06-22-2011, 11:03 PM
|
" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان فطغت حلاوة الإيمان "
|
|
|
|
كان صلَّى الله عليه وسلم يتخير في خطابه، و يختارُ لأمته أحسن الألفاظ و أبعدها من ألفاظ أهل الجفاء و الفحش، فلم يكن فاحشًا و لا متفحشًا و لا صخابًا و لا فظًا.
و كان صلَّى الله عليه وسلم يكره أن يستعمل اللفظ الشريف في حق من ليس كذلك ، و أن يستعمل اللفظُ المكروه في حق من ليس أهله.
فمن الأول منعه أن يُقال للمنافق سيِّد ، و منه أن يُسمى العنب كرمًا، و منعه من تسمية أبي جهل بأبي الحكم، و كذلك تغييره لاسم أبي الحكم من الصحابة بأبي شريح و قال : إنَّ الله هو الحكم و إليه الحُكم، و منه نهيه المملوك أن يقول لسيِّده ربي ، و للسيِّد أن يقول لمملوكه: عبدي و أمتي.
و من الثَّاني: أن تطلف الفاظ الذَّم على من ليس أهلها ، فمثل نهيه عن سب الدَّهر و قال:إنَّ الله هو الدَّهر.
و من هذا قوله : " لا يقولنَّ احدكم تعس الشيطان، فإنّّه يتعاظم حتّضى يكون مثل البيت، و يقول صرعته بقوتي، و لكن ليقل: باسم الله، فإنَّه يتصاغر حتَّى يكون مثل الذباب ، و في حديث آخر : " إنّض العبد إذا لعن الشيطان يقول : إنَّك لتلعنُ ملعنًا" وهكذا قول أخزى الله الشيطان، و قبَّح الله الشيطان ، فإنَّ كل ذلك يُفرحه، و يقول : علِم ابن آدم أنِّي نِلته بقوتي ، و ذلك ما يُعينه على إغوائه ، فأرشد صلّضى الله عليه وسلم مَنْ مسَّّهُ شيء من الشيطان " أن يذكر الله ، و يذكر اسمه ، و يستعيذ بالله منه ، فإنَّ ذلك أنفع له ، و أغيظ للشيطان" .
مختصر زاد المعاد للإمام ابن قيِّم الجوزية
تأليف الإمام محمد بن عبد الوهاب
التوقيع |
ياليتني سحابة تمر فوق بيتك أمطرك بالورود والرياحين ياليتني كنت يمامة تحلق حولك ولاتتركك أبدا
هجرة
|
|