خـــوف السلـــف
- بكى النخعى عند موته وقال: انتظـــر رسول ربى ما أدرى أبشرنى بالجنة أو النار .
- أحد أصحاب سفيان الثــورى : يقول :
إذا جلسنا إلى الثورى فكأن النار قد أحاطت بنا لما نرى من
خوفه وجزعه .
وقال الحجاج لسعيد بن الجبير: بلغنى أنك لم تضحك قط .قال : كيف أضحك و جهنم قد سعرت
والأغلال قد نصبت و الزبانية قد أعدت .
- وهذا أحدهم يقول : ما رأيت أ
خوف من الحسن و عمر بن عبد العزيز ، كأن النار لم تخلق الا لهما .
- رئى الحسن البصرى يوماً وهو يبكى فقيل له :
ما يبكيك ؟ فقال : أخاف أن يطرحنى غدا فى النار ولايبالى .
- خرج ابن المبارك يوماً على أصحابه فقال :
إنى اجتأت البارحة على الله سألته الجنة .
- قال الفضيل : إنى لا أغبط نبياً مرسلآ ولا ملكاً مقرباً ولا عبداً صالحاً اليس هؤلاء يعاينون يوم القيامة ،
إنما أغبط من لم يخلـــق .
- قال السرى : إنى أنظر كل يوم مرات مخافة أن يكون قد اسود وجهى .
- قال أبو حفصى : منذ أربعين سنة اعتقادى فى نفسى أن الله ينظر إلى نظر السخط وأعمالى تدل على ذلك .
- مر الحسن بشاب مستغرق فى ضحكة وهو جالس مع قوم فى مجلس فقال له الحسن : يا فتى هل مررت بالصراط ؟
قال لا : قال: فهل تدرى
إلى الجنة تسير أم الى النار ؟ قال : لا قال : فما هذ ا الضحك ؟ قال : فما رؤى ذ لـك الفتى بعدها ضاحكاً .
- قال حاتم الأصم : لا تعتز بموضوع صالح فلا مكان أصلح من الجنة فقد لقى أدم علية السلام فيها ما لقى ،
و لا تعتــز بكثـرة العبادة فــإن إبليس بعد طول تعبده لقى ما لقى . ولا تعتز بكثرة
العلم فإن بلعام لحان يحسن إســم الله الأعظم فنظر ماذا لقـــى . ولا تعتــز برؤيــــة الصالحين فلا شخص أكبر منزلة عند الله من المصطفى ( صلى الله عليه وسلم )
و لم ينتفع بلقائه أقاربه و أعداؤه .
- كان عطاء السلمى يسأل الله العفو ولم يسأل الله الجنة أبداً . وقيل له فى مرضه : ألا تشتهى شيئاً ؟ فقال :
ان
خوف جهنم لم يدع فى قلبى موضعاً للشهوه . فقيل : أنه ما رفع رأسه الى السماء و لا ضحك أربعين سنه . وكان يمس جسده فى بعض الليل مخافة أن يكون قد مســخ .
و عند البرق أو الريح أو غلاء الطعام كان يقول : هذ ا من أجلى يصيبهم لو مات عطاء لاستراح الناس
و جلس مع أصحابه فى يوم شديد البرود فكان يرشح عرقـاً وأغشى علية فلما أفاق قال: انى ذكرت انى عصيت الله فى ذلـك المكان .
- وقرأ زرارة بن أبى أوقى فى الصلاة الآية
{ فإذا نقر فى الناقور }
فحر ميتاً .
- ووقف قوم بعابد يبكى فسألوه فقال : فرص يجدها الخائفون فى قلوبهم قالوا: و ما هى؟ قال : روعة النداء بالعرض على الله ( عز وجل ) .
- وكان الخواص يبكى فى مناجته ويقول :
قد كبرت و ضعف جسمى عن خدمتك فأعتقنى .
- وكان يزيد بن الأسود لا يضحك و
لاينام مضجعاً و لا يأكل السمن .
- و كأن طاووس إذا اضجع يتقلى كالحبة فى المقلاة فيثيب الى الصلاة ويقول :
طير ذكر جهنم نوم الخائفين .
- ودخلت مولاة لعمر بن عبد العزيز علية مسلمى علية ثم قامت فى مسجد فى بيته فصلت فيه ركعتين و غلبتها عينها فرقدت فاستبكت فى منامها ثم انتبهت فقالت : يا أمير المؤمنين ،
إنى والله رأيت عجباً ، قال وما ذلـك ؟ قالت : رأيت النار وهى تزفر على أهلها ثم جىء بالصراط ووضع على متنها فقال : هيه قالت : فجىء بعبد الملك بن مروان فعمل علية فما مضى الا يسير حتى انكفــــأ به الصراط فهوى الى جهنم فقال عمر هيه ،
قالت : ثم جىء بالواليد بن عبد الملك فعمل عليه فما مضى عليه إلا يسير حتى انكفأ به الصراط فهوى الى جهنم ،
فقال عمر : هيه قالت : فجىء بسليمان بن عبد الملـك فما مضى إلا يسير حتى انكفأ به الصراط فهوى إلى جهنم فقـال عمر: هيه قالت : ثم جىء بك والله يا أمير المؤمنين ،
فصاح عمر ( رحمة الله عليه ) صيحة خر مغشياً علية فقامت إليه فظــلت تنـادى فى أذانه :
يا أمير المؤمنين ، انى رأيتك والله قد نجوت … انى رأيت والله قد نجوت … وهو يصيح ويفجص برجلية .
- و بكى أحد الصالحين فى مرضة بكاء شديداً ، فقال له عاودت : كيف تبكى و أنت الذى صمت و قمت و جاهدت و تصدقت و حجيت واعتمرت و علمت و ذكرت ؟
فقال : و ما يديـــــــرينى أن شيئاً منها فى ميزانى و أنهــــا مقبولة عنـــد ربـــــى و الله ( تـــــــعالى ) يقول :
{ إنما يتقبل الله من المتقيـــن )
لله درهم !!!!