الموضوع: قصص الأنبياء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-04-2008, 08:10 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




Islam قصص الأنبياء

 





السلام عليكم
انقل لكم كتاب قصص الأنبياء وهو غلي طريقة سؤال وجواب
نافع باذن الله للكبار والصغار
كما انه صحيح مافيه بعيد عن الأسرائيليات
اترككم معه
لا تنسوني من صالح دعائكم
هجرة الي الله:ozkorallah:

بسم الله الرحمن الرحيــــم

قصص الأنبياء


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد

فهذه مذكرة فيها بعض قصص الأنبياء عليهم الصلة السلام ، جعلتهـا على طريقة
سؤال وجـواب ، لتكون أسهل وأوضح
ومن المعلوم أن الحديث عن قصص الأنبياء مهم لأمور :
لأن فيه العبر وأبلغ العظــات [ لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ] .
ولأن فيه التذكير بأيـام الله في الأمم السابقــات .
ولأن فيها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعـات



[ قصص الأنبياء للشيخ السعدي ]

أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح
أخوكم
سليمان بن محمد اللهيميد
السعودية – رفحاء
:mashaAllah:



مقدمــة :

1 } عرف الرسول والنبي ؟

الرسول : هو من أوحي إليه بشرع جديد .
والنبي : هو المبعوث لتقرير شرع من قبله .
مثال : أنبياء بني إسرائيل بعد موسى [ داود وسليمان وزكريا ويحيي ]
فإنهم مبعوثون بشريعة موسى ، فهم أنبياء وليسوا برسل .



2 } هناك تعريف مشهور للرسول والنبي ؟ ما هو ؟ وما رأيك به ؟

التعريف المشهور :
الرسول : هو من أوحي إليه بشرع وأمر بتليغه .
والنبي : من أوحي إليه ولم يؤمر بالبلاغ .
لكن هذا التعريف ضعيف لأمرين :
أولاً : أن الله نص على أنه أرسل الأنبياء كما أرسل الرسل في قوله تعالى
( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي .. ) .
ثانياً : أن ترك البلاغ كتمان لوحي الله ، والله لا ينزل وحيه ليكتم .


3 } اختص الأنبياء عن بقية البشر بخصائص اذكرها مع الدليل ؟

أولاً : الوحي .
قال تعالى ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد ) .


ثانياً : يقبر حيث يموت .
قال -الرسول صلى الله عليه وسلم - ( لم يقبر نبي إلا حيث يموت ) رواه أحمد .
ولهذا الصحابة – رضوان الله عليهم –
دفنوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حجرة عائشة حيث قبض .


ثالثاً : التخيير عند الموت .
قال- الرسول صلى الله عليه وسلم -
( ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة ) متفق عليه .


رابعاً : تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم .
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( إنا معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا ) .


خامساً : لا تأكل الأرض أجسادهم .
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) رواه أبو داود .


سادساً : أحياء في قبورهم .
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( الأنبياء أحياء في قبورهم ) .

وقال أيضاً - صلوات الله عليه -
( مررت على موسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره ) رواه مسلم .



4} هل الأنبياء دعوتهــم واحدة ؟

نعم ، فقد كانت دعوتهم واحدة إلى التوحيد ونبذ الشرك والوثنية .
قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) .

لكن في الشرائع قد يختلفون ، وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - مثالاً لذلك .
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( الأنبياء إخوة من علات ، أمهاتهم شتى ، ودينهم واحد ) متفق عليه .
العلات : الضرائر ، وأولاد العلات : الإخوة من الأب .
ومعنى الحديث : أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد وإن اختلفت فروع الشرائع .



قصة آدم

1 } مما خلق آدم ؟
خلق من تراب .
قال تعالى ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) .
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( خلقت الملائكة من نور ، .. وخلق آدم مما وصف لكم ) رواه مسلم .
وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء ، أنتم بنو آدم ، وآدم من تراب )
رواه الترمذي
[ مما وصف لكم ] أي مما وصف لكم في القرآن من أنه خلق من تراب .
[ عبيــة الجاهلية ] أي نخوتها وكبرها .


2 } متى خلق آدم ؟
خلق يوم الجمعة .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( خلق الله التربة يوم السبت ، .... وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة ) متفق عليه .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه أدخل الجنة ) رواه مسلم .



3 } اذكر بعض فضائل آدم ؟

أولاً : أنه أبو البشر .
ففي حديث الشفاعة لما يأتون الناس إليه
( ... فيقولون : يا آدم أنت أبو البشر .. ) متفق عليه .

ثانياً : أن الله خلقه بيده .
قال تعالى ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي) .
وفي حديث الشفاعة ( .. فيقولون : خلقك الله بيده .. ) .

ثالثاً : أن الله نفخ فيه من روحه .
ففي حديث الشفاعة ( .. فيقولون : ونفخ فيك من روحه .. ) .

رابعاً : أمر الملائكة بالسجود له .
قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكــة اسجدوا لآدم ... ) .
وفي حديث الشفاعة
( .. فيقولون : وأمر الملائكــة فسجدوا لك ، اشفع لنا عند ربك ) .


4 }أين مكان آدم في السماء ؟
في السماء الأولى .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في حديث الإسراء والمعراج ( .... ثم أخذ بيدي _ يعني جبريل _ فعرج بي إلى السماء الدنيا ،
قال جبريل لخازن السماء الدنيا : افتح . قال : من هذا ؟ قال : هذا جبريل ،
قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، معي محمد -عليه الصلاة والسلام - فلما علونا السماء
الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة ، قال : فإذا نظر قِبل يمينه ضحك،
وإذا نظر قبل شماله بكى ؟ قال : مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح ،
قال : هذا آدم - عليه الصلاة والسلام - ، وهذه الاسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه ،
فأهل اليمين أهل الجنة ، والأسودة التي على شماله أهل النار ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك ،
وإذا نظر قبل شماله بكى ) متفق عليه .
[ أسودة ] بوزن أزمنة وهي الأشخاص من كل شيء .
[ نسم بنيه ] النسم بالنون جمع نسمة وهي الروح .


5 }كيف عرف إبليس أن جنس بني آدم خلق لا يتمالك ؟
أنه طاف به .
قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( لما صور الله تعالى آدم في الجنة ، تركه ما شاء الله أن يتركــه ،
فجعل إبليس يطيف به ، ينظر إليه فلما رآه أجوف ، عرف أنه خلق لا يتمالك )
رواه مسلم .
[ يطيف به ] طاف بالشيء إذا استدار حواليه .
[ أجوف ] هو الذي داخله خالٍ .
[ لا يتمالك ] لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات ،
وقيل : لا يملك دفع الوسواس عنه ، وقيل : لا يملك نفسه عند الغضب .



6 } ما هيئــة آدم التي خلق عليهــا ؟

قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -
( خلق الله آدم على صورتــه ) متفق عليه .
[ على صورته ] يحمل على أحد معنيين :
الأول : أن الله خلق آدم على صورة اختارها ، وأضافها إلى نفسه تكريماً وتشريفاً .
الثاني : أن المراد خلق آدم على صورته من حيث الجملة ، ومجرد كونه على صورته
لا يقتضي المماثلة ، والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -
: إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ،
ولا يلزم أن تكون هذه الزمرة مماثلة للقمر ، لأن القمر أكبر من أهل الجنة بكثير .



7 } ما المراد بالملائكة الذين أمروا بالسجود لآدم ؟

قيل : المراد بهم ملائكة الأرض .
وقيل : جميع الملائكة في السماء والأرض ، وهذا القول هو الصحيح .
لقوله تعالى ( فسجد الملائكة كلهم أجمعــون ) وهذا عام .


8} ما المقصود بالسجود الذي أمر الملائكة به لآدم ؟

قيل : كان هذا السجود سجود تحية وسلام .
وقيل : كانت السجدة لله وآدم قبلة فيها .
وقيل : كان السجود لآدم إكراماً وهي طاعة لله لأنها امتثال لأمره .
ورجحه ابن كثير .

قال البغوي رحمه الله : قوله [ اسجدوا ] فيه قولان الأصح أن السجود كان لآدم
على الحقيقة وتضمن معنى الطاعــة لله عز وجل بامتثال أمــره .



9 } من الذي رفض السجود لآدم ؟
إبليس .
قال تعالى ( إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) .
وقال سبحانه ( إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين ) .



10 } ما سبب امتناع إبليس من السجود ؟

احتج بأنه أفضل من آدم حيث أنه خلق من نار وآدم خلق من طين .
قال تعالى عنه ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقتــه من طين ) .



11 } ما الرد على حجــة إبليس ؟

الرد على حجته الباطلة من وجـوه :

أولاً : أن النار طبعها الفساد وإتلاف ما تعلقت به
بخلاف التراب فإنه طبيعته الرزانة والإصلاح .

ثانياً : أن التراب ضروري للحيوان لا يستغني عنه البتة ،
والنار يستغني عنها الحيوان البهيم مطلقاً وقد يستغني عنها الإنسان
الأيام والشهور فلا تدعوه إليها الضرورة .

ثالثاً : أن الله أكثر من ذكر الأرض في كتابه وأخبر عن منافعها وخلقها
وأنه جعلها مهاداً وفراشاً وبساطاً ، ودعا عباده إلى التفكر فيها والنظر في عجائب
ما أودع فيها ، ولم يذكر النار إلا في معرض العقوبة والتخويف والعذاب ،
إلا في موضعين ذكرها فيهما بأنها تذكرة ومتاع للمقوين ، وتذكرة بنار الآخرة .

رابعاً : أنا لو سلمنا تسليماً جدلياً أن النار خير من الطين ، فإنه لا يلزم من ذلك
أن إبليس خير من آدم ، لأن شرف الأصل لا يقتضي شرف الفرع .



12 } هل إبليس من الملائكــة ؟
ليس إبليس من الملائكة لأمرين :
الأول : قوله تعالى
( .. إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .
فصرح الله أنه من الجن ، والجن غير الملائكة.

الثاني : عصمة الملائكة من ارتكاب الكفر الذي ارتكبه إبليس .
أما قوله تعالى ( فسجد الملائكة إلا إبليس ) فهذا لأنه كان معهــم .


13 } ما الحكمة من الأمر بالسجود لآدم عليه السلام ؟

قيل : تكريـــماً لآدم عليه السلام .
وقيل : اختبار للملائكــة ، وقد ظهر كبر إبليس لعنه الله بامتناعــه عن السجود لآدم .
وقيل : أن الملائكة لما استعظموا بتسبيحهم وتقديسهم أمرهم بالسجود لغيره
ليريهم استغناءه عنهم وعن عبادتهم .



14 } ما الجنــة التي أدخلهـا آدم ؟

قيل : جنة الخلد ، هذا هو القول الصحيح من أقوال العلماء .
لقوله تعالى ( إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى ، وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ) .
وهذه الصفات لا تنطبق إلا على جنــة الخلد .
ولقوله تعالى ( قلنا اهبطـوا .. ) ، فإن لفظ اهبطوا يعني نزول من علو إلى أسفل .



15 } ما سبب خروج آدم من الجنــة ؟

الأكل من الشجرة التي نهي عنها .
قال تعالى ( ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ) .
وفي حديث الشفاعة الطويل
( 000 فيقول آدم ! إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ،
ولن يغضب بعده ، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيتــه ، .. ) متفق عليه .

16 } ما الشجرة التي نهي عنها آدم وزجتــه .

قيل : شجرة التبن ، وقيل : شجرة الكرم ،
وقيل : السنبلة . وكل هذه أقوال لا دليل عليها .
والصواب : أن الله نهى آدم وزوجه عن أكل شجرة بعينهــا من أشجار الجنة
دون سائر أشجارها ، فأكلا منها ، وليس هناك دليل على أي شجرة كانت على التعيين ،
لعدم الدليل على ذلك ، ولو كان في تسميتها خير ومنافع للعباد لسماها الله تبارك وتعالى .
ورجح هذا القول ابن جرير الطبري وابن كثير وغير واحد من العلماء .



17 } ما سبب أكل آدم وحواء من هذه الشجرة ؟

وسوسة وإغواء الشيطان .

قال تعالى
( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو )

وقال تعالى
( فوسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما
وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين .
وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) .

وقال تعالى
( فوسوس إليه الشيطان قال يآدم هل أدلك على شجرة الخلد
وملك لا يبلى فأكلا منهما فبدت لهما سوءاتهما ) .

[ فوسوس ] الوسوسة حديث النفس والصوت الخفي .

18 } أخرج إبليس من الجنة مذموماً مدحوراً ،
فكيف وسوس إلى آدم ، وآدم في الجنة ؟

قيل : أنه دخل في فم الحيــة ، وفيه نظر .
وقيل : أنه منع من دخولها مكرماً ، أما على وجه الإهانة فلا يمتنــع .
وقيل : وسوس إلى آدم وهو خارج باب الجنــة .
وقيل : أنه يحتمل أنه وسوس لهما وهو في الأرض .
والله أعلم بالصـــواب .

19 } هل شاركت حواء آدم بالأكل ؟
نعم .
قال تعالى ( فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما .. ) .

20 } ماذا حدث بعد أكلهما من الشجرة ؟
أمر الله بنزولهما إلى الأرض .
قال تعالى
( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ) .


21 } ما معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -
( ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها ) ؟

قال الحافظ ابن حجر :
( حواء امرأة آدم ، قيل سميت بذلك لأنها أم كل حي ،
وفي الحديث إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة
حتى وقع في ذلك ، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لإبليس ،
ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهنها بالولادة ونزع العرق فلا تكاد امرأة تسلم
من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول ، وليس المراد بالخيانة هنا ارتكاب الفواحش ،
حاشا وكلا ، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم
عد ذلك خيانة له ، وأما من جاء بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها .

وقال رحمه الله أيضاً :
وفي الحديث إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم
بما وقع من أمهــن الكبرى ، وأن ذلك من طبعهن فلا يفرط في لوم من وقع منها
شيء من غير قصد إليه أو على سبيل الندور .
فتح الباري [ 6 / 367 ] .


22 } ما هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ؟
الصحيح هي قوله مع زوجه
( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
وهذا بعد عتاب الله
( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التــواب الرحيــم ) .


23 } هل ما زال شعور الذنب مع آدم حتى يوم القيامــة ؟
نعم .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة، فيأتون آدم
فيقولون: يا أبانا استفتح لنا الجنة ، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم !
لست بصاحبكم ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله .... ) رواه مسلم


24 } اذكر بعض الحكم التي ذكرها بعض العلماء
من نزول آدم من الجنة ؟

قال بعض العلماء :
إن الله لطف بآدم عليه السلام في أكله من الشجرة بعد النهي عنها من أوجه :

أولاً : أنه لما أسجد له ملائكته على جلالة قدرهم ، وصيّره قبلة لهم ومعلماً ،
لطف بقلبه ألا تخطر به لفتة عجب ، فامتحنه بأكل الشجرة ،
فلما أكل منها عوتب عليها فتواضع .

ثانياً : أنه امتحن التكليف وكد المعيشة في الدنيا ليحصل له مقام الصبر .

ثالثاً : أنه لما خرج من دار النعيم والدعة إلى دار المشقة والتكليف صحت له المعاملة
بالكسب والدرجات بالطاعة وميزان الجنة بالعمل .


25 } اذكر حديثاً في وفاة آدم عليه الصلاة والسلام ؟

عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( لما خلق الله آدم مسح على ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته
إلى يوم القيامة ، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور ، ثم عرضهم على آدم ،
فقال : أي رب من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ذريتك ، فرأى رجلاً منهم فأعجبه
وبيص ما بين عينيه ، فقال : أي رب من هذا ؟ فقال : هذا رجل من آخر الأمم
من ذريتك يقال له داود . فقال : رب كم جعلت عمره ؟ قال : ستين سنة ،
قال : أي رب زده من عمري أربعين سنة ، فلما قضى عمر آدم جاءه ملك الموت ،
فقال : أوَلم يبق من عمري أربعون سنة ؟ قال : أوَلَم تعطها ابنك داود ؟
قال : فجحد آدم فجحدت ذريتــه ، ونسي آدم فنسيت ذريتــه
وخطىء آدم فخطئت ذريته ) رواه الترمذي .

[ فسقط من ظهره ] أي خرج منه .
[ كل نسمة ] أي ذي روح .
[ وبيصاً ] أي بريقاً ولمعاناً .




الفوائد :


أولاً :أن الحسد والكبر من أخطر الأخلاق على العبد ،
فكبر إبليس وحسده صيره إلى ما ترى .

قال ابن القيم : أصول الخطايا كلها ثلاثة :
الكبْـر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره .
والحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة .
والحسد : وهو الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيــه .

فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقي الشر ، فالكفر من الكبر ،
والمعاصي من الحرص ، والبغي والظلم من الحسد .

وقد جاءت نصوص كثيرة في ذم الحسد وستأتي قريباً إن شاء الله .
وجاءت نصوص كثيرة في تحريم الكبر .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( لا يدخل الجنة من كان في قلبــه مثقال ذرة من كبر ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( المتكبرون يحشرون يوم القيامة مثل الذر يطأهم الناس ) رواه الترمذي .
وحقيقة الكبر : بطر الحق وغمط الناس كما في الحديث .
[ وبطر الحق ] رده ودفعــه وعدم الخضوع له .
[ وغمط الناس ] احتقارهـم والازدراء بهم .

**************
ثانياً : ينبغي للعبد إذا وقع في ذنب أن يبادر إلى التوبة والاعتراف .
قال تعالى ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .
وقال تعالى ( إن الله يحب التوابين ) .
وقال ( التوبة ندم ) رواه أحمد .
وقال ( لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة ) .

وتعليل المبادرة إلى التوبــة :

أن الذنب كالوسخ في الثوب ، فإن لم تسارع إلى إزالته
فقد يصعب عليك إزالته مستقبلاً لتمكنه واستقراره في الثوب ،
وكذلك الذنب يؤثر في قلب الإنسان ، فإن لم يعاجل بالتوبة التي هي بمثابة الغسل للثوب
الوسخ ، فقد يتمكن هذا الذنب في القلب ، ومن آثار تمكنه قسوة فيه ،
وجرأة على ارتكاب ذنب آخر .

وللتوبة شروط :

الأول : أن يقلع عن المعصية .
الثاني : أن يندم على فعلها .
الثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبداً .


**********


ثالثاً : خطر المعاصي وأنها سبب لزوال النعـم .
قال ابن القيم رحمه الله :
فما الذي أخرج الأبوين من الجنة ،
دار اللذة والسرور والنعيم والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب ؟

وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه ، وبدل بالقرب بعداً ،
وبالرحمة لعنة ، وبالجمال قبحاً ، وبالجنة ناراً تلظى ؟

وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رؤوس الجبال ؟ .

وما الذي سلط الريح على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض
كأنهم أعجاز نخل خاوية ؟

وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وماتوا عن آخرهم ؟

*********

رابعاً : الجزاء من جنس العمل ، فالله عامل إبليس اللعين بنقيض قصده .

حيث كان قصده التعاظم والتكبر فاخرجــه الله صاغراً حقيراً ذليلاً ،
بنقيض ما كان يحاوله من العلو والعظمــة ،
وذلك في قوله تعالى [ إنك من الصاغرين ] . والصغار أشد الذل والهوان .
وهذه قاعدة في الشريعة : أن الجزاء من جنس العمل ، جزاء وفاقاً .

وأمثلتهــا كثيرة :
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( من بنى مسجداً لله بنى الله له بيتاً مثله في الجنة ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( من صلي علي واحدة صلى الله عليه عشراً ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( من وصل صفاً وصله الله ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( من كان له وجهان في الدنيا ، كان له يوم القيامة لسانان من نار ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) .

وقال - صلى الله عليه وسلم -
( احفظ الله يحفظك ) .

وقال- صلى الله عليه وسلم -
( والشاة إن رحمتها رحمك الله ) .

وقال- صلى الله عليه وسلم -
( من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به ) .

***********
خامساً : الحذر من عداوة الشيطان وأنه عدو للإنسان .
وقد أخبرنا الله بعداوته لنا .

قال تعالى عنه
( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) .
وقال سبحانه عنه
( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ).

قيل في تفسيرها [ من بين أيديهم ] أشككهم في الآخرة [ ومن خلفهم ] أي أرغبهم في دنياهم
[ وعن أيمانهم ] أي أشبه عليهم أمر دينهم [ وعن شمائلهم ] أي أشهي لهم المعاصي .

واختار ابن جرير : أن المراد جميع طرق الخير والشر ،
فالخير يصدهم عنه والشر يحسنـــه لهم .

ورجحه ابن القيم وقال : هذا القول أعم فائدة ، وهو يوافق ما حكيناه عن قتادة
أنه قال : أتاك من كل وجه غير أنه لم يأتك من فوقك .

فالمقصود إذاً : أن الإنسان أي طريق يسلكها ، فإن الشيطان سيكون له بالمرصاد .
[ لأزينن لهم ] أي لذريــة آدم عليه السلام .
وقال تعالى [ وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس
قال أأسجد لمن خلقت طيناً قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ
لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلاً .

[ لأحتنكن ] لأغوين



سادساً : يجب الحذر من الشيطان لأنه عدو لنا
وقد أمرنا الله باتخاذه عدو وامرنا بالحذر منه .
قال تعالى [ ولا تتبعوا خطوات الشيطان ] .
وقال تعالى [ إن الشيطان لكم عدو مبين ] .
وقال تعالى [ إن الشيطان للإنسان عدو مبين ] .
وقال تعالى [ إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً ] .



سابعاً : الحذر من مكايد الشيطان .
ومن مكايده :
1- التزيين .
أي تزيين العمل الباطل في عين الإنسان حتى يراه حسناً جميلاً مقبولاً .
قال تعالى حكاية عما قاله الهدهد لسليمان
[ وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم
فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ] .
[ وزين لهم الشيطان ] أي حسّن لهم ما هم فيه من الكفر .

2- تخويف المؤمنين .
قال تعالى ( الشيطان يعدكم بالفقر )

3- إيحاء الشيطان للإنسان بالأماني الكاذبة .
قال تعالى مخبراً عن واقع إبليس ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ) .
والمقصود بالأماني : أي يزين الاستعجال باللذات الحاضرة ، والتسويف بالتوبة .



ثامناً : أن السجود لغير الله إذا كان بأمر الله فهو عبادة .
ويدل على أن المحرم إذا أمر الله به يكون عبادة ،
قصة إبراهيم حين أمره الله أن يذبح ابنه إسماعيل فامتثل .



تاسعاً : منّة الله بقبوله توبة آدم .


عاشراً : لا رأي لأحد ولا تعقيب مع وجود النص .
فالواجب على المسلم التسليم والقبول وعدم الاعتراض .



الحادي عشر : التحذير من كلمة [ أنا ] التي يقصد بها مدح النفس لسببين :
1- : أن فيها تزكية للنفس والله يقول [ فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى ] .
فلا يليق بالمسلم أن يزكي نفسه ويفضلها على غيره ،
فالله هو وحده الذي يزكي الأنفس ، ويعلم الأفضل .

2:-أن فيها معنى التكبر لدى قائلها على المقولة له ، والتكبر ليس من صفات المسلمين .



الثاني عشر : استدل بعض العلماء بسجود الملائكة لآدم
على أن صالحي البشر أفضل من الملائكة .

وقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين :
القول الأول : أن صالحي البشر أفضل من الملائكة .
لأن الله أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ، وذلك دليل على تفضيله عليهم .
الملائكة لهم عقول وليس لهم شهوات وأن الأنبياء لهم عقول وشهوات ،
فلما نهوا أنفسهم عن الهوى ومنعوها عما تميل إليه الطباع فكانوا بذلك أفضل .

القول الثاني : الملائكة أفضل .
واستدلوا :
بقوله - صلى الله عليه وسلم -
في الحديث القدسي عن الله ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ،
فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )
متفق عليه .
قالوا : وهذا نص في الأفضلية .
واستدلوا بقوله - صلى الله عليه وسلم -
( المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف .. )
ومعلوم أن قوة البشر لا تداني قوة المَلَك ولا تقاربها
والراجــح :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : أن يقال : إن الصالحين من البشر أفضل من الملائكة
باعتبار النهاية ، فإن الله سبحانه وتعالى يعدهم من الثواب ما لا يحصل مثله للملائكة
فيما نعلم . وأما باعتبار البداية فإن الملائكة أفضل لأنهم خلقوا من نور ،
وجبلوا على طاعة الله والقوة عليها .



الثالث عشر : في قوله تعالى [ ... لما خلقت بيديّ ] إثبات اليدين لله تعالى ،
إثباتاً يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تشبيه .

:ozkorallah:



قــصـــة ابــني آدم


1 } ما هي قصة ابني آدم ؟

أن الله طلب منهما أن يقربا قرباناً ، فلما قربا تقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ،
فقام الذي لم يتقبل منه فقتل أخاه الذي تقبل منه حسداً وبغياً .



2 } من هما ابنا آدم المعنيان في الآيــة الكريمــة ؟
نقل الطبري الإجماع على أنهما كانا ابني آدم لصـلـبــه .



3 } هل ورد تسميتهما ؟
اسمهما : قابيل وهابيل عند أكثر العلماء ، القاتل : قابيل ، والمقتول : هابيل .



4 } اشرح الآيات باختصـــار ؟

قال تعالى :
[ واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق ]
أي اقصص عليهم خبر ابني آدم وهو ابناه لصلبه ، وفي عهده وزمانه .
[ إذ قربا قرباناً ] إذ قرب كل منهما قرباناً يتقرب به لربه .
[ فتقبل من أحدهما ] وهو هابيل .
[ ولم يتقبل من الآخر ] وهو قابيــل .
[ قال ] أي قابيل لهابيل .
[ لأقتلنك ] على قبول قربانك .
[ قال إنما يتقبل الله من المتقين ] أي : إنما أتيت من قبل نفسك ،
لانسلاخها من لباس التقوى ، لا من قبلي . فلم تقتلني ؟
ومالك لا تعاتب نفسك وتحملها على تقوى الله .




5 } لماذا قربا قرباناً ؟
الله أعلم بذلك . فلم يرد سبب واضح في الكتاب والسنة .
لكن ذكر بعض العلماء أقوالاً :
منها : أن الله أمرهمــا بذلك .
ومنها : إنهما قربا قرباناً يقوم مقام الصدقة لكون الصدقة لم تكن موجودة
في زمانهما لعدم وجود من يقبلها .



6 } ما القربان الذي تقرب به كل منهما ؟
الله أعلم بذلك ،
فلم يرد وصفه في كتاب الله ولا في خبر ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - .
وقد قال بعض العلماء : إن القربان كان كبشاً ،
قالوا : أما الأول [ المقتول هابيل ] فقد تقرب بأفضل كبش عنده ،
وأما الآخر فكان يعمد إلى الردىء من الكباش .




7 } كيف يعرف أن القربان تقبله الله ؟
يعرف ذلك بنار تنزل من السماء تأكل القربان المتقبل ، هذا الظاهر ،
والله أعلم .
وهذا كان موجوداً في بني إسرائيل :
عن أبي هريرة . عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال ( غزا نبي من الأنبياء ....... حتى فتح الله عليه ،
قال : فجمعوا ما غنموا ، فاقبلت النار لتأكله فأبت أن تطعمه ،
فقال : فيكم غلول ، ..... فأقبلت النار فأكلته ) متفق عليه .




8 } على ماذا يدل قول المقتول
[ لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك
لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ] ؟

قال ابن كثير :
يدل على خلق حسن وخوف من الله وخشية منه ،
وتورع أن يقابل أخاه بالسوء الذي أراد منه أخوه مثله .




9 } ما معنى قوله
[ إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار ] ؟

[ إني أريد أن تبوء ] أي ترجع .
[ بإثمي ] أي إثم قتلي .
[ وإثمك ] أي ذنوبك السابقــة .
[ فتكون من أصحاب النار ] إن قتلتني .




10 } لماذا تقبل قربان أحدهما ولم يتقبل من الآخــر ؟

لله الأمر في ذلك، وقد أخبر الله أنه يتقبل من المتقين ،
فتقبل قربان أحدهما لتقواه ، ورد قربان الآخر لفجوره وظلمه.
وقد قال بعض العلماء : أن المقتول كان قد قدم قرباناً من أفضل ما عنده،
فكان يعمد إلى الطيب من غنمه يتقرب به، والآخر يعمد إلى الردىء من ذلك يتقرب به .
والله أعلم .



11 } كيف قتل ابن آدم الأول أخاه ؟
الله أعلم ، لم يرد في كتاب الله ولا في سنة رسوله بيان لكيفية قتله .




12 } كيف دفنه لما قتله ؟

قال تعالى ( فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه .. ) .
قال السعدي :
فلما قتل أخاه لم يدر كيف يصنع به ، لأنه أول ميت مات من بني آدم
[ فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ] أي يثيرها ليدفن غراباً آخر ميتاً
[ ليريـه ] بذلك [ كيف يواري سوءة أخيه ] أي بدنه ،
لأن بدن الميت يكون عورة .

الفوائد :


أولاً : خطورة الحسد .

فالحسد حمل ابن آدم الأول على قتل أخيه .
وحمل إخوة يوسف على إلقاء أخيهم في غيابة الجب .
وحمل اليهود على الكفر برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم -.
والحسد : هو تمني زوال النعمــة عن صاحبها .
وهم محرم عظيم ، فهو من صفات اليهود :
قال تعالى
( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم ) .
وقال - صلى الله عليه وسلم - ( لا تحاسدوا ) متفق عليه .
الحسد يصر الحاسد من وجوه :
أولاً : غم لا ينقطــع .
ثانياً : مصيبة لا يؤجــر عليها .
ثالثاً : مذمة لا يحمد عليها .
رابعاً : يسخط عليه الرب .
خامساً : تغلق عليه أبواب التوفيق .
يندفع شر الحاسد عن المحسود بأمور :
أولاً : التعوذ بالله من شره .
ثانياً : تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيــه .
ثالثاً : الصبر على عدوه وأن لا يقابله ولا يشكوه .
رابعاً : التوكل على الله .
خامساً : فراغ القلب من الانشغال به والفكر فيه .
سادساً : الإقبال على الله والإخلاص له .
سابعاً : تجريد التوبة إلى الله من الذنوب .
ثامناً : الصدقة والإحسان ما أمكنـه .
تاسعاً : وهو من أصعبها ولا يوفق له إلا من عظُم حظه من الله :
وهو طفي نار الحسد والباغي بالإحسان إليه .

من أقوال السلف :

قال معاوية :
ليس في خصال الشر أعدل من الحاسد : يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود .
وقال ابن سيرين :
ما حسدت أحداً على شيء من أمر الدنيا ، لأنه إن كان من أهل الجنة
فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة في الجنة ؟ وإن كان من أهل النار
فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار .

وقال معاوية لابنه :
إياك والحسد ، فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك .

وعن سفيان بن دينار .
قال : قلت لأبي بشر : أخبرني عن أعمال من كان قبلنا ؟
قال : كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً . قال : قلت : ولم ذاك ؟
قال : لسلامة صدورهــم .



ثانياً : أن القتل من أعظم الكبائر .

قال تعالى
( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه .. ) .
وقال - رسول الله صلى الله عليه وسلم -
[ لقتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا ) رواه الترمذي .

وقال - رسول الله صلى الله عليه وسلم -
( لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً ) رواه البخاري .

وقال - رسول الله صلى الله عليه وسلم -
( أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ) رواه مسلم .



ثالثاً : فضل التقوى ، وأنها سبب لقبول الأعمال .
وللتقوى ثمرات وفضائل :
أولاً : أنها سبب للإكرام .
قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكــم ) .

ثانياً : أنها سبب لتيسير الأمور .
قال تعالى ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ) .

ثالثاً : أنها سبب لتفتيح البركات .
قال تعالى
( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) .

رابعاً : أنها سبب لنيل رحمة الله .
قال تعالى
( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) .

خامساً : أنها سبب للنجاة يوم القيامة .
قال تعالى
( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً ثم ننجي الذين اتقوا .. ) .

سادساً : أنها سبب لقبول الأعمال .
قال تعالى ( إنما يتقبل الله من المتقين ) .

سابعاً : أنها سبب لإرث الجنة .
قال تعالى ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً ) .

ثامناً : أنها سبب في دخول الجنة .
قال تعالى
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ) .



رابعاً : عظم الابتداع في دين الله ،
وأن من ابتدع بدعة ضلالة تحمل وزرها ووزر من عمل بها .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل )
رواه البخاري .




قصة نوح

1 } كيف كانت الحالة قبل نوح ؟

قال الشيخ السعدي : مكث البشر بعد آدم قروناً طويلة وهم أمة واحــدة على الهدى ، ثم اختلفوا .
عن ابن عباس قال ( كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق ، فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ) رواه الحاكم .



2 } من هو أول رسول إلى البشر ؟
نوح عليه السلام .
ففي حديث الشفاعة
( .... فيأتون نوحاً ، فيقولون : يا نوح ! أنت أول الرسل إلى الأرض ) .




3 } اذكر بعض صفات نوح التي وردت بالقرآن ؟
كان عبداً شكوراً .
قال تعالى ( إنه كان عبداً شكوراً ) .
قال ابن كثير : الشكور : هو الذي يعمل بجميع الطاعات القلبية والقولية والعملية ،
وقد قيل إن نوحاً كان يحمد الله على طعامه وشرابه ولباسه وشأنه كله .



4 } هل نوح من أولي العزم من الرسل ؟

نعم ، وقد خصهم الله بالذكر في قوله تعالى
( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى
وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاً ) .



5 } ما سبب شرك قوم نوح ؟
الغلو في الصالحين .
عن ابن عباس . قال في قوله تعالى
[ وقال لا تذردن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسراً ]
قال : هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم :
أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموا بأسمائهم ، ففعلوا ،
ولم تعبد ، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) رواه البخاري .



6 } إلى أي شيء كانت دعوة نوح عليه الصلاة والسلام ؟
إلى التوحيد وإخلاص العبادة لله .
قال تعالى
( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) .
وقال تعالى
( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه إني لكم نذير مبين . أن لا تعبدوا إلا الله
إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم ).




7 } كم جلس يدعو قومه ؟

ألف سنة إلا خمسين عاماً .
قال تعالى ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .




8 } هل اجتهد نوح في دعوة قومه ؟

نعم – لقد اجتهد اجتهاداً عظيماً في دعوتهم .
فقد بالغ في دعوتهم من غير تعب .
قال تعالى عنه [ قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً ] .
ونوع في دعوتهم :
فمرة بالسر ومرة بالجهر .
كما قال تعالى عنه
[ ثم إني دعوتهم جهاراً . ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً ] .
ومرة بالترغيب .
كما قال تعالى عنه
[ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً . يرسل السماء عليكم مدراراً .
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً ] .
ومرة بالترهيب :
كما قال تعالى عنه
[ ما لكم لا ترجون لله وقاراً . وقد خلقكم أطواراً . ألم تروا كيف خلق الله
سبع سموات طباقاً . وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً .
والله أنبتكم من الأرض نباتاً . ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجاً ] .

ومرة بأنه ناصح لهم مخلص .
قال تعالى عنه أنه قال لهم
[ أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمــون ] .




9 } ماذا كان جواب قومــه ؟
كذبوا به إلا القليل منهم .



10 } اذكر بعض الاتهامات التي وجهت لنوح من قبل قومه ؟
أولاً : اتهموه بالجنون .
قال تعالى [ كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر ] .

ثانياً : اتهموه بكثرة الجدال .
قال تعالى عنهم [ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثر جدالنا ] .

ثالثاً : اتهموه بالضلال .
قال تعالى [ قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ] .

رابعاً : توعدوه بالرجم .
قال تعالى عنهم [ قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين ] .

خامساً : التهكم والسخرية .
قال تعالى
[ ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه
قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ] .




11 } هل كفر أحد من أهل بيت نوح ؟
نعم ، ابنه ، وزوجته .
قال تعالى
[ .. ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين .
قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء . قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم .
وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ] .

وقال سبحانه
[وضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين
من عبادنا صالحين فخانتاهما].

[ فخانتاهما ] ليس المراد في فاحشة ، فإن نساء الأنبياء معصومات عن الوقوع في الفاحشة
لحرمة الأنبياء ، قال ابن عباس : أما خيانة امرأت نوح فكانت تخبر أنه مجنون
، وأما خيانة امرأت لوط فكانت تدل قومها على أضيافه .



12 } هل طلب قوم نوح العذاب ؟
نعم .
قال تعالى
[ قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثر جدالتنا . فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ] .



13 } اذكر بعض الشبــه التي أثارها
قوم نوح ضد نوح عليه السلام ؟

هذه الشبهات هي :

أولاً : كون نوح من البشر .
قالوا [ ما نراك إلا بشراً مثلنا ] .

ثانياً : أن أتباع نوح من الأرذلين .
قالوا [ وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ] .
وقالوا [ قالوا أنؤمن لك واتبعك الأرذلون ] .

ثالثاً : أنه رجل مجنون .
قالوا [ إن هو إلا رجل به جِنة ] .




14 } هل دعا نوح على قومه ؟
نعم .
قال تعالى عنه [ وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً ] .
وقال [ ولا تزد الظالمين إلا تباراً ] .
[ لا تذر ] لاتترك .
[ دياراً ] الديار الذي يسكن الديار .




15 } هل استجاب الله دعا نبيــه نوح عليه السلام ؟
نعم .
قال تعالى
( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر . ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر .. ] .




16 } كيف عرف نوح أن القوم لن يلدوا إلا فاجراً كفاراً ؟
الله أخبره بذلك .
كما قال تعالى [ لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ] .
وعرف ذلك أيضاً باستقرآء أحوالهم .




17 } لماذا دعا نبي الله نوح على قومه ؟
دعا عليهم لأمرين :
الأول : قوله تعالى [ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ] .
الثاني : أن هؤلاء القوم سيضلون غيرهم .
قال نوح [ إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً ] .

قال قتادة : أما والله ما دعا عليهم حتى أتاه الوحي من السماء
[ أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ] فعند ذلك دعا عليهم .




18 } بماذا أمره الله لما أراد الله أن يهلكهم ؟
أمره ببناء سفينة لينجو بها .
قال تعالى
[ وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس
بما كانوا يفعلون . واصنع الفلك بأعيينا ووحينا ] .

وقال تعالى [ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا ) .
[ واصنع الفلك ] يعني السفينة .
[ بأعيينا ] أي بمرأى منا .
[ ووحينا ] أي تعليمنا لك ما تصنعــه .




19 } بماذا أمره أن يحمل معه في السفينة ؟
أمره أن يحمل معه ثلاثة أشياء :
أولاً : قال تعالى [ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) .
والمقصود بالزوجين كل شيئين يكون أحدهما ذكراً والآخر أنثى .

ثانياً : قال تعالى ( وأهلك إلا من سبق عليه القول ) .
والمراد ابنه وزوجته فقد كانا كافرين حكم الله عليهما بالهلاك .

ثالثاً : قال تعالى ( ومن آمن . وما آمن معه إلا قليل ) .




20 } بماذا أهلك الله قوم نوح .
بالغرق .
قال تعالى
( فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون . ثم أغرقنا بعد الباقين ) .
وقال تعالى
( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر . وفجرنا الأرض عيوناً فالتقى الماء على أمر قد قدر ) .
وقال تعالى
[ حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها ... ] .
وقال تعالى ( وحملناه على ذات ألواح ودسر ) .

- ذكر المفسرون في قصة نوح أن كل الجبال غمرها الطوفان ، وهو ظاهر القرآن ،
بدليل أن ابن نوح حينما قال له أبوه : يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ،
رد عليه ابنه قائلاً : سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ،
فرد عليه نوح عليه السلام قائلاً : لا عاصم اليوم من أمر الله .

- والظاهر أن كل من لم يكن في السفينة من أهل الأرض قد غرقوا
كما قال تعالى ( فأنجيناه وأصحاب السفينة ) و
[ الفلك المشحون ] المملوء . [ بماء منهمر ] المنهمر الكثير .
[ التنور ] وجه الأرض ، أي صارت الأرض عيوناً تفور حتى فار الماء
من التنانير التي هي مكان النار صارت تفور ماء .
وهذا قول جمهور السلف والخلف . [ تفسير ابن كثير : 2 / 382 ] .
[ ودسر ] هي المسامير .




19 } أين استوت سفينة نوح ؟
على جبل الجودي .
قال تعالى
[ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر
واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ] .
[ وغيض الماء ] أي شرع في النقص .
[ وقضي الأمر ] أي فرغ من أهل الأرض قاطبة ممن كفر بالله لم يبق منهم ديار .
[ واستوت ] أي السفينة .
[ على الجودي ] هو جبل شامخ معروف في نواحي الموصل .





20 } من الذي غرق من أهل نوح ؟
ابنه كان من الغارقين وكذلك زوجته .
قال تعالى [ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين .
قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء . قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم
0 وحيل بينهما الموج فكان من المغرقين ] .

قال ابن كثير : اعتقد بجهله أن الطوفان لا يبلغ رؤوس الجبال ،
وأنه لو تعلق في رأس جبل لنجاه ذلك من الغرق ، فقال له أبوه نوح :
لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ، أي ليس شيء يعصم اليوم من أمر الله .


الفوائد :


أولاً : أنه ينبغي للداعية الصبر على الدعوة إلى الله وتحمل مشاقها ،
فقد صبر نوح في دعوة قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً .

ثانياً : تنويع سبل الدعوة إلى الله ، مرة بالترغيب ، ومرة بالترهيب .

ثالثاً : أن الظلم ( وأعظمه الكفر والشرك ) سبب لهلاك الأمم .
قال تعالى ( مما خطيئاتهم أغرقـــوا ) .
وقال تعالى ( وقيل بعداً للقوم الظالمين ) .
وقال تعالى ( فأخذهم الطوفان وهم ظالمون ) .
وقال تعالى ( ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا ) .

رابعاً : العمل الصالح وليس النسب هو وسيلة النجاة .
فابن نوح غرق مع المغرقين ، وكذلك زوجته لأنهما كانا كافرين .
فالعبرة بالإيمان والعمل الصالح لا بالأحساب ولا بالأنساب .
قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) رواه الترمذي .

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( قال تعالى : من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )

وفي كتاب الله إخبار عن [ أبي لهب ] وأن مصيره إلى النار لكفره ،
ولم يغن عنه كونه عم رسول الله .

خامساً : دائماً أهل الشر والكفر هم الأكثر ، وأهل الإيمان هم الأقل .
قال تعالى ( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ) .
وقال تعالى ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) .
وقال تعالى ( وقليل من عبادي الشكــور ) .
وقال تعالى في شأن نوح ( وما آمن معه إلا قليل ) .
وقال تعالى
( فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ) .

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -
( عرضت عليّ الأمم فرأيت النبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد )
متفق عليه .



قصة هود

1 } إلى من أرسل النبي هود عليه الصلاة والسلام ؟
إلى قبيلة عاد .
قال تعالى ( وإلى عاد أخاهم هوداً ) .
[ أخاهم ] أي أخاهم في النسب ،
كما قال تعالى [ فأرسلنا فيهم رسولاً منهم ]
لأنه منهم في قول النسابين ، لا من جهة إخوة الدين .
قال ابن كثير : أن عاداً كانوا عرباً جفاة كافرين عتاة متمردين في عبادة الأصنام .




2 } متى كانت قصة هود مع قومه ؟
بعد نوح .
قال تعالى ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ) .




3 } ما السر في التعبير بالأخوة في قوله : وإلى عاد أخاهم هوداً ؟

ليزداد التشنيع عليهم ، لأنه منهم يعلمون صدقه وثقته وشرفه .




4 } أين كانت مساكنهم ؟

قال ابن كثير : كانوا يسكنون الأحقاف كما بين ذلك القرآن في قوله تعالى
[ واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف ] .
والأحقاف جبال الرمل ، وكانت باليمن بين عمَان وحضرموت .



5 } إلى ماذا كان يدعو هود قومــه ؟

إلى عبادة الله وحده وترك الشرك .
قال تعالى
( وإلى عاد أخاهم هوداً . قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) .
وقال تعالى
( وإلى عاد أخاهم هوداً . قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون ) .

6 } اذكر بعض الأساليب التي استعملها هود في دعوة قومه ؟

أولاً : تبصيرهم بخطورة الشرك وما فعل بمن قبلهم .
فقد قال لهم ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح )
أي فاحذروا أي يصيبكم ما أصابهم .

ثانياً : ذكرهم بنعم الله عليهم .
قال لهم ( واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ) .
وقال لهم ( وزادكم في الخلق بسطة ) .

ثالثاً : الترغيب .
قال لهم ( يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً
ويزدكم قوة إلى قوتكم ) .
[ قوة إلى قوتكم ] أي إلى قوتكم التي قلتم مفتخرين بها [ من أشد منا قوة ] .

رابعاً : التخويف .
قال لهم ( إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) .


7 } كان قوم هود أهل ترف وبذخ ؟ اذكر ما يدل لذلك ؟

قال تعالى ( وأترفناهم في الحياة الدنيا ) .
وكانت ديارهم من أخصب البلاد وأكثرها جناناً وأنعاماً .
كما قال لهم هود
( واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون ) .

وقد بلغ بهم الترف والبذخ إلى كثرة تشييد القصور الفارهة
في أعالي الجبال دونما حاجة إلى سكناها .

ولهذا قال لهم نبيهم هود
( أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون ) .
[ الريع ] المكان المرتفع عند جواد الطريق المشهودة ، يبنون هناك بنياناً محكماً هائلاً .
[ آية ] معلماً وبناء مشهوداً .
[ تعبثون ] أي وإنما تفعلون ذلك عبثاً لا للاحتياج إليه ،
بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة ، ولهذا أنكر عليهم نبيهم ذلك ،
لأنه تضييع للأزمان وإتعاب للأبدان في غير فائدة .


8 }اذكر ما يدل على تكبر وتجبر قوم عاد ؟

قالوا ( من أشد منا قوة ) قالوا ذلك غروراً وعجباً بقوتهم .
فرد الله عليهم بقوله ( أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) .



9 } ماذا كان جواب قوم هود ؟

كفروا واستكبروا .
وقالوا ( يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ) .
وقالوا ( إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) .



10 } هل طلب قوم هود العذاب ؟
نعم .
قالوا ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) .



11 } كيف هلك قوم عاد ؟
بالريح العاتية .
قال تعالى ( فكذبوه فأهلكناهم ) .
وقال تعالى
( وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )
وقال تعالى
( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية . سخرها عليهم سبع ليال
وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ) .
وقال تعالى
( فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا
بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها
فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين ) .
[ الريح العقيم ] الريح المفردة المفسدة التي لا تثير سحاباً ولا تلقح شجراً
ولا تنتج شيئاً ، بل هي مرسلة للتدمير والهلاك .
[ بريح صرصر ] باردة ، وقيل : شديدة الهبوب .
[ عاتية ] عتت عليهم بغير رحمة ولا بركة .
[ سخرها عليهم ] سلطها عليهم .
[ سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ] متتابعات .
[ فترى القوم فيها ] أي في تلك الأيام .
[ صرعى ] موتى .
[ كأنهم أعجاز نخل ] أي أصول .
[ خاوية ] أي بالية خربة .
[ فهل ترى لهم من باقية ] أي هل تحس منهم من أحد من بقاياهم بل بادوا عن آخرهم .

وتفصيل هلاكهم :
[ فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ]

قال ابن كثير : كان هذا أول ما ابتدأهم العذاب أنهم كانوا ممحلين مسنتين
فطلبوا السقيا فرأوا عارضاً في السماء وظنوه سقيا رحمة فإذا هو سقيا عذاب .

[ مستقبل أوديتهم ] أي لما رأوا العذاب مستقبلهم ،
اعتقدوا أنه عارض ممطر ففرحوا به واستبشروا به ,

[ بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ]
أي هو العذاب الذي قلتم فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ,
[ تدمر ] أي تخــرب .
[ كل شيء ] من بلادهم من شأنه الخراب .
[ بأمر ربها ] أي بإذن الله لها في ذلك .
[ فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم ] أي قد بادوا كلهم عن آخرهم ولم تبق لهم باقية .
[ كذلك نجزي القوم المجرمين ] أي هذا حكمنا فيمن كذب رسلنا وخالف أمرنا .



12 } هل نجا هود ومن معه ؟
نعم .
قال تعالى
( ولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معــه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ) .

الفوائد :


أولاً : يجب البداءة بالدعوة بالتوحيد قبل كل شيء .
فقد قال هود لهم ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) .
وهكذا جميع الرسل كانوا يبدأون بالتوحيد :
قال تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ لما بعثه إلى اليمن
( إنك تأتي قوماً أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم
أن الله افترض عليهم خمس صلوات ..... ) .

ثانياً : ينبغي على الداعية أن يتوكل على الله في كل أموره
ولا يخاف من البشر مهما أعطوا من قوة .
فقد قال هود لهم ( إني توكلت على الله ربي وربكم .... ) .

1- فالتوكل من علامات كمال الإيمان .
قال تعالى ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) .
وقال تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون ).

2 - ومن يتوكل الله فالله يكفيه .
قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .

3 - الله يحب المتوكلين .
قال تعالى ( إن الله يحب المتوكلين ) .

4 - وهو من أسباب الرزق .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً )
رواه الترمذي.

5 - ومن أسباب الحفظ من الشيطان .

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( من قال _ يعني إذا خرج من بيته _ بسم الله ، توكلت على الله ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله ، يقال له : هديت وكفيت .
فيقول الشيطان لشيطان آخر : كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي ) رواه الترمذي .

ثالثا ً : تسلية النبي - صلى الله عليه وسلم -
ومن معه بذكر قصص المكذبين من قبله حتى لا ييأئس من دعوة قومه .

رابعاً : وجوب البراءة من الشرك وأهله .
قال هود ( إني بريء مما تشركون من دونه .... ) .
وقد قال تعالى
( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه
إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا
وبينكم العداوةُ والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده ) .
ويجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك وأهله ، ببغضهم وحربهم .
قال تعالى ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم .. ) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( جاهدوا المشركين بألسنتكم وأموالكم ) .
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
( أمرت ان أقاتل المشركين حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله
وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ...... ) .

خامساً : دائماً الكفار يستعجلون العذاب .
قال تعالى ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) .
وقال قوم هود ( فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) .
وقال تعالى ( ويستعجلونك بالعذاب ) .
وقال تعالى ( وقالوا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ) قطنا : عذابنا .

سادساً : ينبغي على الداعية أن يكون حليماً صبوراً على الجاهلين .
فقد قال قوم هود له ( إنا لنراك في سفاهة ) .
وقالوا له ( وإنا لنظنك من الكاذبين ) .
ومع ذلك قال لهم
( قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين
أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين ) .

سابعاً : الحذر من صفات الكفار كالتكبر والتجبر .
قال تعالى ( فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة ) .
وقد قال الله تعالى
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ) .

ثامناً : أن اتخاذ المباني الفخمة للفخر والخيلاء والزينة وقهر العباد بالجبروت
من الأمور المذمومة الموروثة عن الأمم الطاغية .

تاسعاً : أن العقول والذكاء والقوة المادية وغيرها مهما عظمت
لا تنفع صاحبها إلا إذا قارنها الإيمان بالله ورسله .
قال تعالى عن عاد ( ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً
وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء
إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون ) .




قصة صالح عليه السلام

1 } إلى من أرسل نبي الله صالح عليه السلام ؟

إلى قوم ثمود .

قال تعالى ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً .. ) .




2 } أين كانوا يسكنون ؟

في الحجر ، بين الحجاز والشام ( بين المدينة وتبوك ) .
قال تعالى ( ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين ) .



3 } ماذا كانوا يعبدون ؟

كانوا كأسلافهم يعبدون الأصنام .
قال لهم نبيهم ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) .


4 } ذكرهم نبيهم صالح ببعض الأمور
لعلها تكون سبباً في توبتهم ؟ فما هي .

ذكرهم بقوم عاد وما حدث لهم ، وذكرهم بأن الله هو الذي خلقهم
فهو الذي يستحق العبادة ، وهو الذي استعمركم في الأرض وجعلكم عمارها .
قال لهم
( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض
تتخذون من سهولها قصوراً وتنحتون الجبال بيوتاً )
.
وقال لهم ( وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
هو أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ... )

قال ابن كثير : ( وإلى ثمود ) هم الذين كانوا يسكنون مدائن الحجر بين تبوك
والمدينة وكان بعد عاد فبعث الله إليه أخاهم صالحاً فأمرهم بعبادة الله وحده ولهذا قال
( هو أنشأكم من الأرض ) أي ابتدأ خلقكم منها خلق منها أباكم آدم
( واستعمركم فيها ) أي جعلكم عماراً تعمرونها وتستغلونهـا .

قال الشيخ السعدي : (واذكروا إذ جعلكم خلفاء ) في الأرض تتمتعون بها
وتدركون مطالبكم ( من بعد عاد ) الذين أهلكهم الله ، وجعلكم خلفاء من بعدهم
( وبوأكم في الأرض ) أي : مكن لكم فيها وسهل لكم الأسباب الموصلة إلى ما تريدون
ونبتغون ( تتخذون من سهولها قصوراً ) أي من الأراضي السهلة التي ليست بجبال
( وتنحتون الجبال بيوتاً ) كما هو مشاهد إلى الآن ، من آثارهم التي في الجبال
من المساكن والحجر ونحوها ، وهي باقية ما بقيت الجبال .



5 } ما سبب امتناع قوم ثمود من الإيمان بصالح ؟

سبب امتناعهم قولهم : أنه بشر – وأنه واحد منهم لا يفضل علينا بشيء .
قال تعالى ( كذبت ثمون بالنذر . فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعــه إنا إذاً لفي ضلال وسعر . أءلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر . سيعلمون غداً من الكذاب الأشر ) .
قالوا على وجه الإنكار : أنتتبع بشراً مثلنا في الآدمية .



6 } ماذا طلب قوم ثمود من نبيهم صالح عليه السلام ؟

طلبوا آية تدل على صدقه .
قال تعالى عنهم أنهم قالوا ( فأتنا بآية إن كنت من الصادقين ) .
وفي سورة الشعراء ( فأت بآية إن كنت من الصادقين ) .



7 } ما هي الآية التي جاء بها صالح ؟

ناقة عشراء تخرج من صخرة .
قال ابن كثير : وقد ذكر المفسرون أن ثمود اجتمعوا يوماً في ناديهم فجاءهم رسول الله صالح فدعاهم إلى الله وذكرهم وحذرهم ووعظهم ، فقالوا له : إن أنت أخرجت لنا من هذه الصخرة ، واشاروا إلى صخرة هناك ، ناقة من صفتها كيت وكيت ، وذكروا أوصافاً سموها ونعتوها وتعنتوا فيها ، وأن تكون عشراء [ أي مضى على حملها عشرة اشهر ] طويلة من صفتها كذا وكذا ، فقال لهم نبيهم صالح عليه السلام : أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتـم على الوجه الذي طلبتم أتؤمنون بما جئتكم به وتصدقوني فيما أرسلت به ؟ قالوا : نعم ، فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك ، ثم قام إلى مصلاه فصلى لله ما قدر له ثم دعا ربه أن يجيبهم إلى ما طلبوا أو على الصفة التي نعتوا ، فلما عاينوها كذلك رأوا أمراً عظيماً ومنظراً هائلاً وقدرة باهرة ودليلاً قاطعاً وبرهاناً ساطعاً فآمن كثير منهم ، واستمر أكثرهم على كفرهــم وضلالهم وعنادهم .



8 } ماذا طلب صالح منهم لما جاءتهم الآيــة ؟

نهاهم أن يمسوها بسوء من ضرب أو عقر أو غير ذلك .
قال لهم ( ... فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ... ) .


9 } لماذا نهاهم صالح عن التعرض للناقــة بسوء ؟

لخوفه عليهم إذا تعرضوا لها _ وقد بعثها الله لهم آية على صدقه _
أن يكون ذلك سبباً في هلاكهم ، ويدل لذلك :

قوله لهم بعد النهي ( .. فيأخذكم عذاب قريب ) .
وقوله في آية آخرى ( فيأخذكم عذاب أليم ) .



10 } ما معنى قول صالح لقومه ( هذه ناقــة الله فذروها ) ؟
قال ابن كثير :
أضافهـا لله سبحانه وتعالى إضافة تشريف وتعظيم كقوله : بيت الله .



11 } ماذا فعلوا بالناقة ؟
عقروها وقتلوهــا .
قال تعالى
( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم . وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) .



12 } من الذي تولى قتلها منهم ؟
هو قدار بن سالف .
قال تعالى ( كذبت ثمود بطغواها إذا انبعث أشقاها . فقال لهم رسول الله
ناقة الله وسقياها . فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها . ولا يخاف عقباها ) .

قال الشيخ السعدي : [ كذبت ثمود بطغواها ] أي بسبب طغيانها .
[ إذا انبعث أشقاها ] أي أشقى القبيلة وهو قدار بن سالف لعقرها حين اتفقوا على ذلك .
[ فقال لهم رسول الله ] صالح عليه السلام محذراً :
[ ناقة الله وسقياها ] أي احذروا عقر ناقة الله التي جعلها لكم آيــة عظيمــة ، ولا تقابلــوا نعمة الله عليكم بسقي لبنها أن تعقروهــا .
[ فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ] أي دمر عليهم وعمهم بعقابــه ،
وأرسل عليهم الصيحــة من فوقهــم والرجفــة من تحتهــم فأصبحـــوا
جاثمين على ركبهم لا تجد منهم داعياً ولا مجيباً .



13 } لماذا قال ( فعقروا الناقة ) مع أن الذي تولى عقرها واحد ؟

قال القرطبي : إنما اضيف العقر إلى الكل ، لأنه كان برضى الباقين .

قال ابن كثير : وكان الذي تولى قتلها منهم رئيسهم قدار بن سالف ،
وكان فعله ذلك باتفاق جميعهم ، فلهذا نسب الفعل إلى جميعهم كلهم .



14 } ماذا جمعوا في كلامهم الذي أخبر الله به في قوله
( فعقروا الناقــة وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا
إن كنت من الصادقين ) ؟


قال ابن كثير : فجمعوا في كلامهم هذا بين كفر بليغ من وجوه :
منها : أنهم خالفوا الله ورسوله في ارتكابهم النهي الأكيد في عقر الناقــة
التي جعلها الله لهم آية .
ومنها : أنهم استعجلوا وقوع العذاب بهم فاستحقوه من وجهين :
أحدهما : الشرط عليهم في قوله [ ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب قريب ] ،

والثاني : استعجالهم على ذلك .
ومنها : أنهم كذبوا الرسول الذي قد قام الدليل القاطع على نبوته وصدقه ،
وهم يعلمون ذلك علماً جازماً ، ولكن حملهم الكفر والضلال
والعناد على استبعاد الحق ووقوع العذاب بهم .



15 } ماذا قال لهم صالح لما عقروا الناقة ؟
أنذرهم بالعذاب بعد ثلاثة أيام .
قال لهم صالح ( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام وعد غير مكذوب ) .
قال ابن كثير : وكان قتلهم للناقة يوم الأربعاء .
[ ثلاثة أيام ] أي غير يومهم هذا .
[ وعد غير مكذوب } أي وعد حق غير مكذوب فيه .



16 } ماذا فعل قوم ثمود لما سمعوا تهديد صالح لهم ؟
قرووا قتله .
قال تعالى ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون .
ومكروا مكراً ومكرناً مكراً وهم لا يشعرون ) .

[ وكان في المدينة تسعة رهط ] أي وكان في مدينة صالح – وهي الحِجْر _
تسعة رجال من أبناء أشرافهم .

[ يفسدون في الأرض ولا يصلحون ] أي شأنهم الإفساد ،
وإيذاء العباد بكل طريق ووسيلة .

[ قالوا تقاسموا بالله ] أي قال بعضهم لبعض : احلفـــوا بالله .
[ لنبيتنه وأهله ] أي لنقتلن صالحاً وأهله ليلاً .

[ ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله ]
أي ثم نقول لولي دمــه ما حضرنا مكان
هلاكه ولا عرفنا قاتله ولا قاتل أهله .

[ وإنا لصادقون ] أي ونحلف لهم إنا لصادقون .
[ ومكروا مكراً ] أي دبروا مكيدة لقتل صالح .
[ ومكرنا مكراً ] أي جازيناهم على مكرهم بتعجيل هلاكهم .

قال ابن كثير : وذلك أن الله أرسل على أولئك النفر الذين قصدوا قتل صالح حجار
ة رضختهم سلفاً وتعجيلاً قبل قومهم .


17 } كيف كان هلاك قوم ثمود ؟

واعدهم صالح عليه السلام بالعذاب بعد ثلاثة أيام .
كما تعالى ( تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ) .

قال ابن كثير : وأصبح ثمود يوم الخميس وهو اليوم الأول من أيام النظرة ووجوههم مصفرة
كما وعدهم صالح عليه السلام ، وأصبحوا في اليوم الثاني من أيام التأجيل وهو يوم الجمعة
ووجوههم محمــرة ، وأصبحوا في اليوم الثالث من أيام المتاع وهو يوم السبت ووجوههم
مسودة ، فلما أصبحوا من يوم الأحد وقد تحنطوا وقعدوا ينتظرون نقمة الله وعذابه
عياذاً بالله من ذلك – لا يدرون ماذا يفعل بهم ولا كيف يأتيهم العذاب ،
وأشرقت الشمس جاءتهم صيحة من السماء ورجفة شديدة من اسفل منهم ،
ففاضت الأرواح وأزهقت النفوس في ساعة واحدة

[ فأصبحوا في دارهم جاثمين ] أي صرعى لا أرواح فيهم .
قال تعالى ( فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ) .
وقال تعالى ( وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) .
وقال تعالى ( فأخذتهم الصيحة مصبحين ) .
وقال تعالى ( إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظر ) .

قال ابن كثير :
أي بادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية وخمدوا وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات .


18 } ماذا قال صالح عليه السلام لما رآهم هلكى ؟

قال كما أخبر الله
( فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ) .

قال ابن كثير : هذا تقريع من صالح عليه السلام لقومه ، لما أهلكهم الله بمخالفتهم
إياه وتمردهم على الله وإبائهم عن قبول الحق وإعراضهم عن الهدى إلى العمى ،
قال لهم صالح ذلك بعد هلاكهم ، تقريعاً وتوبيخاً .



19 } ماذا أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بمن مر على ديارهم ؟
أمر بعدم الدخول تلك الديار ، إلا أن يكون الإنسان باكياً

عن ابن عمر . أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال لأصحابه لما وصلوا الحِجر ( لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين ، إلا أن تكونوا باكين ،
فإن لم تكونوا باكين ، فلا تدخلوا عليهم ، لا يصيبكم ما اصابهم ) متفق عليه .

قال النووي : فيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب ،
فينبغي للمار في مثل هذه المواضع المراقبة والخوف والبكاء والاعتبار بهم
وبمصارعهم وأن يستعيذ بالله من ذلك .

الفوائــد :


أولاً : أن جميع الأنبياء دعوتهــم واحدة . وهي الدعوة إلى توحيد الله وترك الشرك .
قال نوح لقومه ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ) .
وقال هود لقومه ( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ) .
وقال صالح لقومه
( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم ) .

ثانياً : أن من كذب واحداً من الرسل فقد كذب جميع الرسل .
ولهذا يقول تعالى في كل قصة ( كذبت قوم نوح المرسلين ) .
مع أن قوم نوح لم يأتهم إلا نوح .
وكذلك قال تعالى في عاد ( كذبت عاد المرسلين ) .
وكذلك في ثمود ( كذبت ثمود المرسلين ) .


ثالثاً : أن الضعفاء هم أتباع الرسل .
كما قال تعالى عن الكبراء أنهم كانوا يجادلون صالح
( قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم
أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه ) .
والسبب في ذلك :
- لأنه لا يثقل عليهم أن يكونوا تبعاً لغيرهم .

رابعاً : من أساليب الدعوة التذكير بنعم الله .
فقد قال صالح لقومه ( واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد
وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها وقصورها وتنحتون الجبال بيوتاً ... ) .

وقال لهم ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ... ) .

خامساً : كما أن أهل الإيمان يتفاضلون في الإيمان ،
فكذلك أهل الشر والفساد يتفاضلون في الشر والفساد .
فمع أن أكثر قوم صالح كانوا كافرين مفسدين إلا أن تسعة منهم
كانوا أكثرهم شراً وفساداً .ولذلك عجل الله لهم العقوبة قبل قومهم .

سادساً : أن الآيات مهما كانت واضحــة فإنها لا تهدي القوم المجرمين .
كما قال تعالى عن قوم ثمود لما جاءتهم الناقة وهي من أوضح الآيات
( وآتينا ثمود الناقة مبصرة ) أي واضحة جلية في دلالتها على وحدانية الله تعالى .

سابعاً : ينبغي الوثوق بنصر الله .
فقد دمر الله الأمم المكذبة وآبادهم عن آخرهم .
قال تعالى ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) .

ثامناً : ينبغي الاعتبار والاتعاظ عند المرور بديار المعذبين .
وقد أسرع النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مر بديار ثمود .

انتهى القسم لأول من قصص القرآن الكريــم
ويليه القسم الثاني وأوله : قصة إبراهيم عليه السلم




أخوكم
سليمان محمد اللهيميد
السعودية – رفحاء
الموقع على الإنترنت
www.almotaqeen.net
البريد
Smr89@hotmail.com
:mashaAllah:




رحمكِ الله ياقرة عيني

التعديل الأخير تم بواسطة أم سُهَيْل ; 06-09-2012 الساعة 02:33 AM
رد مع اقتباس