قال الفيلسوف الفرنسي ( رينان ) : " اننى لم أدخل مسجد من مساجد المسلمين من غير أن أعتز خاشعا و أن أشعر بشيء من الحسرة على أننى لم أكن مسلما " .
وقال السير " توماس أرنولد " أيضا عن الصلاة في المسجد : " هذا الفرض المنظم من عبادة الله ، هو من أعظم الأمارات المميزة للمسلمين عن غيرهم في حياتهم الدينية ، فكثيرا ما لاحظ السائحون و غيرهم في بلاد الشرق ما لكيفية أدائه من التأثير على النفوس" .
وهذا الابهار ليس وليد الساعة ، بل يرجع الى زمن بعيد منذ انطلاق الصحوة الإسلامية من القرن المنصرم ، ففي ألمانيا الغربية : نشرت مجلة " دير شبيجل " الشهيرة سلسلة من المقالات في العدد 41 الصادر يوم 3/10-1977م تحت عنوان " القرآن وحده الذي يقود " وقد حذرت هذة المجلة من الصحوة الإسلامية التي لو قدر لها النجاح فسوف لا تقف في طريقها أية قوة بعد ذلك في العالم !!
وفي صحيفة أخرى : يرى أحد علماء الطبيعة أنه أحب لديه أن يبنى مفاعل ذري أمام باب منزله من أن يبنى مركز إسلامي !! وذلك لأن المفاعل الذري ممكن أن يحسب حسابه ، اما فالمركز الإسلامي فلا !!
ولقد أرعب بناء المساجد في إيطاليا وإزدياد أعداد المسلمين الكنيسة الكاثوليكية وأساقفتها ،لذا قررمجلس أساقفة ايطاليا في مارس الماضى لعام 2009م إصدار وثقية رسمية لمطالبة المجتمع و المؤسسات الايطالية بوقف بناء المساجد و المراكز الإسلامية ، زاعما أن ذلك يمثل تهديد للثقافة المسيحية ، و قال رئيس المجمع الكاردينال جوزيبي بيثوري في كلمة له أمام أعضاء المجمع : " إن أي قرار من البلديات يمنح أماكن للمسلمين لبناء مساجدهم سيكون على حساب الدين الكاثوليكي و الثقافة الايطالية " وحاول تخويف الايطاليين قائلا : " إن الإسلام إذا استحوذ على مكان يكون من الصعب إبعاده " ، بل حرض الايطاليين على الإسلام و المسلمين قائلا : " على الايطاليين التكتل لمواجهة المد الإسلامي " و اتهم عدد من رجال الدين الكاثوليك بالتساهل مع الإسلام و المسملين .
ورغم وجود نحو مليون مسلم في ايطاليا ، كثير منهم إيطاليين بالوراثة فإن عدد المساجد لا يزيد عن الثمانمائة مسجد في البلاد كلها ، و كثيراً ما قامت الشرطة بإغلاقالمساجد و المصليات ، كما حدث في أبريل الماضى لعام 2009م ، إذ تم إغلاق مسجد مدينة بياتشيتسا بعد 4 أيام من افتتاحه بقرار من لجنة الأمن و النظام العام في قيادة شرطة المدينة ، و لم تبدِ السلطات أي أسباب مهما كانت لتبرير الإغلاق . كما أغلق المركز الثقافي في مقاطعة ايميليارومانيا ، وقال عضو مجلس رابطة الشمال المتطرفة ، مارويتسو يارما " نستطيع العيش بدونه " إي المركز أو المسجد .
وفي 13 يونيو عام 2009 ، قامت قوات الأمن الايطالية في مدينة نريفيزو الايطالية الصناعية بمنع المسلمين من أداء صلاة الجماعة ، بقرار من عمدة البلدية ، وقامت الشرطة بتغريم كل من يحاول الصلاة بألف يورو وهو مبلغ كبير جداً نظرا لحالة المهاجرين الصعبة
ووصل الأمر إلي المطالبة بإلقاء خطب الجمعة باللغة الايطالية ، وهي المطالبة التي رددها وزير خارجية إيطاليا و ئيس حزب التحالف القومي جان فرانكو فيني ، ولا يفوتنا في هذه العجالة ( لأن الأمثلة لا تعد ولا تحصى ) ما قام به عضو مجلس الشيوخ الايطالي روبرتو كالديرولي الذي قام في وقت سابق بذبح خنزير في مكان كان مخصصا لإقامة مسجد و طالب بتظيم يوم للخنازير ، يطوف بها في الأماكن التي ينوي المسلمون بناء مسجد فيها ، ولم يستنكر بابا الفاتيكان ولا الكنيسة الايطالية مثل هذة التصرفات السابقة التي تعد بلا ريب أعتداء ضد حرية المعتقدالتي ينادون بها صباح مساء .
لقد أدرك الاعداء أهمية المساجد في حربهم ضد الاسلام ، إذ قوة المساجد وكثرتها في الغرب يعني قوة المسلمين ،وإزياد أعدادها، إزدياد لشوكتهم ، لذا فإن حربهم ضد المساجد حقيقتها حرب ضد الاسلام .لأن المسجد هو المنطلق الرئيسي لنشر الدعوة الاسلامية ونواة وحدة المسلمين وتجمعهم وترابطهم .
فالمسجد إذن يلعب دوراً كبيراً و مهماً : دينياً و ثقافياً و سياسياً و اجتماعياً ، فهو المكان الذي تأوي إليه النفوس ، وتهفو إليه القلوب ، لذا أولاه الشارع الكريم الاهمية والعناية وحث المؤمنين على عمارته وطهارته .