عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 01-05-2008, 08:13 PM
جندي العقيدة جندي العقيدة غير متواجد حالياً
عضو جديد
 



افتراضي

أقول له زيدا فيفهمها عمرا ......... و يكتبها خالدا و يلفظها بكرا .

كلامي - أخي الكريم - مستمد من الإسلام و لا يؤدي إلى الكفر كما زعمت .

و أكرر بأسلوب آخر - لعلك تستطيع فهمي :

- بالنسبة للأحكام ظنية الدلالة , أي أن للعلماء فيها أكثر من قول , كلهم معتبر و كلهم معتمد على الدليل , فإن اخترت أيا منها لا أخالف الدليل , بل أمضي معه , و قد قلت لك أن مهمة المجلس هي الاختيار بين الاجتهادات ( المعتبرة ) أي القائمة على الدليل , فليس اختيار أي منها مصادمة للدليل , لأنها كلها معتمدة على الدليل , و لكن لأنها ظنية الدلالة فهي تحتمل أكثر من اجتهاد .
فليس الأمر كما زعمت ( نترك الدليل لنأخذ برأي الأغلبية ) بل الصواب ( نترك أحد التفسيرات المعتبرة للدليل , لنأخذ تفسيرا آخر معتبرا , و الفيصل هو رأي الأغلبية ) .
- من قال ان الذي يختار إما جاهل أو كافر أو مرتد , أنا أتحدث عن مجلس مكون من مسلمين يقبلون بتحكيم الشريعة أصلا , لا عن الوضع القائم .
- بالنسبة للذي يرفض الشريعة , هذا مرتد يقام عليه الحد , صحيح , من يقيم عليه الحد ؟ الإمام الشرعي , أين هو ؟ لا يوجد , ما العمل ؟ السعي لإيجاد حاكم و ولي أمر شرعي يحكم بالشريعة , كيف السبيل ؟ دعوة الناس إلى الإسلام الصحيح و تحكيم الشريعة و إزالة الشبهات التي تعترض بعضهم , و إزالة العوائق عن تطبيق الشريعة ( الحكومات القائمة ) .

ماذا لو لم تكن الأمة تسعى لذلك , أمامنا أحد أمرين :
- إما أنها تقبل بالشريعة و تتمنى تحكيمها و لكن الخوف يكبلها , و يستغل الحكام صمتهم و خوفهم في تثبيت أركان عروشهم , و العمل في هذا دعوة الناس إلى العمل على تغيير الوضع القائم و إفهامهم أن صمتهم وسكوتهم ذنب عظيم يحاسبون عليه أمام الله .

- و إما أن الناس اختلطت لديهم المفاهيم و أصبح هناك من يتسمى ( مسلما علمانيا ) أو ( مسلما اشتراكيا ) أو ( مسلما ليبراليا ) أو غير ذلك , فما العمل ؟ دعوة الناس إلى الإسلام بمفهومه الشامل , و أنه كما هو عقيدة و شعائر , هو أيضا شرائع و نظام حكم , حتى يصحح مفهوم الإسلام لدى الجماهير التي تلاعبت بعقولها أجهزة الإعلام .

و الواقع أن كلا الأمرين موجود في أمتنا و شعبنا , منهم الخائف و منهم المشوش الفكر و العقيدة .

- كيف نعرف أن الأمة أصبحت مسلمة حقا - بالمفهوم الصحيح للإسلام - تعرف دينها جيدا و تطالب بتحكيم شريعتها ؟ باختيار الأمة لممثلين لها من حملة الشريعة و المطالبين بتطبيقها .
- ماذا بعد أن تؤكد الأمة تمسكها بشريعتها و مطالبتها بتحكيمها ؟ إما أن يستجيب طغاة الحكم لنتائج اختيار الناس فيتركون الحكم لأهله , و إما أن يتحصنوا بجيوشهم و حلفائهم من الغرب , و في هذه الحالة فإن كانت الأمة وصلت إلى درجة عالية من التمسك بالشريعة , تستطيع التضحية و مواجهة الضغوط الاقتصادية و الأمنية و إزاحة الطغاة عن مواقعهم و تنصيب دعاة الإسلام .

في هذه الحالة , تكون المجالس التشريعية مختارة من الأمة المسلمة , و تكون طريقة التصويت كما ذكرت سابقا , بعيدا عن الجهال و المرتدين و الكفار الذين تتحدث عنهم .

ثم أخيرا تقول - و ياللعجب - إن رفضت الأمة الحكم بالشريعة نحكم بالإجبار و ندعوهم للإسلام , فإن أبوا أقمنا عليهم حد الردة , و الله أنا أتعجب , كيف تحكم عليهم و انت لست في السلطة أصلا , و هل يقام حد الردة على الأمة كاملة .
تخيل معي هذا الأمر :
في إحدى البلدان الإسلامية استطاع العلمانيون خداع الأمة و أقنعوهم بمنهجها - رغبا و رهبا , و في آخر انتخابات سقط كل المرشحين الداعين لتطبيق الشريعة , و اختارت أغلبية الأمة ممثلين علمانيين , فماذا يكون موقف الإسلاميين ؟
أنا أقول : يدعون الناس إلى الإسلام الذي ابتعدوا عنه تماما .
و أنت تقول : نحكمهم بالإسلام و إن أبوا و نقيم على الرافض حد الردة , فكيف ستصل للحكم أصلا ؟

مع العلم أن هذا غير واقع فالغالب في شعوبنا الالتزام بالإسلام و لكنها مكبلة بأغلال من الخوف و إرهاب الطغمة الحاكمة .

أرجو أن تكون فكرتي وصلت هذه المرة , بعيدا عن الافتراءات و الاتهامات زورا بالعلمانية - التي نفني أعمارنا في حربها .

تقول ( حكموا عقولكم الحزبية مرة ) .
أرد عليك و أقول :
- أولا : سلاما .
- ثانيا : حكم أنت عقلك تجد أنك تفهم غير ما أقول .

بارك الله فيك .