عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 12-12-2007, 07:42 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

الدرس الخامس والعشرون : من آداب الدعوة إلى الإسلام
بما أن الدعوة إلى الإسلام واجب من واجبات المسلم في الحياة، إلا أنه يلزم القائم بها حسن العرض وجمال الطرح، حتى تكون أرجى للقبول. قال الله تعالى مخاطباً نبيه صلى الله عليه وسلم : ( ( وَلَو كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلبِ لاَنفَضُّوا مِن حَولِكَ ). ومن أجل تبليغ رسالة الإسلام وتوصيلها إلى الناس ليتقبلوها قبولاً حسناً، لزم الداعي إلى الإسلام التخلق بجملة آداب وأخلاق وصفات. من ذلك :
1- تقوى الله وإعطاء القدوة الحسنة في القول والعمل قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفعَلُونَ "2" ).
2- العلم ، وأدناه العلم بالحلال والحرام، وأعلاه العلم بدقائق المسائل، وتمييز المتفق عليه من المختلف عليه، ومعرفة الراجح مقروناً بدليله.
3- الرفق، كما قال الله تعالى : ( ادعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةٍ وَجَادِلهُم بِالَّتيِ هِيَ أَحسَنُ ) وقال تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام : ( فَقُولاَ لَهُ قَولاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشَى "44" ).
4- الصبر والتحمل لقوله تعالى : ( وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسلِمِينَ "33" وَلاَ تَستَوِي الحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ، ادفَع بِالَّتِي هِيَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيُّ حَميمٌ "34" وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ "35" ).
5- ومن صفان التي ينبغي أن يتحلى بها الدعاة وهم يخالطون الناس الإخلاص وترك الرياء وحب الظهور والسمعة وأن يكون يكون عملهم خالصاً لوجه الله وابتغاء مرضاته وإعزاز دينه عملاً بقول الله تعالى : ( فَمَن كَانَ يَرجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَملاً صَالِحاً وَلاَ يُشرِك بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا ).
6- التواضع، وترك الكبر والاستعلاء على الناس بغير الحق. قال الله سبحانه وتعالى : ( وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدعُونَ رَبَّهُم بِالغَدَاةِ وَالعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجهَهُ وَلاَ تَعدُ عَينَاكَ عَنهُم تُرِيدُ زِينَةَ الحَيَاةِ الدُّنياَ ) قال المفسرون في أسباب نزولها إن قريشاً قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نرضى أن تكون أتباعاً لهؤلاء من ضعفاء المسلمين مثل صهيب وعمار وبلال وخباب، فاطردهم عنك ولا تبقهم في مجلسك إذا دخلنا عليك، فإذا فرغنا وخرجنا فأدخلهم إن شئت. فأنزل الله بعد ذلك فوله تعالى : ( وَلاَ تُطِع مَن أَغفَلنَا قَلبَهُ عَن ذِكِرناَ ). ومن توجيهات رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر التواضع قوله : (( وما تواضع أحد إلا رفعة الله )) ويقول أبوبكر الصديق رضي الله عنه : (( لا يحتقرن أحدٌ أحداً من المسلمين فإن صغير المسلمين عند الله كبير )).
7- ومن أخلاق الدعاة إلى الله (( الصدق )) ويكون في القول والفعل والقصد. قال الله تعالى : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ "119" ).
رد مع اقتباس