عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-02-2013, 01:05 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متواجد حالياً
كن كالنحلة تقع على الطيب ولا تضع إلا طيب
 




افتراضي

نحن ندخل هذا الشهر العظيم غالباً بهمة عالية، نجلس عشرة أيام أو اثنا عشر يومًا إلى خمسة عشر يوم ثم ماذا يحصل ؟؟ تقل الهمة، وأقول لنفسي لا بأس فقط خمسة أيام ثم تأتي العشرة الأخيرة أشد همتي! وأجد نفسي على الوراء ! ما العلة؟ ولماذا كل سنة يحصل ذلك؟! وكل سنة أجد نفسي أكثر سرعة فينزول الإيمان ؟!السبب: الإيمان.يعني الإنسان أصلاً فيه (ضعف إيمان) فيأتي موسم الطاعة ما يكون نفسه عميق يستطيع أن يتجاوز زمناً محدوداً وبعد ذلك ينزل، نحن متفقين على قاعدة عند أهل السنة والجماعة يرددونها دائماً :(إن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) كلما زدت طاعة كلما زاد إيمانك كلما أقبلت على الأعمال أكثر.


المفروض بهذه القاعدة أن أكون ثاني يوم من رمضان أفضل من أول يوم؛ لأنني قمت بأعمال صالحة في أول يوم، فالمفروض أنه زاد إيماني فالمفروض ثاني يوم أكون أحسن، لكن ليس منطقي أن أجد نفسي بعد خمسة عشر يوم أنني كنت في اليوم الأول أو الثاني أحسن من السادس عشر أو السابع عشر، إذاً أين المشكلة؟ أنه حتى هذه الأعمال فيها من النقص ما يسبب عدم زيادة الإيمان، إذاً أصبحت العلة أساساً في الإيمان، الإيمان فيه خلل أو عدم عناية أو عدم تفتيش لإشكالاته، من أجل ذلك ما نجد الأعمال تصب في الإيمان، المفروض الأعمال تصب في الإيمان تزيدك إيماناً وإذا زادتك إيماناً ويقيناً أول الشهر تعمل وأنت عندك شيء من الثقل آخر الشهر تعمل وأنت عندك شيء من القوة لماذا؟ لأن اليقين يزيد وإحساسك بأن الدنيا ستذهب لابد ولابد أن يذهب أهلها ولابد أن استعد لما وراء ذلك وهذه فرصة من أجل أن أعظم أعمالي، فالمفروض أن يزيد الإيمان الذي يسبب الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة. نحن نسأل حقيقة عندما يأتي آخر شهر رمضان هل يحصل الإقبال على الآخرة أو الإقبال على الدنيا؟ الجواب: الإقبال والاشتياق على الدنيا، معناه أن هناك أمر مخبأ؛ الإقبال على الدنيا.

نقسم الدنيا إلى ثلاثة أقسام:
· العشرة الأولى الدنيا في الأكل.
· العشرة الوسطى الدنيا في الملابس.
· والأخير في ترتيب المنزل.




وكل هذا من الوراء ولا أحد يحس أن هذا ينخر في الإيمان، ثم اسأل الناس عموماً والصلّاح خصوصاً كيف تستهوينا؟! ـ خصوصاً النساء ـ عندما نتكلم عن رمضان كيف تستهوينا تلك الأطعمة والكلام الدقيق فيها؟! وكلها تحتها أعذار مئة ألف عذر عندنا نريد شيء خفيف وإلى أخر ما نتكلم.

هل تفهم من هذا أنه ممنوع الأكل والشرب؟
الجواب: لا، لكن أنت في شدة وتفكر في هدوء ماذا يأكل وما هو الحلى من هذا الذي في هدوء؟ إلا أنني لا أفهم ما هي القصة؟!غير فاهمة أننا في حالة اضطرار وشدة واستنفار من أجل ذلك لابد أن نقبل إقبالاً ونترك أي شيء خفيف يكفينا زاداً، لكن نحن نتفنن مع الإعلام والتجار والصبغة الاجتماعية العامة فتجد في النهاية تجد شهراً مقسوم عشرة وعشرة وعشرة لأعمال الدنيا لا نكذب على أنفسنا، أهم شيء في هذا الموضوع نحن يكون عندنا نهم للدنيا ونحن لا نشعر، وطبعاً هذا عدوك يستغل الفرصة التي قبل رمضان من أجل أن يجعل هذا الطمع شيء يسري فيك. يعني مثل: المخدرات-أسأل الله أن يحفظ الجميع-يسري في الإنسان، عندما يأتي رمضان لا تستطيع أن تتخلص منها هو يحبس وأثاره لا زالت عليك هو الشيطان يحبس وآثار إغرائه بالدنيا لا زالت على الخلق، وأنت يكفيك في هذا واذهب في أخر خمس أيام من شعبان وانظر أماكن الأطعمة والمواد الغذائية وانظر ماذا يحدث كأننا داخلين على مجاعة! على كل حال هذا كله من فعل العدو، بالإضافة إلى هوى النفس، بالإضافة إلى مئة عذر.

بما أن الاختبارات قريبة جداً من رمضان تأمل لو قامت ابنتك من دراستها وذهبت لتصنع لنفسها كأس شاي من أجل أن تأكل وأخرجت من الأسفل شيء، ومن الفريزر شيء من أجل أن تعمل كذا وفتحت الفرن ماذا تقول لها؟! أي محاضرة التي ستعطيها لها؟؟ كلام عن الوقت وأهميته وأن كلها أيام محدودة وانظر كيف نحاضرهم؟ هذه المحاضرة أحسن ما يكون الكلام في العناية بالوقت والعناية بالهدف، اختلطت الدنيا علينا اختلف الأمر أصبحنا لا نعلم ما هو الاختبار الحقيقي الذي نحن نعيشه؟ ولا زلت أقول أن هذا ليس تزهيداً لا في الطعام والشراب، ولا تزهيداً في الاختبارات والامتحانات. هذا فقط من أجل أن نقدر الأمور قدرها. وانظر كيف أن غالب الناس الذين يستعملون تغير بيوتهم في أخر رمضان. الآن في العشرة الأخيرة كان لازم يأكلوا كذا وكذا، وعندما يأتوا لفرش بيوتهم والاهتمام بها يتنازلوا عن المأكولات، كل هذا إشارة على أن الدنيا سرت وجرت في الدماء، وها هي أثارها تأتي في الزمن الفاضل، الناس يرجون أن يكونوا مجاورين للحرم يرجون أن يقتربوا له ساعة، وناس كثيرين يكونون قريبين من الحرام والله! لا يوجد في قلوبهم تعظيم له

ولا شوق لماذا؟ سنعود لأصل القضية؛ الإيمان هو المشكلة، ومن أجل ذلك نحن نناقش أسباب تزيد إيماننا، فإذا زاد إيمان العبد كان عنده قوة في طلب الإعانة وإذا طلب الإعانة لا يظن أنه يمكن أن يخذل. واحد عنده إيمان وطلب الإعانة لا يمكن أن يخذل.



يتبع إن شاء الله
التوقيع


تجميع مواضيع أمنا/ هجرة إلى الله "أم شهاب هالة يحيى" رحمها الله, وألحقنا بها على خير.
www.youtube.com/embed/3u1dFjzMU_U?rel=0

رد مع اقتباس