عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 09-18-2010, 08:07 PM
ام بسمة ام بسمة غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

[SIZE=5]

موقف من حياة النبى صلى الله علية وسلم












عزيز المسلم تعالى نتعرف على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لنقتدي بها وتكون لنا مصابيح في ظلام الجهل والظلم .
الحلقة الأولى
ـ موقف من مواقف العدل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرب روى
أبو نعيم في (معرفة الصحابة ) (3133 ) عن حبان بن واسع ، عن أشياخ من قومه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، وفي يده قدح
يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار قال : وهو
مستنتل من الصف( ) ، فطعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقدح في بطنه ،
وقال : « استو يا سواد » فقال : يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله
بالعدل ، فأقدني قال : فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم « استقد »
قال : يا رسول الله إنك طعنتني وليس علي قميص قال : فكشف رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن بطنه ، وقال : « استقد » قال : فاعتنقه ، وقبل بطنه ،
وقال : « ما حملك على هذا يا سواد ؟ » قال : يا رسول الله ، حضرني ما ترى
، ولم آمن القتل ، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك ، فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم له بخير ، وقاله ( )وذكره ابن القيم في زاد
المعاد (3/627) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2835)
فهذه أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه وفي أحلك المواقف عند
تسوية الصفوف للقتال ، وفعل صدر منه صلى الله عليه وسلم لا يقصد به أذى ،
ولم يؤلم سواد ، ورغم ذلك من حقه أن يقتص حتى ولو كان الفاعل هو رسول
اللهصلى الله عليه وسلم . فهل يوجد في تاريخ البشر مثل هذا ؟!!!
موقف آخر من مواقف عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع يهودي ضد صاحبه :
- عَنِ ابْنِ أَبِي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيِّ : أَنَّهُ كَانَ لِيَهُودِيٍّ
عَلَيْهِ أَرْبَعَةُ دَرَاهِمَ فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا
مُحَمَّدُ إِنَّ لِي عَلَى هَذَا أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ وَقَدْ غَلَبَنِي
عَلَيْهَا






فَقَالَ : أَعْطِهِ حَقَّهُ ، قَالَ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا
أَقْدِرُ عَلَيْهَا ، قَالَ : أَعْطِهِ حَقَّهُ ، قَالَ : وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَقْدِرُ عَلَيْهَا قَدْ أَخْبَرْتُهُ أَنَّكَ
تَبْعَثُنَا إِلَى خَيْبَرَ فَأَرْجُو أَنْ تُغْنِمَنَا شَيْئًا
فَأَرْجِعُ فَأَقْضِيهِ قَالَ : أَعْطِهِ حَقَّهُ ، قَالَ : وَكَانَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ ثَلاثًا لَمْ يُرَاجَعْ .
فَخَرَجَ بِهِ ابْنُ أَبِي حَدْرَدٍ إِلَى السُّوقِ وَعَلَى رَأْسِهِ
عِصَابَةٌ وَهُوَ مُتَّزِرٌ بِبُرْدٍ ، فَنَزَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ
رَأْسِهِ فَاتَّزَرَ بِهَا وَنَزَعَ الْبُرْدَةَ فَقَالَ : اشْتَرِ مِنِّي
هَذِهِ الْبُرْدَةَ فَبَاعَهَا مِنْهُ بِأَرْبَعَةِ الدَّرَاهِمِ
فَمَرَّتْ عَجُوزٌ فَقَالَتْ : مَا لَكَ يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم ؟




فَأَخْبَرَهَا ، فَقَالَتْ : هَا دُونَكَ هَذَا بِبُرْدٍ عَلَيْهَا طَرَحَتْهُ عَلَيْهِ.( )
فها هو صلى الله عليه وسلم ينصف يهودي ولو كان الخصم أحد أصحابه .
موقف النبي صلى الله عليه وسلم مع بني النضير وعدله معهم بعد غدرهم ونبذهم للعهد :
ـ غدر اليهود من بني النضير ومعاملة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالعدل
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على اليهود العهود والمواثيق بالأمان ولكن
اليهود لا عهد لهم فحين " كتب كُفَّارُ قُرَيْشٍ بَعْدَ وَقْعَةِ بَدْرٍ
إِلَى الْيَهُودِ : إِنَّكُمْ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَالْحُصُونِ ،
وَإِنَّكُمْ لَتُقَاتِلُنَّ صَاحِبَنَا أَوْ لَنَفْعَلَنَّ كَذَا وَكَذَا
، وَلا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَدَمِ نِسَائِكُمْ شَيْءٌ ـ وَهِيَ
الْخَلاخِيلُ ـ ، فَلَمَّا بَلَغَ كِتَابُهُمْ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم أَجْمَعَتْ بَنُو النَّضِيرِ بِالْغَدْرِ ، فَأَرْسَلُوا إِلَى
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : اخْرُجْ إِلَيْنَا فِي ثَلاثِينَ
رَجُلا مِنْ أَصْحَابِكَ وَلْيَخْرُجْ مِنَّا ثَلاثُونَ حَبْرًا حَتَّى
نَلْتَقِيَ بِمَكَانِ الْمَنْصَفِ فَيَسْمَعُوا مِنْكَ ، فَإِنْ
صَدَّقُوكَ وَآمَنُوا بِكَ آمَنَّا بِكَ ، فَقَصَّ خَبَرَهُمْ ، فَلَمَّا
كَانَ الْغَدُ غَدَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
بِالْكَتَائِبِ فَحَصَرَهُمْ فَقَالَ لَهُمْ :
إِنَّكُمْ وَاللَّهِ لا تَأْمَنُونَ عِنْدِي إِلا بِعَهْدٍ تُعَاهِدُونِي
عَلَيْهِ ، فَأَبَوْا أَنْ يُعْطُوهُ عَهْدًا ، فَقَاتَلَهُمْ يَوْمَهُمْ
ذَلِكَ ، ثُمَّ غَدَا الْغَدُ عَلَى بَنِي قُرَيْظَةَ بِالْكَتَائِبِ
وَتَرَكَ بَنِي النَّضِيرِ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى أَنْ يُعَاهِدُوهُ
فَعَاهَدُوهُ ، فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ ، وَغَدَا عَلَى بَنِي النَّضِيرِ
بِالْكَتَائِبِ فَقَاتَلَهُمْ ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى الْجَلاءِ فَجَلَتْ
بَنُو النَّضِيرِ وَاحْتَمَلُوا مَا أَقَلَّتْ الإِبِلُ مِنْ
أَمْتِعَتِهِمْ وَأَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ وَخَشَبِهَا ، فَكَانَ نَخْلُ
بَنِي النَّضِيرِ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً
أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهَا وَخَصَّهُ بِهَا فَقَالَ : (وَمَا أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ
خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ) ، يَقُولُ : بِغَيْرِ قِتَالٍ ، فَأَعْطَى
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَهَا لِلْمُهَاجِرِينَ ،
وَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ وَقَسَمَ مِنْهَا لِرَجُلَيْنِ مِنْ الأَنْصَارِ ،
وَكَانَا ذَوِي حَاجَةٍ لَمْ يَقْسِمْ لأَحَدٍ مِنْ الأَنْصَارِ
غَيْرِهِمَا وَبَقِيَ مِنْهَا صَدَقَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم الَّتِي فِي أَيْدِي بَنِي فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ." ( )
وقد أخبر الله تعالى في كتابه عن العدل في القتال فقال سبحانه : (فَمَنِ
اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ)(البقرة: من الآية194)
وقال سبحانه في عقاب الخصم : (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ
مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)
(النحل:126) فليس المسلم هو الذي يبدأ بالاعتداء على أحد ، ولو فعل فقد
خرج عن شرع الله تعالى وصار ظالما .
ولو طبق أهل الأرض هذه المبادئ السامية الرفيعة لما اعتدى أحد على أحد ،
ولما قاتل الناس بعضهم بعضا . ولما ذهقت أرواح بريئة في حروب ليس فيها غير
الدمار والخراب

رد مع اقتباس