عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-11-2011, 04:27 AM
طه أبو البراء طه أبو البراء غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي

يقول أبو القاسم الشاطبي رحمه الله المتوفى سنة 590 للهجرة


بَدَأْتُ بِبِسْمِ اْللهُ فيِ النَّظْمِ أوَّلاَ *** تَبَارَكَ رَحْمَانًا رَحِيمًا وَمَوْئِلاَ (1)
وَثَنَّيْتُ صَلَّى اللهُ رَبِّي عَلَى الِرَّضَا *** مُحَمَّدٍ الْمُهْدى إلَى النَّاسِ مُرْسَلاَ(2)
وَعِتْرَتِهِ ثُمَ الصَّحَابَةِ ثُمّ مَنْ *** تَلاَهُمْ عَلَى اْلإِحْسَانِ بِالخَيْرِ وُبَّلاَ(3)
وَثَلَّثْتُ أنَّ اْلَحَمْدَ لِلهِ دائِمًا *** وَمَا لَيْسَ مَبْدُوءًا بِهِ أجْذَمُ الْعَلاَ(4)
وَبَعْدُ فَحَبْلُ اللهِ فِينَا كِتَابُهُ *** فَجَاهِدْ بِهِ حِبْلَ الْعِدَا مُتَحَبِّلاَ(5)
وَأَخْلِقْ بهِ إذْ لَيْسَ يَخْلُقُ جِدَّةً *** جَدِيدًا مُوَاليهِ عَلَى الْجِدِّ مُقْبِلاَ(6)


(1)بدأ الناظم قصيدته بذكر البسملة ، لما فيها من المعاني العظيمة والفوائد الجسيمة ، ولما اشتملت عليه من الصفات العليا لله رب العالمين موئل الراجين ، وأمان الخائفين ، ومغيث المستصرخين
(2)جعل الناظم الشيء الثاني في القصيدة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه الله للنبوة ، وأرسله رحمة للعالمين
(3)أي وصلى الله كذلك على آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى صحابته الأطهار ومن تبعهم بإحسان حال كونهم مشبهين بالمطر الغزير في كثرة خيرهم وعميم نفعهم
(4)جعل الناظم الشيء الثالث في هذه القصيدة إثبات الحمد لله في كل حال ، لأن كل أمر لا يبدأ بحمد الله فهو ناقص أبتر الخير والبركة
(5)بعد البدء بالبسملة والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ، بعد هذا فاعلم أن حبل الله فينا كتابه القديم وكلامه الحكيم .
فجاهد أيها القارئ بهذا القرآن وبما تضمنه من أدلة وبراهين مكائد خصوم الإسلام وأعدائه ، حالة كونك جاعلا القرآن شبكة تتصيدهم بها إلى حظيرة الإسلام
(6)ما أجدر القرآن بالمجاهدة بأدلته وبراهينه لأنه حق لا يبلى ، سمي المكانة رفيع المنزلة .
وكل من والاه وصافاه فهو مستقيم على الجد ، سالك طريق الحق ، حال كونه مهتما به ، عاملا بما اشتمل عليه يقيم حروفه وحدوده .



من يسبق في حفظها؟
رد مع اقتباس