عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 05-29-2011, 01:44 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

هذه كلمات أكتبها إلى الذينَ تراجعوا عن الالتزام، وزهدوا في طاعةِ الله، وطاعةِ خير الأنام، ورضوا بالمعاصي والآثام من متع الدنيا الفانية ! ..



وما هي إلا دعوةٌ كي نجتهدَ للارتقاءِ بالتزامنا، وأن لا نظنَّ في أنفسنا خيراً، فكم من ملتزمةٍ عرفناها إنما أوتيت من قبل نفسها وثقتها بالالتزامها، وقوة
إيمانها !! والله المستعان .. !



فتعالَي معي نعش مع تقريرٍ لأطباء القلوب:


أما التقرير الأوَّل:



فهو لطبيبِ القلوب ابن القيم -رحمه الله تعالى- من كتابه مدارج السالكين يقولُ فيه:


(( إنَّ العبدَ لو اعتصمَ بالله لما خرَجَ عن هِدايَةِ الطَّاعة .. )) !
قال تعالى: " ومن يعتصم بالله، فقد هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم" .
فلو كملت عصمته بالله لم يخذله الله أبدا .. قال تعالى: " واعتصموا بالله مولاكم فنعم المولى، ونعم النصير ".
أي متى اعتصمتم به تولّاكم ونصركم على أنفسكم وعلى الشيطان، وهما العدوان اللذان لا يفارقانِ العبد !
وكمال النُصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله، ونقض هذا الاعتصام يؤدي إلى الانخلاع من عصمة الله، وهو حقيقة
الخذلاان ... فما خلّا الله بينك وبين الذنب إلاّ بعد أن خذلك وخلّا بينك وبين نفسك. ولو عصمك ووفقّك، لما وجدَ الذنبُ إليك سبيلا ..!



أما التقرير الثاني:
فهو للشيخ ابن سعدي-رحمه الله - في ظلال بعض الآيات في تفسيره لقوله تعالى:
" وما كان الله ليضل قوماً بعد هداهم حتى يتبين لهم ما يتقون " ..
قال الشيخ السعدي: إنَّ الله إذا منَّ على قومٍ بالهداية، وأمرهم بسلوك الصراط المستقيم، فإنّه يتمم عليهم إحسانه، ويبيِّن لهم جميع ما يحتاجونَ
إليه، وتدعو إليه ضرورتهم، فلا يتركهم ضالين جاهلين بأمور دينهم ودنياهم، وهذا دليل على كمال رحمته ...
ويُحتمل أنَّ المراد بهذه الآية: أنّه إذا بيّن لهم ما يتّقون فلم ينقادو له عاقبهم بالإضلال جزاءا لهم على ردِّهم الحق المبين ..!
ويقول أيضا في قوله تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين " ..
يقول: إنَّ هذا يدل على أن أحرى الناس بموافقة الصواب هم أهل المجاهدة، وأنَّ من أحسن فيما أمر به أعانه الله عز وجل ويسر له أسباب الهداية..


وقال في قوله تعالى: " ولو أنّهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا .. وإذا لأتيناهم من لدناّ أجرا عظيما ولهديناهم صراطاً مستقيما "
يقول: " وأشد تثبيتا" أي أنّ الله يثبت الذين آمنوا بسبب ما قاموا به من الإيمان الذي هو القيام بما وعظوا به ..



أما التقرير الثالث:
فهو لطبيب القلوب ابن تيمية-رحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى يقول:
إن إخلاص الدين لله يمنع من تسلّط الشيطان ومن ولايته التي توجب العداوة كما قال تعالى عن يوسف عليه السلام :
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " ..
فإذا أخلصَ العبدُ لربه كان هذا مانعا له من فعل ضدّ ذلك ومن إيقاع الشيطان له في ضدّ ذلك ..


وإذا لم يُخلص له الدين، ولم يفعل ما خُلِق له، وفُطِرَ عليه عوقِبَ على ذلك، وكانَ من عقابه تسلُّط الشيطانِ عليه؛ حتى يزيّن له فعل السيئات
وكان إلهامه لفجوره عقوبة على كونه لم يتق الله، فاشتغاله بالسيئات هو عقوبة عدم عمله بالحسنات كما قال الله عزّ وجل:
" فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم .. " .



أما التقرير الأخير:
فينقله ابن حجر الحافظ -رحمه الله- في كتابه فتح الباري معلقا على قول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)) ..
يقول: إنّ سوءَ الخاتمة لا يقع لمن استقام باطنه وصلح ظاهره ولكن يقع لمن في طويته فساد وارتياب ...




وخــلاصــة الكــَلام :


1. أن من تراجعت عن التزامها فهذا دليلٌ على ضعفِ اعتصامها بالله حينما كانت تعدُّ مع الملتزمات ..


2. أن من تراجعت عن التزامها، فهذا دليلٌ على عدم مجاهدتها لنفسها، واستسلامها لهواها ..


3. من تراجعت عن التزامها فهذا دليل على ضعفِ تقواها لما كانت في صفِّ الملتزمات ..
4. من تراجعت عن التزامها فذلك دليلٌ على قلة أعمالها، وتطبيقها لما تسمع من مواعظٍ لما كانت تعدُّ مع الملتزمات ..


5. من تراجعت عن التزامها فذلك دليلٌ على أنه كانت تشوبُ نيتها الشوائب لما كانت في صفِّ الملتزمات ..


فمن هنا:
وما دمنا قد عرفنا الخلل، وأدركنا السبب ..
*لنصلح أنفسنا،
*ولنجدد نيتنا،
* ولنلتجئ لمولانا جل وعلا،
* ولنلتحق بصفِّ الملتزمين .. فبااب التوبة عن التخاذل والاستسلام للمعاصي مازال مفتوحا


وفرصــةُ العودةِ والأوبة ما زالت متاحةً وممكنة ..


يُتبع إن شاء الله
التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس