .
قال ابن كثير رحمه الله:
هذه مسألة وقع النزاع فيها بين العلماء قديماً وحديثاًوتجاذبها طرفا نقيض أهل التشيع وغيرهم لا يعدلون بخديجة أحداً من النساء ، لسلامالرب عليها وكون ولد النبي صلى الله عليه وسلم جميعهم إلا إبراهيم منها وكونه لميتزوج عليها حتى ماتت إكراماً لها وتقدم إسلامها وكونها من الصديقات ولها مقام صدقفي أول البعثة وبذلت نفسها ومالها لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأما أهلالسنة فمنهم من يغلوا أيضاً ويثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف ولكنتحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونها ابنة الصديق ، ولكونها أعلم منخديجة، فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمهاوفصاحتها وعقلها ، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أحداً من نسائه كمحبتهإياها ونزلت براءتها من فوق سبع سموات وروت بعده عنه عليه السلام علماً جماًكثيراًً طيباً مباركاً ، حتى قد ذكر كثيراً من الناس الحديث المشهور (خذوا شطردينكم عن الحميراء) .
والحق أن كلاً منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيهلبهره وحيره والأحسن التوقف في ذلك ، ورد علم ذلك إلى الله عز وجل ومن ظهر له دليليقطع به ، أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده منالعلم ومن حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق الأقوم والمسلك الأسلمأن يقول : الله أعلم. البداية والنهاية 3/139
قال الذهبي في ترجمة عائشة :
وكانت امرأة بيضاء جميلة ، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، ولا أحب امرأة حبها ، ولا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم بل ولا في النساء امرأة أعلم منها ، ونشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة ، فهل فوق ذلك مفخر ، وإن كان للصديقة خديجة شأن لا يلحق ، وأنا واقف في أيتهما أفضل ، نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها .سير أعلام النبلاء ( 2 / 140 ) .
قال الشيخ البراك حفظه الله : وعندي -والله أعلم- أن القول بتفضيلخديجة:قول قوي؛ لأدلة كثيرة دالة على فضلها .
بعض المباحث فيما يتعلق بزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم :

- تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة زوجة ( خديجة ، سودة ، عائشة ، حفصة ، زينب بنت خزيمة ، أم سلمة ، زينب بنت جحش ، جويرية ، أم حبيبة ، صفية بنت حيي ، ميمونة بنت الحارث ) .
- لا خلاف أنه مات عن تسع زوجات .
- زوجتان ماتتا قبله ( زينب بنت خزيمة – خديجة بنت خويلد ) .
- لم يتزوج بكراً إلا عائشة .
· حكم قذف زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم .

أولاً : من قذف عائشة .
أجمع أهل العلم على أن من سب عائشة بما برأها الله منه فقد كفر .
قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف .
وقال النووي : اتفقت الأمة على كفر قاذفها .
الأدلة :

لأن في ذلك تكذيباً للقرآن الذي شهد ببراءتها في آيات من سورة النور .
قال ابن كثير : وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكره في الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .
ولأن فيه إيذاء وتنقصاً للرسول صلى الله عليه وسلم ، ومما يدل على أن قذفها إيذاء للرسول ، ما جاء في حديث الإفك .
قالت عائشة ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ....) .
وأيضاً الطعن بها فيه تنقيص برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله يقول ( الخبيثات للخبيثين ..... ) قال ابن كثير : أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له لا شرعاً ولا قدراً .
ثانياً : سب بقية أمهات المؤمنين .
والراجح والذي عليه الأكثر أنه كفر .
لأنه في ذلك تنقيص وأذى لرسول صلى الله عليه وسلم بقذف زوجاته .


فضل معاوية


وَمُعَاوِيَةُ خَالُ اَلْمُؤْمِنِينَ, وَكَاتِبُ وَحْي اَللَّهِ, أَحَدُ خُلَفَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ



·ذكر المصنف معاوية لأن كثيراً من الرافضة يطعنون فيه ، بسبب ما حصل بينه وبين علي .
· ذكر المصنف بعض فضائل معاوية : فمن فضائله :
أولاً : أنه كاتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثانياً : روى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه ، فقالوا كيف يتولى معاوية و في الناس من هو خير منه مثل الحسن و الحسين . قال عمير و هو أحد الصحابة : لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم اجعله هادياً مهدياً و اهد به . رواه الإمام أحمد في المسند (4/216) و صححه الألباني .
ثالثاً : وروى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال : ( كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول اللهصلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ، فجاء ........ وقال : اذهب وادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت هو يأكل ، قال : ثم قال لي : اذهب فادع لي معاوية ، قال : فجئت فقلت : هو يأكل ، فقال : لا أشبع الله بطنه ) .
قال الحافظ الذهبي في التذكرة (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة و رحمة ) .
وقال الإمام النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاءً له .
قلت : وهذا الحديث أخرجه مسلم تحت الأحاديث التي تندرج تحت باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلاً لذلك كان له زكاة وأجراً و رحمة .
رابعاً : وقد كان لمعاوية شرف قيادة أول حملة بحرية ، وهي التي شبهها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالملوك على الأسرة ..
أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه من طريق أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ، ثم استيقظ يبتسم ، فقلت : ما أضحكك ؟ قال : ( أناس من أمتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة ) ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ، ثم نام الثانية ، ففعل مثلها ، فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم ، فقال : ( أنت من الأولين ) ، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين ، فنزلوا الشام ، فَقُرِّبت إليها دابة لتركبها ، فصرعتها فماتت . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) .
قال ابن حجر معلقاً على رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم : قوله : ( ناس من أمتي عرضوا علي غزاة .. ) يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة .
وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) ، قالت أم حرام : قلت : يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : ( أنت فيهم ) . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أول جيش من أمتي يغزو مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم ) ، فقلت : أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : ( لا ) . البخاري مع الفتح ( 6 / 22 ) . ومسلم ( 13 / 57 ) .
ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة . قاله ابن حجر في الفتح ( 6 / 121 ) .
قال المهلب بن أحمد بن أبي صفرة الأسدي الأندلسي ( ت 435هـ ) معلقاً على هذا الحديث : في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر . انظر الفتح ( 6 / 120 ) .
ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة ( 27هـ ) في إمارة معاوية رضي الله عنه على الشام ، أثناء خلافة عثمان t . [ انظر تاريخ الطبري ( 4 / 258 ) و تاريخ الإسلام للذهبي عهد الخلفاء الراشدين ]
من أقوال أهل العلم في معاوية :

قال شارح الطحاوية: (( وأول ملوك المسلمين معاوية، وهو خير ملوك المسلمين )).
وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): (( أمير المؤمنين ملك الإسلام )).
وسئل ابن المبارك عن معاوية، فقال: (( ماذا أقول في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سمع الله لمن حمده. فقال معاوية خلفه: ربنا ولك الحمد )).
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي: (( معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه )).


هجران أهل البدع



م / وَمِنْ اَلسُّنَّةِ هُجْرَانُ أَهْلِ اَلْبِدَعِ وَمُبَايَنَتُهُمْ, وَتَرْكُ اَلْجِدَالِ وَالْخُصُومَاتِ فِي اَلدِّينِ, وَتَرْكُ اَلنَّظَرِ فِي كُتُبِ اَلْمُبْتَدِعَة وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِمْ, وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ فِي اَلدِّينِ بِدْعَةٌ .




· تعريف الهجر .
الهجر : الترك ، والمراد هنا هجران أهل البدع وتركهم والابتعاد عنهم وترك محبتهم وموالاتهم .
· صفات هجر المبتدع .
عدم مجالسته ، والابتعاد عنه ، وترك توقيره ، وترك مكالمته ، وترك السلام عليه ، وعدم سماع كلامهم وقراءتهم ، وعدم مشاورتهم .
الأدلة على هجر أهل البدع .
قال تعالى (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ).
قال الشوكاني : وفي هذه الآية موعظة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله ، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله ، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة ، فإذا لم ينكر عليهم ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم .
وقال تعالى (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) .
استدل مالك بهذه الآية على معاداة القدرية ، وترك مجالستهم ، وفي معنى أهل القدر جميع أهل الظلم والعدوان .
والأدلة من السنة كثيرة .
بل المحدثون يترجمون لها :
في سنن أبي داود : باب مجانبة أهل الأهواء أو بغضهم ، وباب ترك السلام على أهل الأهواء .
وفي رياض الصالحين : باب تحريم الهجر بين المسلمين إلا لبدعة في المهجور أو تظاهر بالفسق .
وفي الترغيب والترهيب للمنذري : الترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب .
· الأدلة على هجر المبتدع :

عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( سيكون في آخر أمتي ناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم ) رواه مسلم في مقدمة صحيحه .
وعن ابن عمر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لكل أمة مجوس ، ومجوس أمتي الذين يقولون لا قدر ، إن مرضوا فلا تعودوهم ، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ) رواه أبو داود .
وعن عائشة . قالت ( تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (هو الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ ) قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) رواه مسلم .
ومن المعلوم أن ابتغاء المتشابه من مآخذ أهل البدع في الاستدلال ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم منهم بقوله ( فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) .
وأيضاً أحاديث هجر النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المعاصي حتى يتوبوا .
فقد هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما تخلفوا عن غزوة تبوك ، واستمر هجرهم خمسين ليلة ، حتى آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوبة الله عليهم .
وهجر النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً رأى في يده خاتماً من ذهب حتى طرحه ، وكان هجره له بالإعراض عنه .
وهذه وإن كانت في هجر العاصي المجاهر بمعصيته ، فإن الاستدلال بها على هجر المبتدع من باب أولى .
قال الفضيل بن عياض : من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام ، واحذروا الدخول على صاحب البدع فإنهم يصدون عن الحق .
وقال ابن المبارك : إياك وأن تجالس صاحب بدعة .
وعن يونس بن عبيد : لا نجالس سلطاناً ولا صاحب بدعة .
وعن طاووس : جعل إصبعيه في أذنيه لما سمع معتزلياً يتكلم .
وعن يحيي بن كثير : إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره .
وعن الحسن البصري : لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم .
وقال الخطابي : إن هجرة أهل الأهواء والبدعة دائمة على مر الأوقات والأزمان ما لم تظهر منهم التوبة والرجوع إلى الحق .
· الهدف من الهجر :
زجر المهجور ، وتأديبه ورجوعه للحق .
والهجر بهذه النية من جنس الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
يجب هجر كتبهم وعدم قراءتها لخطرها ولما فيها من البدع .



م /وَكُلُّ مُتَّسِمٍ بِغَيْرِ اَلْإِسْلَامِ وَالسُّنَّةِ مُبْتَدِعٌ, كَالرَّافِضَةِ, وَالْجَهْمِيَّةِ, وَالْخَوَارِجِ, وَالْقَدَرِيَّةِ, وَالْمُرْجِئَةِ, وَالْمُعْتَزِلَةِ, وَالْكَرَّامِيَّةِ, والكُلَّابِيَّةِ, وَنَظَائِرِهِمْ, فَهَذِهِ فِرَقُ اَلضَّلَالِ, وَطَوَائِفُ اَلْبِدَعِ, أَعَاذَنَا اَللَّهُ مِنْهَا



كل متسم : أي كل من جعل له سمة وميزة ظاهرة غير ميزة المسلمين وشعارهم . أو خالف ما عليه الصحابة .
وأما المبتدعة المذكورون : فخصهم بالذكر لاشتهار مذاهبهم مع قبحها وبعدها عن الصواب .
الرافضة :
سموا بذلك ، لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين ، فقالوا : تبرأ من أبي بكر وعمر ، فقال : هما صاحبا جدي ، بل أتولاهما ، فرفضوه ، فسموا رافضة .
وهذه الفرقة أخبث الفرق وأقبحها ، يكفرون معظم الصحابة إلا نفراً قليلاً ، وحرفوا القرآن ، واتهموا عائشة بالفاحشة التي برأها الله بالقرآن ، ويوالون أعداء الله على المسلمين .
الجهمية :
أتباع الجهم بن صفوان ، الذي قال : إن العبد مجبور على فعله ، ولا قدرة له ولا اختيار ، وأنكر الصفات ، وقال بفناء الجنة والنار ، والإيمان عنده المعرفة فقط .
والخوارج :
سموا بهذا الاسم لخروجهم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ونزلوا بأرض يقال لها حروراء ، فسموا بالحرورية ، وأهم آرائهم تكفيرهم مرتكب الكبيرة ، والقول بتخليده في النار .
والقدرية :
سموا بذلك لقولهم في القدر ، وهم الذين يزعمون أن العبد يخلق فعل نفسه ، فأثبتوا خالقاً مع الله ، وقد أنكر الغلاة منهم أن يكون الله عالماً بفعل العبد قبل أن يفعله ، وهؤلاء قد كفرهم السلف ، وأما متأخروهم فهم ينكرون خلق أفعال العباد .
والمرجئة :
هم الذين يؤخرون الأعمال عن الإيمان فلا يدخلونها فيه .
والمعتزلة :
سموا بذلك لاعتزال واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري بسبب خلافه معه في الموقف من مرتكب الكبيرة ، وهم فرق عديدة ، واشتهروا بأصولهم الخمسة وهي :
التوحيد ، والعدل ، والمنزلة بين المنزلتين ، وإنفاذ الوعيد ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
التوحيد : وأرادوا به نفي الصفات .
والعدل : وأرادوا نفي تقدير الله المعاصي على العبد .
وإنفاذ الوعيد : وأرادوا به تخليد أهل الكبائر في النار .
والمنزلة بين المنزلتين : وأرادوا أن مرتكب الكبيرة في الدنيا في منزلة بين منزلتين ، ليس مؤمناً ولا كافراً .
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : وأرادوا به الخروج على الحكام إذا أظهروا المعاصي والظلم .
والكراميّة :
وهم أتباع محمد بن كَرَّام ، من بدعهم المشهورة قولهم : بأن الله جسم ، وقولهم : إن الإيمان هو الإقرار والتصديق باللسان ، وزعموا أن المنافقين مؤمنون على الحقيقة ، مستحقون للعقاب في الآخرة ، فنازعوا في اسمه لا في حكمه .
والكُلابيّة :
أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاّب ( بتشديد اللام ) ، له مخالفات في بعض الصفات .
والسّالمة :
نسبة إلى أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سالم ، يغلب عليهم الصوفية والدفاع عنهم ، وفيهم إثبات مع غلو كزعمهم أن الله يتجلى عياناً لأوليائه في الدنيا .

والحمد لله
بذلك نكون قد انتهينا من الكتاب بفضل الله
والاختبار النهائي في هذا الكتاب
ان شاء الله سيكون يوم 30/7/2010
ارجو الاهتمام والمذاكرة
ولاتنسوا
ديني ديني ..لحمي دمي
على الاخت الفاضلة وردة السوسن كتابة فوائد هذه المحاضرة
وجزاها وجزاكم الله خيرا
ملحوظة :سنبدأ ان شاء الله في استكمال الدورات
(ديني ديني ..لحمي دمي )
بعد عيدالفطر اعاده الله على المسلمين جميعا بالخير واليمن والبركات
بشرح كتاب جديد
من كتب العقيدة
فواصلوا وعضوا على عقيدتكم بالنواجذ خاصة ونحن في زمن الفتن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التعديل الأخير تم بواسطة هجرة إلى الله السلفية ; 07-22-2010 الساعة 04:39 AM