عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09-30-2010, 03:30 PM
أبو عبد الله الأنصاري أبو عبد الله الأنصاري غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ولا يدري أحد ما هو السؤال ، لذلك بعض الناس ممكن يأخذ الفتاوى متضاربة للعالم الواحد مثل العذر بالجهل في أصول التوحيد .
واحد يقول الشيخ بن باز مرة يقول: يعذر ومرة يقول لا يعذر ، أنا قرأت بنفسي للشيخ بن باز أنه عذر أنا قرأتها بنفسي ، وحدثني ثقة عندي ثبت أحد العلماء أنه كان حاضرًا مع الشيخ وواحد مصري يسأله ، ويقول له: يا شيخ عندنا القبور ويعبدون القبور وغير ذلك ، فهل يعذرون بالجهل ؟ قال له : من أي بلد أنت ، قال: من مصر ، قال فارجع فادعوا الناس إلى الله .لذلك لما تجد قول عالم له مثلاً له قولان متضاربان ، اعرف السؤال الذي أودي في كل مرة ، ممكن يكون في هذا السؤال من المعطيات ما ليس في هذا السؤال ، ولذلك خرج جواب العلم في هذه المرة غير جواب العالم في هذه المرة مع أن السؤال يشبه أن يكون واحدًا .فتكون مسألة أن تظاهر بالعداوة ، نعم نحن نكره أهل البدع ونحن نقاوم أهل البدع ، لكن كل إنسان له طريقة ، له ظروف معينة في بلده ، إن ظاهر بالعداوة دفنت دعوته بالكامل ، ولا يستطيع أن يتكلم مطلقًا ، فلا يرجع إليه قبل أن يقال له لما فعلت ، أو فضلاً على أن يتكلم فيه يقال له لما فعلت كذا ؟ يقول أنا فعلت كذا وكذا لكذا وكذا ، لعل له عذرًا وأنت تلومه .ثم بن الجوزي في النهاية ذكر أبياتًا من الشعر
يقول:
فَتَبَصّرَ ولا تَشِـم كُلّ بَـــرقٍ
رُبَّ بَرقٍ فِيهِ صَوَاعِقُ حَينِ
الحين: هو الهلاك .
لا تشم: أي لا تنظر كل برق يأتي تنظر فيه وأين سيمطر ، لا ربما لا يكون فيه مطر كما في الصحيحين من حديث عائشة- رضي اللهعنها- قالت: "ما رأيت النبي مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواته ، وكان إذا رأى الغيم كرب له ، فقلت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم استبشروا له ، لما يكون فيه من المطر وأراك كلما رأيت الغيم كربت له ، قال: يا عائشة وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ، عذب قوم بالريح " ، وهؤلاء القوم الذين يشير إليهم النبي هم الذين لما رأوا هذا الغيم في السماء ، فقال الله- عز وجل- ﴿ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾ فقال الله- عز وجل- ﴿ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا ﴾(الأحقاف:25:24) ، فليس كل ما ترى برقًا لابد أن يكون فيه مطر بعده ، مع أن العادة البرق إذا كان يكون بعده مطر ، لكن لا يلزم ، ممكن يكون البرق هذا برق هلاك ، وليس برق يعقبه مطر .
يقول:
فَتَبَصّرَ ولا تَشِـم كُلّ بَـــرقٍ
رُبَّ بَرقٍ فيه صَوَاعِقُ حَينِ
واغضض الطرف تسترح من غرامٍ
تكتسي فيه ثوب ذلٍ وشينِ
فبـَـلَاءُ الفَتى مُوَافَقةِ النَّفــسِ
وَبِدءُ الهَوىَ طِمُوحُ العَيـنِ

على ما وضحنا في المرة السابقة أن أكثر البلاء إنما يكون من حاسة العين لأنها تشتت أغلب عمل القلب .
انْتَهَي الْدَّرْس الْسَّادِس
الْمُحَاضَرَة الْسَّابِعَة
قال بن الجوزي- رحمه الله تعالي-: ( خَطَرَت لِي فِكرَةٌ فيمَا يجرِي علَى كَثيرٍ مِن العَالَمِ من المَصائبِ الشَّدِيدةِ و البَلَايَا العَظِيمَةِ التي تَتَنَاهَى إلى نِهَايةِ الصِعٌوبَةِ فقُلتُ: سُبحَانَ الله ، إن الله أَكرَمُ الأَكرَمِين والكَرمُ يُوجِبُ المُسَامَحة فَما وَجهُ هَذِهِ المُعَاقَبة ؟ فَتفَكرتُ فَرأيتُ كَثِيرًا من النَّاسِ في وجُودِهِم كالعَدم لا يَتَصَفَحُونَ أدِلَةَ الوِحدَانِية ولَا يَنظُرُونَ في أَوامِرِ الله تَعالَى ونَواهِيهِ بَل يَجرُونَ على عَادَاتِهِم كَالبَهَائِم ، فإِن وَافَقَ الشَّرعُ مُرَادَهُم وإِلَّا فَمُعَولَهُم عَلى أغرَاضِهِم ، وبَعد حِصُولِ الدينَارِ لا يُبَالُونَ أَمِن حَلَالٍ كانَ أَم مِن حَرَام ، وَإن سَهُلَت عَليهِم الصَّلاةِ فَعَلُوهَا وَإن لَم تَسهُل تَرَكُوهَا ، وفِيهِم مَن يُبَارِزُ بالذِنوبِ العَظِيمة مَع نَوعِ مَعرِفَةِ النَّاهِي ، ورُبمَا قَويَت مَعرِفَةِ عَالِمٍ مِنهُم وتَفَاقَمَت ذِنُوبَه ،فَعَلِمتُ أن العِقُوبَاتِ وإِن عَظُمَت دُونَ إِجرَامِهِم ، فَإِذا وقَعَت عُقُوبَةٌ لِتُمَحِصَ ذَنبًا صَاحَ مُستَغِيثُهُم: تُرَى هَذَا بِأَي ذَنب ؟ وَيَنسَى مَا قَد كَانَ مِمَا تَتَزَلزَلُ الأَرضَ لِبَعضِه وقَد يُهَانُ الشَّيخُ في كِبَرِهِ حَتَى تَرحًمَُه القُلُوب ، وَلَا يُدرَي أِنَّ ذَلِكَ لِإِهمَالِهِ حَقَّ الله تَعَالَى في شَبَابِهِ فَمَتَى رَأَيتَ مُعًاقَبًا فَاعلَم أِنَّه لِذِنُوب ).
أَعْظَم مُصِيَبَة يُبْتَلَى بِهَا الْعَبْد الْذُّنُوب:فهنا في هذه الخاطرة يضع بن الجوزي- رحمه الله تعالي- يده على أعظم مصيبة يُبتلى بها العبد وتكون جَالبةً لكل عقوبة من الرب- تبارك وتعالي- ألا وهي الذنوب ، وأنا أذكر لما وقع الزلزال في مطلع التسعينيات أظن كان سنة تسعين واحد وتسعين ، في هذه الآونة خرج بعض الصحفيين يردوا على أهل العلم الذين ذكروا الناس بأن هذا إنما هو بذنب ، فأنكر أن تكون مثل هذه العقوبات لذنب ، أن الله يعاقب بذنب .وخرج أكثر من صُحفي وفي هذه الآونة كنت قد تناولت هذه المقالات بالرد في بعض خطب الجمعة ، ونحن نعلم أن الله- عز وجل- لا يعاقب أحداً إلا بذنب وما من مصيبة تقع علي أي دابة كانت إلا بذنب ، حتى البهائم بالرغم أنها غير مكلفة ، إلا أننا مثلاً نعلم أن في بعض الأحاديث أن النبي قال لأبي ذر وقد رأى عنزين ينتطحان قال:" يا أبا ذر تعلم فيما ينتطحان ؟ قال لا يا رسول الله ، قال إن الله- عز وجل- يعلم وسيفصل بينهما " . ونحن نعلم أيضًا في بعض الأخبار الصحيحة أن رسول الله- - أخبرنا :" أن الله تعالي يقتص للشاة الجلحاء من القرناء " ، والجلحاء:أي مكسورة القرن أو التي لا قرن لها ، " يقتص لها من القرناء ، ثم يقول للأنعام كونوا ترابًا فحينئذٍ يقول الكافر يا ليتني كنت ترابًا " ، وفي صريح الآية في قوله تعالي:﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ(فاطر:45) .إذًا نحن نمشي على الأرض بفضل محض تفضل الله- تبارك وتعالي- فما من عقوبة تنزل إلا بذنب وقع لكن وقع الذنب على العبد يختلف ، فمرة تكون العقوبة لتمحيص ذنب أو لرفع ضرر ، هذا اسمه أثر وقع الذنب على العبد ، أما وقوع الذنب ابتدءًا فلابد أن يكون لعقوبة ، وهذا المعنى موجود في كثير من آيات القرءان العظيم منها قول الله- تبارك وتعالى- مثلاً:﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ(أل عمران:11) ، فهذا دليل على أن الله ما أخذهم إلا بذنوبهم ، وكقول الله تعالي:﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾(أل عمران:165) ، وكقول الله تعالي:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾(المائدة:18) .الشاهد من الآية:وفي هذه الآية دلالة على أن المحب لا يعذب من أحب ، بل لأجل هذا المحب لا يعذب المرء بوجود هذا المحب ، وعندنا في هذا المعنى آية وحديث ، أما الآية فقول الله تعالي:﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ (التوبة:33) وهذه خاصة أو خصوصية للبني- عليه ، لأن الله أهلك كثيراً من الأمم في حياة أنبيائهم فأقر عين النبي بهلاكهم إلا هذه الأمة ، فإن النبي دعا ربه ألا يهلكهم هلاكًا عامًا ، فأجابه الله تبارك وتعالى إلى ذلك ، فيكون ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ .والحديث الآخر وهو في الصحيحين في حديث الملائكة الذين يلتمسون مجالس الذكر ثم يجدون بغيتهم عند أناس يذكرون الله- تبارك وتعالى- فيتفضل الله عز وجل أن يغفر لهؤلاء الجلوس فيقولون: "يارب إن فيهم عبدًا ليس منهم أي ما جاء يذكر الله- تبارك وتعالى- معهم ، إنما جاء لحاجة قال: "هم القوم لا يشقي بهم جليسهم ."ففي هذه الآية:﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ﴾ فهم يزعمون ذلك قال:﴿ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ُ﴾ ، لأنهم لو كانوا ذلك ما عذبهم ، وأنت تقرأ مثلاً في قوله- تبارك وتعالي- للنبي:﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ ﴾(التوبة:43) ، فعفا عنه قبل العتاب قدم العفو قبل العتاب ، فهنا في هذه الآية أيضًا إن التعذيب لا يكون إلا بسب الذنوب .وفي قوله تعالي:﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾(المائدة:49) وهذا أيضًا نصٌ في أن الإصابة أو المصيبة لا تكون إلا بذنب ، وكذلك قال الله تعالي:﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ(الأنعام:6) وكذلك قول الله- تبارك وتعالي-:﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ﴾(الأعراف:100) ، فهذا أيضًا نصٌ أن العقوبة لا تكون إلا بذنب ، وكذلك قول الله- تبارك وتعالي-:﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ (الأنفال:53،52) ، ضرب مثلاً بآل فرعون ثم جعل الآية عامة في كل أمة بعد ذلك بهذه الآية:﴿ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ، وهذه الآية لها أخت في سورة الرعد بنفس المعنى﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾(الرعد:11) .فما الأولي التي هي المصائب ، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَاأي ما أنزله من عقوبات على قوم ، ﴿حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا﴾ أحدثوه ، فـ (ما) الأولى هي العقوبات و(مـا) الثانية هي المخالفات ، فما من مخالفة إلا يقابلها عقوبة ، فإن رفعت المخالفة رفعت العقوبة ، وهذا كلام واضح ، الذين يحرصون على الإصلاح في المجتمعات ، لاسيما في مجتمعات المسلمين ، يرون المخالفات تملأ ديار المسلمين ومع ذلك يشتكي شاكيهم لماذا هذه العقوبات .تقريبًا كل مناحي الحياة عندنا فيها مخالفات سواء على مستوى الجماعات أو على مستوى الأفراد .
على المستوى العام: القانون الوضعي ، كثير من أحكام الشريعة بدلت ولازال حتى الآن تبدل الأحكام ، اليوم لما يتكلموا عن ختان الإناث ، كنا متحملين إن واحد يقول أن الختان ليس واجبًا ، كان الأمر محتمل أن يقال ليس واجبًا ، أو حتى أن يقول هو مباح ولولي الأمر أن يقيد المباح ، كما هم يتكلمون اليوم ، الذي يتحدث فيهم ويكون فاهمًا قليلاً يقول هاتين الكل يقول لا ، هو لا واجب ولا مستحب ، إنما هو مباح ولولي الأمر أن يقيد المباح .نعم هذه قاعدة نوافق عليها ، لكن لا نوافق على تطبيقها على هذا لأن ختان الإناث ليس مباحًا فقط :
حُكْمُ خِتَانُ الْإِنَاثِ: 1- على رأي أكثر أهل العلم من المالكية والحنفية والحنابلة أنه مستحب ، مكرمة 2- والشافعية مشهور ومعروف أنهم يوجبون ختان الإناث وهذا هو الصحيح .وحتى الآن الأمر يمشي ولم نخرج عن أقوال أهل العلم جملة ، حتى نبتلى بواحد يخرج ويقول ختان الإناث حرام الأحكام الشرعية لا يقبل من أحد أن يأتي بحكم بعد هذه الأزمان المتطاولة يخرج عن كل كلام أهل العلم ، إنما ممكن بالذات فيما يتعلق بالحلال والحرام الحلال والحرام مسائل منضبطة ومرت هذه الأحكام على ملايين المسلمين سواء كان من جهة العلماء أو من جهة العوام ، أي من لدن رسول الله- حتى الآن والحكم سائر حلال ، حرام ، فلا يتصور أن يغيب حلال أو حرام عن الأمة جميعًا ولا تعرفه ، هذا مستحيل ، واحد يكتشف اليوم أنه كان في الأزمنة القديمة كان مستحبًا وصار الآن حرامًا خاصة الأحكام التي لها أدلة ,قد يكون هذا في بعض الأحكام التي تدخل تحت المصالح المرسلة مثلاً ، أو الأحكام التي يمكن أن تتغير بتغير الزمان ، وهذه عادة لا يكون لها أدلة خاصة يكون لها أدلة عامة ، مكن تكون هذه المسألة في بعض الأحكام ، إنما ليس في مسألة كبيرة مثل ختان الإناث ، الدنيا تتبدل وتتغير .
حُكم اقْتِنَاءِ الْكِلَابِ:اقتناء الكلاب لغير زرع ولا ضرع ولا ماشية أي حراسة النصوص فيها واضحة حديث أبو هريرة وحديث بن عمر وغيرهم من الصحابة أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال:" ينقص قيراط من أجر العبد إذا اقتني كلبًا ليس كلب زرع ولا ضرع ولا ماشية " .نأتي اليوم من أجل أولاد الأغنياء لأنهم يشترون الكلاب ويركبونها السيارات معهم وغير ذلك ، ونحن نذهب إلى النوادي الكبيرة ، نذهب إلى نادي الشمس ونادي الصيد وكل يأتي بالكلب معه وهو قادم ، فأنا ماذا أقول لهؤلاء ؟ أقول لهم سينقص من أجره كم قيراط ، وهو لا عنده قيراط ولا ربع قيراط ولا حتى سهم ، أغلبهم ممن يتركون الصلاة ، فاليوم الجماعة الذين حضروا لكي يسمعونني وكل واحد يسحب الكلب خلفه فماذا أقول لهم ؟ يقول تتبدل الأحكام ، يقول لك إن الكلاب ليس فيها مشكلة ، لأن لعاب الكلب طاهر علي قول مالك وغير ذلك ، والغسل سبع ليست مفهومة المعنى ، فأنا لماذا أبدل ؟ .اليوم لما يكون التبديل على المستوى الكبير وهذا منفذ واحد فقط ، هذا بخلاف الفضائيات ، وغير النت وغير الألوف المؤلفة الذين يتكلمون في دين الله- عز وجل- في ربوع الأرض وغير ذلك ، ونحن أمام مسخ كامل ، فلابد في هذه الآونة أن يقف المرء وقفة صادقة وأن يرد الناس إلى أحكام الله- تبارك وتعالي- فهذه كلها ذنوب ، لما تتبدل الأحكام على رؤوس الأشهاد ولا يقف أهل العلم ليصونوا هذا الدين ويحرسوه من التغير ، فلهذا ممكن يأتي هلاك عام يضيع الأمة كلها وهذا ذنب من الذنوب .اليوم لما يكون القبة ، اليوم الأحكام تتبدل ، هذا غير أحكام الزنا مثلاً أن الزنا ممكن يتم بالتراضي وتسقط القضية دخل الرجل وجد رجلاً مع امرأته إذا الرجل سامح في هذا يسقط الحد ، وطبعًا هذه مسألة موجودة ومعروفة هذا بخلاف القانون الجنائي وهذا الكلام .أنت لما تنظر إلى شتى مناحي الحياة ، القبة نفسها فيها مخالفات ، والبيوع فيها مخالفات كثيرة جدًا ، لماذا لأن أغلب التجار ليس لهم علاقة بالدين فيما يتعلق بصفقاتهم ، ممكن يكون يصلي وغير ذلك لكن ليس له علاقة بأن هذه الصفقة حلال أم حرام ، هو له علاقة بالمكسب ماذا تحقق له من المكسب ؟ ولذلك تجد التجار الكبار أصحاب الشركات الكبيرة له محاسب وله مستشار قانوني وليس له مفتي ، مع أن المفتي بلا أجر مجانًا ، المفتي يأخذ منه ساعة أو ساعتين ، وساعات يرسل له ويدور به وفي النهاية شكرًا لك يا مولانا ، السلام عليكم لا يوجد يمين ولا شمال .إنما المحاسب يأخذ فلوس والمستشار القانوني يأخذ فلوس ، ما معني هذا ؟ ، معناها أن قصة الحلال والحرام غير موجودة ، والأصل في البيوع الحل ، العبادات مثلاً الأصل فيها الحرمة ، أنت لا تستطيع أن تعبد الله- عز وجل- إلا بنص ، لأنه لا يجوز لك أن تعبد الله إلا بنص ، لأنه لا يجوز أن تعبد الله إلا بما يحبه الله- تبارك وتعالى- ، وأنت لا تعرف أن الله يحب هذا أو يكرهه إلا عن طريق الرسول- عليه الصلاة والسلام- ، في الآخر سترجع إلى نص ، تعبد الله بغير مستند يقول لك بدعة .البيوع الأصل فيها الحل ، ونحن أمة مستهلكة أم أمة منتجة ، لا طبعًا نحن أمة مستهلكة ، كل حاجة إلا قليلاً نأتي بها بالكرى ، فهم الذين يبيعون ، والذي يبيع يريد أن يؤمن نفسه ويؤمن مكسبه وغير ذلك ، فيضع من الشروط ما يوافق غرضه ، قد يكون في شرط من الشروط هذه فيه حرمة ، لأن الذي وضع هذه الشروط كافر ، المنتج كافر ، أنت كمسلم تذهب وتعمل الصفقة كلها و لا يخطر على بالك ولا يدري على قلبك إن فيه حرام وحلال في هذه المسألة ، ويذهب ويجمع الأموال الكثيرة ، ويجمع الملايين والمليارات ، وذلك لأجل من إن شاء الله .الذي سيأتي وراءك لا يستحق هذه الفلوس ، أنت الذي ستسأل عنها كلها وتنتقل له بتغير المحل حلالاً زلالاً إلا بما يتعلق بالمال المغصوب المعين ، هذا فقط الذي سيرجعه الوريث ، إنما المال حتى لو كان من حرام إذا تغير المحل انتقلت العين من شخص لشخص صار حلال ، إلا المال المغصوب المعين .مثلاً: واحد والده أخذ قطعة أرض ملك فلان الفلاني وأغتصبها منه ، والابن يعلم أن الأب اغتصب هذه الأرض التي هي ملك فلان الفلاني ، لا يجوز له أن يأخذ هذا المال ، إنما يجب عليه أن يرجع هذا المال المغتصب إلى هذا المعين لكن لو هو جمعها من المخدرات والسرقة وموسيقى وخمر وغير ذلك وكلها متداخلة في بعضها ، فإذا انتقلت العين انتهت ، فأنت لمن تجمع ؟ .فيكون معني أنه لا يوجد مفتي للتاجر ، فهذا مؤذنٌ بتقليل رقعة الدين في قلبه أنظر عندنا البيوع كيف شكلها ، فإذا يممت وجهك في أي مكان وجدت مخالفات ، هذه المخالفات في مقابلها عقوبات ،والله- عز وجل- يقول:﴿ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .حتى الأرض المغتصبة من المسلمين سببها مخالفات كما في حديث بن ماجه وهو النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: " خمس أعيذكم أن تدركوهن من هذه الخمسة: ولا غير قوم أحكام الله- عز وجل- إلا سلط عليه عدوًا فأخذ بعض ما في أيديهم " .اليوم نحن نقاتل لكي نرجع الأرض وتركنا المخالفات تملأ ديار المسلمين ، ربنا عز وجل قالها صريحة واضحة ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ﴾(أل عمران:126) ، العدة والعتاد هذا سبب من الأسباب لكن لا يتنزل النصر بهما فقط ، إنما النصر من عند الله- عز وجل- يتفضل على من يشاء بإنزال النصر ، وأنت تريد أقصر طريق للنصر فاتق الله وارفع المخالفات . فهذه الآية توسطت كلامًا عن أل فرعون في سورة الأنفال ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ، أنظر الآية التي قبلها مباشرة ﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ ، والآية التي بعدها ﴿ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ ﴾(الأنفال:54) .وكذلك في سورة العنكبوت ﴿ فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾(العنكبوت:40) وكذلك قوال الله تعالي:﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الأرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴾(غافر:21) ، وكذلك قول الله تعالي:﴿ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾(الشمس:14) .والقرءان المجيد فيه آيات كثيرة على أن كل عقوبة ينزلها الله- تبارك وتعالي- إنما تكون بذنب ، حتى في أيام الجفاف ، المطر ، كمية المطر التي تنزل من السماء واحدة بمكيال ، أيام الجفاف لما لم ينزل المطر ، أين يذهب
رد مع اقتباس