عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 08-09-2009, 05:07 PM
نورااي نورااي غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

العين



 لا تعجب أيها القارئ إن قلت لك أن فى العين الواحدة حوالى140 مليون مستقبل حساس للضوء وهى تسمى بالمخاريط والعصيات. وطبقة المخاريط والعصيات هذه واحدة من الطبقات العشرة التي تشكل شبكة العين والتي يبلغ سمكها بطبقاتها العشرة 0.4 ملليمتر.

 ولا تعجب إذا قلت لك أن العين يخرج منها نصف مليون ليف من العصبيات تنقل الصورة بشكل ملون (التليفزيون الملون)

 ولا تعجب إذا قلت لك أن العين ككاميرا تلتقط حوالي 20 صورة في الثانية الواحدة فتتكون الصورة على الفيلم الذي هو الشبكة وتكون مقلوبة مصغرة ثم تذهب إلى معمل التحميض والطبع في معمل المخ (المنطقة 18،19 ) فيعدلها ويجعلها في حجمها الطبيعي في أقل من1/20 من الثانية الواحدة.



ولكي تحافظ العين على شكلها الكروي وبالأبعاد المطلوبة تم ملئ الفراغ الداخلي الذي يقع خلف العدسة بمادة هلامية شفافة تشبه زلال البيضة يسمى الجسم الهلامي. أما الفراغ الذي يقع أمام العدسة فقد تم ملؤه بمحلول مائي يسمى الخلط المائي وهذا الفراغ مكون من غرفتين الغرفة الأمامية وتقع ما بين القرنية والقزحية والغرفة الخلفية وتقع ما بين عدسة العين والقزحية. وفى الزاوية بين القرنية والقزحية فى الغرفة الأمامية توجد قناة شليم ووظيفتها تصريف محلول الخلط المائى من الغرفتين وإرساله إلى الجسم إذا ما زاد ضغطه عن حد معين حيث أن ارتفاع ضغط العين عن هذا الحد يؤثر على عمل العين ويسبب ما يسمى بالماء الأزرق أو الجلوكوما. ولكي تعمل العين بالشكل المطلوب لا بد من ضمان شفافية المكونات التي يمر من خلالها الضوء إلى داخل العين وهي القرنية والعدسة والسائل الهلامي الذي يملأ حجرة العين. إن المواد الشفافة للضوء الموجودة في الطبيعة قليلة جدا وهي الزجاج والكوارتز والماس والماء ولكن بما أن جميع أجسام الكائنات الحية تبني من مواد عضوية كان لزاما أن يتم تصنيع مكونات العين الشفافة من مواد عضوية بحيث يتكون معظم سيتوبلازم خلاياها من بروتينات شفافة للضوء. ويلزم لضمان شفافية القرنية والعدسة أن تكون خالية من الأوعية الدموية التي تمد خلاياها بالغذاء والأكسجين ولذلك فقد تم تصميم جدرانها بحيث تحصل على احتياجاتها من الغذاء والأكسجين بشكل مباشر عن طريق الترشيح من الخلط المائى الذى يملأ الغرفة الأمامية والغرفة الخلفية.
وتستقر العين داخل جزء من تجويف الجمجمة يسمى المحجر وهذا المكان يؤمن الحماية للعين من جميع الجهات عدا الجهة الأمامية حيث تقوم الجفون بحماية العين أثناء النوم من خلال إغلاقها وكذلك منع وصول الضوء إلى الشبكية لكي تريحها بعد يوم طويل من العمل المتواصل. كذلك تقوم الجفون بترطيب وتنظيف العين وخاصة القرنية من الغبار الذي يقع عليها وذلك من خلال نشر الدموع فى العين والتى تحتوى على مواد تقتل البكتيريا والفيروسات. وتستجيب الجفون بشكل تلقائي لأى جسم قد يهدد العين مثل تحرك الأشياء بسرعة كبيرة في اتجاهها أو مفاجئتها بضوء ساطع وتكون هذه الاستجابة من خلال إغلاق العين كليا أو جزئيا بالجفن.
أما الرموش فإنها إلى جانب الناحية الجمالية فإنها تقوم بحماية العين من دخول الجسيمات الدقيقة وأما الحاجب وهو الشعر الذى يوجد فوق جفن العين على حافة المحجر العليا فوظيفته تحويل اتجاه المواد السائلة من العرق أو الماء بعيداً عن العين. وتقوم الغدد الدمعية التي تقع فى الجزء العلوى الأمامى لمحجر العين بصب الدموع عبر قنوات دمعية على ملتحمة العين ثم تنتقل الدموع إلى زاوية العين الداخلية لتصل إلى القُنيات الدمعية ثم إلى الكيس الدمعى المسئول عن عدم نزول الدموع دفعة واحدة لتجويف الأنف ثم تنتقل إلى القناة الدمعية الأنفية لتصب الدموع فى تجويف الأنف. ويتم التحكم بحركة كرة العين داخل المحجر باستخدام ستة عضلات قادرة على تحريك العين في المستوى الأفقي إلى اليمين والشمال وفي المستوى الرأسي إلى الأعلى والأسفل ويتم تحريك عضلات كل من العينين بشكل متزامن بحيث تتحرك إحدى العينين بنفس الاتجاه التي تتحرك به العين الأخرى.
 
رد مع اقتباس