عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 06-12-2013, 11:21 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي


28-الرد على من أنكر توحيد الأسماء والصفات وقال أنه مما أحدثه المتأخرون!


* وهذه الأسماء والاصطلاحات لا شك أنها أسماء واصطلاحات لم يتكلم بها الله ولا رسوله على هذا النحو وإنما أطلقها علماء السلف رضوان الله عليهم وليس هذا من البدع المحدثة بل هو من التقسيمات العلمية التي تيسر سبيل المعرفة كما يقال علم التفسير وأصول التفسير، وعلم الحديث، ومصطلح الحديث، والفقه وأصول الفقه وعلم التوحيد، وكل هذه الأقسام لم تأت في القرآن أو في السنة، ولم يعلم الرسول الأمة الدين مقسماً على هذا النحو فيعطيهم مثلاً درساً في التفسير وآخر في الحديث وثالثاً في السيرة‏.‏‏.‏ وإنما كان العلم الشرعي جملة واحدة ثم حدثت هذه الأقسام والتفريعات والاصطلاحات لتيسير تعلم العلوم، وكذلك الشأن في قولنا توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية والربوبية إنما هي فصول في علم واحد وهي مسائل الإيمان بالله ولأن الإيمان بالله يندرج تحته فصول كثيرة من العلوم لهذا احتاج العلماء إلى هذه الاصطلاحات فقالوا توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية،وجاء أيضاً من قال توحيد الحاكمية وهذا عندما نشأ في المسلمين من فرق بين أمور الدين وأمور الدنيا، وظن أن للمسلم الخيار في أن يتحاكم إلى شرع الله أو شرع غيره، فجاء من قال من العلماء المحدثين أن الإيمان بالله يقتضي أن نؤمن بأنه لا حكم إلا له كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ وقال ‏{‏والله يحكم لا معقب لحكمه‏}‏ فأطلق من هذه الآيات وما شابهها وسمي نوعاً جديداً من أنواع التوحيد هو ‏(‏توحيد الحاكمية‏)‏ ولا شك أن المعني الذي قصده من أطلق هذا اللفظ صحيح وإن كان الاصطلاح نفسه واللفظ حادث وكما أسلفنا ليس هذا من باب الابتداع وإنما هو من المصالح الشرعية لتقريب المعنى المراد إلى الذهن، وتفصيل العلوم وإيضاح المراد‏.‏

فضيلة الشيخ /عبد الرحمن عبد الخالق




السؤال ما القول في قوم ينكرون توحيد الأسماء والصفات، ويعتبرون ذلك مما أحدثه المتأخرون؟


توحيد الأسماء والصفات هو أحد أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.

فالذي ينكر توحيد الأسماء والصفات منكر لنوع من أنواع التوحيد، والذين ينكرون هذا التوحيد لا يخلون من أحد حالين:

الحال الأولى: أن ينكروا ذلك بعدما عرفوا أنه حق، فأنكروه عنادًا، ودعوا إلى إنكار؛ فهؤلاء كفار؛ لأنهم أنكروا ما أثبته الله لنفسه ـ وهم يعلمونه ـ من غير تأويل.

والحال الثانية: أن يكونوا مقلدين لغيرهم؛ لثقتهم بهم، وظنهم أنهم على حق، أو فعلوا ذلك لتأويل ظنوه صحيحًا، ولم يفعلوا ذلك عن عناد، بل فعلوه من أجل تنزيه الرب بزعمهم؛ فهؤلاء ضلال مخطئون، لا يكفرون؛ لأنهم مقلدون أو متأولون.

والدليل على كفر الأولين قوله تعالى عن المشركين: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَن} [الرعد: 30].

قال الشيخ سليمان بن عبد الله في "تيسير العزيز الحميد": "لأن الله تعالى سمى جحود اسم من أسمائه كفرًا، فدل على أن جحود شيء من أسماء الله وصفاته كفر، فمن جحد شيئًا من أسمائه وصفاته من الفلاسفة والجهمية والمعتزلة ونحوهم؛ فله نصيب من الكفر بقدر ما جحد من الاسم أو الصفة"([1]).

وقال أيضًا: "بل نقول: من لم يؤمن بذلك؛ فليس من المؤمنين، ومن وجد في قلبه حرجًا من ذلك؛ فهو من المنافقين"([2]).

وتوحيد الأسماء والصفات ليس مما أحدثه المتأخرون؛ فقد سمعت حكم الله فيمن أنكر اسمه الرحمن، والإيمان بهذا النوع موجود في كلام الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم من السلف:

قال الإمام مالك لما سئل عن استواء الله على عرشه: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"([3]).

وقال عبد الله بن المبارك: "نعرف ربنا بأنه فوق سبع سماوات، على العرش مستو، بائن من خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية"([4]).

وقال الإمام الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذِكْرُهُ فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة"([5]).

وقال الإمام أبو حنيفة: "ومن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؟ فقد كفر؛ لأن الله تعالى يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، عرشه فوق سبع سماواته"([6]).

وذكرنا قول الإمام مالك.

وإذا أردت الاستزادة من كلام السلف في هذا الموضوع؛ فراجع كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية" للإمام ابن القيم.

لكن بعض العلماء يدخل توحيد الأسماء والصفات في توحيد الربوبية، ويقول: التوحيد نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وهو توحيد الربوبية، وتوحيد في الطلب والقصد، وهو توحيد الألوهية، ولما وجد من ينكر الأسماء والصفات؛ جعل هذا النوع مستقلاً من أجل التنبيه على إثباته والرد على من أنكره.

وأنواع التوحيد الثلاثة موجودة في القرآن الكريم، وبالأخص في أول سورة، وعليك أن تراجع أول كتاب "مدارج السالكين" لابن القيم([7]).
------------------------------
([1]) انظر: "تيسير العزيز الحميد" (ص575).

([2]) انظر: "تيسير العزيز الحميد" (ص577).

([3]) انظر: "مختصر العلو" للذهبي (ص141).

([4]) انظر: "مختصر العلو" للذهبي (ص141) بنحوه.

([5]) انظر: "مختصر العلو" للذهبي (ص141) بنحوه

([6]) انظر: "مختصر العلو" للذهبي (ص136).

([7]) انظر: "مدارج السالكين" (1/36 ـ 46).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الفتوى: المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - (ج 1/ ص 21) [ رقم الفتوى في مصدرها: 8]
فضيلة الشيخ
/ صالح بن فوزان الفوزان
ــــــــــــــــ


التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0


التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله ; 06-12-2013 الساعة 11:24 AM
رد مع اقتباس