عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-27-2015, 06:41 PM
عبدالله الأحد عبدالله الأحد غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي الاستغاثة والدعاء حق رب الأرض والسماء

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الاستغاثة والدعاء حق
رب الأرض والسماء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
هو الله باري الخلق والخلق كلهم ♦♦♦ إماءٌ له طوعًا جميعًا وأعبدُ

أما بعد فيا أيها الإخوة!
ما أحوج أمتنا الآن أمام الأزمات المتتالية في كافة النواحي أن تقترب بمجموعها وأفرادها من الله تعالى وأن تطرق بابه وأن تلزم جواره حتى يفك الله كربها ويفرج همها ويقضي حوائجها، ومن وسائل القرب من الله تعالى والدنو منه:
الاستغاثة والدعاء:
فتعالوا بنا أيها الإخوة نتعرف سويًّا في هذا اللقاء إلى هذا الباب الجليل الخطير من أبواب التعرف إلى الله تعالى، وكما تعودنا فسوف نسلك الموضوع في العناصر التالية:
أولًا: شرف الاستغاثة والدعاء.
ثانيًا: دعاء غير الله شرك.
ثالثًا وأخيرًا: فأين الدعاء في حياتنا؟

فأعيروني قلوبكم وأسماعكم - أيها الإخوة - أسأل الله أن يقربنا منه وأن يرفع درجاتنا.

أولًا: شرف الاستغاثة الدعاء:
أحبتي في الله!
قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، فيا له من شرف عال أن يقرب الله عز وجل من عباده الداعين هذا القرب الخاص ويعلنهم ان لا واسطة بينه وبينهم فما عليك أيها الحبيب إلا أن ترفع أكف الضراعة إليه وأن تطرح قلبك بذل وانكسار بين يديه وأن تبثه شكواك وهمومك ونجواك حتى تجده أقرب إليك من نفسك التي بين جنبيك، هذا شرف أي شرف، ولذلك - أيها الإخوة - ما من آية في القرآن الكريم كله سئل فيها حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا وكان الرد من الله عز وجل حين الجواب عنها بلفظ "قل":
﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [البقرة: 219].

﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 215].

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.

إلى آخر أسئلة المؤمنين والكافرين للنبي صلى الله عليه وسلم التي أجاب عنها القرآن الكريم بلفظ "قل"، إلا آية الدعاء فقال الله فيها: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، ولم يقل: فقل إني قريب، حتى يرفع كل الظنون في أن يكون بين الله وبين الداعي أي واسطة من أي نوع كانت فلا ولي ولا نبي فقد نفى واسطة سيد الدعاة وإمام الأنبياء وعظيم البشرية فكيف بغيره.

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح من حديث النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدعاء هو العبادة"[1] فانظر كيف جعل النبي صلى الله عليه وسلم العبادة كلها هي الدعاء وهذا بلا شك شرف للدعاء عظيم.

وفي الحديث الذي أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث سلمان الفارسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين".[2]

وفي الحديث الذي أخرجه احمد وحسنه العلامة أحمد شاكر رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: يا رسول الله إذاً نكثر. قال: "الله أكثر".[3]

فالدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه، وحصول المطلوب، وهو من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، وللدعاء مع البلاء ثلاث مقامات:
1- أن يكون الدعاء أقوى من البلاء فيدفعه.

2- أن يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء فيصاب به العبد، ولكن يخففه وإن كان ضعيفاً.

3- أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه[4]

• وفى الحديث الذى رواه الحاكم وحسنه الألباني من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يغنى حذر من قدر والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه فيعتلجان - أي يتصارعان - إلى يوم القيامة".

ووالله إنها لكرامة وشرف لا يتحصل العبد عليه فيما سوى هذه العبادة، عبادة الدعاء فقال:
﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾. ولذلك من ترك الدعاء بعدما دعاه الله إليه غضب الله عز وجل عليه، لأن ترك الدعاء يدل على الاستنكاف والاستكبار من الدعاء والتذلل بين يدي رب العالمين ولذلك قال الله عز وجل بعدها: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

وفي الحديث الذي أخرجه أحمد بسند حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يسأل الله يغضب عليه".[5]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيءٌ أكرَمَ على الله تعالى من الدعاء"[6]

سبحان ربي تسأل الرجل وربما تسأل أخاك ابن أمك وأبيك فيغضب ويمنعك وإن أعطاك يعطيك وهو متذمر، أما الجواد الكريم عز وجل فإنه سبحانه وتعالى يغضب على من لم يسأله ويطلب منه لأنه كريم يجود ويغدق كرمه على سائليه ومحتاجيه.
لا تسألن بني آدم حاجة
وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله
وبني آدم حين يسأل يغضب

فهذا من شرف الدعاء وقرب الداعي من الله عز وجل ويا له من شرف للداعي عظيم وأختم بحديث غاية في الروعة والجمال إنه الحديث العظيم الجليل العذب الجميل الذي أخرجه الشيخان من حديث أبي موسى الأشعري قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر أشرف الناس على واد، فرفعوا أصواتهم بالتكبير الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم"، وأنا خلف دابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعني وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله فقال لي: "يا عبد الله بن قيس": قلت: لبيك رسول الله، قال: "ألا أدلك على كلمة من كنز من كنوز الجنة؟" قلت: بلى يا رسول الله، فداك أبي وأمي، قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله". [7]

ومن الدعاء - أيها الإخوة -: الاستغاثة وهي دعاء حال الكرب والهم فيدعو الداعي ربه أن ينصره ويفرج كربه ويزيل همه فيسمى العبد: المستغيث، ولذلك فمن أسمائه عز وجل المغيث يعني المجيب الذي يجيب عباده ويدركهم في الشدائد إذا دعوه ومخلصهم إذا لجأوا إليه، فما أخلص عبد له الدعاء في كرب قط إلا أزاله ولا في هم إلا فرجه:
ومن جميل ما قرأت في هذا ما ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين في الدعاء عن الحسن البصري رحمه الله ، قال: كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار يكنى أبا مغلق وكان تاجرًا يتجر بمال له ولغيره يضرب به في الآفاق وكان ناسكًا ورعًا فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له: ضع ما معك فإني قاتلك قال: فما تريد إلا دمي فشأنك والمال قال: أما المال فلي ولست أريد إلا دمك قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات، قال: صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة قال: "يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعال لما تريد! أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني، ثلاث مرات، فإذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثم أقبل إليه، فقال: قم، فقال: من أنت بأبي أنت وأمي، فقد أغاثني الله بك اليوم؟ فقال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي: دعاء مكروب فسألت الله أن يوليني قتل هذا اللص.

قال الحسن: فمن توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبًا كان أو غير مكروب.[8]

وذكر بُزر جمهرُ حكيمُ فارس: أنَّ عجوزاً فارسيةً كان عندها دجاجٌ في كوخٍ مجاورٍ لقصرِ كسرى الحاكمِ، فسافرتْ إلى قريةٍ أخرى، فقالتْ: يا ربِّ أستودعُك الدجاج. فلمَّا غابتْ، عدا كسرى على كوخِها ليوسع قصْره وبستانهُ، فذبح جنودُه الدجاج، وهدمُوا الكوخ، فعادتِ العجوزُ فالتفتتْ إلى السماءِ وقالتْ: يا ربّ، غبتُ أنا فأين أنت! فأنصفها اللهُ وانتقم لها، فعدا ابنُ كسرى على أبيه بالسكينِ فَقَتَلهُ على فراشِهِ. ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ﴾[9].

ألم أقل لحضراتكم إن الله تعالى هو المغيث المجيب فهو الذي إن سئل أعطى وإن دعي أجاب وإن ذكر عند خوف أمنه وعند كرب أزاله وعند هم كشفه وعند ضيق وسعه.

الله هو الاسم الذي ما تعلق به فقير إلا أغناه، وما تعلق به ضعيف إلا قواه، وما تعلق به مكروب إلا كشف بلواه، وما تعلق به مريض إلا شفاه وعافاه.

الله هو الاسم الذي تستنزل به البركات، وتستمطر به الرحمات، وتجاب به الدعوات وتقال به العثرات.

الله هو الاسم الذي به ولأجله قامت الأرض والسموات.

الله، هو المحمود والمدعو والمرجو والمعبود.

﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السموات وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾: إذا اضطرب البحرُ، وهاج الموجُ، وهبَّتِ الريحُ، نادى أصحابُ السفينةِ: يا الله.

إذا ضلَّ الحادي في الصحراءِ ومال الركبُ عن الطريقِ، وحارتِ القافلةُ في السيرِ، نادوا: يا الله.

إذا وقعت المصيبةُ، وحلّتِ النكبةُ وجثمتِ الكارثةُ، نادى المصابُ المنكوبُ: يا الله.

إذا أُوصدتِ الأبوابُ أمام الطالبين، وأُسدِلتِ الستورُ في وجوهِ السائلين، صاحوا: يا الله.

إذا بارتِ الحيلُ وضاقتِ السُّبُلُ وانتهتِ الآمالُ وتقطَّعتِ الحبالُ، نادوا: يا ألله.

إذا ضاقتْ عليك الأرضُ بما رحُبتْ وضاقتْ عليك نفسُك بما حملتْ، فاهتفْ: يا ألله.

إليه يصعدُ الكلِمُ الطيبُ، والدعاءُ الخالصُ، والهتافُ الصَّادقُ، والدَّمعُ البريءُ، والتفجُّع الوالِهُ.

إليه تُمدُّ الأكُفُّ في الأسْحارِ، والأيادي في الحاجات، والأعينُ في الملمَّاتِ، والأسئلةُ في الحوادث.

باسمهِ تشدو الألسنُ وتستغيثُ وتلهجُ وتنادي، وبذكرهِ تطمئنُّ القلوبُ وتسكنُ الأرواحُ، وتهدأُ المشاعر وتبردُ الأعصابُ، ويثوبُ الرُّشْدُ، ويستقرُّ اليقينُ، ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ ﴾.

الله: أحسنُ الأسماءِ وأجملُ الحروفِ، وأصدقُ العباراتِ، وأثمنُ الكلماتِ، ﴿ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً ﴾؟!.

اللهُ: فإذا الغنى والبقاءُ، والقوةُ والنُّصرةُ، والعزُّ والقدرةُ والحِكْمَةُ، ﴿ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾.
الله: فإذا اللطفُ والعنايةُ، والغوْثُ والمددُ، والوُدُّ والإحسان، ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ﴾.

الله: ذو الجلالِ والعظمةِ، والهيبةِ والجبروتِ".[10]

أيها الإخوة! هل يصح مع من هذا قدره وهذا مقامه وهذا شأنه وجلاله أن يترك ويدعى غيره؟ هل يصح أن نتوجه إلى غيره سبحانه وتعالى بالدعاء والرجاء بل بالاستغاثة فندعو ونستغيث بغيره ونعوذ ونلوذ بسواه؟ وقد يجيب الآن بعض الأحبة فيقول: وهل حدث ذلك؟ والجواب: نعم والله قد حدث، فدعا المسلمون غير الله، ورجا المسلمون غير الله، واستغاث المسلمون بغير الله، مع أنه لا يشك مسلم على ظهر الأرض كلها في هذه الأدلة التي ذكرناها والتي تدل على أن الدعاء عبادة لرب الأرض والسماء، غير أنها الغفلة والجهل الشديد: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾.

فسبحان ربي هل أشبهنا اليهود المغضوب عليهم؟ يكون عندنا العلم ونخالفه بالعمل روى مسلم من حديث أبي هريرة أن حبرًا من أحبار اليهود جاء يومًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إننا نجد في التوراة أن الله تعالى يجعل السموات على إصبع، ويجعل الأرضين على إصبع، ويجعل الماء والثرى على إصبع، ويجعل الشجر على إصبع، ويجعل سائر الخلائق على إصبع ثم يهزهن ويقول: أنا الملك".

فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقًا منه لقول الحبر ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسموات مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

فهذا اليهودي يعرف قدر الله ولكنه ما عبده، ويعلم جلال الله تعالى ولكنه لم يعمل بما يملي عليه ذلك العلم من العمل.

فهل صارت أمة الإسلام كذلك تعلم أن الدعاء عبادة وما كان كذلك فلا ينبغي أن يشرك بالله فيه أحد غيره ومع هذا يتوجه نفر من المسلمين لغير الله بالدعاء؟ إنها الوثنية التي نعى الله تعالى على المشركين وثنية فى ثوب جديد تتجلى في صور جديدة بين المسلمين والمسلمات.
التوقيع

اكثروا قراءة الاخلاص وسبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله عدد ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه سبحان الله ملء ما أحصى كتابه،سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله مثل ذلك وسبحان الله وبحمده عددخلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته واكثروا الصلاة على النبي واكثروا السجود ليلاونهارا
رد مع اقتباس