[حسن درويش]

بسم الله الرحمن الرحيم
(( لا تَحْزَنْ إنَّ اللهَ مَعَنَا ))
هذه الكلمة الجميلة , قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه الصديق, وقد أحاط بهم الكفار . قالها قوية في حزم , صادقة في عزم .. ((لا تحزن إن الله معنا)) .
اطمئن .. لا نغلب , لا نضيع , لا نيأس , لا نقنط , النصر حليفنا , الفرج رفيقنا , الفلاح نهايتنا .. لأن الله معنا .
من أقوى منا قلباً , من أهدى منا نهجاً , من أجل منا مبدأ , من أحسن منا مسيرة , من أرفع منا قدراً .. لأن الله معنا .
لن نقصد بشراً , لن نلتجئ إلى عبد , لن نخاف مخلوقاً .. لأن الله معنا .
يا أبا بكر : اهجر همك , واطرد حزنك , وهدئ من روعك , وأرح قلبك .. لأن الله معنا .
غداً سوف تعلو رسالتنا , وتظهر دعوتنا , وتسمع كلمتنا .. لأن الله معنا .
غداً سوف نسمع أهل الأرض روعة الأذان , وكلام الرحمن , ونغمة القرآن .. لأن الله معنا .
كلمة (( لا تحزن إن الله معنا )) يحتاجها المسلم كل آن .. إذا تكاثف همه , وكثر غمه , وتضاعف حزنه , وعظم كربه .. يقول لقلبه : (( لا تحزن إن الله معنا )) .
سر هذه الكلمة في مدلولها , وعظمتها في معناها ..
عندما يقولها المسلم : تجعل الحزن سروراً , والهم فرحاً , والغم راحة , والكرب فرجاً .
ما أعظم كلام الرحمن .. وما أجل عطاء المنان ..
وما أسعد الأنام إذا ملئوا قلوبهم يقيناً ونوراً من كلمات القرآن ..
واتبعوا في حياتهم الدنيا نهج سيد الأنس والجان ..
ما أطيبها من حياة .. لأن الله معنا .