عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 06-25-2009, 11:00 PM
ابوالوليد البتار ابوالوليد البتار غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي


اليكم الهدية رقم (( 11 ))












سلسلة الآل والصحابة محبة وقرابة – (1)




فتح الوهّاب




في فضائل الآل والأصحاب

إصدارات جمعية الآل والأصحاب – مملكة البحرين
















بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم على محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهُداهُم إلى يوم الدين، أما بعد:

لا جدال بين المسلمين في أن الله عز وجل قد ختم بعثة رسله وأنبيائه بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا شك في أن من ختمت به رسالات السماء هو أفضل الأنبياء والرسل عليهم السلام. وكذلك حال أصحابه.

فعن إبن مسعود رضي الله عنه قال: إِنَّ اللَّهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ فَمَا رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ حَسَنٌ وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ سَيِّئٌ – رواه أحمد

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذي يلونهم.

ثم نبتت في الإسلام نابتة، أقدمت على وجوه الصحابة الأخيار، وعيون الأتقياء الأبرار، الذين سبقوا إلى الإسلام، واختصوا بصحبة رسول الأنام، وشاهدوا المعجزات، وقطعت أعذارهم الآيات، وصدقوا بالوحي، وانقادوا إلى الأمر والنهي، وجاهدوا المشركين، ونصروا رسول رب العالمينحين كفر الناس، وصدقوه حين كذبه الناس، وعزروه، ونصروه، وآووه، وواسوه بأموالهم وأنفسهم، وقاتلوا غيرهم على كفرهم حتى أدخلوهم في الإسلام. فأحالت فضائل هؤلاء إلى مثالب، وزعمت أن شرهم كان هو الغالب، وجعلت من خير القرون شر البرية، ومن أفعالهم غاية الرزية. فلم يتركوا وسيلة للحط من أقدارهم إلا وسلكوها، ولا فضيلة ثبتت في الكتاب إلا وردوها، ولا منقبة جاءت في السنة إلا وكذبوها، ولا كرامة وردت في أثر أو عن إمام إلا وأولوها، ولا آية نزلت في المنافقين إلا فيهم جعلوها. فإن لم يجدوا إلى ذلك سبيل، وأعيتهم الحيلة والبديل، وضعوا من الأكاذيب ما وضعوا. وحاكوا فيهم من القصص ما حاكوا، فخلصوا من حيث أرادوا أم لم يريدوا إلى أن جهود خاتم الأنبياء والمرسلين طوال الأعوام الثلاثة والعشرين لم تحقق سوى بضع نفر أقاموا على الدين، وأضحى سائر الأصحاب منافقين ومرتدين، ناصبوا العداء لأهل بيت خير الأنبياء والمرسلين، فخالفوا الرسول وعاندوا أهله، ولم يسلم منهم أحد بعده، واجتمعوا على غصب حق الإمام، وإقامة الفتنة في الأنام، واستأثروا بالخلافة، وسارعوا إلى الترأس على الكافة.

فكان من أمر هؤلاء أن لبّسوا الأمر على الأتباع والمريدين وأضاعوا بفعالهم هذا معالم الدين، حتى صار الحق عندهم باطل والباطل يقين، بل وجعلوا لعنهم من أعظم القربات، والتسابق إلى الحط من قدرهم أعظم الطاعات، ومن سبهم طلباً للمغفرات، وتغافلوا عما نزل في تعظيمهم من آيات، وما جاء في منزلتهم من بينات
ونسوا أن الله عز وجل لم يلزمنا بالسب ولم يحثنا على اللعن، هذا لمن أستحقهما وهو إبليس، بل لو أن مسلم عاش عمر نوح عليه السلام لم يلعن إبليس، لن يسأله الله عن ذلك، ولن يكون بتركه اللعن هالك. فكيف بأصحاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم الله الذين قال فيهم: لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي. وقال فيهم كما يروي الإمام الكاظم عن آبائه رضي الله عنهم: أنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني.( 1 )

ونحن في هذا المختصر إن شاء الله تعالى سنبين فضائل هذا الجيل المثالي ونتطرقعلى وجه الخصوص إلى بيان علاقة المودة والمحبة التي كانت تربط بين آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين. الذين قال الله عزوجل فيهم: كُنتُمْخَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَبِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ آل عمران - 110. وقال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وفيتم سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله
( 2 )
فإذا علمت هذا فيقيناً أن الرعيل الأول من هذه الأمة الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أفضل هذه الأمة وأعظمها، وقد بيَّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا، حيث قال: إن الله أخرجني في خير قرن من أمتي ( 3 )

وهذا أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام يقول لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء: مرحباً بالنبي الصالح، والابن الصالح، والمبعوث الصالح، في الزمان الصالح . ( 4 )
وعن العسكري رحمه الله، أن آدم عليه السلام سأل الله عز وجل أن يعرفه بفضل صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عز وجل: إن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع أصحاب المرسلين لرجح عليهم، يا آدم: لو أحب رجل من الكفار أو جميعهم رجلاً من آل محمد وأصحابه الخيرين لكافأه الله عن ذلك بأن يختم لـه بالتوبة والإيمان ثم يدخله الله الجنة، إن الله ليفيض على كل واحد من محبي محمد وآل محمد وأصحابه من الرحمة ما لو قسمت على عدد كعدد كل ما خلق الله من أول الدهر إلى آخره وكانوا كفاراً لكفاهم ولأداهم إلى عاقبة محمودة الإيمان بالله حتى يستحقوا به الجنة، ولو أن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين أو واحداً منهم لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد ما خلق الله لأهلكهم الله أجمعين . ( 5 )

وعن الرضا، أن موسى عليه السلام سأل ربه: هل في أصحاب الأنبياء أكرم عندك من صحابتي؟ فقال عز وجل: يا موسى، أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة الأنبياء المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين، وفضل محمد على جميع المرسلين؟
( 6 )
الفضل والخيرية هذه من مستلزماتها الوسطية، وقد أكدَّها الله عز وجل في آيات عدة، كقوله: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)) [البقرة:143].

ولا يخفى أن أول من خوطب بهذه الآية هم الصحابة رضوان الله عليهم، تماماً كما كانوا أول من خاطب الله عز وجل في قوله: ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)) [آل عمران:110]. يقول الطبرسي في تفسير الآية: معناه أنتم خير أمة، وإنما قال: (كنتم) لتقدم البشارة لهم في الكتب الماضية . ( 7 )
ويقول الطباطبائي في ميزانه: الآية تمدح حال المؤمنين في أول ظهور الإسلام من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار . ( 8 )

وفيهم قال صلى الله عليه وآله وسلم: طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني. وفي رواية: إلى السابع ثم سكت . ( 9 )
والقرآن مليء بعشرات النصوص الدالة على إيمان وفضل هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم، كقوله تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنْكُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) [الأنفال:74-75].

وقوله تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:100].

قال الطبرسي: وفي هذه الآية دلالة على فضل السابقين ومزيتهم على غيرهم لما لحقهم من أنواع المشقة في نصرة الدين، فمنها: مفارقة العشائر والأقربين، ومنها: مباينة المألوف من الدين، ومنها: نصرة الإسلام وقلة العدد وكثرة العدو، ومنها: السبق إلى الإيمان والدعاء إليه
( 10 )
ويقول الطباطبائي: المراد بالسابقين هم الذين أسسوا أساس الدين ورفعوا قواعده قبل أن يشيد بنيانه ويهتز راياته، صنف منهم بالإيمان واللحوق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والصبر على الفتنة والتعذيب، والخروج من ديارهم وأموالهم بالهجرة إلى الحبشة والمدينة، وصنف بالإيمان ونصرة الرسول وإيوائه وإيواء من هاجر إليهم من المؤمنين والدفاع عن الدين قبل وقوع الوقائع . ( 11 )

وكذلك لا تكاد تخلو سورة من سور القرآن الكريم المدنية إلا وتحدثت عن جهادهم في سبيل الله عز وجل، اقرأ مثلاً قوله تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ))
[التوبة:20-22].

وقوله تعالى: ((إِذْ يُغَشِّيكُمْ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ)) [الأنفال:11].

وهذه الآية نزلت في غزوة بدر، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما سأله أن يدعه يضرب عنقه، قال: وما يدريك يا عمر لعل الله اطلع على أهل بدر فغفر لهم، فقال لهم: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . ( 12 )

وقال تعالى: ((أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)) [البقرة:214].

قال الطبرسي: قيل: نزلت في المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إلى المدينة إذ تركوا ديارهم وأموالهم ومسهم الضر . ( 13 )

وقد وصف الله تعالى أصحاب نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالصدق والتقوى، ووعدهم بالفلاح في مواطن كثيرة، منها:قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)) [التوبة:119]، ذكر بعض المفسرين أنها نزلت في محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم . ( 14 )

ولا تخفى منزلة من أمرنا بالاقتداء بهم، وكون هذا الأمر باقٍ إلى يوم القيامة كما بينته آيات علام الغيوب الذي لا تخفى عنه خافية في السماء أو الأرض فضلاً عن سرائر النفوس.

وفيهم يقول عز وجل: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29].

ففي هذه الآية مع غيرها من الدلائل دليل على أن الله يغيظ بالصحابة رضوان الله عليهم من ينتقص من حقهم ومنزلتهم التي أنزلهم الله. وعلى صلة بالآية السابقة، روى الشيعة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأل قوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيمن نزلت هذه الآية: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) [الفتح:29] قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى منادٍ: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا فقد بعث محمد، فيقوم علي بن أبي طالب فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلاً رجلاً فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إن ربكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة وأجر عظيم -يعني: الجنة- ..الرواية . ( 15 )

ويقول الله عز وجل: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَعَدَكُمْ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً)) [الفتح:18-20]. يقول الطبرسي: يعني بيعة الحديبية، وتسمى بيعة الرضوان لهذه الآية ورضا الله سبحانه عنهم، وإرادته تعظيمهم وإثابتهم، وهذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين إذ بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة ( 16 ) ، وكان عدد الصحابة رضوان الله عليهم يوم بيعة الرضوان ألفاً ومائتين، وقيل: وأربعمائة، وقيل: وخمسائة، وقيل: وثمانمائة . ( 17 )

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أخبرنا الله عز وجل أنه رضي عنهم -عن أصحاب الشجرة- فعلم ما في قلوبهم، هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد؟ ( 18 )
وعلى أي حال، لا يسعنا هنا حصر جميع الآيات الدالة على فضائل الصحابة خشية خروجنا عما التزمنا به من الإيجاز، لذا فإننا نختم هذا بإيراد التالي، ففيما أوردناه آنفاً غنىً لمن كان لـه قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. وفد نفراً من أهل العراق على الإمام زين العابدين رحمه الله، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني: أنتم المهاجرون الأولون ((الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ)) [الحشر:8]؟ قالوا: لا. قال: فأنتم ((وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)) [الحشر:9] قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)) [الحشر:10] اخرجوا عني فعل الله بكم . ( 19 )
ولم يزل وهو يرى نفسه من الفريق الثالث يدعو الله لهم بالمغفرة. يقول رحمه الله في أحد أدعيته: اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا لـه، حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ)) [الحشر:10] خير جزائك الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم
( 20 )
ولا عجب في أن ينتهج الإمام السجاد نهج جده أمير المؤمنين رضي الله عنه في بيان فضائلهم. فعن الباقر رحمه الله قال: صلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالناس الصبح بالعراق، فلما انصرف وعظهم فبكى وأبكاهم من خوف الله تعالى، ثم قال: أما والله لقد عهدت أقواماً على عهد خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنهم ليصبحون ويمسون شعثاً غبراً خمصاً بين أعينهم كركب المعزى، يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، يناجون ربهم، ويسألونه فكاك رقابهم من النار، والله لقد رأيتهم مع ذلك وهم جميع مشفقون منه خائفون . ( 21 )

وعن زين العابدين رحمه الله قال: صلى أمير المؤمنين الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح، وأقبل على الناس بوجهه، فقال: والله لقد أدركت أقواماً يبيتون لربهم سجداً وقياماً، يخالفون بين جباههم وركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر . ( 22 )

وكان رضي الله عنه يقول : أما بعد: فإن لله عباداً آمنوا بالتنزيل، وعرفوا التأويل، وفقهوا في الدين، وبيَّن الله فضلهم في القرآن الكريم..إلى قوله: ، فاز أهل السبق بسبقهم، وفاز المهاجرون والأنصار بفضلهم، ولا ينبغي لمن ليست لـه مثل سوابقهم في الدين ولا فضائلهم في الإسلام أن ينازعهم الأمر الذي هم أهله وأولى به فيجور ويظلم . ( 23 )
وقال فيهم الإمام الصادق: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفاً.. ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير . ( 24 )
وإذا قارنت هذه الرواية بقوله سبحانه عن المهاجرين والأنصار: ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:100]. علمت أن الله عز وجل لما وعدهم بالجنات والخلود فيها دل ذلك على أنهم يموتون على الإيمان والهدى، ولا ينافي هذا وقوع المعاصي منهم فهم غير معصومين، ووعد الله حقٌ لا خلف فيه، ومن أصدق من الله قيلاً، ومن أصدق من الله حديثاً.

ومن أقوال الإمام الصادق رحمه الله: كان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع حصاة في فمه، فإذا أراد أن يتكلم بما علم أنه لله وفي الله ولوجه الله أخرجها، وإن كثيراً من الصحابة كانوا يتنفسون تنفس الغرقى، ويتكلمون شبه المرضى 25
لذا صلح أمرهم، كما قال علي رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: إن صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح والأمل 26
وكان من عظمة هذا الجيل المثالي، أن نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يأتي من بعده أن يذكرهم بسوء أو ينتقصهم، وكأنَّ الله عز وجل أطلعه على الغيب ليرى ما سيؤول إليه الأمر، فقال: إذا ذكر أصحابي فأمسكوا 27

وعن الصادق، عن آبائه، عن علي رضي الله عنه قال: أوصيكم بأصحاب نبيكم، لا تسبوهم وهم الذين لم يحدثوا بعده ولم يؤووا محدثاً، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى بهم 28
ولا ينبغى أن يحمل قوله هذا على من لم يحدث بعده، فإن علياً رضي الله عنه وهو راوي الحديث لم ير ذلك في أهل الشام الذين رأوا الخروج عليه، حيث قال فيهم: إن ربنا واحد، ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يستزيدونا، الأمر واحدٌ إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء 29 فتدبر في هذا! وهل أنت أعلم أم علي رضي الله عنه؟!

ولا زال يوصي من سيأتي بعدهم بالتمسك بكتاب الله عز وجل وسنته صلى الله عليه وآله وسلم وهديهم رضي الله عنهم، ويؤكد أن ظهور هذا الدين إنما بمن بقي منهم رضي الله عنهم.

فعن الصادق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل به لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله عز وجل وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به ( 30 ).

وعن الكاظم عن آبائه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنَةٌ لأمتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان كلها ما دام فيكم من قد رآني 31
ولقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على درجة عالية من الأخلاق في تعاملهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطاعتهم وحبهم وإخلاصهم لـه، فهذا أنس رضي الله عنه يقول: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته 32

وهذا البراء بن عازب يقول: لقد كنت أريد أن أسأل رسول الله عن الأمر فأؤخره سنتين من هيبته . 33

وعن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبة من أدم، وقد رأيت بلالاً الحبشي وقد خرج من عنده ومعه فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فابتدره الناس، فمن أصاب منه شيئاً تمسح به وجهه، ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من يدي صاحبه فمسح وجهه. 34
وعن أسامة بن شريك قال: أتيت النبي وأصحابه حوله كأنما على رؤوسهم الطير
35
وعن عروة بن مسعود حين وجهته قريش عام القضية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورأى من تعظيم أصحابه لـه وأنه لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه وكادوا يقتتلون عليه، ولا يبصق بصاقاً ولا يتنخم نخامةً إلا تلقوها بأكفهم فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم، ولا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها، وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون النظر إليه تعظيماً لـه، فلما رجع إلى قريش قال: يا معشر قريش، إني أتيت كسرى في ملكه وقيصر في ملكه، والنجاشي في ملكه، وإني والله ما رأيت مَلِكاً في قومه مثل محمد في أصحابه.

وعن أنس قال: لقد رأيت رسول الله والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن يقع شعرة إلا في يد رجل . 36
ولما أراد المشركون قتل زيد بن الدثنة قالوا لـه: أتحب أنك الآن في أهلك وأن محمداً مكانك؟ قال: والله ما أحب أن محمداً يشاك بشوكة وأني جالس في أهلي، فقال أبوسفيان: والله ما رأيت من قوم قط أشد حباً لصاحبهم من أصحاب محمد . 37
وكشأن أصحابه رضوان الله عليهم معه كان هو صلى الله عليه وآله وسلم في محبته وتعامله معهم، من ذلك: ما رواه عنه ابن مسعود رضي الله عنه قال: لا يبلغني أحد منكم عن أصحابي شيئاً، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر . 38

وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا لـه، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده ــ 39
وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: لا عيش إلا عيش الآخرة، اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة . 40
ولم يقتصر بيانه صلى الله عليه وآله وسلم لفضائلهم في حياته كما يزعم البعض من أن ذلك إنما هو في حال صلاحهم، بل كأنه أراد إثبات فساد هذا القول ببيان فضلهم في حال وفاته، وذلك باستغفاره لما قد يبدر منهم من ذنوب، فعن الباقر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن مقامي بين أظهركم خيرٌ لكم، وإن مفارقتي إياكم خيرٌ لكم، أما مقامي فلقول الله عز وجل: ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) [الأنفال:33]، أما مفارقتي لأن أعمالكم تعرض علي كل اثنين وخميس، فما كان حسناً حمدت الله تعالى عليه، وما كان سيئاً استغفرت لكم . 41
وجعل ثبات المؤمنين على الصراط بسبب شدة حبهم لأصحابه رضي الله عنهم، فعن الباقر، عن آبائه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي ولأصحابي . 42
وقد كان الأصحاب من مهاجرين وأنصار وكذا أهل البيت رضي الله عنهم أجمعين يختصمون لا في حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهم فحسب، فإن ذلك من المسلمات، ولكن في أيهم أولى بذلك الحب، وأيهم أحب إليه، فعن كعب بن عجرة، أن المهاجرين والأنصار وبني هاشم اختصموا في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أينا أولى به وأحب إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أما أنتم يا معشر الأنصار فإنما أنا أخوكم، فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم يا معشر المهاجرين فإنما أنا منكم، فقالوا: الله أكبر! ذهبنا به ورب الكعبة، وأما أنتم يا بني هاشم فأنتم مني وإلي، فقمنا وكلنا راضٍ مغتبط برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 43
وعلى ذكر الأنصار، روي عن الصادق أنه قال: ما سلت السيوف ولا أقيمت الصفوف في صلاة ولا زحوف ولا جهر بأذان ولا أنزل الله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)) حتى أسلم أبناء القيلة: الأوس والخزرج . 44

ولا بأس في إيراد شيء من فضائلهم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار. يا معشر الأنصار: أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله؟ قالوا: بلى رضينا، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينئذٍ: الأنصار كرشي وعيبتي، لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللهم اغفر للأنصار. 45 وزاد الطبرسي رحمه الله بعد قوله: لسلكت شعب الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرءاً من الأنصار . 46
وقال الصادق: جاءت فخذ من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فسلموا عليه فرد عليهم السلام، فقالوا: يا رسول الله، لنا إليك حاجة. فقال: هاتوا حاجتكم، قالوا: إنها عظيمة، فقال: هاتوها ما هي؟ قالوا: أن تضمن لنا على ربك الجنة. قال: فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأسه ثم نكت في الأرض ثم رفع رأسه، فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحداً شيئاً، قال: فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان: ناولنيه، فراراً من المسألة، فينزل فيأخذه، ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه، فلا يقول: ناولنيه حتى يقوم فيشرب . 47

وقال لامرأة أنصارية وهبت نفسها لـه صلى الله عليه وآله وسلم: رحمك الله ورحمكم يا معشر الأنصار، نصرني رجالكم، ورغبت في نساؤكم. 48

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا وإن الأنصار ترسي، فاعفوا عن مسيئهم وأعينوا محسنهم. 49
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن علي بن أبي طالب والعباس بن عبدالمطلب والفضل بن العباس رضي الله عنهم دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي قبض فيه، فقالوا: يا رسول الله، هذه الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك، فقال: وما يبكيهم؟ قالوا: يخافون أن تموت، فقال: أعطوني أيديكم، فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال فيما قاله: أوصيكم بهذا الحي من الأنصار، فقد عرفتم بلاءهم عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين، ألم يوسعوا في الديار، ويشاطروا الثمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟ فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم، وكان آخر مجلس جلسه حتى لقى الله عز وجل. 50
وعن الكاظم قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة دعا الأنصار، وقال: يا معشر الأنصار، قد حان الفراق، وقد دعيت وأنا مجيب الداعي، وقد جاورتم فأحسنتم الجوار، ونصرتم فأحسنتم النصرة، وواسيتم في الأموال، ووسعتم في المسلمين، وبذلتم لله مهج النفوس، والله يجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى. 51
نعود إلى ما كنا فيه. قال علي رضي الله عنه مادحاً للصحابة : هم والله ربوا الإسلام كما يربى الفلو مع غنائهم بأيديهم السياط وألسنتهم السلاط( 52 )وليس بعزيز على الله بعد كل هذا أن يجعلهم أئمة ويجعلهم وارثين وأن يستخلفهم في الأرض، كما قال في محكم كتابه: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)) [النور:55]، فالله عز وجل وعد في هذه الآيات المؤمنين بالاستخلاف وتمكين الدين والأمن العظيم من الأعداء، ولا بد من وقوع ما وعد به ضرورةً، لامتناع الخلف في وعده تعالى، ووقع ذلك في عهد الخلفاء الراشدين الذين كانوا حاضرين وقت نزول هذه الآيات، كما ذكر ذلك بعض المفسرين.

ومن البشارات التي تدل على عدالة الصحابة وإيمانهم، قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن ابني هذا -يعني: الحسن بن علي رضي الله عنهما- سيد، وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وكان كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (53 ) ومنها: قوله صلى الله عليه وآله وسلم: يقتل بهذه الحَرة خيار أمتي بعد أصحابي، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: قتل يوم الحرة سبع مائة رجل من حملة القرآن، فيهم ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
54

ولم يكن حال بقية الأئمة رحمهم الله ورضي عنهم خلاف حال الأمير رضي الله عنه في حب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ومعرفة قدرهم وصدقهم كما مرَّ بك من روايات.

فهذا الحسين رضي الله عنه يحتج على أعدائه يوم كربلاء ويأمرهم بسؤال من بقي من الصحابة رضوان الله عليهم ليخبروهم بفضله، حيث قال: وإن كذبتموني فإن فيكم من إن سألتموه عن ذلك أخبركم، اسألوا جابر بن عبدالله الأنصاري، وأبا سعيد الخدري، وسهل بن سعد الساعدي، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة -أي: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في السبطين رضي الله عنهما: هذان سيدا شباب أهل الجنة- من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لي ولأخي . 55
فهل رأى في هؤلاء كاتمين لفضائل أهل البيت رضي الله عنهم وهو يأمر أعداءه بسؤالهم؟!

وهذا الصادق وقد سأله ابن حازم عن أصحاب رسول الله صدقوا على محمد أم كذبوا؟ فيقول: بل صدقوا، قلت: فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب، ثم يجيبه بعد ذلك بما ينسخ ذلك الجواب، فنسخت الأحاديث بعضها البعض( 56 ) ولعمري ما حاد قول أهل البيت رضي الله عنهم عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة الوداع وفي مرض موته: ليبلغ الشاهد الغائب، وكذا قال في مرض موته صلى الله عليه وآله وسلم (57 ) فلم يكن يراهم كذابين ويأمرهم بالتبليغ. وكيف يرضى بلعنهم وقد علم أن جده أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقب عند ذلك ثلاثة: الريح الحمراء، والخسف، والمسخ.. الحديث . ( 58 )
والحق أن هذه المسألة يطول فيها الكلام، ولو ذهبنا إلى إيراد كل ما ورد في فضل الصحابة رضي الله عنهم لطال بنا المقام، ولكن فيما أوردناه في هذه العجالة كفاية لمن شرح الله صدره .




سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله الا أنت، أستغفرك وأتوب إليك




وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم




وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



( 1 )- سيأتي تخريج هذه الرواية.

([2]) مجمع البيان 1/810، دراسات في ولاية الفقيه وفقه الدولة الإسلامية للمنتظري، 2/226

([3]) علل الشرايع 45، الخصال 2/47، معاني الأخبار 19، البحار 16/92 ، ميزان الحكمة لريشهري، 4/ 3186 ، العقائد الإسلامية، 3/ 376

([4]) سعد السعود 101، البحار 18/318، المستدرك 1/250، تأويل الآيات 1/ ، مستدرك سفينة البحار، 6/ 286 ، 266، تفسير القمي 1/397، 400، 401

([5]) تفسير العسكري 157، البحار 26/331

([6]) علل الشرايع 416، عيون الأخبار 1/220، تفسير العسكري 31، البحار 13/341 26/275 92/224 99/185، تأويل الآيات 1/418، البرهان 3/228، نور الثقلين 4/130 ، المحتضر للحلي، 274ا

([7]) مجمع البيان 1/810

([8]) تفسير الميزان 3/376

([9]) أمالي الصدوق 327، أمالي الطوسي 454، البحار 22/305، 313 ، 67/ 12 ، 70/12 ، مستدرك سفينة البحار، 6/ 613 ، موسوعة أحاديث أهل البيت، 6/ 321

([10]) مجمع البيان 5/98، البحار 22/302 66/ 59 69/59 ، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين للشيرازي، 7/ 136

([11]) تفسير الميزان 9/373

([12]) رواه البخاري ومسلم. أنظر أيضا مجمع البيان 9/270، الإرشاد 34، إعلام الورى 66، البحار 21/94، 121، 125 ، 31/ 253، نور الثقلين 5/301، تفسير فرات 2/421 ، منتهى المطلب للحلي، 2/ 939 ، كتباب سليم بن قيس بتحقيق الأنصاري، 246 (الحاشية) ، الإيضاح للفضل بن شاذان، 507 ، الإفصاح للمفيد، 49 ، تفسير الميزان، 19/ 236 ، الأمثل لمكارم الشيرازي، 18/ 236 ، أعيان الشيعة، 1/ 113 ، 116

([13]) مجمع البيان 1/546، البحار 20/188

([14]) انظر مثلاً: مجمع البيان 3/122

([15]) أمالي الطوسي 387، البحار 8/4 23/388 39/213، كنز جامع الفوائد 345، البرهان 4/202، المناقب 3/27، نور الثقلين 5/79، 245 ، التحصين لإبن طاووس، 556 ، نبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لإبن كرامه، 162 ، كشف اليقين، 418 ، غاية المرام للبحراني، 4/ 262، 7/ 45

([16]) مجمع البيان 5/176 بحار الأنوار، 20/ 326 ،

([17]) مجمع البيان 5/167، البحار 20/346، 365 24/93 36/55، 121، روضة الكافي 322، تأويل الآيات 2/595، البرهان 4/196، المناقب 2/22 ، تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لإبن كرامة، 160

([18]) الإرشاد 13، روضة الواعظين 75، البحار 38/243 ، 40/51، تفسير فرات 2/421 ، كشف الغمة، للإربلي، 1/ 81 ، كشف اليقين، للحلي، 33

([19]) كشف الغمة 2/291) ، الفصول المهمة لإبن الصباغ، 2/ 864 ، بعض ما ورد من سيرة الإمام زين العابدين عليه السلام، مركز المصطفى (صفحة كشف الغمة)

([20]) الصحيفة السجادية: من دعائه في الصلاة على أتباع الرسل ومصدقيهم.

([21]) أمالي الطوسي 62، البحار 22/306، وقال في بيانه: جميع، أي: مجتمعون على الحق لم يتفرقوا كتفرقكم.

([22])الكافي للكليني، 2/236 - شرح أصول الكافي للمازندراني، 9/166،166 - وسائل الشيعة للحر العاملي، 1/65،87 - الإرشاد للمفيد، 1/237 - الأمالي للطوسي، 102 – حلية الأبرار للبحراني، 2/182 - بحار الأنوار للمجلسي، 22/306 ، 64/302 ، 66/303 - جامع أحاديث الشيعة للبروجردي، 1/408 - مستدرك سفينة البحار للشاهرودي، 6/174 - موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)لهادي النجفي، 5،85 - تفسير نور الثقلين للحويزي، 5/141 - منتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم، 2/344 - أعلام الدين في صفات المؤمنين للديلمي، 111 - جامع السعادات للنراقي، 1/209 - النظرات حول الإعداد الروحي لحسن معن، 87

([23]) البحار 32/429 ، مصباح البلاغة، للميرجهاني، 4/ 25 ، نهج السعادة، للمحمودي، 4/ 218

([24]) الخصال 640، البحار 22/305، حدائق الأنس 200 مستدرك سفينة البحار للشاهرودي،6/173 - خاتمة المستدرك للنوري الطبرسي، 2/212

([25]) مصباح الشريعة 20، البحار 68 / 284 ، 71/284 ، مستدرك الوسائل، 9/21 ، جامع السعادات للنراقي، 2/ 267

([26]) أمالي الصدوق 189، البحار: 67/ 173، 311 ، 70/173، 311 73/164، 300 ، الخصال، للصدوق، 79 ، روضة الواعظين، للفتال، 433 ، وسائل الشيعة للحر العاملي، 2/ 438 ، 16/ 16 ، 2/ 651 ، 11/ 315 ، الزهد للكوفي، مقدمة التحقيق، 3 ، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 14/ 41، 141 ، موسوعة أحاديث الشيعة، لهادي النجفي، 1/ 443 ، 5/ 297 12/ 332 ، ميزان الحكمة لريشهري، 4/3463 ، نور الثقلين، للحويزي، 3/3

([27]) نور الثقلين 4/407، البحار: 55/ 276 ، 58/276 ، خلاصة عقبات الأنوار، لحامد النقوي، 3/ 182 ، نفحات الأزهار،للميلاني، 3/ 170

([28]) أمالي الطوسي 332، البحار 22/306، حياة القلوب 2/621 ، مستدرك سفينة البحار للشاهرودي،6/174

([29]) البحار 33/306، نهج البلاغة 141

([30]) معاني الأخبار 50، البحار: 2/ 220 ، 22/307

([31]) نوادر الراوندي 23، البحار 22/309 ، خلاصة عقبات الأنوار، 1/ 80 ، 3/ 168 ، دراسات في الحديث و المحدثين، لهاشم معروف، 78 ، إحقاق الحق للتستري، 267 ، نفحات الأزهار، 1/ 80 ، 3/ 157 ، 12/ 68

([32]) مكارم الأخلاق 16، البحار 16/229 ، موسوعة أحاديث أهل البيت، 1/ 136

([33]) المصادر السابقة. ، مكاتيب الرسول للمياجي، 1/ 422

([34]) البحار 17/33

([35]) البحار، 17/32 ، الإكمال في أسماء الرجال، للتبريزي، 12 ، أعيان الشيعة، لمحسسن الأمين، 3/ 251

([36]) البحار 17/32 20/332، 343، شرح الشفاء 1/67، مجمع البيان 9/117، المناقب 1/203

([37]) المنتقى في مولود المصطفى: فيما كان سنة أربع من الهجرة، البحار 20/152 ، شخصيات أخرى من الصحابة، مركز المصطفى، صفحة صفوة الصفوة

([38]) مكارم الأخلاق 21، البحار 16/236 ، سنن النبي للطبطبائي، 128 ، موسوعة أحاديث أهل البيت، 1/ 138 ، الأمثل لمكارم الشيرازي، 18/ 537

([39]) مكارم الأخلاق 17، البحار 16/233 جملة من صفات النبي ، وأفعاله ، أحاديثه ، وأدعيته ، مركز المصطفى ح 165

([40]) المناقب 1/185، البحار 19/124 ، 20/ 218،238 22/354، نور الثقلين 4/244، القمي 2/153 ، الخرائج والجرائح، للراوندي، 3/ 1048 ، خلاصة عقبات الأنوار، 3/ 52 ، مستدرك سفينة البحار، للشاهرودي، 5/ 447 ، 6 / 179 ، تفسير الصافي، للكاشاني، 4/ 171 ، 6/ 21 ، تفسير الميزان، 15/ 6 ، الصحيح من سيرة النبي لجعفر مرتضى، 4/ 219 ، 9/ 108 ، 114 ، 117

([41]) البصائر 131، العياشي 2/59، البحار 17/149 23/338، 349، أمالي الطوسي 421، نور الثقلين 2/151، 153، 264، البرهان 2/79، الصافي 2/300، القمي 1/276، معاني الأخبار 113 ، وسائل الشيعة، 16/ 111، 389 ، ينابيع المعاجز للبحراني، 106 ، جامع أحاديث الشيعة، 13/ 303 ،

([42]) البحار 27/133 ، الغدير للأميني، 2/ 312 ، شرح إحقاق الحق، للمرعشي، 24/ 4217 (الحاشية) ، 26/ 223 (الحاشية) 33/ 119

([43]) البحار 22/312 ، مناقب آل أب طالب، لإبن شهرآشوب 3 / 112

([44]) البحار 22/312 ، نفسير نور الثقلين، 5/ 80

([45]) الإرشاد 75، إعلام الورى 126، البحار 21/159، 172 ، مستدرك سفينة البحار، 10/ 70 ، أعيان الشيعة لمحسن الأمين، 1/ 281 ، كشبف الغمة، للإربلي، 1/ 224 ، الإحتجاج، للطبرسي، 1/ 90 ، 211 ، شجرة طوبى، للحائري/ 2/ 311 ، تفسير كنز الدقاقئق، للمشهداني، 2/ 208 (الحاشية)

([46]) مجمع البيان 5/19، البحار 21/162 22/137، التفسير الكاشف 7/290 ، تفسير الميزان، للطباطبائي ، 9/ 233

([47]) الكافي 3/127، البحار 22/129، 142، أمالي الطوسي 675 ، منتهى المطلب، للحلي، 1/ 544 ، من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 2/ 71 ، وسائل الشيعة، 9/ 440 ، 6/ 307 ، جامع أحاديث الشيعة، 8/ 450 ، موسوعة أحاديث أهل البيت، 8/ 340

([48]) تفسير القمي 2/169، البحار 22/196، 211، الكافي 4/79، نور الثقلين 4/292، 293، الصافي 4/196 ، مسالك الأفهام، للشهيد الثاني، 7/ 70 ، جامع أحاديث الشيعة ، 20/ 130 ، التفسير الصافي، 4/ 196 ، 6/ 56 ، تفسير الميزان، 16/ 342

([49]) أمالي الطوسي 261، البحار 22/312 23/146، البرهان 1/11 ، جامع أحاديث الشيعة، 1/ 190 ، كتاب الولاية لإبن عقدة الكوفي، 217 ، غاية المرام للبحراني، 2/ 336

([50]) أمالي المفيد 28، البحار 22/475 28/177 ، غاية المرام، 2/ 366

([51]) البحار 22/476 ، موسوعة شهداء المعصومين، 1/ 67

([52]) نهج البلاغة 184، البحار 22/312

([53]) إعلام الورى 45، المناقب 1/140، البحار 18/142 43/298، 299، 305، 317 ، شرح إحقاق الحق، 26/ 356 ، لوامع الحقائق، للآشتياني، 1/ 104

([54]) إعلام الورى 210، البحار 18/125، إثبات الهداة 1/365 ، مستدرك سفينة البحار، 2/ 254

([55]) البحار 45/7، العوالم للبحراني، 251 ، لواعج الأشجان لمحس الأمين، 127 ، معالم المدرستين، لمرتضى العسكري، 3/ 97 ، موسوعة كلمات الإمام الحسين ، 507 ، الدر النظيم، 552 ، صحيفة الحسين للقيومي، 288 ، موسوعة شهادة المعصومين، 2/ 199 ، أبصار العين للسماوي، 33 ، شرح إحقاق الحق، 11/ 621 ، 27/ 140

([56]) الكافي 1/65، البحار 2/228 ، شرح أصول الكافي للمازندراني، 2/ 326 ، الحاشية على أصول الكافي للنائيني، 218 ، نهاية الدراية للصدر، 308 ، جامع أحاديث الشيعة، 1/ 268 ، رسائل في دراية الحديث للبابلي، 1/ 418 ، موسوعة أحاديث أهل البيت، 2/ 427 ، 3/ 90 ، الأصول الأصيلة للقاساني، 90 ، تنزييه الشيعة للتبريزي، 1/ 200

([57]) الكافي 1/403، الخصال 2/84 الطرف 19، 33، 34، الشافي 177، البحار 21/138، 381 ، 22/478، 486 ، 23/165 ، 27/69 ، 27/69 ، 52/262 ، 77/119 ، شرح أصول الكافي، 7/ 17 ، 11/ 277 ، وسائل الشيعة، 27/ 60 ، 18/ 64 ، مستدرك الوسائل، 12/ 89 ، مصباح البلاغة، 1/ 340 ، كتاب سليم بن قيس، 208 ، الإحتجاج، 1/ 221 ، منية المريد للشهيد الثاني، 370 ، مستدرك سفينة البحار، 3/ 83 ، 8/ 144 ، درر الأخبار، 176 ، 498 ، موسوعة أحاديث أهل البيت، 11/ 286

([58]) الخصال 2/91، البحار 6/304، 305 52/193 77/157، كمال الدين 477، أمالي الطوسي 528






رد مع اقتباس