[أبومالك]

ومِنْ صور إنصافِه -رحمه الله- ما ذكره فى ترجمة الإمام مالك -رحمه الله- حيث قال :
قال ابن عبد الحكم : سمعت الشافعي يقول : قال لى محمد أيهما أعلمُ صاحبُنا أم صاحبُكم ؟ -يعنى أبا حنيفة ومالك- قلتُ على الإنصاف ؟ قال نعم .
قلت : أنشدُكَ بالله من أعلمُ بالقرآن ؟ قال صاحبُكم .
قلتُ من أعلمُ بالسنة ؟ قال صاحبُكم .
قلتُ : فمن أعلمُ بأقاويل الصحابة والمتقدمين ؟ قال : صاحبُكم .
قلتُ : فلم يبق إلا القياس ، والقياسُ لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يَعرف الأصولَ ، على أي شئ يقيس ؟
قلتُ -أي الذهبي- : وعلى الإنصاف ، لو قال قائلٌ : بل هما سواء فى علم الكتاب ، والأول أعلمُ بالقياس ، والثانى أعلمُ بالسنّة ، وعِنده علم جَمٌّ من أقوال كثير من الصحابة ، كما أن الأول أعلم بأقاويل علي ، وابنِ مسعود وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرضي الله عن الإمامين ، فقد صِرْنَا فى وقتٍ لا يَقْدِرُ الشخصُ على النطق بالإنصاف ، نسأل الله السلامة .