عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 05-27-2008, 05:00 AM
أَبُو مُسْلِمٍ العَقَّادُ أَبُو مُسْلِمٍ العَقَّادُ غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.خالد الرفاعي مشاهدة المشاركة
أما من حيث السند .......................... ابن أبي سكينة مجهول



قُلْتُ : ابْنُ أَبي سَكِينَةَ لَيْسَ بِمَجْهُولٍ ؛ هُوَ مُحَمَّدٌ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبي سَكِينَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ .

رَوَى عَنْ : فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضِ ، وَ مَالِكِ بْنِ أَنَسِ ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الشَّيْبَانيِّ ، وَ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الحَرَّانيِّ ، وَ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، وَ هُشَيْمِ ، وَ عَلِيِّ بْنِ ظِبْيَانَ ، وَ أَبي يُوسُفَ القَاضِي ؛ وَ غَيْرِهِمْ .

رَوَى عَنْهُ : يَحْيى بْنُ عَلِيِّ بِنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمِ ، وَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ الكُرَيْزِيِّ ، وَ الفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ العَطَّارِ الأَنْطَاكِيِّ ،وَ عُمَرُ بْنُ سِنَانَ ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُبَارَكِ الصُّورِيِّ ؛ وَ غَيْرُهُمْ .

__________________________


هَذِهِ الرِّوَايَةُ أَخْرَجَهَا ابْنُ عَسَاكِرَ في "تَارِيخِ دِمَشْقَ" ؛ وَ أَوْرَدَهَا ابْنُ كَثِيرٍ في تَفْسِيرِهِ لآَيَةِ سُورَةِ آَلِ عِمْرَانَ ((.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.)) ؛ وَ بْعدَ مَا ذَكَرَهَا لَمْ يُعَلِّقْ عَلَيْهَا بِشَيْءٍ ، فَاغْتَرَّ كَثِيرٌ مِنَ القَصَّاصِينَ بِصَنِيعِهِ هَذَا ، وَ ظَنُّوا أَنَّ القِصَّةَ صَحِيحَةٌ .!!


وَ هَا هِيَ بِرُمَّتِهَا كَمَا في ’تَارِيخِ دِمَشْقَ’ ؛ رَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقَينِ عَنْ :-

أَبي المِفْضَلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ المُطَّلِبِ الشَّيْبَانيِّ قَالَ : أَمْلَى عَلَيْنَا ، أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ بْنِ يَحْيى الكُرَيْزِىِّ القَاضِي بِنَصِيبَيْنِ في مَسْجِدِ الرُّمَّانِ قَالَ : أَمْلاَهُ عَلَىَّ ، مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنُ أَبي سَكِينَةَ قَالَ أَمْلَى عَلَيَّ ، عَبْدُ اللهِ بْنُ المُبَارَكِ هَذِهِ الأَبْيَاتِ بِطَرْسُوسٍ ، وَ وَدَّعْتُهُ لِلْخُرُوجِ ، وَ أَنْفَذَهَا مَعِيَ إِلى الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ في سَنَةِ سَبْعِينَ وَ مِائَةٍ ، أَوْ سَنَةِ سَبْعٍ وَ سَبْعِينَ وَ مَائَةٍ :
يا عابدَ الحرمين لو أبصرتْـَنا ... لعلمتَ أنَّكَ في العبادةِ تلعبُ
مَنْ كانَ يخضبُ خدَّه بدموعِه ... فنحورنُـا بدمـائِنا تَتَخْضَبُ
أوكان يتعبُ خيله في بـاطل ... فخيـولنا يوم الصبيحة تتعبُ
ريحُ العبيرٍ لكم ونحنُ عبـيرُنا ... رَهَجُ السنابكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقد أتـانا مـن مقالِ نبيِنا ... قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يَكذبُ
لا يستوي غبـارُ أهلِ الله في ... أنفِ أمرئٍ ودخانُ نارٍ تَلهبُ
هذا كتابُ الله ينـطقُ بيننا ... ليسَ الشهيدُ بميـتٍ لا يكذبُ


قاَلَ : فَلَقِيتُ الفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ بِكِتَابِهِ في المَسْجِدِ الحَرَامِ ، فَلَمَّا قَرَأَهُ ذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، وَ قَالَ : صَدَقَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ نَصَحَني ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ مِمَّنْ يَكْتُبُ الحَدِيثَ ؟ ، قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَاكْتُبْ هَذَا الحَدِيثَ كَرَّاءَ حَمْلِكَ كِتَابَ أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِلَيْنَا ؛ وَ أَمْلَى عَلَيَّ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ أَبي صَالِحٍ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِّمْني عَمَلاً أَنَالُ بِهِ ثَوَابَ المُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللهِ ؟ ، فَقَالَ : ((. هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَلِيَ فَلاَ تَفْتُرُ ، وَ تَصُومُ فَلاَ تَفْطِرُ ؟ .)) ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا أَضْعَفُ مِنْ أَنْ أَسْتَطِيعَ ذَلِكَ ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : ((. فَوَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ طَوَّقْتَ ذَلِكَ مَا بَلَغْتَ ثَوَابَ المُجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللهِ ، أمَا عَلِمْتَ أَنَّ المُجَاهِدَ لَيَسْتَنُّ في طُولِهِ فَيُكْتَبَ لَهُ بِذَلِكَ الحَسَنَاتُ )) ...ا.هـ.


قُلْتُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدًّا ، سَاقِطٌ ، يَدُلُّ عَلَى بُطْلاَنِ القِصَّةِ الَّتي أَتَى بِهَا .
وَ نُعَصِّبُ الجِنَايَةَ بِأَحَدِ اِثْنَيْنِ :-

>>1<< مُحَمَّدٌ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبي سَكِينَةَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، وَ تُرِّجِمَ لَهُ بِـ أَحْمَدَ ؛ وَ قَدْ ذَكَرْتُ عَمَّنْ رَوَى ، وَ مَنْ رَوَى عَنْهُ .

-قَالَ ابنُ أَبي حَاتِمٍ -الجرح و التعديل2/40- : سَأَلْتُ أَبي عَنْهُ وَ عَرَضْتُّ عَلَيْهِ حَدِيثَهُ ، فَقَالَ: لاَ أَعْرِفُهُ وَ أَحَادِيثُهُ بَاطِلَةٌ مَوْضُوعَةٌ كُلُّهَا لَيْسَ لَهَا أُصُولٌ ؛ يَدُلُّ حَدِيثُهُ عَلَى أَنَّهُ كَذَّابٌ .

وَ المُلاَحِظُ لِحَدِيثِ مُحَمَّدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبي سَكِينَةَ ، يَجِدُهُ يَرْوِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ المُبَارَكِ مَا لاَ يَرْوِيهِ عَنْهُ أَصْحَابُهُ ، فَلاَ نَعْتَدُّ بِرِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ .

وَ بِالنَّظَرِ إِلى مَرْوِيَّاتِهِ عَامَّةً ، نَرَى أَنَّهَا بَاطِلَةٌ لاَ أَصْلَ لَهَا ؛ فَمِثْلُهُ وَاهٍ مَتْرُوكٌ .




>>2<< مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ المُطَّلِبِ أَبُو المِفْضَلِ الشَّيْبَانيِّ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ -تاريخ بغداد5/466- : كَانَ يَرْوِي غَرَائِبَ الحَدِيثَ ، وَ سُؤَالاَتِ الشِّيُوخِ ، فَكَتَبَ النَّاسُ عَنْهُ بِانْتِخَابِ الدَّارَقُطْني ، ثُمَّ بَانَ كَذِبُهُ ، فَمَزَّقُوا حَدِيثَهُ وَ أَبْطَلُوا رِوَايَتَهُ ، وَ كَانَ بَعْدُ يَضَعُ الأَحَادِيثَ لِلرَّافِضَةِ وَ يُمْلِي في مَسْجِدِ الشَّرْقِيَّةِ .

وَ قَالَ الخَطِيبُ : وَ قَالَ لِيَ الأَزْهَرِيُّ : كَانَ أَبُو المِفْضَلِ دَجَّالاً كَذَّابًا ، مَا رَأَيْنَا لَهُ أَصْلاً قَطُّ ....ا.هـ.
______________________

قَالَ الشَّيْخُ السَّكَنْدَرِيُّ : وَ لاَ أَسْتَبْعِدُ أَنْ يَكُونَ أَبُو المِفْضَلِ الشَّيْبَانيُّ الرَّافِضِيُّ هُوَ وَاضِعُ هَذِهِ الحِكَايَةِ كَيْدًا لِلإِمَامَيْنِ المُتَحَابَيْنِ المُتَصَافِييَنِ : ابْنِ المُبَارَكِ ، وَ الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ . وَ لاَ يُتَصَوَّرُ فى حَقِّ ابْنِ المُبَارَكِ أَنْ تَصْدُرَ عَنْهُ أَمْثَالُ هَذِهِ المُجَازَفَاتِ ، سِيَّمَا قَوْلُهُ ((.في العِبَادَةِ تَلْعَبُ.)) ، فَفِيهِ مِنَ الإِسْتِخْفَافِ بِشَأْنِ العِبَادَةِ وَ المُجَاوَرَةِ بِالحَرَمِ مَا لاَ يَخْفَى عَلَى مَنْ عَلِمَ تَحَرِّي ابْنِ المُبَارَكِ في أَقْوَالِهِ وَ أَحْكَامِهِ ، فَضْلاً عَنْ مَحَبَّتِهِ الصَّادِقَةِ النَّاصِحَةِ لأَصْحَابِهِ : الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، وَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُلَيَّةَ ، وَ الثَّوْرِيِّ ، وَ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، وَ مُحَمَّدٍ بْنِ السَّمَّاكِ ، وَ غَيْرِهِمْ مِنْ أَفَاضِلَ عُبَّادِ زَمَانِهِمْ ...ا.هـ.
(((.وَ اللهُ أَعْلَمُ.)))
...
..
.
رد مع اقتباس