عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04-28-2013, 01:40 PM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

توحيد الأسماء والصفات من المعلوم بالدين ضرورة


فأما توحيد الأسماء والصفات فهو من المعلوم من الدين ضرورة وهو أصل الدين الأصيل، وغاية التوحيد، لأن معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا هو أشرف العلوم، ومنتهى الإرادات وعلى أساس هذه المعرفة يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص والمقصود بتوحيد الأسماء والصفات إثبات ما أثبته الله لنفسه وأثبته له رسله ونفي ما نفاه عن نفسه سبحانه وتعالى، ونفاه عنه رسله، وهذا القسم من أقسام التوحيد لا شك أنه أعلاها وأولها وأهمها، لأنه على أساس العلم الصحيح السليم بالله يكون الإيمان الصحيح فلا إيمان بغير علم، والعلم بصفات الله هو أساس الإيمان ولا شك أن توحيد الأسماء والصفات أشمل وأعم مما نسميه بتوحيد الألوهية والربوبية لأن العلم بكون الله هو الإله الحق، الذي لا تجوز العبادة لأحد إلا له سبحانه وتعالى والتوجه إليه على هذا الأساس فرع من العلم بأسماء الله وصفاته، وكذلك الإيمان بربوبية الله وأنه الخالق الباريء المصور‏.‏‏.‏ كل هذا جزء من توحيد الأسماء والصفات، ولذلك فما سمي بتوحيد الربوبية هو جزء مما يسمى أيضاً بتوحيد الأسماء والصفات وهذا يعني أن توحيد الأسماء والصفات أشمل وأعم من توحيد الألوهية والربوبية‏.‏





* وهذه الأسماء والاصطلاحات لا شك أنها أسماء واصطلاحات لم يتكلم بها الله ولا رسوله على هذا النحو وإنما أطلقها علماء السلف رضوان الله عليهم وليس هذا من البدع المحدثة بل هو من التقسيمات العلمية التي تيسر سبيل المعرفة كما يقال علم التفسير وأصول التفسير، وعلم الحديث، ومصطلح الحديث، والفقه وأصول الفقه وعلم التوحيد، وكل هذه الأقسام لم تأت في القرآن أو في السنة، ولم يعلم الرسول الأمة الدين مقسماً على هذا النحو فيعطيهم مثلاً درساً في التفسير وآخر في الحديث وثالثاً في السيرة‏.‏‏.‏ وإنما كان العلم الشرعي جملة واحدة ثم حدثت هذه الأقسام والتفريعات والاصطلاحات لتيسير تعلم العلوم، وكذلك الشأن في قولنا توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية والربوبية إنما هي فصول في علم واحد وهي مسائل الإيمان بالله ولأن الإيمان بالله يندرج تحته فصول كثيرة من العلوم لهذا احتاج العلماء إلى هذه الاصطلاحات فقالوا توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وجاء أيضاً من قال توحيد الحاكمية وهذا عندما نشأ في المسلمين من فرق بين أمور الدين وأمور الدنيا، وظن أن للمسلم الخيار في أن يتحاكم إلى شرع الله أو شرع غيره، فجاء من قال من العلماء المحدثين أن الإيمان بالله يقتضي أن نؤمن بأنه لا حكم إلا له كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ألا له الخلق والأمر‏}‏ وقال ‏{‏والله يحكم لا معقب لحكمه‏}‏ فأطلق من هذه الآيات وما شابهها وسمي نوعاً جديداً من أنواع التوحيد هو ‏(‏توحيد الحاكمية‏)‏ ولا شك أن المعني الذي قصده من أطلق هذا اللفظ صحيح وإن كان الاصطلاح نفسه واللفظ حادث وكما أسلفنا ليس هذا من باب الابتداع وإنما هو من المصالح الشرعية لتقريب المعنى المراد إلى الذهن، وتفصيل العلوم وإيضاح المراد‏.‏



* وكما أسلفنا فتوحيد الأسماء والصفات أشمل وأعم أقسام التوحيد بل كل أنواع التوحيد تتدرج تحت هذا النوع وهو يعني الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه ووصف به رسوله، وكذلك تسمية الله سبحانه بما سمى نفسه، وبما سماه به رسوله، وقد أطلق علماء السلف هذا الاسم ‏(‏توحيد الأسماء والصفات‏)‏ عندما نشأ في المسلمين من يفرق بين صفة لله وصفة، فما وافق عقولهم قبلوه وما لم يوافق ردوه ومن الصفات التي ردها كثير من الزنادقة ومن لف لفهم وسار خلفهم من الجهمية والمعتزلة والأشعرية وغيرهم‏:‏ صفات الغضب والرضا، والفرح والضحك، والحب والبغض والمقت، وكذلك صفة العلو والاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا، وكذلك صفة اليد، والقدم والساق والأصابع، والوجه وقالوا كل هذه الصفات إثباتها لله يقتضي التجسيم والتشبيه، والحال أنها صفات ثابتة لله سبحانه وتعالى بالنصوص القطعية في الكتاب والسنة، وليس هذا مجال سرد هذه النصوص، وإنما أحببنا هنا فقط بيان السبب في إطلاق اسم ‏(‏توحيد الأسماء والصفات‏)‏ الذي جعله علماء السلف نوعاً من أنواع التوحيد التي يجب العلم والإيمان بها‏.‏
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس