عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-28-2011, 05:29 PM
أم حُذيفة السلفية أم حُذيفة السلفية غير متواجد حالياً
اللهم إليكَ المُشتكى ,وأنتَ المُستعان , وبكَ المُستغاث , وعليكَ التُكلان
 




افتراضي

بــسم الله الرحمن الرحيم


الفتــــــــــور في العبــــــــــادة



يشدنا الحماس إلى نوعٍ من أنواع العبادة فنحرص عليه ، متمثلين بقوله – صل الله عليه وسلم - :


(
اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ، و إن أحب العمل

إلى الله تعالى أدومه و إن قل ) حديث صحيح .


إلا أن فتورًا قد ينتابنا فجأة ، فنتوقف عن ذلك العمل الصالح
تمامًا ، و إن لم نتوقف فإننا نؤديه بتكاسل !


أترى هذا الأمر طبيعي ؟



قد ذم الله سبحانه و تعالى المنافقين بتثاقلهم عن الصلاة
و كسلهم فيها ، قال تعالى : ﴿ ( إن المنافقين يخادعون الله و هو خادعهم
و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا ) ﴾سورة النساء الآية 142



و قال النبي – صل الله عليه و سلم - : ( إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء
و صلاة الفجر ،و لو يعلمون ما فيهما لأتوهما و لو حبوًا ) حديث صحيح رواه مسلم


كما استعاذ الرسول - صل الله عليه و سلم – من الفتور و الكسل في عدة أحاديث ، و علّم أصحابه

أن يتعوذوا بالله منه في الصباح و المساء ، فقال : ( اللهم إني أعوذ بك من الكسل ، و أعوذ
بك من الجبن ،و أعوذ بك من الهرم ، و أعوذ بك من البخل ) رواه البخاري و مسلم

و من مظاهر الفتور ( أعاذنا الله و إياكن منه ) :



1/

التكاسل عن العبادات و الطاعات مع ضعف و ثقل أثناء أدائها ، و من أعظم ذلك الصلاة ،

و يدخل في هذا التكاسل عن قيام الليل و صلاة الوتر و أداء السنن
و الرواتب ، و الغفلة عن قراءة القرآن و الذكر .


2/

عدم استشعار المسؤولية ، و التساهل و التهاون بالأمانة ، و أعظم أمانة هي الدعوة إلى الله .


3/

انفصام عرى الأخوة بين المتحابين في الله ، قال النبي - صلى الله عليه و سلّم - : ( ما توادَّ اثنان

في الله عز و جل ، أو في الإسلام فيفرق بينهما أول ذنب , و في رواية ففرق بينهما إلا بذنبيحدثه
أحدهما ) أخرجه أحمد في المسند .



4/

ضياع الوقت و عدم الإفادة منه .




5/

التهرب من كل عمل جدّي .




6/

الفوضوية في العمل .


7/

النقد لكل عمل إيجابي تنصّلًا من المشاركة فيه .


8/

التسويف و التأجيل ، فما يمكن أن يؤدى في أسبوع يمكث شهرًا .



أما عن أسباب الفتور فمنها الآتي /



1/

ضعف الإخلاص و سريان الرياء في القلب .


2/

ضعف العلم الشرعي .


3/

تعلّق القلب بالدنيا و نسيان الآخرة .



4/

الحياة في الأجواء الفاسدة .



5/

صحبة ذوي الإرادات الضعيفة .



/ مقارفة المعاصي و المنكرات و أكل الحرام


لمن اصيب بالخمول والتعب




فى حالة الفتور لأبد أن نكون...



يقول الشيخ سُلطان العمرى







في طريق التعبد ترد لحظات الفتور , ولا بد أن تمر سحابة الضعف , وهذا لا غرابة فيه, فالقلوب تتقلب والفتن خطافة, والمعين قليل, ولكن ومع يقيننا بذلك إلا أنه لا بد من الانتباه من طول الغفلة, وشدة الفترة, فقد تأخذ بك نحو الهاوية, فكن خفيف النوم.





وفي الحديث الصحيح : لكل عامل شِرَّة ، ولكل شِرَّة فترة ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى " رواه أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن عمرو ، وللترمذي نحو من هذا من حديث أبي هريرة وقال : حسن صحيح .





واعتقد أن لحظات الفتور فيها من الأسرار والحكم ما تكون خيراً لصاحبها إن عرف كيف يستفيد منها, لينطلق إلى مولاة عبر بوابة " الذل" ليقف هناك على عتبات العبودية التي لا يَصلُح إلا بها ولها.

فكن خفيف النوم





يُتبع إن شاء الله

لا تنسوني من صالح دعائكن


التوقيع

اللهم أرحم أمي هجرة وأرزقها الفردوس الأعلى
إلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا... تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ ؟
وَسَمتُكَ سمَتُ ذي وَرَعٍ وَدينٍ ... وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبَعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي ... وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمَعُ أَن تـنالَ العَفوَ مِمَّن ... عَصَيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ ؟!
أَتـَفرَحُ بِـالذُنـوبِ وبالخطايا ... وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِواهُ !
فَتُب قَـبلَ المَماتِ وَقــَبلَ يَومٍ ... يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ !

رد مع اقتباس