عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06-22-2011, 11:03 PM
نصرة مسلمة نصرة مسلمة غير متواجد حالياً
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
 




افتراضي

كان صلَّى الله عليه وسلم يتخير في خطابه، و يختارُ لأمته أحسن الألفاظ و أبعدها من ألفاظ أهل الجفاء و الفحش، فلم يكن فاحشًا و لا متفحشًا و لا صخابًا و لا فظًا.
و كان صلَّى الله عليه وسلم يكره أن يستعمل اللفظ الشريف في حق من ليس كذلك ، و أن يستعمل اللفظُ المكروه في حق من ليس أهله.
فمن الأول منعه أن يُقال للمنافق سيِّد ، و منه أن يُسمى العنب كرمًا، و منعه من تسمية أبي جهل بأبي الحكم، و كذلك تغييره لاسم أبي الحكم من الصحابة بأبي شريح و قال : إنَّ الله هو الحكم و إليه الحُكم، و منه نهيه المملوك أن يقول لسيِّده ربي ، و للسيِّد أن يقول لمملوكه: عبدي و أمتي.

و من الثَّاني: أن تطلف الفاظ الذَّم على من ليس أهلها ، فمثل نهيه عن سب الدَّهر و قال:إنَّ الله هو الدَّهر.
و من هذا قوله : " لا يقولنَّ احدكم تعس الشيطان، فإنّّه يتعاظم حتّضى يكون مثل البيت، و يقول صرعته بقوتي، و لكن ليقل: باسم الله، فإنَّه يتصاغر حتَّى يكون مثل الذباب ، و في حديث آخر : " إنّض العبد إذا لعن الشيطان يقول : إنَّك لتلعنُ ملعنًا" وهكذا قول أخزى الله الشيطان، و قبَّح الله الشيطان ، فإنَّ كل ذلك يُفرحه، و يقول : علِم ابن آدم أنِّي نِلته بقوتي ، و ذلك ما يُعينه على إغوائه ، فأرشد صلّضى الله عليه وسلم مَنْ مسَّّهُ شيء من الشيطان " أن يذكر الله ، و يذكر اسمه ، و يستعيذ بالله منه ، فإنَّ ذلك أنفع له ، و أغيظ للشيطان" .

مختصر زاد المعاد للإمام ابن قيِّم الجوزية
تأليف الإمام محمد بن عبد الوهاب
التوقيع

ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين
ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا

هجرة







رد مع اقتباس