عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 01-13-2013, 10:29 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي



س و ج على شرح المقدمة الآجرومية (44/44)

أسئلة على باب المخفوضات


س473: على كم نوعٍ تتنوَّع المخفوضات؟
الجواب:
الاسم المخفوض على ثلاثة أنواع؛ وذلك لأنَّ الخافض له إمَّا أن يكون:
1- حرفًا من حروف الخفْض، وذلك نحو: "خالد" من قولك: أشفقْتُ على خالد؛ فإنه مجرور بـ"على"، وهو حرف من حروف الخفْض.
2- وإمَّا أن يكون الخافض للاسم إضافةَ اسمٍ قبله إليه، ومعنى الإضافة نسبةُ الثاني للأوَّل، وذلك نحو: "محمد" من قولك: جاء غلام محمدٍ؛ فإنه مخفوضٌ بسبب إضافة "غلام" إليه.
3- وإمَّا أن يكون الخافضُ للاسم تبعيَّته لاسمٍ مخفوض: بأن يكون نعتًا له، نحو: "الفاضل" من قولك: أخذتُ العلم من محمدٍ الفاضل.
أو معطوفًا عليه، نحو: "خالد" من قولك: مررْتُ بمحمدٍ وخالد.
أو غير هذَيْن من التوابع.
وزادَ بعض النُّحاة قسمًا رابعًا، وهو: المخفوض بالمجاورة - ويمثِّلون له بقول القائل: هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ، فكلمة "خَرِب" بالجرِّ نعتٌ لـ"جُحْر"، فكان حقُّه الرَّفع، إلاَّ أنه جُرَّ لمجاورته لِمَا خُفِض بالإضافة، وهو المضاف إليه "ضَب"، فهو مرفوع بضمة مقدَّرة على آخره، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بحركة المجاوَرة.
إلاَّ أنَّ الجمهور من النحاة يقول: إن كلمة "خَرِب" صفةٌ، فهي داخلة في التوابع.

♦ ♦ ♦
س474: ما المعنى الذي تدلُّ عليه الحروف: مِن، عنْ، في، رُبَّ، الكاف، اللام؟ وما الذي يجرُّه كلُّ واحدٍ منها؟
الجواب:
الحرف الأوَّل: مِنْ:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - في "مغني اللبيب" (1/ 349 - 354) لهذا الحرف عدَّةَ معانٍ، منها:
1- التبعيض، نحو: ﴿ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 253]، وعلامتها: إمكان سدِّ "بعض" مسدَّها، كقراءة ابن مسعود: ﴿ حَتَّى تُنْفِقُوا بَعْضَ مَا تُحِبُّونَ ﴾.
2- التعليل، نحو قوله تعالى: ﴿ مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا ﴾ [نوح: 25]، ومنه قول الفرزدق في علي بن الحسين:

يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضِي مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلَّمُ إِلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ [1]


3- مُرَادَفةُ "عن"، نحو قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وقوله تعالى: ﴿ يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا ﴾ [الأنبياء: 97].
4- مُرَادَفةُ الباء، نحو قوله تعالى: ﴿ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ ﴾ [الشورى: 45]؛ قاله يونس والظاهر أنها للابتداء.
5- ابتداء الغاية: وهو الغالب فيها، حتى ادَّعى جماعة أنَّ سائر معانيها راجعةٌ إليه، وتقع لهذا المعنى في غير الزمان، نحو: ﴿مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [الإسراء: 1]، ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ ﴾ [النمل: 30].
قال الكوفيون والأخفش والمبرِّد وابنُ درستوَيه: وفي الزمان أيضًا بدليل: ﴿ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ﴾ [التوبة: 108]، وفي الحديث: ((فمُطِرنا من الجمعة إلى الجمعة))[2].
وقال النابغة:

تُخُيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمَ حَلِيمَةٍ
إِلَى الْيَوْمِ قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ[3]


وقيل: التقدير من مُضِيِّ أزمان يومِ حليمةٍ، ومن تأسيس أوَّل يومٍ، وردَّه السُّهيليُّ بأنه لو قيل هكذا، لاحْتِيجَ إلى تقدير الزمان.
وحرف الجر "مِن" يجرُّ الاسم الظاهر والمضمر أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ ﴾ [الأحزاب: 7]، فـ"مِن" في الأوَّل حرف جرٍّ، والكاف في محلِّ جرٍّ، وفي الثاني حرف جر، و"نوح" مجرورٌ بـ"مِن".
الحرف الثاني: عنْ، معناه: المجاوَزة.
ويَجرُّ الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الفتح: 18]، وقوله تعالى: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].
فـ"عن" في الآية الأولى حرفُ جرٍّ، و"المؤمنين": اسم مجرور بـ"عن"، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه جمْع مذكر سالِم و"عن" في الآية الثانية حرف جرٍّ، والهاء في "عنهم" ضميرٌ في محلِّ جرٍّ.
الحرف الثالث: في:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - لهذا الحرف في "مغني اللبيب" عشرةَ معانٍ، منها:
1- الظرفية: وهي؛ إمَّا مكانيَّة، أو زمانيَّة، وقد اجتمعَتا في قوله تعالى: ﴿ الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ﴾ [الروم: 1 - 4].
2- المصاحبة، نحو قوله تعالى: ﴿ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ ﴾ [الأعراف: 38].
3- التعليل، نحو قوله تعالى: ﴿ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ﴾ [يوسف: 32].
4- الاستعلاء، نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71].
5- مُرَادَفةُ "إلى"، نحو قوله تعالى: ﴿ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ ﴾ [إبراهيم: 9].
ويجرُّ الحرف "في" الاسم الظاهر والضمير أيضًا، نحو قوله تعالى: ﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ﴾ [الذاريات: 22]، وقوله تعالى: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ ﴾ [الصافات: 47]، فـ"في" في الآية الأولى حرفُ جرٍّ، جرَّت اسمًا ظاهرًا، وهو السماء، وفي الآية الثانية جرَّت ضميرًا، وهو الهاء من "فيها".
الحرف الرابع: رُبَّ:
يفيد التقليل - نحو: رُبَّ مجتهدٍ أخْفَق، تُقلِّل إخفاقه - أو التكثيرَ، وأحيانًا يفيد التوقُّع، نحو: رُبَّما يحضُر[4].
ولا تجرُّ "رُبَّ" إلاَّ الاسمَ الظاهر المنكَّر لفظًا ومعنًى، أو معنًى فقط، نحو: رُبَّ رجلٍ وأخيه.
الحرف الخامس: الكاف، ومعناه التشبيه:
ولا تجرُّ الكاف إلاَّ الاسمَ الظاهر، نحو قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ ﴾ [النور: 35]، وشذَّ جرُّها للمُضْمر.
الحرف السادس: اللام:
ذكَر ابن هشام - رحمه الله - لها في "مغني اللبيب" (1/233) اثنين وعشرين معنًى، منها:
1- الاستحقاق:
وهي الواقعة بين معنًى وذاتٍ، نحو: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2]، والعِزة لله، والملك لله، والأمر لله، ونحو قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ ﴾ [المطففين: 1]، وقوله - سبحانه -: ﴿ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ﴾ [البقرة: 114]، ومنه: للكافرين النار؛ أي: عذابُها.
2- الاختصاص[5]، نحو:
الجنة للمؤمنين، وهذا الحصير للمسجد، والمنبر للخطيب، والسَّرْج للدابَّة، والقميص للعبد، ونحو قوله تعالى: ﴿ إِنَّ لَهُ أَبًا ﴾ [يوسف: 78]، وقوله - عزَّ وجل -: ﴿ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ ﴾ [النساء: 11]، وقولك: هذا الشعر لحبيبٍ، وقولك: أَدُوم لك ما تَدوم لي.
3- المِلْك:
نحو قوله تعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 255]، وبعضهم يَستغني بذِكْر الاختصاص عن ذِكْر المعنَيَيْن الآخَرَين، ويُمثِّل له بالأمثلة المذكورة ونحوها.
ويُرجِّحه أنَّ فيه تقليلاً للاشتراك، وأنه إذا قيل: هذا المال لزيدٍ والمسجد، لزِمَ القولُ بأنها للاختصاص مع كون زيدٍ قابلاً للمِلْك؛ لئلاَّ يَلزم استعمال المشترك في معنَيَيْه دَفعةً، وأكثرهم يَمنعه.
4- التمليك، نحو: وهبتُ لزيدٍ دينارًا.
5- شبهُ التمليك، نحو قوله تعالى: ﴿ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ﴾ [النحل: 72].
6- موافقة "إلى"، نحو قوله تعالى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾ [الزلزلة: 5].
وقوله تعالى: ﴿ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ [الرعد: 2]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا ﴾ [الأنعام: 28].
واللام تجرُّ الاسم الظاهر والمضْمَر جميعًا، نحو قوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الحديد: 1]، وقوله - عز وجل -: ﴿ لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البقرة: 107].
فاللام في الآية الأولى جرَّت اسمًا ظاهرًا، وهو لفظُ الجلالة "الله"، وفي الآية الثانية جرَّت ضميرًا، وهو الهاء من "له".

♦ ♦ ♦
س475: مَثِّلْ بمثالين من إنشائك لاسمٍ مخفوضٍ بكلِّ واحدٍ من الحروف: على، الباء، إلى، واو القسم.
الجواب:
أولاً: مثال "على":
1- قال تعالى: ﴿ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ﴾ [المؤمنون: 22].
2- قال تعالى: ﴿ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ﴾ [طه: 10].
ثانيًا: الباء:
1- قال تعالى: ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ﴾ [البقرة: 17].
2- قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ ﴾ [البقرة: 20].
ثالثًا: إلى:
1- قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ﴾ [البقرة: 187].
2- قال تعالى: ﴿ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1].
رابعًا: واو القسم:
1- قال تعالى: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾ [يس: 2].
2- قال تعالى: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ [التين: 1].

♦ ♦ ♦
س476: على كم نوعٍ تأتي الإضافة، مع التمثيل لكلِّ نوعٍ بمثالَيْن؟
الجواب:
اعلم - رحمك الله - أن المخفوضَ بالإضافة على ثلاثة أنواع:
الأول: ما تكون الإضافة فيه على معنى "من"، وضابطه: أن يكون المضاف جزءًا وبعضًا من المضاف إليه، نحو: جُبَّة صوفٍ، وخاتم حديدٍ، فإن الجُبَّة والخاتَمَ بعض الصوف والحديد، وجزءٌ منهما.
والثاني: ما تكون الإضافة فيه على معنى "في"، وضابطه: أن يكون المضاف إليه ظرفًا للمضاف، نحو قوله تعالى: ﴿ بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ ﴾ [سبأ: 33]، فإنَّ الليل ظرْفٌ للمكر، ووقتٌ يقع المكر فيه.
ومثال ذلك أيضًا: أن تقول: صناعة الليل، فإنَّ الإضافة هنا على تقدير: "في"؛ إذ إنَّ المعنى: صناعة في الليل، يعني: أنه مصنوعٌ في الليل.
والثالث: ما تكون الإضافة فيه على معنى اللام، وهو: كلُّ ما لا يصلح فيه أحدُ النوعين المذكورَيْن، نحو: غلام زيدٍ، وحصير المسجد.

♦ ♦ ♦
س477: ما تقدير الإضافة في الأمثلة التالية:
بيت الضيافة، سرج الدابة، بيت الطين.
الجواب:
1- بيت الضيافة: على تقدير اللام.
2- سَرْج الدابة: على تقدير اللام.
3- بيت الطين: على تقدير "مِن".

♦ ♦ ♦
س478: هات مخفوضًا بالتبعيَّة.
الجواب:
قال تعالى: ﴿ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم:1].
فـ"الحميد" مخفوضٌ؛ لأنه نعتٌ لـ"العزيز".

♦ ♦ ♦
س479: قال تعالى: ﴿ تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ [الأنبياء: 57]، ما الذي جرَّ لفْظَ الجلالة؟
الجواب:
تاءُ القَسم.

♦ ♦ ♦
س480: أعْرِب الجُمل الآتية:
1-

وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي [6]


2- قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، وما أنواع المخفوضات في هذه الآية؟ وبيِّن نوع المخفوض بالإضافة.
3- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾ [الدخان: 51]، وما أنواع المخفوضات في هذه الآية؟ وما أنواع المنصوبات التي فيها؟
4- قال الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾ [المسد: 1].
5- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1].
6- يا زيدُ أقْبِلْ.
7- قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]، مع بيان ما في هذه الآية من المرفوعات والمنصوبات.
8- قال الله تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا ﴾ [يوسف: 81]، وبيِّن ما في هذه الآية من المرفوعات، والمنصوبات، والمخفوضات، مع بيان نوع المخفوض.
9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾ [القمر: 54]، وما الذي في هذه الآية من المرفوعات؟ وما الذي فيها من المنصوبات؟ وما الذي فيها من المخفوضات؟
10- قال تعالى: ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105]، وبيِّن ما في هذه الآية من المرفوعات، والمنصوبات، والمخفوضات.
11- قال الله - عز وجل -: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ [البقرة: 2]، وبيَِّن ما في الآية من المرفوعات، والمخفوضات، والمنصوبات.
12- قَدِم الحُجَّاج حتى المُشاة.
13- أكلتُ السمكة حتى رأْسها، بيِّن أوْجه الإعراب في هذه الجملة، مع إعراب هذه الأوْجُه.
الجواب:
1- قال الشاعر:

وَلَيْلٍ كَمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ
عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُومِ لِيَبْتَلِي


وَلِيلٍ: الواو واو "رُبَّ" حرْف مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، ليل: مبتدأ مرفوع بضمَّة مقدَّرة، منَع من ظهورها اشتغالُ المحلِّ بالحركة التي اقتضتْها "رُبَّ" المحذوفة، مع بقاء عملها.
2- قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾:
الحمد: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
لله: اللام حرف جر، ولفظُ الجلالة اسم مجرور باللام، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: كائن.
ربِّ: نعت للفظ الجلالة، ونعت المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، ورب مضاف.
العالمين: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مُلحَق بجمع المذكر السالم، والنون عِوض عن التنوين في الاسم المفرد.
وفي هذه الآية أنواع المخفوضات كلها، وهي:
1- الخفض بالحرف في قوله: ﴿ لله ﴾.
2- والخفض بالإضافة في قوله: ﴿ العالمين ﴾.
3- والخفض بالتبعيَّة في قوله: ﴿ رب ﴾.
4- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ﴾:
إن: حرف توكيد ونصْب، ينصب المبتدأ، ويرفع الخبر، لا محلَّ له من الإعراب.
المتقين: اسم "إن" منصوب بها، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنَّه جمْع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
في: حرف جر مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب.
مقام: اسم مجرور بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره، والجار والمجرور متعلق بمحذوف، خبر لـ"إن" في محلِّ رفْع.
أمين: نعت لـ"مقام"، ونعت المخفوض مخفوض، وعلامة خفْضه الكسرة الظاهرة في آخره.
وفي هذه الآية نوعان من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: ﴿ مقام ﴾.
2- ومخفوض بالتبعيَّة، وهو قوله: ﴿ أمين ﴾.
وفيها من المنصوبات: اسم "إنَّ": ﴿ المتقين ﴾.
4- قال الله تعالى: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾:
تبَّتْ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محلَّ له من الإعراب، والتاء تاءُ التأنيث الساكنة حرف مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
يدا: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة؛ لأنه مثنى، ويدا مضاف.
أبي: مضاف إليه مجرور، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف.
لهبٍ: مضاف إليه مجرور بالمضاف "أبي"، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
وفي هذه الآية من المخفوضات:
"أبي، ولهب"، وكلاهما مخفوض بالإضافة.
وفيها من المرفوعات: "يدا" وهو فاعل، كما تقدَّم.
5- قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾:
قل: فعْل أمرٍ مبني على السكون، لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
أيها: أي: منادى مبني على الضمِّ في محل نصب، وها: حرف تنبيه.
الكافرون: صفة لـ"أي" مرفوعة، وعلامة رفْعها الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمْع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
6- يا زيدُ، أقْبِلْ:
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
زيد: منادى مبني على الضمِّ في محل نصب.
أقبل: فعل أمر مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوبًا تقديره: أنت.
7- قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾:
إنَّ: حرف توكيد ونصْب.
الله: لفظ الجلالة اسم "إنَّ" منصوب بها، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
غفور: خبر "إنَّ" أوَّل، مرفوع بها، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
رحيم: خبر ثانٍ مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.
وفي هذه الآية من المنصوبات: اسم "إنَّ" لفظ الجلالة.
وفيها من المرفوعات: خبراها: "غفورٌ، رحيمٌ".
8- قال الله تعالى: ﴿ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا ﴾:
ارجعوا: فعْل أمرٍ مبني على حذْف النون، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
إلى: حرف جر مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
أبيكم: أبي اسم مجرور بـ"إلى"، وعلامة جرِّه الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبي مضاف، والكاف ضمير مبني على الضمِّ في محلِّ جرِّ مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمْع، والجار والمجرور متعلقان بالفعل "ارجعوا".
فقولوا: الفاء حرف عطف، وقولوا: فعل أمرٍ مبني على حذف النون لا محلَّ له من الإعراب، وواو الجماعة ضمير مبني على السكون في محلِّ رفْع فاعل.
يا: حرف نداء مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
أبانا: أبا: منادى منصوب؛ لأنه مضاف، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وأبا مضاف ونا ضمير مبني على الفتح في محل جرِّ مضاف إليه.
وفي هذه الآية من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: "أبي" من "أبيكم".
2- مخفوض بالإضافة، وهو: الكاف من "أبيكم"، ونا من "أبانا".
وفي هذه الآية من المرفوعات: واو الجماعة من الفعلين: "ارجعوا، وقولوا".
وفيها من المنصوبات: "أبا" من "أبانا".
9- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ﴾:
إن: حرف توكيد ونصب.
المتقين: اسم "إن" منصوب بها، وعلامة نصبه الياء نيابةً عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عِوَض عن التنوين في الاسم المفرد.
في: حرف جرٍّ مبني على السكون لا محلَّ له من الإعراب.
جنات: اسم مجرور، بـ"في" وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
و: الواو حرف عطف.
نهر: معطوف على جنات، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جرِّه الكسرة الظاهرة في آخره.
ولا شيء مرفوع في هذه الآية.
وفيها من المنصوبات: اسم "إنَّ": ﴿ المتقين ﴾.
وفيها من المخفوضات:
1- مخفوض بالحرف، وهو قوله: ﴿ جنات ﴾.
2- ومخفوض بالتبعيَّة، وهو قوله: ﴿ نهر ﴾.
10- قال تعالى: ﴿ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾:
فسيرى: السين حرف تنفيس، يرى: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرُّده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدَّرة، منَع من ظهورها التعذُّر.
الله: لفظ الجلالة فاعل مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.
عملكم: عملَ: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره، وعمل مضاف، والكاف ضمير مبني على الضمِّ في محل جرِّ مضاف إليه، والميم حرف دالٌّ على الجمع، ورسوله: الواو حرف عطف، رسوله: معطوف على لفظ الجلالة، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره، ورسول: مضاف والهاء ضمير مبني على الضم في محلِّ جرِّ مضاف إليه.
وفي هذه الآية من المرفوعات: الفعل "يرى"، ولفظ الجلالة، و"رسوله".
وفيها من المنصوبات: عملكم.
وفيها من المخفوضات: المخفوض بالإضافة، وهو الكاف من "عملكم"، والهاء من "رسوله".
11- قال الله - عز وجل -: ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾:
ذلك: ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محلِّ رفْع مبتدأ، واللام حرف دالٌّ على البُعد، والكاف حرف دالٌّ على الخطاب.
الكتاب: بدل من اسم الإشارة "ذا"، وبدل المرفوع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.
لا: نافية للجنس، تَنصب المبتدأ وترفع الخبر.
ريب: اسم "لا" مبني على الفتح؛ لأنه مفرد، في محلِّ نصبٍ.
فيه: في: حرف جر، والهاء ضمير مبني على الكسر في مجل جرِّ اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر "لا"، والتقدير: لا ريب كائنٌ فيه.
وفي هذه الآية من المرفوعات: اسم الإشارة "ذا"، و"الكتاب".
وفيها من المنصوبات: اسم "لا": "ريبَ".
وفيها من المخفوضات: المجرور بالحرف؛ الضمير الهاء في "فيه".
12- قَدِم الحُجَّاج حتى المُشاة:
قَدِم: فعل ماضٍ مبني على الفتح لا محلَّ له من الإعراب.
الحُجَّاج: فاعل مرفوع وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.
حتى: حرف عطف.
المشاة: معطوف على الحُجَّاج، والمعطوف على المرفوع مرفوع، وعلامة رفْعه الضمة الظاهرة في آخره.
13- أكلْتُ السمكة حتى رأسها[7].

والحمدلله ربِّ العالمين.

[1] البيت في صُبح الأعشى (14/ 143)، وشرح ديوان المتنبي (1 / 113)، (2 /110)، (2 / 253)، والعِقد الفريد (1/ 46)، والكامل في الأدب (1 / 230)، وديوان المعاني (1 / 143)، وحماسة أبي تمام (2/ 285).
[2]رواه البخاري (1016)، والنسائي (1503)، ومالك في الموطَّأ في الاستسقاء، باب ما جاء في الاستسقاء ص 175، والشافعي في مسنده (1/ 79)، وابن حِبَّان في صحيحه (2857)، والبيهقي في سُننه الكبرى (3/ 343).
[3]البيت في الكامل في الأدب (1/ 338)، وخزانة الأدب (3/ 287).
[4] وإذا أردتَ مزيدَ تفصيلٍ، فانظر: مغني اللبيب (1/ 154 - 155).
[5] لام الاختصاص: هي الداخلة بين اسْمين يدلُّ كلٌّ منهما على الذات، والداخلة عليه لا يَملِك الآخر، وسواء أكان يَملِك غيرَه، أم كان ممن لا يَملِك أصلاً.
[6] هذا البيت من كلام امرئ القيس من معلَّقته، وهو موجود في طبقات فحول الشعراء (1/85)، ومعاهد التنصيص (1/ 264)، وخزانة الأدب؛ للبغدادي (2/ 286)، وديوان المعاني (1/345)، وجمهرة أشعار العرب (1/ 84).
[7] تقدَّمت الإجابة على هذا السؤال في باب العطف.
وبذلك يتم بعون الله وقوَّته الإجابة على ما جاء من أسئلة في كتابي: "التحفة السنيَّة"؛ لفضيلة الشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، وشرْح الآجرومية؛ لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
وتَمَّ الفراغ من ذلك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، يوم الثلاثاء في السادس من ربيع الآخر، سنة 1425 هـ، فاللهَ أسأل أن يجعله خالصًا لوجهه، وأن يوفِّقني لخدمة كتابه الكريم، وسُنة نبيِّه المطهَّرة، وأن يهديني لِمَا اخْتُلِف فيه من الحق بإذنه، إنه سميع قريب مجيب، وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس