عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-10-2008, 03:32 PM
د. حازم د. حازم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزهرة** مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم ؟؟

اذا ممكن تساعدوني في حل هذه الاسئله وجزاكم على رب العالمين باذن الله تعالى


س2/ قال الله تعالى ( هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى وهو العزيز الحكيم )
من صفاته سبحانه وتعالى ( المصور ) ماهي اثار الايمان بهذه الصفة ؟؟


ومااملك سوى الدعاء لكم بظهر الغيب
فمان الله
منقول من http://www.alridwany.com/book/book.html
الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى
مرفق نسخة مضغوطة من الكتاب
اسألك الدعاء لى ولوالدى ولاسرتى
- QYالمصَوِّرُ
********************************
· الدليل على ثبوت الاسم وإحصائه .
لم يرد الاسم في القرآن إلا في قوله تعالى: } هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى { [الحشر:24]، وقد تحققت فيه شروط الإحصاء كما في الأسماء السابقة، ولم يثبت في السنة النبوية .
· شرح الاسم وتفسير معناه .
المصور في اللغة اسم فاعل للموصوف بالتصوير، فعله صور وأصله صار يَصُور صوْرا، وصور الشيء أي جعل له شكلا معلوما، وصور الشيء قطعه وفصله وميزه عن غيره، وتصويره جعله على شكل متصور وعلى وصف معين، والصورة هي الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات ([1])، قال الراغب: ( الصورة ما ينتقش به الأعيان ويتميز بها غيرها، وذلك ضربان: أحدهما محسوس يدركه الخاصة والعامة، بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان بالمعاينة كصورة الإنسان والفرس والحمار، والثاني معقول يدركه الخاصة دون العامة كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والروية والمعاني التي خُص بها شيء بشيء ) ([2]) .
والمصور سبحانه هو الذي صور المخلوقات بشتى أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية، فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان، فلكلٍ صورته وسيرته وما يخصه ويميزه عن غيره، والصور متميزة بألوان وأشكال في ذاتها وصفاتها، وإحصاؤها في نوع واحد أو حصرها في جنس واحد أمر يعجز العقل ويذهل الفكر، فالمصور في أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات ومزينها بحكمته ومعطي كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته وحكمته، وهو الذي صور الناس في الأرحام أطوارا ونوعهم أشكالا كما قال تعالى: } وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ منَ السَّاجِدِينَ { [الأعراف:11] .
والله U كما صور الأبدان فتعددت وتنوعت نوع أيضا في الأخلاق فتتعدد صور الطباع والسلوك والمواهب والأفكار ([3])، وأعظم تكريم للإنسان من الله المصور أنه خلقه على صورته في المعنى المجرد ليستخلفه في أرضه ويستأمنه في ملكه، روى البخاري ومسلم من حديث أَبِي هريرة t أنِ النبي e قال: ( خَلَقَ الله آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ؛ فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ: فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَة اللهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَة اللهِ، فَكل مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ ) ([4]) .
والحديث ظاهر المعنى في أن الله U صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافة وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد، والتي يصح عند إطلاقها استخدامها في حق الخالق والمخلوق، فالله U له صورة وآدم له صورة، ولفظ الصورة عند التجرد لا يعني التماثل قط، ولا يكون علة للتشبيه إلا عند من فسدت فطرته من المشبهة والمعطلة .
أما الصورة عند الإضافة والتقييد فصورة الحق لا يعلم كيفيتها إلا هو، لأننا ما رأيناه وما رأينا له مثيلا، أما صورة آدم فمعلومة المعنى والكيفية، وقد خلق الله آدم على صورته U في القدر المشترك مع ثبوت الفارق عند أهل التوحيد، قال ابن تيمية: ( ما من شيئين إلا بينهما قدر مشترك وقدر فارق فمن نفى القدر المشترك فقد عطل، ومن نفى القدر الفارق فقد مثل ) ([5])، والحديث عن ذلك له موضعه، والقصد أن المصور سبحانه خص الإنسان بهيئة متميزة، من خلالها يدرك بالبصر والبصيرة، وأسجد له بعد تصويره الملائكة، وليس بعد ذلك شرف أو فضيلة ([6]) .
· دلالة الاسم على أوصاف الله .
اسم الله المصور يدل على ذات الله وعلى صفة التصوير بدلالة المطابقة، وعلى أحدهما بالتضمن، قال تعالى: } الله الذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ { [غافر:64]، وقال U: } هُوَ الذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ { [آل عمران:6]، وقال أيضا: } وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلنَا لِلمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ { [الأعراف:11]، وقال تعالى: } يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ { [الانفطار:6/8] .
وعند مسلم من حديث أنس t أن رسول الله e قال: ( لَمَّا صَوَّرَ الله آدَمَ في الجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ الله أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ يَنْظُرُ مَا هُوَ؟ فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلقًا لاَ يَتَمَالَكُ ) ([7])، وعند البخاري من حديث أنس t أن النبي e قال: ( مَا رَأَيْتُ في الخَيْرِ وَالشَّرِّ كَاليَوْمِ قَطُّ، إِنَّهُ صُوِّرَتْ لي الجَنَّةُ وَالنَّارُ حَتَّى رَأَيْتُهُمَا دُونَ الحَائِطِ ) ([8]) ، واسم الله المصور يدل باللزوم على ما دل عليه اسمه الخالق البارئ من صفات الكمال، وقد دل على صفة من صفات الأفعال .
· الدعاء باسم الله المصور دعاء مسألة .
ورد الدعاء بالوصف فيما رواه مسلم من حديث علي t أن رسول الله e كان إذا سجد قال: ( اللهمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي للذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخَالِقِينَ ) ([9])، فالرسول e ذكر في دعاء المسألة بين يدي مطلبه الوصف الذي تضمنه الاسم، ثم طلب من الله ما شاء فقال: ( أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ ) ([10])، وروى الطبراني وصححه الألباني من حديث أسامة بن زيد t أن النبي e دخل البيت؛ فرأى صورا؛ فدعا بماء فجعل يمحوها ويقول: ( قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون ) ([11]) .
· الدعاء باسم الله المصور دعاء عبادة .
دعاء العبادة باسم الله المصور أن يراعي العبد توحيد الله فيه، فلا يتشبه به فيما انفر به من الربوبية ويقع في شرك تصوير، روى مسلم وأحمد من حديث سعيد بن أبي الحسن أنه قال: ( جَاءَ رَجُل إِلى ابْنِ عَبَّاسٍ t فَقَال: إِنِّي رَجُل أُصَوِّرُ هَذِهِ الصُّوَرَ فَأَفْتِنِي فِيهَا، وفي رواية أحمد قال: مَعِيشَتِي مِنْ صَنْعَةِ يَدِي وَإِنِّي أَصْنَعُ هَذِهِ التَّصَاوِيرَ، فَقَال لهُ: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا مِنْهُ، ثُمَّ قَال: ادْنُ مِنِّي، فَدَنَا حَتَّى وَضَعَ يَدَهُ عَلى رَأْسِهِ، قَال: أُنَبِّئُكَ بِمَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُول اللهِ e ، سَمِعْتُ رَسُول اللهِ e يَقُول: كُل مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَل لهُ بِكُل صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ، وفي رواية أحمد قَال: فَرَبَا لهَا الرَّجُل رَبْوَةً شَدِيدَةً وَاصْفَرَّ وَجْهُهُ، فَقَال لهُ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَيْحَكَ إِنْ أَبَيْتَ إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ، فَعَليْكَ بِهَذَا الشَّجَرِ، وَكُل شَيْءٍ ليْسَ فِيهِ رُوحٌ، وفي رواية أحمد: إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَاصْنَعِ الشَّجَرَ وَمَا لاَ نَفْسَ له) ([12]) .
وروى الطبراني وحسنه الشيخ الألباني من حديث عبد الله بن مسعود t أن النبي e قال: ( أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا، أو قتله نبي أو رجل يضل الناس بغير علم، أو مصور يصور التماثيل ) ([13]) .
وقد وردت النصوص النبوية في كثير من المواضع بتحريم عموم التصوير، والعلماء لهم في ذلك تفصيل؛ فلا خلاف بينهم في أن نحت التماثيل محرم شرعا، وأغلبهم على تحريم الصور عموما إلا ما تدعو الضرورة إليه كالصور اللازمة للتعريف بالشخص في الرخص والبطاقات وغير ذلك من المستجدات، أما تصوير ما لا روح فيه كالشجر والجبل والسيارات ونحو ذلك فلا حرج فيه ([14]) .
ومن جهة التسمية بعبد المصور والتعبد بهذا الاسم فلم يتسم به أحد من السلف أو الخلف في مجال ما أجرينا عليه البحث الحاسوبي، أما في عصرنا فكان للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله السبق في تسمية ولده عبد المصور تعظيما لأسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة .

1. اشتقاق أسماء الله ص 243 .

2. مفردات ألفاظ القرآن ص 497 .

3. الأسماء والصفات للبيهقي ص44، والمقصد الأسنى ص72، وشرح أسماء الله الحسنى للرازي ص217 .

4. البخاري في الاستئذان، باب بدء السلام 5/2299(5873)، ومسلم في كتاب الجنة 4/2183(2841) .

5. الرسالة التدمرية ضمن مجموع الفتاوى 3/69 .

6. انظر أقوال العلماء في المراد بحديث بقوله خلق الله آدم على صورته، فتح الباري 5/183 .

7. مسلم في البر والصلة والأدب، باب خلق الإنسان خلقا لا يتمالك 4/ 2016 (2611) .

8. البخاري في الفتن، باب التعوذ من الفتن 5/2340 (6001) .

9. مسلم في صلاة المسافرين 1/535 (771) .

10. الموضع السابق .

11. المعجم الكبير 1/166 (407)، وانظر صحيح الجامع‌ (4292) .

12. مسلم في اللباس، باب تحريم تصوير صورة الحيوان 3/1670(2110)، وأحمد في المسند 1/308 .

13. المعجم الكبير 10/211 (10497)، صحيح الجامع (1000) .

14. شرح العمدة في الفقه لابن تيمية 4/ 389 .
رد مع اقتباس