عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-21-2010, 07:59 PM
أم أيمن أم أيمن غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

لماذا قدم المغضوب عليهم على الضآلين؟
المغضوب عليهم الذين عرفوا ربهم ثم انحرفوا عن الحق وهم اشد بعدا لان ليس من علم كمن جهل لذا بدأ بالمغضوب عليهم وفي الحديث الصحيح ان المغضوب عليهم هم اليهود واما النصارى فهم الضالون. واليهود اسبق من النصارى ولذا بدأ بهم واقتضى التقديم.
وصفة المغضوب عليهم هي اول معصية ظهرت في الوجود وهي صفة ابليس عندما امر بالسجود لآدم عليه السلام وهو يعرف الحق ومع ذلك عصى الله تعالى وهي اول معصية ظهرت على الارض ايضا عندما قتل ابن آدم اخاه فهي اذن اول معصية في الملأ الأعلى وعلى الأرض )ومن يقتل مؤمنا متعمدا.فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه( (النساء آية 93) ولذا بدأ بها.
أما جعل المغضوب عليهم بجانب المنعم عليهم فلأن المغضوب عليهم مناقض للمنعم عليهم والغضب مناقض للنعم.
ما الفرق بين معنى الضلال في الفاتحة (ولا الضالين) و قوله تعالى (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) الشعراء)و(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى)؟
معنى الضلال في الآيات الثلاث واحد وهو عدم معرفة شرع الله سبحانه وتعالى. فموسى فعل هذا قبل النبوة فهو لا يعرف شرع الله، والرسول لما يقول له الله عز وجل تعالى (ووجدك ضالاً فهدى) يعني لم تكن عارفاً شرع الله تعالى فهداك إلى معرفة شرع الله بالنبوة. فالضلال هنا عدم معرفة شرع الله وليس الضلال معناه الفسق والفجور وعمل المنكرات وإنما هو الجهل بشرع الله سبحانه وتعالى: غير الضالين، وموسى قبل النبوة فعل هذا فكان جاهلاً بشرع الله ومحمد لم يكن يعرف شرع الله تعالى قبل النبوة فالمعنى واحد.

فوائد الآية ) صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين(


.1 من فوائد الآية: سؤال اللّه الهداية إلى الصراط المستقيم والتثبيت عليه حتى ينال العبد رضوان الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومن أعظم النعم على العبد أن يوفقه الله لسلوك طريق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين


1- ذكر التفصيل بعد الإجمال؛ لقوله تعالى: )اهدِنَـا الصِّرَاطَالمُستَقِيمَ (وهذا مجمل؛ )صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ( وهذا مفصل؛ لأن الإجمال، ثم التفصيل فيه فائدة: فإن النفس إذا جاء المجمل تترقب، وتتشوق للتفصيل، والبيان؛ فإذا جاء التفصيل ورد على نفس مستعدة لقبوله متشوقة إليه.


2- لجوء الإنسان إلى الله عزّ وجلّ بعد استعانته به على العبادة أن يهديه الصراط المستقيم؛ لأنه لا بد في العبادة من إخلاص؛ يدل عليه قوله تعالى: { إياك نعبد }؛ ومن استعانة يتقوى بها على العبادة؛ يدل عليه قوله تعالى: { وإياك نستعين } ومن اتباع للشريعة؛ يدل عليه قوله تعالى: ) اهدنا الصراط المستقيم ( لأن { الصراط المستقيم } هو الشريعة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم.


3- ومن فوائد الآية: أن الصراط ينقسم إلى قسمين: مستقيم، ومعوج؛ فما كان موافقاً للحق فهو مستقيم، كما قال الله تعالى: ) وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه( [الأنعام: 153] ؛ وما كان مخالفاً له فهو معوج..

5- ومن فوائد الآية: بلاغة القرآن، حيث جاء التعبير عن المغضوب عليهم باسم المفعول الدال على أن الغضب عليهم حاصل من الله تعالى وبيان أن الذين أنعم الله عليهم على الصراط المستقيم و إسناد النعمة بالهداية إلى الصراط لله وحده، وهو المنعم بالهداية دون أن يشركه أحد في نعمته، فاقتضى اختصاصه بها أن يضاف إليه بوصف الإفراد فيقال : أنعمت عليهم ، أي أنت وحدك المنعم المحسن المتفضل بهذه النعمة ، وأما الغضب فإن الله سبحانه غضب على من لم يكن من أهل الهداية إلى هذا الصراط ، وأمر عباده بمعاداتهم ، وذلك يستلزم غضبهم عليهم موافقة لغضب ربهم عليهم، واليهـود قد غضب الله عليهم، فحقيق بالمؤمنين الغضب عليهم، فحذف فاعل الغضب، وقال : المغضوب عليهم لما كان للمؤمنين نصيب من غضبهم على من غضب الله عليه بخلاف الإنعام فإنه لله وحده . [ مدارج السالكين: 1 / ]
6 - المغضوب عليهم : هم اليهود ، والضالون : هم النصارى ، كما في الحديث من قوله e ( اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ) رواه الترمذي .
7- انقسام الناس إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم؛ وقسم مغضوب عليهم؛ وقسم ضالون.
8- الحذر من سلوك سبيل من غضب عليهم ولعنهم ومن ضلوا عن الحق ولم يهتدوا إليه. فينبغي على المسلم أن يبتعد عن طريق اليهود والنصارى ، لأن الله حذر منهما ، فيجب على المسلم أن يحذر كل الحذر .
قال ابن تيمية رحمه الله : ولما أمرنا الله سبحانه وتعالى ، أن نسأله في كل صلاة أن يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، المغايرين للمغضوب عليهم وللضالين ، كان ذلك مما يبين أن العبد يخاف عليه أن ينحرف إلى هذين الطريقين ، وقد وقع ذلك كما أخبر به e حيث قال : لتسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتمـوه ، قالوا : يا رسول الله ! اليهود والنصارى؟ قال: فمن ؟ وهو حديث صحيح . [ الفتاوى : 1 / 56 ]
1- أسباب الخروج عن الصراط المستقيم: إما الجهل؛ أو العناد؛ والذين سببُ خروجهم العناد هم المغضوب عليهم . وعلى رأسهم اليهود؛ والذين سبب خروجهم الجهل كل من لا يعلم الحق . وعلى رأسهم النصارى؛ وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة (أي النصارى) أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم، واليهود سواءً . كلهم مغضوب عليهم..
2- تقديم الأشد، فالأشد؛ فالله تعالى قدم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأنهم أشد مخالفة للحق من الضالين؛ فإن المخالف عن علم يصعب رجوعه . بخلاف المخالف عن جهل..




تناسب افتتاح الفاتحة مع خاتمتها
تبدأ سورة الفاتحة بقوله تعالى (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) وتنتهي بقوله(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7))نلاحظ أنه في الخاتمة هو استوفى أنواع العالمين، العالمين من هم؟ إما منعم عليهم الذين أنعمت عليهم أو مغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه أو الضالين ليس هناك صنف آخر، هؤلاء هم العالمون المكلفون فلما قال رب العالمين ذكر من هم العالمين في آخر السورة إذن صار هناك تناسب بين مفتتح السورة وخاتمتها، (رَبِّ الْعَالَمِينَ)من هم العالمين؟ العالمين هم (الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) إذن هناك تناسب ظاهر بين مفتتح السورة وخاتمتها. العالمين هم العقلاء المكلفون لأنه جمع مذكر سالم وجمع المذكر السالم الأصل فيه أن يكون للعاقل إما علم عاقل أو صفة عاقل والعالمين ملحقة بها (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء) (لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الفرقان) إذن العالمين هم المكلفون العقلاء، قسمهم هذا التقسيم وشمل هذا التقسيم العالمين ويدخل فيهم الجن لأنه يدخل فيهم كل المكلفين.
انتهت السورة الكريمة ويُستحبُّ لمن فرغ منها أن يقول" آمين "
وآمين , ليست من الفاتحة , ولكن اسم فعل بمعنى : (استجب يا رب) .
روي عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنه قال: "كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا تلا ) غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ( قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول" رواه أبو داود وابن ماجة .
وورد عنه صلى الله عليه وسلم إذا قال : آمين , مد بها صوته , وحثَّ المصلين على أن يؤمِّنوا معه , فقال إذا أمَّنَ الإمامُ فأمِّنوا فإنَّ مَنْ وافق تأمينُه تأمينَ الملائكةِ غُفر له ما تقدم من ذنبهِ.الملائكة تؤمِّن مع الإمام , فينبغي للمصلي أيضا أن يؤمن مع الإمام , فإن قال مع الإمام آمين ,ووافق تأمينه تأمين الإمام والملائكة, غفر له ما تقدم من ذنبه.
ويحرص على أن يكون التأمين واحداً بحيث أنه في السنة والحديث الصحيح أن مسجد رسول الله كان يهتز من كلمة آمين لأن الصحابة كانوا يقولونها بصوت واحد ليس مرتفعاً ولا يعني علو الصوت كما يفهمه بعض الناس,لا, لأننا لا ننادي أصم ولكننا نناجي ربنا. وتقال آمين بصوت جيد لكن لأن الجميع يقولونها فيكون نوع من الإهتزاز لمجموع الأصوات وليس لعلو الصوت .
وهنا ننبه على خطأ يقع فيه كثير من المصلين؛ وهو أنهم يسبقون الإمام بآمين , لا ينتظرون الإمام حتى يقول آمين ويقولون معه , عندما يقول ولا الضَّالين , يقولون : آمين , والمفروض أن نعطي الإمام فرصة حتى يرجع إليه نَفَسُه .

علماءالتجويد يقولون " وَلاَ الضَّالِّينَ" هنا مد لازم ستحركات , وبعده مد اللين الذي في الياء , التي وراءها النون الساكنة أيضا أربع حركات , عشر حركات . إذن ينقطع نفس الإمام عند الانتهاء من الكلمة , إذاً على المسلم أن لا يتعجل, ينتظرالإمام حتى يرجع اليه نَفَسَهُ , وعندما يبدأ النطق بآمين , يبدأ معه .
والذي يسبق الإمام بالتأمين يُضيِّع عليه الأجر ؛ " غفر له ما تقدم من ذنبه".
اذن عرفنا المواضع التي تُشرع فيها الاستعاذة ,والمواضع التي تشرع فيها البسملة , والمواضع التي تشرع فيها الحمدلة ؛( في أي وقت نقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ,ومتى نقول بسم الله , والحمد لله , عرفنا هذا ولكن في أي وقت ُتقرأ الفاتحة ؟؟
تُقرأ الفاتحة في وقتين فقط : في الصلاة ؛لأنه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب , إلا أن يكون في الصلاة الجهريَّة خلف الإمام .

وعند الرُّقية : يضع المريض يده على مكان الألم ,ويقرأ الفاتحة .
ومن المؤكد أيضا أنها تقرأ في القراءة في المصحف بداية الختمة نبدا بالفاتحة .
ومن قرأها في غير هذه المواضع كمن يقرأها عند خطوبة البنت أو في السوق أثناء البيع والشراء أو عند ألأنتهاء من الصلاة فهذه كلها لاأصل لها من السُّنَّة وإنما بدعة إبتدعها الناس بغير دليل ولا برهان.
فوائد السورة
سورة الفاتحة على إيجازها قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن
1-تضمنت السورة الايمان والعمل الصالح، الايمان بالله (الحمد لله رب العالمين) واليوم الآخر (مالك يوم الدين) والملائكة والرسل والكتب (اهدنا الصراط المستقيم) لما تقتضيه من ارسال الرسل والكتب.
2- تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة. توحيد الربوبية (رب العالمين) وتوحيد الالوهية (اياك نعبد واياك نستعين) وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ داخلٌ فيما اشتملتْ عليه السورةُ الكريمةُ من الأسماءِ الحسنى , والصفاتِ العلى , الله , الرب , الرحمن , الرحيم , مالك ولذا فهي حقاً أم الكتاب.
3- في هذه السورة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هذا إثبات لجميع أنواع المحامد لله -جل وعلا-، والحمد هو الثناء على الله -جل وعلا- بصفاته وأسمائه وأفعاله، سواء منها ما كان متعلقا بالخلق، أو متعلقا بذاته -جل وعلا-.



4- وقوله -جل وعلا-: رَبِّ الْعَالَمِينَ هذا فيه إثبات صفة الربوبية لله، وأنه رب الخلائق أجمعين، والعالمون هم كل من سوى الله -جل وعلا-، فهو ربهم كما أنه إلههم، و هو المستحق للحمد.
5-تضمنت السورة إثبات الجزاء على الأعمال في قوله " مالك يوم الدين " وأن الجزاء يكون بالعدل لأن الدين معناه الجزاء بالعدل.
7 - وتضمنت إثبات القدر وأن العبد فاعل حقيقة خلافا للقدرية والجبرية.
- 8 بل تضمنتالرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله : " اهدنا الصراط المستقيم " لأنه معرفة الحق والعمل به وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.
9-وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى عبادة واستعانة في قوله : " إياك نعبد وإياك نستعين "
تناسب خاتمة الفاتحة مع فاتحة البقرة
تنتهي سورة الفاتحة بذكر المنعَم عليهم والمغضوب عليهم والضالين (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7))والبقرة تبدأ بذكر هؤلاء أجمعين، تبدأ بذكر المتقين (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (1)) وهؤلاء منعَم عليهم ثم تقول (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6)) تجمع الكافرين من المغضوب عليهم والضالين وتذكر المنافقين (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8)) إذن اتفقت خاتمة سورة الفاتحة مع افتتاح سورة البقرة. ذكر في خواتيم الفاتحة أصناف الخلق المكلفين (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7))وذكرهم في بداية البقرة.
المغضوب عليهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه والضالون لم يعلموا الحق وإنما ضلوا الطريق ويضربون مثلاً اليهود والنصارى، المغضوب عليهم منهم اليهود والنصارى. وفواتح البقرة تحدثت عن هذه الأصناف المتقين والكفار والمنافقين جمعت المغضوب عليهم والضالين يجمعهم الكفار.
فالحمد لله ربالعالمين .خاتمة سورة الفاتحة هي مناسبة لكل ما ورد في السورة من اولها الى آخرها فمن لم يحمد الله تعالى فهو مغضوب عليه وضال ومن لم يؤمن بيوم الدين وان الله سبحانه وتعالى مالك يوم الدين وملكه ومن لم يخص الله تعالى بالعبادة والاستعانة ومن لم يهتد الى الصراط المستقيم فهم جميعا مغضوب عليهم وضالون.
وعلى كل حال هذه السورة عظيمة؛ ولا يمكن لي، ولا لغيري أن يحيط بمعانيها العظيمة؛ لكن هذا قطرة من بحر؛ ومن أراد التوسع في ذلك فعليه بكتاب "مدارج السالكين" لابن القيم رحمه الله

رد مع اقتباس