عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-20-2011, 09:11 AM
أبو الحارث الشافعي أبو الحارث الشافعي غير متواجد حالياً
.:: عفا الله عنه ::.
 




افتراضي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد...

فعند الترمذي عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن.

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في [جامع العلوم والحكم] :

[ قوله صلى الله عليه و سلم : وخالق الناس بخلق حسن
هذا من خصال التقوى ولا تتم التقوى إلا به ، وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه
فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده
فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس ، فإنه كان قد بعثه إلى اليمن معلما لهم ومفقها وقاضيا
ومن كان كذلك فإنه يحتاج إلى مخالقة الناس بخلق حسن ما لا يحتاج إليه غيره مما لا حاجة للناس به ولا يخالطهم
وكثيرا ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته
إهمال حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها
والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوى عليه إلا الكُمّل من الأنبياء والصديقين.]اهـ

وعليه فالجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده أفضل وأكمل
ذلك أن التوسع في هذه الزيارات ربما أفضى إلى التقصير في حق رب العالمين
ومنعها بالكلية ربما أدى إلى الخلافات الزوجية والحواجز الاجتماعية وإفساد ذات البين

وأفضل صور الجمع في وجهة نظري القاصرة
تكون بتقليص زمن الزيارة ، ليكون من العصر إلى العشاء أو من الظهر إلى المغرب مثلا
وتفريق بقية الوقت على الصلاة وتلاوة القرءان وذكر الله

ولابد مع ذلك من الحفاظ على هيبة الزوج أمام أهله
وذلك بالتشاور معه والتودد إليه وحصر سبب تقليص زمن الزيارة في الانشغال بالعبادة

واعلمي أرشدكِ الله أن هذه الزيارات إن صلحت فيها النية وسلمت الطوية
كانت من أعظم القربات عند الله
لما فيها من إعانة الزوج على بر أمه وصلة رحمه

والله الموفق لما يحب ويرضى
رد مع اقتباس