طريق التوبة من الغيبة
قال ابن القيم في كنابه ''الوابل الصيب'' :
يذكر عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أن كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته ، وتقول: (اللهم اغفر لنا وله ).ذكره البيهيقي في ( الدعوات الكبير وقال: في إسناده ضعف .
وهذه المسالة للعلماء فيها قولان :هما روايتان عن الإمام احمد وهما:
هل يكفي في التوبة من الغيبة الاستغفار للمغتاب ؟
أم لابد من إعلامه و تحليله؟
و الصحيح انه لا يحتاج إلى إعلامه ، بل يكفيه الاستغفار وذكره بمحاسن ما فيه من المواطن التي اغتابه فيها.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره .
والذين قالوا لابد من إعلامه ،جعلوا الغيبة كالحقوق المالية .
والفرق بينهما ظاهر: فان الحقوق المالية: ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه ، فان شاء أخذها ،وان شاء تصدق بها.
وأما في الغيبة : فلا يمكن ذلك ،ولا يحصل له بإعلامه الا عكس مقصود الشارع(صلى الله عليه وسلم) ،فانه يوغر صد ره ، ويؤذيه إذا سمع ما رمي به ،ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له ابدا.
وما كان هذا سبيله : فان الشارع الحكيم (صلى الله عليه وسلم) لا يبيحه ولايجوزه فضلا عن إن يوجبه ويامر به.
ومدار الشريعة:على تعطيل المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها و تكميلها ، والله اعلم .
وما عليه مزيد فقد اجاد وافاد .
و انظر نفسير ابن كثير عند قول الله تعالى : (ولايغتب بعضكم بعضا) .
واعلم ان بعض الناس يظن انه يجوز الوقوع في العرض اذا كان بما فيه، فاذا نهي عن ذلك قال: هو صدق، فنحن لم نكذب عليهم، وهذا هو عين الغيبة، لان الغيبة ذكر أخاك بما يكره.
ونختم بهذا البيت :
لا تشغلن بعيب غيرك غافلا عن غيب نفسك انه عيبان.
منقول من كتاب( نصيحتي للنساء)
التعديل الأخير تم بواسطة ام الكتكوت وائل ; 02-15-2010 الساعة 10:15 PM
سبب آخر: نسيان كتابة عنوان الموضوع
|